المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قطبة مبسوطة في الحث على تكميل صدقة الفطر. ينبغي ان تقال في اخر جمعة من رمضان. الحمد لله جامع ناسي ليوم لا ريب فيه. عالم ما يسره العبد وما يخفيه. محصي عليه خطرات فكره وكلماتي فيه. من توكل عليه كفاه ووجد كفايته خيرا من توقيه. ومن تواضع لله رفعه وزاد بقدر تواضعه ترقيه. احمده سبحانه واتوب اليه واستغفره واستهديه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له خالق كل شيء وهاديه اشهد ان محمدا عبده ورسوله معلم الايمان وداعيه. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه ومن حمدت في الاسلام سيرته ومساعيه وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى والتمسوا من العمل ما يحبه ويرضيه. وسار الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين ينفقون في السراء والضر والكاظمين الغيظ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس بس والله يحب المحسنين. والذين اذا فعلوا فاحشة او او ظلموا انفسهم او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله. ولم يصروا على اما فعلوا وهم يعلمون. عباد الله هذا شهر الصيام. قد تقوضت خيامه رمت لياليه وايامه. فمن احسن منكم فعليه بالاتمام. وشكر الله على التوفيق للصيام والقيام. ومن فرط واضاع فيما مضى من الايام فعليه بالتوبة وحسن الختام. فان الاعمال بخواتمها وان هذا الشهر اوله رحمة واوسطه مغفرة واخره عتق من النار. فتوصلوا الى ذلك بالتوبة النصوح والانابة الى الرحيم الغفار. واعلموا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض صدقة الفطر على الذكر والانثى والحر والعبد والصغير والكبير صاعا من او صاعا من شعير او صاعا من تمر او صاعا من زبيب او صاعا من اقط. وامر ان تؤدى قبل الخروج الى صلاة عيد وكان الصحابة رضي الله عنهم يخرجونها قبل الصلاة بيوم او يومين. فطهروا صيامكم بها. رغبة في اتباع صلى الله عليه وسلم واغتناما لاجرها العظيم وحسنوها ولتكن من اطيب اموالكم الذي عليه تقدرون لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. ولا تيمموا الخبيث منه تنفقوا ولستم تغمضوا فيه. ارأيتم لو كان لاحدكم مع اخر تمر او غيره فاعطاه عنه رديا. هل يقبله عن حقه؟ لا والله لا يقبله الا على اغماض. فكيف يرضى لربه ما لا يرضاه لنفسه فلا يجزئ الحب ولا التمر الرديء. فمن فهم ما في زكاة الفطر من الحكم والاسرار. وما توجبه من الثواب وتحطه من الاوزار لم يتوقف في تكميلها وتحسينها. ولم يطع الشح في العدول عن الجيد الى الرديء انه يعلم ان الله امر بها ووقف السعادة والفلاح عليها فقال قد افلح من تزكى وجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفرائض العامة على كل احد. ولكل من يمونه المسلم من صغير وكبير. وذكر وانثى وحر انه عبد وما ذاك الا لعظمتها وكثرة مصالحها وحسن عواقبها واحب ما تقرب المتقربون الى الله باداء فرائض فبذلك تنال محبة الله والقرب منه والاجور العظيمة وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث فهي تكميل لصيام شهر رمضان قال تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. وهي طهرة قائم من الاخلاق الرذيلة وتحلية له بالاخلاق الجميلة. واغناء للفقراء والمساكين عن السؤال في ذلك اليوم. الذي جعله الله عيدا يتكرر على المسلمين بالخير والسرور. من غير فرق بين غنيهم وفقيرهم وصغيرهم وكبيرهم. فكل هم مغمورون بفضله العظيم وجوده الجسيم. وهي شكر لنعمة الله على العبد بسلامة