تعالى صنع الله الذي اتقن كل شيء ويقول عز وجل قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى فقال سبحانه هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه وقال جل وعلا الذي احسن كل شيء خلقه وقال تبارك وتعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كل خلق الله عز وجل حسن فمن ثم يفرقون بين العلم والدين كانهما خصمان لا يلتقيان فما يكون علميا لا يكون دينيا وما يكون دينيا لا يكون علميا مع ان الدين الحق ليس قسيما مغايرا للعلم كما ان الاسلام وصف بين الاديان فان اهل السنة وسط بين الفرق الاسلامية. وكما ان الاسلام قاض وحاكم ومهيمن على سائر الاديان فكذلك منهج الصحابة والفرقة الناجية حاكم على طوائف الاسلام. يقول الله تبارك وكما ان الناس اليوم يقرون بان الاشياء كلها يجب ان تعود الى طبيعتها الاولى لانهم توصلوا الى ان اكمل احوال العالم ما كانت عليه الطبيعة قبل طروء اسباب الفساد في البر والبحر والجو فكذلك الطبيعة الفطرية التي ينشأ عليها الناس هي اطهر واسلم واصح ما تكون ما لم يفسدها التلوث البيئي العقدي والتربوي ومن رحمة الله بعباده ان فطرهم على الاقرار به وتوحيده. وانهم يبقون على هذا الاستعداد ما لم تفسده البيئة التربوية لا سيما تربية الوالدين فالفطرة بجانب انها من حجج الله على البشر هي هبة ربانية ومنحة الهية يهبها الله لكل مولود من بني ادم لقد عرف الموحدون ربهم بداعي الفطرة وداعي العقل. ثم جاءت الرسل لتؤكد دلالة الفطرة ودلالة العقل ولتأمر بموجبهما. لان الفطرة والعقل والوحي يتواردون على هذه الدلالة الواحدة اه خلاصة الكلام ان الجميع يقر بان اصل خلقة الله لكل ما في هذا الوجود هو الوضع المثالي اه من حيث التوازن البيئية من حيث آآ الجمال والتناسق واداء الوظيفة على اكمل وجه الى اخره. فدائما آآ ننزع الى ان الوضع الفطري الطبيعي هو دائما سبق الاوضاع وهذا على المستوى الحسي. فالرضاعة الطبيعي من الام افضل من اللبن الصناعي آآ ولم يوجد على اطلاق ما يشابه لبن الام او يكون بديلا كاملا آآ له. فكما يرفع الناس شعار كن صديقا للبيئة فينبغي لو فقهوا ان يرفعوا شعار كن صديقا لفطرتك. كما احسن الله خلق كل شيء وانتم جميعا تقرون بذلك وهذا على المستوى الحسي كذلك على المستوى الروحي والوجداني ابدع روح هذا الانسان ونفسه آآ وخلقها على فطرية التوحيد والاعتقاد في توحيد الله وكماله وتنزهه عز وجل عن كل نقص نلفت النظر الى فرع جديد من فروع العلم وهو علم البيولوجيا الالكترونية بيونيكس احسن الالات من صناعة الانسان. لا يمكن ان تقارن بالنظام العجيب الذي يوجد في ولهذا فان تقليد نظام الطبيعة قد اصبح اليوم موضوعا خاصا في العلم فرع خاص في العلوم الحديثة اه متخصص في محاكاة الطبيعة او محاكاة الفطرة التي فطر الله اشياء عليها فتقليد نظام الطبيعة اصبح موضوعا خاصا في العلم يولي اهمية خاصة للسير بالالات الميكانيكية وفق ذلك النظام. واصبحنا نرى علما جديدا يسمى بيونيكس لهذه الدراسة مختصا بهذا الفرع من العلوم التي كانت مقتصرة من قبل على اكتشاف القوى الكامنة في الطبيعة واستغلالها. لكن الان انتقل الى مرحلة محاكاة الخلقة التي خلق الله الاشياء عليها بدأ استخدام هذا