ما جمعه الدفتان من اول الحمد لله رب العالمين الى اخر قل اعوذ برب الناس كلام الله تعالى ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وان جميع ما فيه حق بسم الله الرحمن الرحيم السلف الصالح للصوتيات والمرئيات والبرمجيات. تقدم اكبر الله اكبر الله اكبر الله لا اله الا الله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد النبي وازواجه امهات المؤمنين وذريته واهل بيته كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فان هناك مظاهر متعددة لهجر القرآن. والقاسم المشترك آآ في هذه المظاهر هو التكذيب بالقرآن الكريم آآ اه يذكر هنا المصنف بانواع التكذيب بالقرآن اولا الكفر الصريح بالقرآن الكريم. ثم الاستكثار عن القرآن ثم الصريح في القرآن ثم الجحود بالقرآن ثم طلبهم تبديل القرآن ثم تبعيض القرآن ثم الاعراض عن القرآن الكريم اه يذكر اولا الكفر الصريح بالقرآن الكريم. هذا من اسوأ انواع الهجر الذي هو من انواع التكذيب في القرآن. الكفر بالقرآن هو اعتقاد خد بما يحمل معنى الكفر. او تلفظ بما يحمل معنى الكفر او فعل بما يحمل معنى الكفر ويستوي في ذلك من كفر بالقرآن جملة وتفصيلا. ومن كفر باية منه ولقد توعد الله سبحانه وتعالى من كفر بالقرآن العظيم بالعذاب والهوان والصغار في الدنيا والاخرة يقول تعالى ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد. وآآ الذين آآ صيغة عموم تشمل اليهود والنصارى والمشركين جميعا في مرتبة واحدة. ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد والمراد بايات الله هنا القرآن الكريم المعجز فسر الله سبحانه وتعالى هذا العذاب الشديد في قوله ان الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا. كلما نضجت جلودهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. ان الله كان عزيزا حكيما ويقول تعالى وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه. ويقول تعالى ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين الى قوله تعالى على هل يجزون الا ما كانوا يعملون آآ اما الاستكبار عن القرآن الكريم فمن امثلته قوله تعالى ومن اظلم ممن افترى على الله دي كذبة والافتراء هو الاختلاق كما قال عز وجل ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكريم فالذين افتروا على الله الكذب المشركون الذين احلوا وحرموا بهواهم وزعموا ان الله امرهم بذلك واثبتوا لله شفعاء عنده كذبا على الله عز وجل. هؤلاء هم المقصودون بقوله تعالى ومن اظلموا يعني لا احد اظلم ممن افترى الله كذبا او قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء ايضا هذا يتعلق بادعاء النبوة كذبا ويدخل فيه كل من ادعى النبوة كمسيلمة الكذاب والاسود العدسي والمختار وغيرهم ممن اتصف بهذا الوصف ومن اظلموا ممن افترى على الله كذبا او قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء. ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله وهؤلاء هم الذين يدعون او يزعمون انهم ان لديهم القدرة على معارضة القرآن الكريم او ان في بامكانهم ان يأتوا بمثله كما اه فعل كثير ممن حاولوا ان اه يعارضوا القرآن الكريم فاتوا مما فاتوا بما يضحك اه العقلاء ثم ذكر الله تعالى العذاب الذي اعده لهؤلاء المستكبرين عن القرآن. فقال ولو ترى اذ الظالمون في غمارات الموت الملائكة باسط ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون. والهون هو الهوان ويعني آآ الظلم. اما السبب فهو آآ الاستكبار الايمان بالقرآن وكنتم عن اياته تستكبرون والذين يستكبرون عن ايات الله بين الله جزاءهم في قوله ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها. لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. وكذلك نجزي المجرمين. لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين. ويقول ايضا والذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها اولئك اصحاب النار هم فيها خالد اما التجريب الصريح بالقرآن الكريم فمن امثلته قوله تعالى والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. وقوله