المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله مقدمة. الحمد لله الذي خلق خلقه اطوارا وصرفهم في اطوار التخليق كيف شاء عزة واقتدارا. وارسل الرسل الى المكلفين اعذارا منه وانذارا. والحمد له رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا من سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان الله تبارك تعالى بعث رسله مبشرين ومنذرين. وانزل معهم الكتاب بالحق والميزان. ليقوم الناس بالقسط. فيؤدوا ما اوجبه الله عليهم من حقوقه وحقوق دينه وعباده. فبلغوا عليهم الصلاة والسلام رسالة ربهم. وادوا امانته ونصحوا اممهم حتى لم يبقوا شكا ولا ريبا لذي شك او ريب. وقد كان ابلغهم بيانا واعظمهم معجزة. واعمهم رسالة. خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم. فقد ترك امته على المحجة البيضاء والطريقة المثلى. ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا واخذتها امته منه خالصة نقية واضحة ميراثا مستمرا. الى ان يأتي امر الله ويأذن الله بخراب هذا العالم فان الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يورثوا درهما ولا دينارا. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر فكانت امته صلى الله عليه وسلم تتوارث علمه عالما بعد عالم حتى انتهت الى عصرنا هذا. وكان من بين العلماء الذين حظوا بهذا التراث وبذله ونشره على الوجه المشروع من غير ملل ولا اكتراث. شيخنا الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي وقد انال ولله الحمد من هذا العلم اوفر حظ وما زال دائما على نشره تعليما سرا وجهرا بين الطلبة وعامة الناس. وتصنيفا للكتب الصغيرة والكبيرة. فقد بذل مجهوده ارشاد الخلق حتى نفع الله به الخلق الكثير من المواطنين وغيرهم من سائر البلدان ثم مضى لسبيله بعد ان قضى حياته على الوصف الذي ذكرنا. فرحمه الله رحمة واسعة. ونفعنا بعلومه وجزاه الله عنا جزاء الموفقين الابرار وجعله من حزبه الفائزين. وبعد وفاته اطلعنا على فتاوى وكتابات واسئلة واجوبة كتبها بيده. ونعتقد انها نافعة في بابها وملائمة لوقتنا الحاضر ولكثرة المتشوقين من اخواننا الى مراجعتها والانتفاع بها قيدناها مرتبا على حسب عادة مصنفي فقهائنا الحنابلة رحمهم الله ولم نعتمد في كتاباتنا هذه من فتاواه الا على ما رأيناه بخط يده ليكون ذلك اوثق وابلغ طمأنينة. والله نسأل اجعل عملنا خالصا لوجهه وسعينا مشكورا لديه ونافعا لعباده فانه سميع قريب