المصطلح يعني البيولوجية الالكترونية. آآ منذ عهد قريب اما مضمونه ومحتواه فقد انتبه اليه الكثيرون منذ ازمان بعيدة. منهم ليوناردو دافنشي الذي استفاد من مراقبة الطيور وكيفية طيرانه فاوحت اليه بتصميم الات تطير كطيرانها. بل تصميم طائرة عمودية هليكوبتر اه هذا العلم يسمى ايضا يعني المحاكاة الحيوية وقد يسمى يعني الالهام الحيوي فعلم البيونكس يعني بتقليد ومحاكاة نظم المعلومات لدى الكائنات الحية ويعنى ايضا بابتداع نظم للتحكم مستمدة من محاكاة وظائف هذه الكائنات وكيفية حصول ردود الفعل عندها. والتحكم في حركتها وكيفية الملاحة وتكيفها وفق الظروف من حولها فيطبق كل ذلك من خلال تصميم نظم هندسية بالتقنية الحديثة اذا هذه النماذج التي ينتجها علم البايونكس ليست محاولة لاستنساخ الطبيعة ولكنها ثمرة جهد يبذل لفهم مبادئها ثم استعمالها في التطبيقات التكنولوجية. لقد استفاد الباحثون في هذا علم من صنع الله الذي اتقن كل شيء في المجالات المعمارية والطبية والصناعية وعلوم المادة ومن امثلة استغلال نظام الطبيعة في الصناعة الة التصوير وهي في الواقع تقليد ميكانيكي لعين الانسان فعدست الكاميرا هي كالشبكة الخارجية للعين والحجاب الحاجز اللي هو هو قزحية العين ايرس والفيلم الذي يتأثر بالضوء انما هو شاشة العين التي توجد فيها خطوط واشكال مخروطية ترى الاشياء معكوسة ومن العجيب ان اي عاقل لا يمكن ان يقبل دعوة ان الة التصوير جاءت بنفسها صدفة دون مخترع اخترعها في حين يزعم بعض المنتسبين الى العقل والعلم ان العين البشرية جاءت بمحض الصدفة دون خالق ابدعها من الامثلة ايضا جهاز التقاط وقياس الذبذبات تحت الصوتية الذي يستقبل ويلتقط اخبار الفيضانات والزلازل وما اشبهها من الكوارث قبل حدوثها بمدة تتراوح بين اثنتي عشرة ساعة وخمس عشرة ساعة لقد استنبطوا هذا التفكير من سمكة قنديل البحر التي تسمى جيلي فيش جيلي فيش وهي شديدة الحساسية حتى انها لتحس بالذبذبات تحت الصوتية وفي مجال الهندسة الطبية استفادوا من علم البايونيكس في الاجهزة التعويضية كالساق بايونك ليج واليد بايونيك هند والقلب الصناعي والاذن بيونيك اير وغيرها ومنه استفادوا تصميم الطائرات وقشرة القوارب هل المبنية على محاكاة الجلد السميك للدولفين واستفادوا من الخفاش ظاهرة تحديد المواقع بالصدى وطبقوها في السونار والرادار والتصوير بالموجات فوق الصوتية ميديكال الترا ساوند ايميجنج وهذي مجرد نماذج تزيد يقيننا بان الله تعالى هو الذي احسن كل شيء خلقه وهي كلها تقرر حقيقة جازمة ان فطرة الله. طبعا الفطرة بمعنى اللغوي التي فطر عليها المخلوقات كلها هي اكمل سورة وادق مثال لما ينبغي ان تكون عليه ولهذا يتداعى العقلاء من كل الامم من اجل المحافظة على البيئة الفطرية الطبيعية المتوازنة البديعة يقينا منهم بان احسن احوال العالم هو الحالة التي خلقه الله عليها. قال تعالى وانبتنا فيها من كل شيء موزون قال جانين بينز كلما تصرف عالمنا وفقا للعالم الطبيعي كلما كنا اقرب بان نبقى في هذه الارض التي هي وطننا لكنها ليست وطننا وحدنا فهل يعقل بعد هذا كله الا يفطر الله تعالى الانسان سيد هذا الكون الذي كرمه على ملة التوحيد وفطرة الاسلام كيف وقد خلق جسده في احسن صورة