تعالى كذبوا وكذبوا باياتنا يعني بذلك القرآن الكريم آآ او يعني انهم جحدوا القرآن الكريم ويقول تعالى والذين كفروا وكذبوا باياتنا فاولئك لهم عذاب مهين. وقال ايضا واما الذين كفروا وكذبوا باياتهم ولقاء الاخرة فاولئك في العذاب محضرون. يعني لا غيبة لهم عنه ولا فتور له عنهم. ها كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها. وقال تعالى لا يفتر عنهم يعني العذاب لا يخفف عنهم اما الجحود بالقرآن فالجحود ضد الاقرار. ولا يكون الجحود الا مع علم الجاحد به انه صحيح. لا يطلق لفظ الحوت الا مع كون العالي الجاحد يعلم في قلبه اه ان هذا الذي يكثر به ظاهرا هو يعلم في قلبه انه حق يقال جحد الامر وجحد بالامر جحدا وجحودا انكره مع علمه به الدليل على هذا قوله تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعدوا. فاستيقظتها انفسهم لكنهم اتحدوا بها ظلما وعلوا واستكبارا من الجحود ايضا قوله تعالى قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون. فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الهي يدحدون هنا يسلي الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بتكذيب قومه له. ومخالفتهم اياه. قد نعلم هنا للتحقيق قد اعلموا انه ليحزنك الذي يقولون. يعني حينما يصفونك بالكذب نعلم كم يشق هذا عليك ويتقل عليك الحزن ويسوؤك فلا تظن ان قولهم واتهامهم اياك بالكذب. صادر عن اشتباه في امرك او شك فيه يقول فانهم لا يكذبونك. حتى لو رموك بالكذب لكن هم في قرارة انفسهم لا يكذبونك. لانهم يعرفون صدقه قال ومدخلك ومخرجك وجميع احوالك حتى انهم كانوا يسمونه صلى الله عليه واله وسلم قبل البعثة الامين وفي الاية احتباك بمعنى فانهم لا يكذبونك ولا يكذبون الايات. ولكنهم يجحدون بالايات ويجحدون صدقا. فحذف من كل لدلالة الاخرة ومن امثلة الجحود بالقرآن الكريم كذلك قوله تعالى وكذلك انزلنا اليك الكتاب الذين اتيناهم الكتاب يؤمنون به. ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد باياتنا الا الكافرون. وما باياتنا الا الكافرون يعني المتوغلين في الكفر المصممين عليه. فان ذلك يمنعهم من الاقرار ويعني التسليم يقول تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. وما يجحد باياتنا الا الظالمون ما يكذب بالقرآن ويبخس حقه ويرده الا الظالمون المعتدون المكابرون. يقول تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم اما جزاء الجحود فبينه عز وجل في قوله اليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا باياتنا ما نوع ما هنا صلة نعم ها وما كانوا باياتنا يشهدون لنا هل يمكن ان تكون نافية مش ممكن تكون نافية لان المعنى يختل عكس المعنى المقصود ها فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا باية يعني بنسيانهم لقاء يومهم هذا ينساهم الله يتركهم في العدالة وما كانوا باياتنا يجحدون. يعني وبالذي كانوا بجحودهم يعني ومعنى ننساهم كما نسوا اي نعاملهم معاملة من نسي. فيتركون في النار كما فعلوا هم في جحودهم بالقرآن الكريم ما سمى جزاء نسيانهم بالنسيان. كما في قوله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها. فهذه مشاكلة من جزاء الجحود بالقرآن الكريم ايضا قوله تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم اسوأ الذي كانوا يعملون. ذلك جزاء اعداء الله لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآتنا يجحدون واذا تأملنا قوله تعالى فلا نذيقن الذين كفروا عذابا شديدا. لفظ الذوق. يذكر بالقدر القليل الذي يؤتى به لاجل التجربة يعني اذا طبخت عمل اذا قلنا انه يذوقه يعني يجرب طعمه بقدر قليل جدا فهنا اه يعني في القدر القليل من الذوق من العذاب الذي يذوقونه فلا نذيب قال الذين كفروا عذابا شديدا. فهذا في الذوق فاذا كان القليل من الذوق عذابا شديدا. فكيف يكون حال الكثير منه ومعنى اسوأ الذي كان يعملون الشرك لانه اقبح ما كانوا يتعاطونه ولماذا هذا كله ذلك جزاء اعداء الله النار؟ لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا باياتنا دول من آآ مظاهر تكذيب القرآن الكريم طلب الكفار من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يبدل القرآن العظيم. وان يأتي بالقرآن او يبدله. يقول يعني هم هنا لم يأتوا ببدع من القول بل يسيرون على نهج من سبقهم من للكتاب كما قص الله عز وجل عن اليهود. افتتبعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله. ثم يحرفونه من بعد بعد ما عقلوه وهم يعلمون يعني فلقت تطمع آآ في آآ ايمانهم واخلاقهم لا تقتضي الطمع فيهم بسبب تحريفهم كتاب الله تبارك وتعالى والمشركون يقولون يقول تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا بقرآن غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب عظيم اما اليهود فايضا من آآ ضلالهم في هذا الباب انهم كانوا يلوون السنتهم بالكتاب. كما قال عز وجل وان منهم لفريقا السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب. وما هو من الكتاب؟ ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله. ويقولون والله الكذب وهم يعلمون. ها يلهون السنتهم يعني يقلبونها بالتحريف والزيادة. سواء كان تحريفا لفظيا او تحريفا معنويا ثم مع ذلك يوهمون الناس انه من الكتاب وهم كذبة في ذلك وهم يعلمون يعني ايه آآ آآ انهم يكذبون على الله تبارك وتعالى من مظاهر تكذيب القرآن طب عيض القرآن الكريم باخذ بعضه وهجر البعض الاخر. يقول تعالى افتؤمنون ببعض بعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا. ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون كان الله سبحانه وتعالى قد اخذ على بني اسرائيل اربعة عهود ترك القتل وترك الاخراج لا يخرجون اخوانهم من ديارهم وترك المظاهرة وفداء اسراهم. فاعرضوا عن كل ما امروا به الا الفداء فكانوا يقتلوا بعضهم بعضا ويخرجون انفسهم من ديارهم ويظاهرون على اخوانهم وبعد ما اه ومع ذلك ياخدون الاسرى. فبعضوا يعني اه الكتاب. فوبخهم الله سبحانه وتعالى بقوله افتؤمنون ببعض كتابي وتكبرون ببعض يعني كيف تعمدتم مخالفة التوراة في قتالكم اخوانكم واتبعتموها في فداء اسراكم الذي امنوا به فداء الاسارى. والذي كفروا به قتل بعضهم بعضا واخراجهم من ديارهم فوبخهم الله توبيخا يتلى الى يوم يوم القيامة يقول تعالى فما جزاء من يفعل ذلك منكم؟ اي تبعيض الكتاب والايمان ببعضه والكفر بالبعض. الا خزي في الحياة الدنيا. ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون. والخزي هو الذل والهوان من تبعيض القرآن ما ذكره الله تعالى في قوله كما انزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عظيم ربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. فهذه تشمل كل من اكتسب كتاب الله. سواء بتكذيب بعضه وتصديق بعض او ارتكاب ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه من انواع التكذيب الاعراض عن القرآن الكريم. يقول تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا نحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. قوله تعالى ومن اعرض عن ذكري الذكر هنا بقول عامة هو القرآن الكريم يقول الله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد اتيناك من لدنا ذكرى من اعرض عنه فانه يوم القيامة وزرا خالدين فيه وسألهم يوم القيامة املأ اي ساء حملا وزرهم الاعراض عن القرآن الكريم له صور شتى. آآ من هذه آآ الصور ما يقع من الرافضة. قاتلهم الله. حيث يدعي الرافضة ان القرآن الكريم ناقص ومحرف. وان القرآن الكامل موجود مع آآ الامام الخرافة ده فيه في استرداد بزعمهم والذي سيخرج في اخر الزمان اه من سرداب في سامراء آآ هذا آآ من سور الاعراض عن القرآن الكريم. البابية والبهائية ايضا الذين ادعوا نسخ الكريم والشريعة الاسلامية بشريعة الباب والبهاء. التيجانية من فرق الصوفية الضالة الغالية في الضلال. حيث يفضل اوراد واذكار الطريقة الدينية هي صلاة الفاتح على القرآن العظيم. ولهم كلام في ذلك يعني ايه تشيب منه الرؤوس من شدة جرأتهم وعدوانهم على كتاب الله فانهم يقولون ان قراءة صلاة الفاتح مرة واحدة افضل من قراءة القرآن الكريم ستة الاف