المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الاجوبة النافعة عن المسائل الواقعة وهي الرسائل الشخصية العلمية المرسلة من العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي الى تلميذه الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن الا ومسائل اخرى تم الاعتماد في تحقيق هذا الكتاب على نشرة الشيخ هيثم ابن جواد الحداد. اشراف ومراجعة الشيخ عبدالله ابن عبدالعزيز ابن عقيل الرسالة الاولى في الحث على العلم وفوائده بسم الله الرحمن الرحيم في الثاني والعشرين من رجب سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من المحب عبدالرحمن الناصر السعدي الى جناب الولد المكرم عبدالله العبد العزيز العقيل المحترم حفظه الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام. مع السؤال عن صحتكم لا زلتم بخير وسرور. صحتنا مع العيال والوالد والاصحاب تسرك. اسأله تعالى ان يتم احسانه على الجميع في ابرك ساعة واسرها تناولت كتابك الكريم المؤرخ في الخامس عشر من رجب تلوته مسرورا بصحتك. شاكرا تفصيل شرح الحال التي وصلت اليها. راجيا من الله تعالى ان يجعل التوفيق والسداد مقارنا لكم في حركاتكم وسكناتكم وكان معلوما الى الان ما حصل لكم توجه بواسطة مشغولية شيوخها الايام ربنا يدبركم على ما فيه صلاح دينكم ودنياكم الدروس على الحال التي تعهد ولان وصيتي لك ولابد من جهة الجد والاجتهاد في مطالعة الكتب الفقهية في كل فرصة تغتنمها خصوصا حين دعت الضرورة مع ان الاشتغال في الفقه في الدين فيه فوائد عظيمة لا يشاركه فيها شيء منها انه من اكبر القرب التي يتقرب بها الى رب العالمين. وينال بها رضاه ويدرك بها ثوابه وقد فضله اكثر العلماء على كل العبادات فكيف عند اشد الحاجات اليه ومنها ان من سلك طريقا يلتمس فيه علما طريقا حسيا او معنويا سلك الله وسهل له طريقا الى الجنة ومنها ان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فمن اعظم علامات الخير للعبد وان الله اراد فلاحه وسعادته ان يرزقه السعي في تحصيله ويعلمه اياه ومنها انه ميراث النبي صلى الله عليه وسلم فليستقل العبد منه او يستكثر فله من ارث النبي صلى الله عليه وسلم ومن النيابة عنه بحسب ما حصله. ومنها ان جميع الدينية والدنيوية توزن بميزان العلم. فيبين العلم مراتبها ودرجاتها في الصحة والكمال وضدها والحق والصدق وضده وفي جميع اوصاف الاشياء فكل شيء مضطر اليه ومنها عموم نفعه وشمول ثمرته. فبالاشتغال به خير نفسه وحصوله في القلب وفقهه خير اخر لانه يخرج القلب من دائرة الجهل الى دائرة العلم. وهو كالنور بين يدي العبد يعرف بها احوال نفسه وصفات ظاهره وباطنه ثم من حيث تعديه الى الغير فنفس تعليمه للمسترشدين والقاء الدروس على الطالبين والنظر في الفتاوى المستفتين ثم كل من انتفع به في نفسه ونفع به غيره بسببك فهو حسنات جارية لك حيا وميتا. ثم ان الاسلام لا يقوم الا بالعلم فاهل العلم هم القوام به وهم حماته وهم حامل راياته وغيرهم تبع لهم. فاعظم بشيء هذه بعض فضائله وما احق العبد الموفق ان يبذل فيه مهجته ويجمل به قوته ويجعله عدة لاخرته ويجعله قوته وغذاءه وسلاحه فنسأله تعالى الا يكلنا واياكم الى انفسنا طرفة عين انه جواد كريم. هذا ما لزم تعريفك ما يبدي من لازم منا سلام على الاخ علي الحمد وعبد الله المحمد وعبيد الراشد. من عندنا عبدالله واحمد وجميع الاخوان بخير والسلام