واكرمها كيف يترك قلبه فلا يخلقه ايضا على اكمل واجمل ما يكون بابداعه بذرة دين والاسلام ما اكثر الجماعات الداعية الى المحافظة على البيئة ومحاربة التلوث البيئي ووقف التعدي عليها بالافساد والتغيير. وهم يرفعون شعار كن صديقا لبيئتك فاولى بنا ثم اولى ان نحمل رسالة الفطرة الى هذا العالم الذي يعاني الشقاء والتعاسة الا من رحم الله بسبب افساد الطبيعة الفطرية التي فطر الله الناس عليها وان ندعو كل انسان الى ان يكون صديقا لفطرته. وكل ابوين الى ان يفقها هذه الحقيقة. وان يحرص على المحافظة على فطرة ابنائهم فلا يجنحون بها بعيدا عن الاسلام والتوحيد كي لا يحملا اوزارهم. فوالله وبالله الهي وتالله ان هذا البند يجب ان يتصدر بنود وثيقة حقوق الطفل لو كانوا يعلمون فاعظم حق من حقوق الطفل الا يتعرض الابوان لافساد فطرته الاسلامية بالتغيير وآآ الافساد. من مؤيدات مفهوم الفطرة الاسلامي في العصر الحديث ايضا ان العلم الحديث شهد وهو شاهد من اهلها بوجود ما يسمى بجين الايمان فمن فضل الله ورحمته ان غرس فطرة الاسلام والتوحيد في اعماق كل نفس بشرية منذ ولادتها لان هذه الغريزة الايمانية تشده نحو الايمان بالرسل وتسهل عليه الانقياد لنور الوحي وتؤزه ازا على الاسلام لله وحده والطاعة لشرعه والاستقامة على صراطه المستقيم ومما يستأنس به في توكيد هذه الحقيقة ان العلم الحديث بدأ يقترب من اكتشافها عبر علم الجينات. جيناتكس وعبر علم اخص منه يسمى نيوروثولوجي. وهو مجال حديث يستهدف اكتشاف وفهم العلاقة بين المخ والامور الالهية هي او الروحانية ومن مؤيدات الفطرة في العصر الحديث ان العلم الحديث آآ شهد بما آآ يؤيد هذا المفهوم آآ الذي اشرنا اليه. ونحن حينما نذكر هذا فانما نذكره على سبيل الاستئناس وليس الاستدلال لان آآ قضية الفطرة ثبتت بالوحي الشريف في القرآن وفي السنة فبالتالي نحن لا ننتظر ان يكتشف العلم ما يؤيدها حتى نعتقد فيها وانما نحن نؤمن بما اخبرنا به. آآ الله عز وجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ان اتى في العلم الحديث ما يؤيد ذلك ويؤكدوا فلا بأس نستأنس به والا آآ فنحن ولله الحمد نستقي ايماننا وعقيدتنا من آآ الوحي الشريف اه ومن فضل الله عز وجل ورحمته ان غرس فطرة الاسلام والتوحيد في اعماق كل نفس بشرية منذ ولادتها فهذه الغريزة الايمانية تشده نحو الايمان بالرسل وتسهل عليه الانقياد لنور الوحي وتؤزه ازا على الاسلام لله وحده والطاعة لشرعه والاستقامة على صراطه المستقيم. فمما يستأنس به في توكيد في هذه الحقيقة ان العلم الحديث بدأ يقترب من اكتشافها عبر علم الجينات. جيناتكس ونقول يعني يقترب اه لان هذه البحوث حتى الان تتعلق بغريزة التدين عموما. اما نحن فعقيدتنا التدين بالاسلام دين الفطرة الجين هو المورث او حامل الصفة الوراثية التي يعطيها للمخلوق الجديد وهو يتخلق في بطن امه. فمن الجينات ما يحمل آآ لون الشعر او لون العين او الطول او القصر وغير ذلك مما يجيء عليه الانسان الى هذه الحياة الدنيا ويتميز به عن انسان اخر. ويبلغ عدد الجينات ستين آآ الف الى ثمانين الفا آآ في الخلية الواحدة وهي تحمل على عناصر او وحدات تسمى كروموزومات وعددها ثلاثة وعشرون زوجا في نواة الخلية