مرة صلاة الفاتحة التي ابتدعها لهم الديانة قراءتها ده من اخف من اخف اقوالهم الفظيعة لهم شنائع وبشائع رهيبة جدا يعني فيقولون ان قراءة صلاة الفاتح مرة واحدة افضل من قراءة القرآن ستة الاف آآ مرة من ذلك قول غلاة الصوفية بادعائهم العلم اللدني الذي يوحى اليهم ويغنيهم عن القرآن المجيد كما يزعمون. ثم ان مصدر التلقي عندهم ليس القرآن والسنة بل يقوم على الرؤى والاحلام الكشف ونسخ الشريعة ورفع التكاليف وغير ذلك مما يخالف ما جاء في القرآن الكريم. ويدخل في هذا نوع من الاعراب ما ذكره بعض ولاة الصوفية ايضا من انه اذا اراد ان يسلك الطريق الى الله فعليه الا يشتت قلبه بقراءة القرآن الكريم والعياذ بالله هذا الكلام الغزالي ان ما يقرأ قراءة القرآن لانها تشتته ويجمع همه على اه كذا وكذا من رسوماتهم المعروفة من ذلك ايضا الفرق الباطنية الذين انحرفوا في تأويل القرآن واغرقوا في التأويلات الباطنية واخرجوا القرآن عن معانيه وحقائقه الصحيحة بل ان بعض هذه الفرق الباطنية ادعى نسخ الاسلام من المعرضين عن القرآن الكريم المشرعون والقانونيون الذين اعرضوا عن تحكيم شريعة الله وعرضوها بزبالات زاعمين انها لا تناسب العصر الحديث ولا تفي بحاجاته ايضا هناك الاحزاب والمؤسسات العالمانية اللادينية التي اعرضت بالفعل وتعمل على ان يعرض المسلمون تماما عن القرآن الكريم عقيدة وشريعة. كما يحصل من آآ هذه المؤسسات الماسونية وانديتها. آآ في طول العالم الاسلامي وعرضه ثم يناقش حكم التكذيب بالقرآن الكريم. ويذكر اولا كيف وصل القرآن الينا؟ يقول القرآن العظيم نقل الينا بطريق التواتر كتابة في المصاحف وحفظا في الصدور كان هناك كتبة للوحي يكتبون ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا انزلت سورة او اية بلغها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنه وتلاه عليهم وكتبها كتبة الوحي وكتبها من كتب لنفسه وما توفي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. الا وكل اية من ايات القرآن العظيم مدونة فيما اعتاد العرب ان يدونوا فيه من الرقاع ونحوها وايضا كل اية من القرآن الكريم كانت محفوظة في صدور المئات من الرجال الاذكياء الامناء. واصبح ما يحفظونه في صدورهم مرجعا للمسلمين في تلقي القرآن وروايته. بالاضافة الى المكتوب منه جمع ابو بكر رضي الله تعالى عنه بواسطة زيد ابن ثابت رضي الله عنه. وبعض الصحابة المعروفين بالحفظ والكتابة جميعا تلك المدونات وضم بعضها الى بعض وبالترتيب نفسه الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوها به واصحابه في حياتي وصارت هذه الصحف وما في صدور الحفاظ هي مرجع المسلمين في تلقي القرآن وروايته. وقام على حفظ هذه المجموعة ابو بكر رضي الله تعالى عنه في حياته وخلفه عليها عمر رضي الله عنه ثم تركها عمر رضي الله عنه عند ابنته حفصة ام المؤمنين رضي الله عنها واخذها من حفصة عثمان رضي الله عنه في خلافته. ونسخ منها عدة نسخ ارسلت الى امصار المسلمين وتناقل المسلمون القرآن كتابة من المصحف المدون. وتلقيا من الحفاظ اجيالا عن اجيال في عدة قرون وما اختلف المكتوب منه والمحظوظ ولا اختلف في لفظه مسلمان من ملايين المسلمين في مختلف قارات العالم. وهم يقرأونه منذ بعث عشر قرنا ونيفا فلم يختلف فيه فرد عن فرد ولا امة عن امة بزيادة ولا نقص ولا تغيير ولا تبديل تحقيقا لوعد الله عز وجل في حفظ القرآن الكريم. حيث قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ولا نزاع بين المسلمين في تواتر القرآن العظيم. ويترتب على كون القرآن متواترا ثبوت حجيته اي ان القرآن الكريم قطعي الثبوت. فكل نص نتلوه من نصوص القرآن المجيد هو النص. نفسه الذي انزله الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تبديل. يقول الاميدي رحمه الله اتفقوا على ان ما نقل الينا من القرآن نقلا متواترا. وعلمنا انه من القرآن حجة وبالتالي يجب الايمان بالقرآن وتصديقه واتباعه والانقياد له. والايمان بانه كلام الله تعالى وتنزيله. ولا يشبهه شيء من كلام خلق ولا يقدر على مثله احد من الخلق انسهم وجنهم يقول ان الايمان بالقرآن الكريم يتضمن الاقرار به وتصديقه. ولا ريب ان انكاره يناقض هذا الاقرار والتصديق فانكاره يناقض قول القلب وهو التصديق كما يناقض قول اللسان وهو الاقرار وانكاره كذلك يتضمن انكارا لصفة الكلام الالهي. ونفي هذه الصفة من ونفي هذه الصفة من الالحاد باسماء الله تعالى وسوء الظن بالله تعالى وعدم قدر الله تعالى قدره. كما ان هذا الانكار طعن في الرسول صلى الله عليه وسلم له ومشاقة له. واتباع لغير سبيل المؤمنين. يقول تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى. ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا وهذا الانكار ايضا استهزاء بشرائع الدين واحكامه المتنقاه من هذا الوحي والاستهزاء بالدين كفر لان اصل الدين قائم على التعظيم ثم يناقش اجماع اهل العلم على كفر من انكر القرآن الكريم او بعضه حتى لو انكر اية من كتاب الله او حرفا واحدا منه. ممن حكى الاجماع ابو عثمان الحداد رحمه الله تعالى من فقهاء المالكية الكبار توفي سنة اثنتين وهي ثلاثمائة. قال رحمه الله جميع من ينتحل التوحيد متفقون ان الجحد لحرف من كفر اما الامام ابن عبدالبر فقد قال واجمع العلماء ان ما في مصحف عثمان بن عفان وهو الذي بايدي المسلمين اليوم في اقطار في الارض حيث كانوا هو القرآن المحفوظ الذي لا يجوز لاحد ان يتجاوزه ولا تحل الصلاة لمسلم الا بما فيه وانما حل مصحف عثمان رضي الله عنه هذا المحل لاجماع الصحابة وسائر الامة عليه. ولم يجمعوا على ما سواه. ويبين لك ان من دفع شيئا مما في مصحف عثمان كفر. هذا كلام الامام ابن عبدالبر اما الامام ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى فيقول ايضا ولا خلاف بين المسلمين اجمعين ان من جحد اية او كلمة متفقا عليها او حرفا متفقا عليه انه كافر اما النووي فقال اجمعت الامة على وجوب تعظيم القرآن على الاطلاق. وتنزيهه وصيانته. واجمعوا على ان من منه حرفا مجمعا عليه او زاد حرفا لم يقرأ به احد وهو عالم بذلك فهو كافر وقال القاضي عياض رحمه الله اعلم ان من استخف بالقرآن او بالمصحف او بشيء منه او سبهما او جحد حرفا منه او كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم او خبر او اثبت ما نفاه او نفى ما اثبته وهو عالم بذلك او شك في شيء من ذلك فهو كافر باجماع المسلمين وقد اجمع المسلمون على ان القرآن المتلو بجميع الاقطار المكتوبة في المصحف الذي بين يدي ايدي المسلمين وان من نقص منه حرفا قاصدا لذلك او بدله بحرف اخر مكانه. او زاد حرفا اخر مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع عليه الاجماع واجمع عليه انه ليس بالقرآن عابدا لكل هذا فهو كافر ويقول الامام ابن بطة رحمه الله وكذلك وجوب الايمان والتصديق بجميع ما جاءت به الرسل من عند الله وبجميع ما قاله الله عز وجل فهو حق لازم. فلو ان رجلا امن بجميع ما جاءت به الرسل الا شيئا واحدا. كان برد كشيء كافرا عند جميع العلماء ويقول ايضا ابن بطة من كذب باية او بحرف من القرآن اورد شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر ويقول ابن حزم وان القرآن الذي في المصاحف بايدي المسلمين شرقا وغربا فما بين ذلك. من اول ام القرآن الى اخر المعوذتين كلام الله عز وجل ووحيه انزله على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. من كفر بحرف منه فهو كافر. اما الامام ابن حزم فقال من قال ان القرآن نقص من بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم حرف او زيد فيه حرف او بدل منه حرفا. او ان هذا المسموع او المحفوظ او المكتوب او المنزل ليس هو القرآن وانما هو حكاية القرآن وغير القرآن. او قال ان القرآن لم ينزل به جبريل عليه السلام على قلب محمد صلى الله عليه وسلم او انه ليس هو كلام الله تعالى فهو كافر. خارج عن دين الاسلام. لانه خالف كلام الله عز وجل. وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اهل الاسلام اه ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. من زعم ان القرآن نقص منه وزد فيه. وكتبت منه ايات او زعم ان له تأويلات تسقط الاعمال فلا شك في كفره. ويقول ابن نجيم الحنفي آآ ويكفر من انكر اية من القرآن. اذا هذا هو اجماع علماء المسلمين على كفر من انكر القرآن العظيم او كذب او جحد منه حرفا او زاد فيه حرفا او بدل حرفا منه بحرف اخر مكانه عاملا لكل ذلك فهو كافر باتفاق المسلمين. السؤال هنا لماذا كان الحكم مجمعا عليه بلا هوادة؟ وان انكر حرف؟ الجواب لان القرآن روح الامة والتساهل في حرف واحد مؤد لاضمحلالها ثم ينتقل الى موقف اهل الكتاب من القرآن الكريم فيثبت اولا ان علماء اهل الكتاب يعلمون يقينا ان القرآن انا حق منزل من عند الله تبارك وتعالى على عبده ورسوله وخاتم انبيائه محمد صلى الله عليه وسلم. يقول تعالى واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول تصدق لما معه. لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقرناه. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين وآآ هناك في كتبهم من الاخبار الكثيرة ما يدل على آآ يعني آآ ان القرآن حق وان النبي صلى الله عليه وسلم. الا انهم عرفوا بعضها وكتموا بعضها. بغيا وحسدا لامة القرآن الكريم فكفر علماء اهل الكتاب مبني على بينة يعني هم على بينة من امرهم انهم ضالون آآ مكذبون تتحمل اوزارهم اوزارا من اتبعوهم الى امه الدين ومع ذلك نلاحظ انه بين وقت واخر يحتجون علينا ببعض من ايات القرآن الكريم اما يوافق وهو اهله. لكن دائما يتمسكون بالمتشابه ويرضون عنه آآ يعني المحكم كما آآ هي يعني عادتهم. يقول تبارك وتعالى يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي واوفي بعهدكم واياي فارهبوا وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم. ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون فهنا وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم اي من التوراة. لانهم يعرفون التوراة وصاحبوها يعني اه طويلا فهم يعرفون ما في تضاعيفها مما يؤدي الى تصديق معرفة تصديق القرآني لها. ولا تكون اول كافر به. لا تسارعوا الى الكفر به فتحمل وزر من تبعكم على آآ ذلك فهذا كله يدل على ان اهل الكتاب يعلمون يقينا ان القرآن حق ومن عند الله تعالى ومع ذلك تركوا به وهجروه واستعاضوا به ثمنا قليلا من حطام الدنيا فبئس ما يشترون. ويقول تعالى ايضا ولما جاءهم كتاب من عند الله اي مصدق لما معه. وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا. فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين فكان اهل الكتاب يعلمون سلفا لمبعث النبي صلى الله عليه واله وسلم. وآآ كانوا اذا حصل بينهم وبين المشركين قتال يقولون لهم قد ازف وقد اقترب خروج نبي ها فاذا خرج فسوف نقاتلكم معه ويعني آآ نغلبهم لذلك كانوا يستفتحون على الذين كفروا ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم. فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به. كفروا بدعته وصفته في كتبهم بغيا واسدا. ويقول تعالى ايضا يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون. يعني وانتم تشهدون انها من عند الله تعالى. ويقول عز وجل افغير والله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا. والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل ربك بالحق فلا تكونن من المبتلين ويقول عز وجل ايضا والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك. ومن الاحزاب من ينكر بعضا. ويقول ايضا وان انه لفي زبر الاولين. اولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل آآ قوله تعالى اولم يكن لهم اي لقريش حجة على صحة القرآن وانه من عند الله ان يعلمه علماء بني اسرائيل الذين اليه منتهى العلم وصاروا واعلم الناس آآ يقول آآ فان كل شيء يحصل به اشتباه يرجع فيه الى اهل الخبرة والدراية. فيكون قولهم حجة على غيرهم. كما عرف السحرة الذين مهروا في علم السحر. صدق معجزة موسى عليه السلام. وانه ليس بسحر فقول الجاهلين بعد هذا لا يؤبه به. اذا كان علماء بني اسرائيل الذين دخلوا في الاسلام لما رأوا القرآن الكريم واستمعوا للقرآن الكريم امنوا به تصدقوا انه منزل من عند الله تبارك وتعالى من ذلك ايضا قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون. واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين. اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا. هؤلاء هم العلماء اهل الكتاب الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بل امنوا بالقرآن الكريم وبمن جاء به صلى الله عليه واله وسلم. واذا اتلى عليهم اذا سمعوه اذعنوا وقالوا امنا به انه الحق من ربنا فانه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين. ويقول ايضا عز وجل قل ارأيتم ان كان من عند الله وكفرتم به. وشهد شاهد من من بني اسرائيل على مثله فامن واستكبرتم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. فالشاهد هنا جنس الشاهد اه يعني سواء كان عبدالله ابن سلام او غيره من علماء بني اسرائيل الذين اه يعني اه امنوا واسلموا. هذا عام ثم يبين ايضا آآ كفر من لم يؤمن بالقرآن الكريم من اهل آآ الكتاب فاهل الكتاب مع ان علمائهم يجزمون بان القرآن حق ينكرون حسدا وبغيا آآ يعني نسخ القرآن العظيم شريعتهم ويدعون ان من مات منهم على يهوديته او نصرانيته في عهد الرسالة المحمدية فهو مؤمن وناج من عذاب الله تعالى وان لم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبكتابه الكريم. فمن المعلوم اه بالضرورة ان الشريعة المحمدية ناسخة للشريعة اليهودية والنصرانية وغيرها فمن لم يؤمن من اهل الكتاب برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن العظيم فهو كافر مخلد في النار يقول تعالى ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معه وكانوا من قبل يستفتحون بالذين على الذين كفروا. فلما جاءهم ما عرفوا او كفروا به فلعنة الله على الكافرين. بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين. واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن ما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معه اه يقول اه آآ ويقول الله تعالى ايضا كل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين. ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون اه فاليهود لم يكتفوا بقتل الانبياء وتحريف التوراة وانهم اشتروا بايات الله ثمنا قليلا من حطام الدنيا. بل زادوا على هذه الجرائم من جريمة اخرى وهي عداوتهم للملائكة. حتى الملائكة عادتهم اليهود. فاضمروا العداوة لاقرب الملائكة الى الله تعالى جبريل عليه السلام فنزلت آآ هذه الايات جوابا لليهود آآ كما جاء في حديث ابن عباس اقبلت يهود الى رسول الله تهلاو فقالوا يا ابا القاسم انا نسألك عن خمسة اشياء فان انبأتنا بهن عرفنا انك نبي واتبعناك فاخذ عليهم ما اخذ اسرائيل على بنيه. اذ قالوا الله على ما نقول وكيل. قالت يهود آآ انما بقيت واحدة وهي التي نبايعك ان اخبرتنا بها فانه ليس من نبي الا له ملك يأتيه بالخبر. فاخبرنا من صاحبه قال جبريل عليه السلام قالوا جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان. كنا اتبعناه. فانزل الله تعالى كل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه فمعاداة جبريل عليه السلام كفر بالله واياته وعداوة لله ورسله وملائكته. فان عداوتهم لجبريل لا لذاته بل لما ينزل به من عند الله تعالى من الحق على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ويقول تعالى نزل الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان. ان الذين كفروا بايات لله لهم عذاب شديد. والله عزيز ذو انتقام. ويقول عز وجل ايضا ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا في الكتابة الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. ومن يكفر بايات الله فان الله دريع الحساب فاهل الكتاب جحدوا القرآن العظيم وكفروا به وسيجازيهم الله تعالى ويحاسبهم على هذا التكذيب في نار جهنم خالدين فيها ابدا ويقول عز وجل يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا. ويقول تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا. واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. ويقول تعالى