بدنه وصحته وبقائه فحيث على العبد عام وقد ابقاه الله وعافاه ونوع عليه نعمه والاءه ودفع عنه من الشرور والنقم ما دفع وحماه تشح نفسه على شكر هذه النعم باخراج صاع من طعام ببذله لاخوانه المحتاجين. او يطيع الهوى بالعدول عن الجيد الى الدون ام يرى من اعظم نعمة الله عليه ان اقدره على اداء هذه الفريضة الجليلة فيختار لها من ما له احسن واجود ما يقدر عليه ليحظى بكمال اجرها وتحصيل مقاصدها وخيرها. لانه يعلم ان ما قدمه من الخير هو خير الذي يقدم عليه وما سوى ذلك فذاهب وتاركه لغيره. ثم من منة الله على العبد ان تكون يده هي العليا وان يغنيه من واسع فضله فتعلق به فطرة غيره فيقوم بها كاملة مكملة مخلصا في اخراجها محتسبا اجورها وثوابها ليحظى بحسن فوائدها. فقد امر النبي صلى الله عليه وسلم القادرين بادائها عمن يمونون من مسلمين فلا ينبغي للمؤمن ان يتثاقل من ذلك ولا يتبرم به. وليعتقد ان الله بره ومن عليه بما لم يحصل لغيره ولا يقل ساجتهد في الصاع الذي اخرجه عن نفسي واكتفي بالدون فيما يتعلق بعائلتي ومن يتعلق بي فان هذا من الجهل وخدع الشيطان وانما جميع ذلك من عمل المؤمن ما اخرجه عن نفسه وما اخرجه عمن تجب عليه فطرته وهو عمله وكسبه فليستعن بالله على اكمال ذلك وتحسينه. وليحمد الله حيث اقدره على ما عجز عنه غيره. وليشكر الله على تعلق هذه الواجبات والحقوق به وتوجيهها اليه. ثم منته عليه بالتوفيق للقيام بها. ومع ذلك فضل الله واسع وكرمه عظيم. يعطي هذا المخرج الغني من الثواب المتعدد بحسب عمله. ويضاعفه له بحسب اخلاصه وايمانه من غير ان ينقص من اجر المخرج عنهم شيء. وانت ايها المخرج عنه عليك ان تشكر الله تعالى اذا كنت عاجزا عنها فامر ومن يمونك باخراجها عنك ليحصل لك فضل هذه الفريضة العظيمة ويثيبك على ذلك من نعمه العميمة. وعليك ان تشكر من قام عنك بهذا الحق بما تقدر عليه من المكافأة القولية والفعلية. وتدعو له حيا وميتا. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صنع اليكم معروفا فكافئوه. فان لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا انكم قد كافأتموه. واي اي معروف اعظم من معروف من ادى عنك فريضة تزكي بها بدنك واخلاقك وتطهر صيامك ويكمل بها اسلامك واياكم ان تضعوها في غير مستحقها. فمن وضعها في من يعلم انه غير فقير ولا محتاج. فانها لا تجزئ ووجود هذا الاخراج كعدمه. وكذلك من يعلم من نفسه انه غير محتاج. انه لا يحل له اخذها. فان اخذها فهي حرام عليه ان تفرغ صلاة العيد وانتم لم توصلوها الى مستحقيها او وكيله الذي وكله الفقير على قبضها. فمن اداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن اداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. ولا تفعلوا ما يصنعه بعض الجهال بان يكون له عادة باعطاء فطرته شخصا معينا. ثم اذا لم يجده وقت الاخراج وضعها عند غيره وقال هذه فطرتي فلان اعطها اياه ويظن انه قد حصل الاخراج بهذا الفعل ربما مضى يوم العيد وهي لم تصل الى الفقير الذي يراد دفع له وهذا من باب الجهل فان وكيل الدافع كنفسه فلا تبرأ الذمة بذلك. فانتبهوا لذلك رحمكم الله ونبهوا غيركم عليه واعرفوا حدود ما امر الله به ورسوله. واعلموا بذلك فانه عنوان السعادة وعلامة الفلاح. واذا ادركتم هلال العيد فكبروا وارفعوا اصواتكم بالتكبير والتحميد. واديموا ذلك الى انقضاء صلاة العيد. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى. بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني بما فيه من الايات والذكر الحكيم