ويبلغ طول الخلية عشر المليمتر. فمما يستأنس به في توكيد هذه الحقيقة ان العلم الحديث بدأ يقترب من اكتشافها عبر علم الجينات وعبر علم اخص منه يسمى نيوروثولوجي وهو مجال حديث يستهدف اكتشاف وفهم العلاقة بين المخ والامور الالهية او الروحانية بدأ بالفعل الحديث حول جين الايمان جيم واصدر تين هامر اخصائي علم الاحياء الامريكي بالمعاهد القومية اه بولاية ميريلاند اه كتابه جينز اه جاء في التعريف بهذا الكتاب عالم الجينات يخترق الشفرة وراء كوننا مهيئين للايمان بالله ويسلط الضوء على تأثير جيناتنا على ميلنا الى الايمان. تمكن المؤلف دين هامر عالم الجينات الامريكي من تحديد وعزل الجينات التي يبدو انها مسئولة عن السيطرة على مشاعرنا الايمانية. وقد سماها في ام ايه تي تو وجاء في التعريف بهذا العلم انه فرع من المعرفة ناشئ ومخصص لفهم الصلة المعقدة بين الروحانية والمخ يقول دكتور ريموند بارنوود اخصائي علم الوراثة من ميريلاند لا يترتب على هذا الامر او الكشف ان بعض الناس لديهم عقيدة ايمانية والبعض الاخر ليس لديهم وانما نحن جميعا لدينا اعتقاد في وجود قوة مهيمنة وهو اعتقاد ايماني مبرمج في نظامنا الجيني وشفراتنا الوراثية. طبعا هذه الشهادة تكاد تشير الى فطرة الله التي فطر الناس عليها مما صدر ايضا كتاب ولدنا لنؤمن بورن تو بيليف الفه اندرو نيوبرغ اند ومارك ولدمان وصدر ايضا كتاب يعني الجزء الالهي من المخ. من تأليف اف يو البر يؤكد نفس هذا المعنى. وصدر في نفس الموضوع كتاب واي جات جو اوي من تأليف اندرو نيو برج ايتال وفي دراسة علمية اجرتها الباحثة النفسية لورا كوينج من جامعة مينيسوتا الامريكية على اه ست واربعين وخمسمائة شخص منهم تسع ومائة اه زوجا من التوائم الحقيقية ويمتلكون ارثا جينيا متشابها تماما مية واربعة ازواج من التوائم غير الحقيقية. اي لا يمتلكون ارثا جينيا متشابها وتم طرح لائحة من الاسئلة عليهم لمعرفة اهمية الدين والتدين في حياتهم من حيث تأدية الصلوات واحترام الشعائر الدينية الى اخره. وكيف كان تأثير الدين فيهم في اثناء طفولتهم فوجدت الباحثة ان السلوك او الموقف كان متشابها بين افراد التوائم المتشابهة في مرحلة البلوغ لكنه لم يكن كذلك بين راضي التوائم غير المتشابهة. لم تلحظ الباحثة اي اختلاف على كلتا المجموعتين في مرحلة الطفولة ازاء مسألة التدين وهو ما يؤكد وجود قواعد وراثية جينية لها علاقة بمسألة التدين. الا ان تأثير هذه القواعد يظهر بشكل تدريجي خلال مراحل النمو. وذلك حينما يتخلص الفرد من تأثير البيئة المحيطة والافكار المتوارثة التي تلقاها في اثناء الطفولة هناك دراسات اخرى تؤكد هذه النتيجة. وهذا يدل على ان الموضوع يلقى اهتماما شديدا في مراكز بحثية كثيرة تقول نتائجها الحقائق المكتشفة نفسها لقد ارادت العالمانية والليبرالية وغيرهما للعلم الحديث ساينس ان يكون محايدا ازاء قضية الدين والتدين بحيث يتم الفصل دائما بين العلمي والديني واذا بالحقائق العلمية تترى تؤكد يقينا ان هذا العلم منحاز بكليته الى الاسلام. مصداق قوله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق وفيما يتعلق بموقف العلمانية والليبرالية لانهم حرصان على ان يكون العلم آآ محايدا لا دين