ايضا لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة. وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم الى قوله تعالى ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية والمعنى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى. ومن المشركين الذين عبدوا الاوثان والاصنام. متروكين هملا دون ارشادهم الى الحق واقامة الحجة الواضحة عليهم. وهذه الحجة الواضحة هي رسول من الله وهو محمد صلى الله عليه وسلم. يتلو قرآنا عن ظهر قلب لانه امي لا يقرأ ولا يقرأ صار فيما بعد مكتوبا في صحف منزهة عن الباطل والتحريف. فيها ايات مستقيمة لا عوج فيها. لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين متروكين هملا حتى تأتيهم البينة. رسول من الله ما هي البينة؟ رسول من الله يد صحفا مطهرة فيها كتب قيمة فالمراد بالرسول هنا قطعا هو محمد صلى الله عليه وسلم. لان هو الذي ارسل الى جميع البشر من اهل الكتاب والمشركين وما اختلف اليهود والنصارى في شأن محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه وصاروا في ذلك شيعا واحزابا الا من بعد ما جاءتهم حجة الواضحة الدالة على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم وانه الرسول الموعود به في كتبه يقول ابو السعود رحمه الله قوله تعالى وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الى اخره كلام مسوق لغاية التشنيع على اهل الكتاب خاصة وتغليظ جناياتهم. ببيان ان ما نسب اليهم من الانفكاك لم يكن لاشتباه في الامر. بل كان بعد وضوح الحق وتبين الحال وانقطاع الاعذار بالكلية وهو السر في وصفهم بايتاء الكتاب المنبئ عن كمال تمكنهم من مطالعته. والاحاطة بما في تضاعيفه من الاحكام والاخبار التي من جملتها نعوت النبي صلى الله عليه واله وسلم ومن اجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة امة الدعوة. يهودي كن ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. فمن الغش للبشرية كلها. آآ ان اه يعني اه يصف بعض الضالين اليهود والنصارى بالايمان او ينهى عن وصفهم بالكفر كما يحصل من من بعض الناس في هذه الايام. لماذا؟ لانها في غش غش لهم وتضليل لهم وحرمان لهم من حينما يرون بعض المسلمين يصفونهم بالايمان وينكرون ان يوصفوا بالكفر فهذه اعاقة لهم عن الايمان والاهتداء فهذا التصحيح لدينهم الباطل. واضح؟ فمثل هذه القضايا لا تحتمل يعني لا تحتمل المداهنة وادوا لو تدهن ففي مثل هذا لابد ان تكون الحقائق واضحة وصارخة آآ احسانا لهؤلاء القوم. لانهم اذا وصفوا بالايمان واقروا على ما هم عليه من الباطل ان يعني يفكروا في ان آآ يحيضوا عنه الى الاسلام والى دين الحق يقول عليه الصلاة والسلام والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة. يهودي ولا نصراني. ثم يموت ولم يؤمن بالله الذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. والحديث رواه مسلم يقول الله تعالى او يبين الله تعالى يقول ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم. في نار جهنم ها خالدون فيها وبئس القرار جزاء كفرهم بعد ما جاءتهم البينة. وهم ها شر البرية شر الخلائق. لانهم عرفوا الحق تركوه فخسروا الدنيا والاخرة وبذلك استحقوا اشد العذاب. اذا دعوة الاسلام قائمة بحججها الواضحة المتواترة على اهل الكتاب في مشارق الارض ومغاربها. وهم مطالبون بالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبكتابه الذي هو حج عليهم كما هو حجة على غيرهم. وان من لم يؤمن بذلك ايمان اذ عالم وانقياد فهو كافر ومخلد في النار اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. ونسأل الله جل وعلا ان يرفع مكانة الشيخ في المهديين. وان يجعله علما من علام الهدى والدين ولا تنسونا وتنسوا الشيخ من دعوة صادقة بظهر الغيب. وتقبلوا تحيات اخوانكم في تسجيلات السلف الصالح بالاسكندرية. هاتف رقم صفر ثلاثة فاصل اربعة تسعة اربعة اربعة ستة خمسة اثنان. والتليفون محمول صفر عشرة واحد ستة اربعة واحد تسعة ثمانية صفر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته