في طريق الغضب وما اعظم خسارة من عرف الله ثم اجترأ عليه بسوء الادب. فيا ايها الغافلون القائل السامعون كم سوفتم بالتوبة الى رجب؟ فها هو قد حل بكم وارتكب. فليت شعري هل صدق المسوف ام كذب امثالكم وانتم تنسلون الى اللهو والمعاصي من كل حدب. وقليل منكم من تاب ونزل عما ارتكب. فبالله لنسيان منكم لبغتة الاجل ام امان من سوء المنقلب. فما اسوأ حال عبد دعاه مولاه للتوبة بالطاعة مما المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة لرجب. الحمد لله الذي فاضل بين خلقه في جميع الامور. وخص من اراد منهم باختيار لحكمة بالغة ابق المقدور فكأنه المتفضل بالخلق والرزق. فمن ذلك تفضيله الاشهر الحرم على الشهور. فتفضيل الاشهر الحرم قديما في الازمنة الماضية والعصور برا واحسانا من المولى على خلقه. ليزدادوا ويرغبوا في تحصيل الثواب والاجور. فسبحان ان من رضي على قوم فاسعدهم بسابق المقدور. فاحسن خواتمهم فلم يضرهم ما مضى من الغفلات والفتور. وغضب على قوم من فأساء خواتمهم ولو دأبوا ليلهم الى اسفار النور ولو صاموا نهارهم بالهجور. اختار الامة المحمدية على سائر الامم اي تفضيل وخصنا بخصائص اظهار التعظيم والتبجيل. وجعلنا بنص كتابه العزيز شهداء على الناس بتبليغ رسلهم لهم وذلك في اليوم العريض الطويل المسدد الهادي من ام طريق الحق وقصده وله اجتهد وطلب السعد لذوي الاجتهاد بطاعته ببلوغ الارب المبعد لذوي البطالة عن سنن الرتب. الذي عظم الاشهر الحرم جعل منها شهر رجب وفخم قدره في الاعصر الاولى وعظمه في الاسلام. فتعظيم ما عظم الله امر قد وجب وسمي بالشهر الاصم لم يكن يسمع فيه قعقعة السلاح بين العرب. احمده حمدا سبحانه ولن يحصي احد ولو دأب واشكره على الائه ولن يستقصي احد بشكره ولو حسب. ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة استمسك بها من بغتات الاهوال وسطوات الكرب. ونشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله افضل من علم وعلم ولا قرأ ولا كتب. اكمل من كمله مولاه وبرأه من الذنب. فقد قال صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم ولا فخر. يسلك بنا مسلك التأدب والادب صلى الله عليه وسلم. وعلى اصحابه ما طلع نجم غرب وسلم تسليما. اما بعد يا ايها الناس اتقوا الله تعالى ما اضل من طلب النجاة فسلك طريق العطب. وما اعظم شقاوة من دعي الى راحة الطاعة فاختار عليها المعاصي والعنا والتعب. وما اجهل من طمع في رضا مولاه وهو مقيم ارتكب وما اجهل عبدا ناداه سيده لحضرته فابى الا الهرب. كم ندبكم الحق جل جلاله الى دار السلام وقليل منكم من انتدب