المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قطعة من شرح بلوغ المرام. بسم الله الرحمن الرحيم باب الشركة والوكالة عن ابي هريرة مرفوعا يقول الله تعالى انا ثالث الشريكين ما لم يخن احدهما الاخر. فاذا خان احدهما الاخر خرجت من بينهما رواه ابو داوود وصححه الحاكم يدل على جواز جميع المشاركات من غير استثناء وفضل الشركة اذا بنيت على الامانة وعدم الخيانة ان من كان الله معه اعانه ووفقه وسدده وبارك له في سعيه وعمله ولما فيها من اجتماع الاراء والاعمال ونيابة احدهما عن الاخر في غيبته ومزاولة الاعمال التي لا يقدر عليها الواحد وفيه انها اذا دخلتها الخيانة خرج الله من بينهما وحل في سعيهما الفشل والمحق وعن السائب المخزوني انه كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة فجاء يوم الفتح فقال مرحبا باخي ريكي. رواه احمد وابن ماجة وابو داوود ذكر في الحديث السابق فضل المشاركة. وفي هذا انه صلى الله عليه وسلم شارك. ويفيد هذا ان من شاركته ثبت له الحق عليك وكان من الوفاء القيام بهذا الحق حتى ولو بعد انحلال الشركة. وهذا من الوفاء ولهذا اكرم صلى الله عليه وسلم السائب المخزومي. عن عبدالله بن مسعود قال اشتركت انا وسعد وعمار فيما نصيب يوم بدر. الحديث وفيه فجاء سعد باسيرين ولم اجئ انا وعمار بشيء رواه النسائي وغيره. هذا دليل على جواز شركة الابدان فيما اذا اشتركا فيما يحصل بعملهما من غنيمة او احتشاش ان او احتطاب وكذلك في الصناعات ونحوها وفيه انه اذا انعقدت كان ما يحصل منهم او منهما او من احدهما كالحاصل من المجموع. لان النبي صلى الله عليه وسلم اشرك بينهم في الاسيرين الذين اتى بهما سعد رضي الله عنه وذكر احاديث الوكالة انه صلى الله عليه وسلم وكل على الحفظ والتصريف وقبض الصدقات وتصريفها. وعلى ذبح الهدايا وعلى اثبات الحدود واستيفاءها. فدل ذلك على جواز ذلك وكل ما هو في معناه من جميع المعاملات. عقدها نسخها ومتعلقاتها وشروطها. والعبادات التي تدخلها النيابة وكذلك الحقوق التي تدخلها النيابة دون ما لا تدخله نيابة بل يتعين على العبد بنفسه فلا تدخله الوكالة والله اعلم