له اه ودائما يفصلون بين العلمي وبين الديني وفي الحقيقة قبول من يعيشون بيننا من ابناء المسلمين لمثل هذا الفصل بين العلمي وبين الديني يعكس مدى تبعية هؤلاء المسمين بالمثقفين للفكر الغربي الذي خص اسم العلم والطريقة العلمية بما يكتسب بالوسائل التجريبية الحسية الدين الحق هو علم عن طريق الوحي علم عن طريق الوحي ولذلك آآ ما طلب الله سبحانه وتعالى من نبيه صلى الله عليه وسلم ان يستزيده من شيء مثل العلم. فقال عز وجل وقل رب زدني علما يعني زدني وحيا لان علم الرسول صلى الله عليه وسلم انما آآ اتاه من الوحي وهي وهذه اشرف طرق التعلم التي يختص بها الله عز وجل الانبياء والمرسلين عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام فما جاءت به طرق الدين اليقينية هو من قبيل الحقائق العلمية وطرق اثبات الحقائق العلمية في الاسلام آآ طرق آآ كثيرة اولها المعرفة المباشرة بالادراك الحسي المعرفة عن طريق الحس حتى لو تم ادراك هذه الاشياء عن طريق الاجهزة والالات والادوات الصناعية والطبيعية لكن احد مصادر المعرفة هو الحس المصدر الثاني هو الاستدلال العقلي بمختلف طرقه الاستنتاجية والاستنباطية يبقى الحس ثم العقل وثالثا الخبر الصادق. هذا المصدر الثالث من مصادر العلم والمعرفة. والخبر الصادق قسمان وكلاهما منحة من الله تبارك وتعالى الاول انساني والثاني هو الوحي الرباني فالانساني آآ هو الخبر الذي يعتمد عليه الناس في نقل المعارف والاخبار المختلفة بعضهم عن بعض كان الخبر المتواتر مثلا آآ بوجود الكعبة المشرفة في مكة بوجود برج في باريس اسمه آآ برج ايفل بوجود آآ كذا وكذا آآ مما يتواتر الخبر به بحيث يقطع بوجوده وان لم يره الانسان بنفسه من مصادر المعرفة الخبر الصادق وهو خصمان القسم الانساني اه ثم الوحي الرباني الذي يختص الله به رسله المؤيدين بالمعجزات. اه فالوحي اه مصدر من مصادر العلم بل هو اوثق مصادر العلم على الاطلاق. ومن اصدق من الله قيلا. ومن اصدق من الله حديثا حتى ان الامام البخاري رحمه الله تعالى افتتح كتابه بكتاب بدء الوحي ثم بعد ذلك ثنى بكتاب العلم واضح؟ لان العلم عن طريق الوحي هو اوثق مصادر العلم والوحي هو مصدر هذا العلم كما ذكرنا في قوله تعالى وقل رب زدني علما على هذا الاساس لا ينبغي المقابلة بين العلم والدين كانهما خصمان لا يلتقيان لكن ممكن مقارنة بين طرق اكتساب العلم وليس الدين والعلم هما كأنهما لا يلتقيان لا ينبغي ان تقابل بين العلم والدين ولكن قابل بين آآ طرق المختلفة لاكتساب العلم فمن طرق العلم ومصادر المعرفة ما يأتي به الدين عن طريق الوحي ومن مصادر المعرفة ما اه يكتسب بالوسائل الانسانية كالحس والعقل والخبر الصادق. اه مما ينبغي ان بها اه اليه ان كثيرا من المتكلمين اه يؤكدون على فطرية التدين ورسوخه واصالته في اعماق النفس البشرية واقر علماء الاديان ان الغريزة الدينية مشتركة بين كل الاجناس البشرية حتى اشدها همجية وبدائية والاستقرار يؤكد انه وجدت في التاريخ مدن بلا مصانع او معامل او مدارس ومن غير علوم او فنون او فلسفات لكن لم توجد في تاريخ الانسانية الطويل مدينة بلا معابد ولم توجد جماعة انسانية بغير ديانة. لان الدين ظاهرة انسانية عامة وشاملة وحيثما