لقد انزل الله القرآن الكريم ليتدبره الناس ويفهمونه وبالفهم الصحيح لاحكامه وتشريعاته ومواعظه يستقيم العمل به وتطبيق ما فيه فتنتظم للمسلم كافة مناحي حياته. فيسعد في الدنيا وفي الاخرة اه مم هل في الوجود كنعمة القرآن وروضة تزداد في الوجدان هل في الوجود نعمة القرآن. وروضة تزداد الوجداني وبال عمران ازدهت ارواحنا والزمت بها لمراتب الاحساء زهراء وحين نستظل بظل بخلاصة مسيري للقرآن الحمد لله رب على مين ؟ والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد. قدم وفد من نجران الى النبي عليه الصلاة والسلام. وكان مؤلفا من ستين رجلا من اشرافهم. بينهم العاقبة وهو اميرهم والسيد الايهم وهو قائد رحلتهم. وقد قدموا بعد ان تلقوا خطابا من الله صلى الله عليه واله وسلم يدعوهم فيه الى الاسلام او الجزية او الحرب فلما وصل الوفد الى المدينة دعاهم النبي عليه الصلاة والسلام الى الاسلام. وتلا عليهم وان فامتنعوا. لانه لم يكن من هم الوفد ولا من نيته ان يسلم. او ان نفكر في الاسلام. وانما اتى ليناظر ويجادل. وقالوا كنا مسلمين قبلكم وهذه الجملة صحيحة. لو كان النصارى فعلا متبعين لكتبهم الاصلية. دون تبديل وتحريف. وفي كتبهم البشارة برسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام. وبيان علامات نبوته. لذلك انكر النبي عليه الصلاة والسلام مقولتهم هذه. وذكر لهم انهم حرفون دينهم وهذا التحريف يتنافى مع الاسلام. لان الاسلام معناه ان يسلم الانسان نفسه تماما لله تعالى. وينقاد لتشريعاته وقوانينه. ولا يلتفت لاهوائه الشخصية او مصلحته الخاصة. فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام يمنعكم من من الاسلام الثلاث. عبادتكم الصليب. واكلكم لحم الخنزير. وزعمكم ان لله ولدا. فاخذوا يجادلون النبي عليه الصلاة والسلام ويلقون بالشبهات والنبي عليه الصلاة والسلام يرد عليهم بما يوحى اليه. فلما كثر جدالهم عاهم النبي عليه الصلاة والسلام الى المباهلة. بان يبتهل كل طرف الى الله عز وجل ان يجعل الله لعنته على الطرف الكاذب. فخافوا وابوا. فانزل الله تعالى صدر سورة ال عمران الى بضع وثمانين اية عدا عليهم. ثم انتقلت سورة ال عمران في شقها الاخر الى عن انواع اخرى من التحديات التي واجهتها الامة المسلمة. بعد استقرارها في موطنها بالمدينة المنورة. وتلك التحديات مثلت قطاعا حيا من حياتها في المدينة من بعد غزوة بدر الى ما بعد غزوة احد في غزوة بدر خاض المسلمون معركة حاسمة ضد عدوهم الاول مشركوا قريش وكان هذا النصر المؤزر للمسلمين بظروفه وملابساته يعد انجازا عظيما اقرب الى المعجزة ومن ثم اضطر رجل كعبد الله ابن ابي بن سنون ان يتنازل عن كبريائه وكراهيته للاسلام لينضم منافقا للامة المسلمة وقال قولته الشهيرة هذا امر قد توجه. اي ظهرت له وجهة هو ماض فيها لا يرده عنها احد. وهكذا بدأت بذرة النفاق في المدينة قوم تظاهروا بالاسلام لكنهم كتموا الحقد والعداء للاسلام والمسلمين. وسعوا بخبث الى خلخلة الصف الاسلامي من الداخل. وقد وجد هؤلاء المنافقون حلفاء لهم في المدينة. وهم اليهود. الذين ماتوا كمدا لانتصار المسلمين في غزوة بدر. وانطلقوا محاولين لالقاء الحيرة في قلوب المسلمين بنشر للشبهات والشكوك في عقيدتهم. هذا من جانب من جانب اخر لو ونظرنا الى مكة المكرمة لوجدنا ان المشركين هناك غاضبون فهزيمتهم في بدر منح نقاط قوة قوة لمعسكر المدينة والذي سيشكل خطرا على تجارة قريش ومكانتهم بل وعلى وجودهم ولذلك بدأوا يتأهبون لدفع هذا الخطر الماحق فكانت غزوة احد. هكذا وجدت الامة المسلمة الوليدة نفسها محاطة بالاعداء ومشرك مكة يحاربونها بالسلاح وشنوا عليها حربا عسكرية واهل الكتاب يحاربونها باللسان وشنوا عليها حربا فكرية عقائدية والمنافقون يحاربونها من الداخل وشنوا عليها حربا نفسية في ظل كل هذه الاجواء المشحونة نزلت سورة ال عمران. سورة ال عمران سورة مدنية وعدد اياتها مئتان. نحن على موعد مع سورة زهراء سردها عظيم وفضلها جسيم. قال النبي عليه الصلاة والسلام اقرأوا القرآن انه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة ال عمران فانهما تأتيان يوم القيامة كانهما غمامتان او كأنهما غيايتان. او كأنهما فرقان من طير صواف. تحاجان عن اصحابهما. في الحديث يحث النبي عليه الصلاة والسلام على قراءة القرآن. وبالاخص سورة البقرة وسورة ال عمران سماهما بالزهراوين اي السورتين المنيرتين لما فيهما من احكام ومواعظ ولما فيهما من شفاء الصدور وتنوير القلوب وتكثير الاجور لاصحابهما وهما تأتيان يوم القيامة في صورة سحابتين او غيايتين. والغيايا كل ما اظل الانسان فوق رأسه او في صورة جماعتين من الطيور الباسطة اجنحتها. متصلا بعضها ببعض كل ذلك ليقي قارئهما من حر الموقف. ومن كرب يوم القيامة. تجادلان انهو بالشفاعة او عند السؤال اذا لم ينطق اللسان واطبقت الشفتان وضاعت الحجج سورة ال عمران يستطيع قارئها ان يستبين المحاور والموضوعات التي تناولتها السوء المحور الابرز من محاور سورة ال عمران كان توحيد الله سبحانه وتعالى وعرض الادلة البراهين على وحدانيته سبحانه وتعالى. وابرازه مظاهر قدرته ورحمته ووجوب افراده بالعبادة والمحور الثاني هو تحديد مفهوم الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده وهو الاسلام الاسلام هو الاستسلام المطلق والكلي لله سبحانه وتعالى وتحقيق هذا المنهج في جميع شؤون الحياة فالاسلام عقيدة وشريعة وجسد وروح وقول وعمل وعبادة ومعاملة واخلاق وسلوك هذا هو الاسلام كما يريده الله وهذا هو الدين الذي دعا اليه كلو الانبياء السابقين ولا عبرة بالاديان المحرفة وان ادعى كهنتها انه دين الله نتينا المحور الثالث من محاور سورة ال عمران وهو مناظرة اهل الكتاب والرد على الشبهات التي اثاروها من شبهات ماكرة بخلخلة عقيدة المسلمين كما ذكرت السورة بعض قبائح اهل الكتاب واوصافهم ومثالبهم والمسالك الخبيثة التي سلكوها في حربهم على الدعوة الاسلامية اما المحور الرابع من محاور سورة ال عمران فهو فضح المنافقين وهم قوم انظموا الى المجتمع المسلم باجسادهم بينما صدورهم كانت مليئة بالحقد والعداء للمسلمين. يتربصون بهم الدوائر ويتحينون الفرص لظرب الصف المسلم يحاربون المسلمين بالدس والتشكيك وبث الشبهات وتدبير المناورات فجاءت سورة ال عمران لتكشف اهدافهم وتفضح اساليبهم في الحروب النفسية كما يتجلى ذلك في احداث غزوة احد ومن خلال هذه النقطة نصل الى المحور الخامس المحور الخامس والابرز من محاور سورة ال عمران. وهو دروس وعبر من غزوة احد. ان هزيمة المسلمين في غزوة احد هزيمة عابرة. لم تكسر المسلمين بل زادتهم قوة وثباتا. لانها هزيمة جولة لا هزيمة معركة ولذا كان لا بد من تلك الهزيمة. لعل انتصار المسلمين في غزوة بدر اوقع في نفوسهم ان الوضع بيعي لهم هو النصر دوما لكوني موحدين. بينما عدوهم من الكافرين. غير ان سنة الله تعالى في النصر والهزيمة ليست بهذه الدرجة من السطحية. فالسنة الالهية لها مقتضياتها في تكوين النفوس وتنظيم الصفوف واعداد العدة واتباع المنهج والتزام الطاعة وسلوك النظام وهذا ما اراد الله تعالى ان يعلمهم اياه بالهزيمة في غزوة احد. على النحو الذي تعرضه سورة ال عمران عرظا حيا مؤثرا عميقا. وتوجه في ظله ابلغ الدول دروسي والعظات. وكان ختام سورة ال عمران بايات التفكر والتدبر في السماوات والارض وما فيهما من اتقان وابداع وعجائب واسرار تدل على وجود الخالق الحكيم سبحانه. وفي هذه الحلقات من برنامج خلاصة التفسير وصلوا لي مسير. بتقديم تفسير هذه السورة العظيمة تفسيرا موجزا يشمل بيان المعنى وسبب النزول وبعض التدبرات والوقفات التربوية. وانصحك اخي المشاهد ان تجلب معك مصحفا وتتابع هذه الحلقات من خلال النظر في الايات. لتزيد منفعتك ان شاء الله نلقاكم في الحلقة القادمة باذن الله تعالى امين وروضة تزدان في الوجدان وبال عمران ازدهت ارواحنا بها لمراتب الاحسان. زهراء وحي نستظل اللي بضلها بخلاصة التفسير للقرآن اه