المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الدلائل القرآنية في ان العلوم والاعمال النافعة العصرية داخلة في الدين الاسلامي. مقدمة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما. اما بعد فهذه رسالة تتضمن البراهين القواطع الدالة على ان الدين الاسلامية وعلومه واعماله وتوجيهاته جمعت كل خير ورحمة وهداية وصلاح واصلاح مطلق لجميع الاحوال وان العلوم الكونية والفنون العصرية الصحيحة النافعة داخلة في ضمن علوم الدين واعماله ليست منافية لها كما زعم الجاهلون والماديون ولجاءت الفنون العصرية النافعة بشيء جديد كما ظنه الجاهلون او المتجاهلون. بل النافع منها للدين والدنيا وللجماعات والافراد داخل في والدين قد دل عليه وارشد الخلق اليه والى كل امر نافع الى ان تقوم الساعة وبيان ان الفنون اذا لم تبنى على الدين وتربط به وضررها اكثر من نفعها. وشرها اكبر من خيرها. ولكن هذا الاصل الكبير يحتاج الى امرين احدهما معرفة ما دل عليه الكتاب والسنة اجمالا وتفصيلا والثاني والثاني معرفة بالامور الواقعة والحقائق الصحيحة التي يعرفها ويعترف بها العقلاء المنصفون فمتى عرف الانسان الامرين؟ عرف انه لا يشد عن علوم الدين الاسلامي واعماله وفنونه شيء فيه خير وصلاح اصلا تدلى العارف بكل من الامرين على الاخر وعرف ان النقص بالاخلال بهما او باحدهما ومتى عرفت الاصول الكلية ردت اليها الجزئيات ومتى تكلم متكلم بشيء من الجزئيات قبل ان يعرف الكليات حصل الغلط الفاحش وقامت الشبه التي لا تروج الا على الجاهلين او يروجها المعاندون