يسر مشروع كبار العلماء بالكويت وبالتعاون مع مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ان يقدموا لكم هذه المادة فذهب الاخوان يطرح سؤال بدأه بقوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. فانا ادعو الله سبحانه وتعالى واقوم الليل واختار الاوقات المناسبة التي تستجاب الدعوة فيها مثل ساعة يوم الجمعة وغيرها. ولكن لا يستجاب الدعاء افيدوني جزاكم الله خيرا. عدم الاستجابة لها اسباب. قد يدعو الانسان في اخر الليل ويدعو في بين بيننا والاقامة وفي سجوده وفي غير ذلك وفي ساعة الجمعة ولكن لا يستجاب له باسباب بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة ما من عبد يدعو بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله بها احدى ثلاث. اما ان تعجل له دعوة في الدنيا واما ان تدخر له في الاخرة واما ان يصرف عنه من الشر مثل ذلك. قالوا يا رسول اذا نكثر قال الله اكبر. بين الرسول صلى الله عليه وسلم ان الدعوات قد يستجاب بعضها معجلا وان يؤجل وقد يعوض عنه صاحب الحكمة البالغة ونحن نشاهد هذا كما قال السائل كل يشاهد هذا يدعو بدعوات لا تحصل له فلا يظن يظن ان الله غافل عنها وانه للميعاد لا هو الصادق لوعده سبحانه وتعالى. حيث قال ادعوني استجب لكم. او كما في الحديث الصحيح في هذه النزول يقول صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل يعطى سؤله؟ هل من مستغفر فرجه؟ هل من تاب عليه هذا وعد من ربنا الاستجابة ولكنه قد يؤجلها وقد يؤخرها وبه خيرا منها على حسب حكمته وعلمه سبحانه وتعالى. وهذا النزول غيره من الصفات. نزول يليق بجلال الله لا يعلم كيفيتهم الله سبحانه وتعالى. عند اهل السنة والجماعة كما يقولون في الاستواء والغضب والرضا والمجيء يوم القيامة وغير ذلك كلها صلات تليق بالله سبحانه وتعالى لا يشاب فيها خطأ. بل القول فيها واحد. كما قال مالك رحمه الله وربيعة وام سلمة وغيرهم الاستواء معلوم وكيف مجهول. والايمان به واجب وهكذا يقال النزول معلوم. وكيف مجهول وايمان به واجب. وهكذا في الغضب والرضا والكراهة والمحبة والبغضاء والسمع والبصر وغير ذلك. كلها صفات تليق بالله لا يشبه فيها الله سبحانه وتعالى كما قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولم يكن له كفوا احد. فهكذا الدعوات يستجاب بعضها ويؤجل بعضها فيمنع بعضها ويعطى من الخير شيء اخر او يصنع عنه من الشر مثل ذلك. وقد تكون له معاصي وذنوب استحق بها المنع كما في الحديث ان العبد فيحرم الرزق بالذنب يصيبه. ان العبد افهموا الرزق من ذنب يصيبه. فالانسان قد يحرم من الاجابة لاعمال سيئة فعلها او ظلم فعله. قد تكون الاجابة حجبت باسباب اعمالك السيئة. ومعاصيه وقطيعة لرحمه او غير ذلك من الاثام. ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم. فالحاصل ان الدعاء الدعاء يستجاب ولكن الاستجابة على اقسام تارة مستجاب صيغة معجلة وتارة ذلك المطلوب الى الاخرة وتارة يصرف عنه من الشر مثل ذلك بدلا من اعطائه سؤله وتارة يمنع اعماله السيئة التقصير في امر الله ولتعاطيهما يمنع الحجاب من سيئات واخطاء تركها نعم. اه ثم ايضا هناك سبب اخر بينه النبي صلى الله عليه وسلم وبينه اهل العلم وهو انه قد يؤجل ويؤخر ليجتهد في العبادة ليجتهد في الدعاء ولعل الله يفتح له ابوابا من الخير لاسباب هذه الحاجة التي يلح فيها. فتكون حاله اصلح من حاله الاولى بسبب هذا اللجأ الى الله والاجتهاد في الدعاء والحرص على طلب الحاجة فيفتح الله عليه ابوابا كثيرة من الخير ويزداد بذلك صلاح قلبه وقوة ايمانه فتكون هذه الحاجة التي طلبها سبب خير كثير وسبب هداية وصلاح ولهذا قال عليه الصلاة والسلام يستجاب لاحدكم ما لمست ما لم يعجل فيقول دعوت ودعوت ولم اره يستجاب لي. فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء. فينبغي ان لا جمل والحديث ان الله يحب الملحين في الدعاء. حديث النبي يغضب عليه فينبغي ان يلحى بالدعاء ويجتهد ولا ييأس ويحسن الظن بربه ويرجوه سبحانه ان يعجل هذا اذا كان فيها خير او يعطيها او يعطيه خيرا منها اذا كان ذلك خيرا له او يدخرها في الاخرة ان كان خظلا فربك احكم واعلم سبحانه وتعالى. نعم. جزاكم الله خيرا