يوجد الناس يسكن الدين يقول الدكتور محمد عبدالله طراز رحمه الله تعالى الفكرة الدينية تعبر عن حاجات النفس البشرية في مختلف ملكاتها ومظاهرها. حتى انه كما صح ان يعرف الانسان بانه حيوان مفكر او انه حيوان مدني بطبعه يصوغ لنا كذلك ان نعرفه بانه حيوان متدين بفطرته ومن الفلاسفة العقليين من جعل الفطرة مجموعة غرائز تقوم بالنفس البشرية يشترك فيها اجناس البشر يعمل الفرد على اشباعها حسب بيئته وثقافته وغاية هذه الغريزة التوجه الى الله واشباعها يتم باعتناق احدى الديانات التي تتطور بتطور البشرية وتتجاوب مع درجة الثقافة العقلية وجاء في معجم لاروس ان الغريزة الدينية مشتركة بين كل الاجناس البشرية حتى اشدها همجية واقربها الى حيوانية وان الاهتمام بالمعنى الالهي وبما فوق الطبيعة اه الغيبيات يعني هو احدى النزاعات العالمية الخالدة للانسانية ويقول اوجست ساباتيه في كتابه فلسفة الاديان. لماذا انا متدين اني لم احرك شفتي بهذا السؤال مرة الا واراني مسوقا للاجابة عليه بهذا الجواب وهو متدين لاني لا استطيع خلاف ذلك لان التدين لازم معنوي من لوازم ذاتي. يقولون لي ذلك اثر من اثار الوراثة او التربية او المزاج. فاقول لهم قد على نفسي كثيرا بهذا الاعتراض نفسه. ولكني وجدته يعقد المسألة ولا يحلها ويقول الشاعر محمد اقبال اذا الايمان ضاع فلا امان ولا دنيا لمن لم يحيي دينا. ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا ان الاشادة بنزوع الانسان الى التدين كما في الاقتباسات التي ذكرناها انفا في الحقيقة ليست مما يفرح به اه لان هذا تحصيله حاصل. وهذا مجرد رصد لواقع البشرية قبل طلوء الالحاد على بعض ابنائها لكنه يتناول القضية بمعزل عن حقيقة الفطرة التي اخبر الله عز وجل انه فطر الناس عليها ان النزعة الفطرية الدينية ابعد مدى من الغريزة الدينية التي يتكلم عنها علماء الاجتماع لان مفهوم تلك الغريزة عندهم لا يتجاوز الاهتمام بالمعنى الالهي. وبما فوق الطبيعة. والتأمل في المسائل والقضايا الميتافيزيقية الكبرى ومحاولة البحث عن اجابات مقنعة لها اما الفطرة التي فطر الله الخلق عليها فلا تشبع ولا ترتوي الا باعتناق الدين الحق الذي يجد فيه العقل الاجابة الشافية عن جميع تساؤلاته الحائرة ومن هذا المنطلق فقد عد الاسلام اعتناق الاديان الاخرى حتى لو كان ذات اصل سماوي طرأ عليه والتبديل خسرانا وضلالا. فقال سبحانه وتعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من كما اعتبر اتباع غير ملة الاسلام خروجا وانحرافا عن الفطرة السوية. فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم. ما من مولود يولد الا على الفطرة. فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء فمن ثم يجب الا نتسامح مع تعميم الكلام على اصالة النزعة الدينية المطلقة المبهمة حيث يمتدح التدين ولو كان باديان محرفة او وثنية فان في هذا عدوانا على الحقيقة وتشويشا على مفهوم الايمان وجناية على البشرية نفسها لانه يموه على الناس طريقهم الوحيد لنجاتهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة. الا وهو دين الفطرة وملة ابراهيم ودعوة موسى وعيسى ومحمد وسائر انبياء الله ورسله عليهم جميعا الصلاة والسلام