بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد قال المصنف رحمه الله ابي زكريا يحيى ابن شرف النووي في كتابه رياض الصالحين باب وجوب واجب باب وجوب صوم رمضان وبيان فضل الصيام وما يتعلق به قال الله تعالى بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. الى قوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب وجوب صوم رمضان وبيان فضله ثم ذكر الايات الكريمة وهي قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم ينادي الله عز وجل عباده في هذه الاية بوصف الايمان يا ايها الذين امنوا وهذا من باب الحث والاغراء. يعني لايمانكم امتثلوا ما يطلب منكم وفيه ايضا دليل على ان فعل ما امروا به من مقتضيات الايمان. وان امتثاله سبب لزيادة الايمان وان مخالفته نقص في الايمان. وقوله يا ايها الذين امنوا اي صدقوا مع القبول والانعام. يعني امنوا بما يجب الايمان به والذي يجب الايمان به بينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الايمان ان تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره كتب عليكم الصيام اي فرض واوجب كما كتب على الذين من قبلكم الكاف هنا للتشبيه يعني ككتابته على الذين من قبلكم من الامم السابقة والتشبيه هنا لاصل الفرض باصل الفرض. وليس تشبيها لاصل لصفة الصيام بصفة الصيام. فلا يلزم من هذا ان يكون صيام من قبلنا كصيامنا. وانما اراد سبحانه وتعالى ان يبين ان الصيام كما كتب عليكم فقد كتب على الذين من قبلكم وبهذه الجملة وهي قوله كما كتب على الذين من قبلكم فيها فائدتان عظيمتان الفائدة الاولى تسرية هذه الامة وبيان ان ما كلفوا به من الصيام لم يكن لهم فقط بل كلف به من قبله من الامم السابقة فان الله عز وجل حينما كلفكم بالصيام لم يرد الاشقاق عليكم وانما قد كلف به من سبقكم من الامم. والفائدة الثانية لاجل ان تنال هذه الامة فضائل من سبقها من الامم يقول لعلكم تتقون. يعني لاجل ان تتقوا وفي هذا بيان ان حكمة مشروعية الصيام هي تحقيق تقوى الله عز وجل. وان الله عز وجل لم يرد منا من الصيام ان ندع الطعام والشراب فقط. بل اراد منا ان نحقق تقوى الله تعالى ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه يعني ان الله عز وجل لم يرد منا ان نصاب بالجوع والعطش والمشقة وانما اراد بفرض الصيام ان حقق تقوى الله عز وجل ثم قال عز وجل اياما معدودات. يعني صوموا اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر. فمن كان منكم مريضا والمرض هو خروج البدن عن حد الاعتدال والمراد بالمرض الذي يبيح الفطر هو المرض الذي يشق معه الصيام. ولهذا كان الصيام بالنسبة للمريض على ثلاثة اقسام. القسم الاول ان يكون المرض يسيرا لا يشق معه الصوم. فيجب عليه ان يصوم والقسم الثاني ان يشق عليه مشقة يسيرة محتملة فيجوز له ان يصوم لكن الصيام في حقه مكروه. لعدوله عن رخصة الله عز وجل والقسم الثالث ان يشق عليه الصيام مشقة عظيمة لا تحتمل فالصوم في حقه محرم لانه يلقي بنفسه الى وكذلك ايضا في قوله عز وجل فمن كان منكم مريضا او على سفر والسفر ومفارقة محل الاقامة على وجه يسمى سفرا فيباع للمسافر ان يفطر. ولكن ايهما افضل للمسافر ان يصوم او يفطر؟ الجواب ايضا ان المسافر لا يخلو من ثلاث حالات الحالة الاولى ان يشق عليه الصوم مشقة عظيمة لا تحتمل. فان الصيام في حقه حينئذ يكون محرما قول النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في سفر ورأى رجل ورأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه قال ما هذا؟ قالوا صائم قال ليس ليس من البر الصيام في السفر. وفي حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي عليه الصلاة والسلام حينما خرج الى مكة فقال لي اصحابه لما رأى ان الصيام قد شق عليهم امرهم ان يفطروا بل افطر. فلما اخبر ان بعضهم قد صام مع المشقة قال اولئك العصاة اولئك العصاة. الحال الثاني ان يشق الصوم على المسافر مشقة يسيرة محتملة لكن ففي هذه الحال يكون الصوم في حقه مكروها لعدوله عن رخصة الله عز وجل والحال الثالثة ان لا يشق عليه الصوم. بل يكون صومه وفطره على حد سواء. فهل الافضل ان يصوم او على المفطر المشهور من مذهب الامام احمد رحمه الله ان الافضل ان يفطر اخذا برخصة الله عز وجل. وقيل وهو الصحيح ان الافضل ان يصوم ما دام انه ليس عليه مشقة فالافضل ان يصوم. لان ذلك هو فعل النبي عليه الصلاة والسلام. اعني الصيام في السفر مع عدم مشقة. ففي حديث ابي ذر رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي الله عليه وسلم في يوم شديد الحر. وما فينا صائم الا رسول. ففي حديث ابي ففي حديث ففي حديث ففي الحديث النبي عليه الصلاة والسلام انه صام في السفر قال فخرجنا مع النبي عليه الصلاة والسلام في يوم شديد الحر وما فينا صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ولا يفعل النبي صلى الله عليه وسلم الا ما كان اكمل وافضل. ولانه ايضا اذا صام في شهر رمضان فانه يدرك الزمن لان الصيام في رمضان ليس كالصيام في غيره. ولانه اسرع في ابراء ذمة واسقاط الواجب. ثم قال عز وجل فمن كان منكم مريظا او على سفر فعدة من ايام اخر يعني فالواجب ان يصوم اياما اخر بدل هذه الايام التي افطرها وقضاء هذه الصيام يكون على التراخي. ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها كان يكون علي الصوم من رمضان فما استطيع وان اقضيه الا في شعبان فلا يجب القضاء الا اذا بقي عليه الا اذا بقي على رمضان بقدر ما عليه من ايام القضاء. يقول من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. يريد الله عز وجل بعباده اليسر. فهذه الشريعة ميسرة في اصلها وعند حدوث طارئ ايضا يكون هناك تيسير اخر. ولا يجد بكم العسر ولتكملوا العدة يعني شهر رمضان ولتكبروا الله على ما هداكم تكبروا يعني تعظموا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. يعني لعلكم تقومون بشكر نعمة الله عز وجل على ما شرع لكم وعلى ما يسر لكم. والشكر هو القيام بطاعة المنعم هذا هو معنى الشكر القيام بطاعة المنعم. ويكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح. ويأتي ان شاء الله بقية الكلام عن الايات وما فيها من الاحكام في الدرس القادم ان شاء الله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد