بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قلتم حفظكم الله منزلة العلم باسماء الله تعالى وصفاته ان الفقه في اسماء الله الحسنى باب شريف من العلم. انا لو كنت قلت احب الي اني واحد انا والتعظيم خلاه لغيري جزاك الله خيرا واحسن الله اليك. واياك ان الفقه باسماء الله الحسنى باب شريف من العلم بل هو الفقه الاكبر انا ما هو بواحد وحيد انا نعم وهو يدخل دخولا اوليا ومقدما في قوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين متفق عليه وهو اشرف ما صرفت فيه الانفاس وخير ما سعي في تحصيله ونيله وخير ما سعي في تحصيله ونيله وخير ما وخير ما سعى في تحصيله وليله اولو النهى والرشاد بل هو الغاية التي تسابق اليها المتسابقون والنهاية التي تنافس فيها المتنافسون وهو عماد السير الى الله والمدخل القويم لنيل محابه ورضاه والصراط المستقيم لكل من احبه الله واجتباه وكما ان لكل بناء اساسا فان اساس بناء الدين الايمان بالله سبحانه وباسمائه وصفاته وكلما كان هذا الاساس راسخا حمل البنيان حمل البنيان بقوة وثبات وسلم من التداعي والسقوط قال ابن القيم رحمه الله من اراد علو بنيانه فعليه بتوثيق اساسه واحكامه وشدة الاعتناء به فان علو البنيان على قدر توثيق الاساس واحكامه فالاعمال والدرجات بنيان واساسها الايمان ومتى كان الاساس وثيقا حمل البنيان واعتلى عليه واذا تهدم شيء من البنيان سهل تداركه واذا كان الاساس غير وثيق لم يرتفع البنيان ولم يثبت واذا تهدم شيء من الاساس سقط البنيان او كاد فالعارف همته تصحيح الاساس تصحيح الاساس واحكامه والجاهل يرفع في البناء من غير عن غير اساس فلا يلبث بنيانه ان يسقط قال تعالى افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير امن اسس بنيانه على شفا جرد نهار فانهار به في نار جهنم فالاساس لبناء الاعمال كالقوة لبدن الانسان فاذا كانت القوة قوية حملت البدن ودفعت كثيرا من الافات واذا كانت القوة ضعيفة ضعف حملها للبدن وكانت الافات اليه اسرع شيء فاحمل فاحمل بنيانك على قوة اساس الايمان فاذا تشعث شيء من اعالي البناء وسطحه كان تداركه اسهل عليك من خراب الاساس وهذا الاساس امران صحة المعرفة بالله وامره واسمائه وصفاته والثاني تجريد تجريد الانقياد له ولرسوله دون ما سواه فهذا اوثق اساس اسس العبد عليه بنيانه وبحسبه يعتلي البناء يعتلي البناء ما شاء ولذا كثرت الدلائل في القرآن الكريم المرسخة لهذا الاساس المثبتة لهذا الاصل بل لا تكاد تخلو اية من اياته من ذكر لاسماء الله الحسنى وصفاته العليا مما يدل دلالة واضحة على اهمية العلم بها والضرورة الماسة لمعرفتها وكيف لا يتبوأ هذا هذه المكانة المنيفة وهو الغاية التي خلق الناس لاجلها واوجدوا لتحقيقها التوحيد الذي خلق الله الخلق لاجله نوعان توحيد المعرفة والاثبات وهو يشمل الايمان وهو يشمل الايمان بربوبية الله والاسماء والصفات وتوحيد الارادة والطلب وهو توحيد العبادة دل على الاول قوله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما ودل على الثاني قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون في الاولى خلق الخلق لتعلموا وفي الثانية خلق لتعبدوا فالتوحيد علم وعمل وجاء في القرآن ايات كثيرة فيها الامر بتعلم هذا العلم الشريف والعناية بهذا الاصل العظيم قال الله تعالى فاعلموا ان الله عزيز حكيم وقال واعلموا ان الله بكل شيء عليم وقال واعلموا ان الله بما تعملون بصير وقال واعلموا ان الله غفور حليم وقال واعلموا ان الله سميع عليم وقال واعلموا ان الله غني حميد وقال اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم وقال فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير وقال واعلموا ان الله مع المتقين وقال واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه وقال فاعلم انه لا اله الا الله والايات في هذا المعنى تقارب الثلاثين اية. نعم في القرآن الكريم ما يقارب من الثلاثين اية كلها فيها الامر بتعلم اسماء الله وصفاته مما يدل على عظم شأن هذا العلم بهذا الامر المتكرر في كتاب الله عز وجل دعوة للعباد ليعلموا اسماء الله وصفاته الدالة على عظمته وجلاله وكماله سبحانه وتعالى نعم واما ذكر الله لاسمائه وصفاته في القرآن فهو كثير جدا ولا يقارن به ذكره سبحانه اي امر اخر اذ هو اعظم شيء ذكر في القرآن وافضله وارفعه. نعم يعني لا تكاد تقرأ اية في القرآن الا وفيها ذكر اسماء الله او شيء من اسماء الله واو صفاته او افعاله سبحانه وتعالى نعم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والقرآن فيه من ذكر اسماء الله وصفاته وافعاله اكثر مما فيه من ذكر الاكل والشرب والنكاح في الجنة والايات المتضمنة لذكر اسماء الله وصفاته اعظم قدرا من ايات المعاد فاعظم اية في القرآن اية الكرسي المتضمنة لذلك كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لابي ابن كعب رضي الله عنه اتدري اي اية في كتاب الله عظم قال الله لا اله الا هو الحي القيوم. فضرب بيده في صدره وقال ليهنك العلم ابا المنذر دير وافضل سورة سورة ام القرآن كما ثبت ذلك في حديث ابي سعيد ابن المعلى في الصحيح قال له النبي صلى الله عليه وسلم انه لم ينزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته وفيها من ذكر اسماء الله وصفاته اعظم مما فيها من ذكر المعاد وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من غير وجه ان قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن وثبت في الصحيح انه بشر الذي كان يقرأها ويقول اني لاحبها لانها صفة الرحمن بان الله يحبه فبين ان الله يحب من يحب ذكر صفاته سبحانه وتعالى وهذا باب واسع وكل هذا واضح الدلالة على اهمية هذا العلم الشريف وعظم شأنه وكثرة خيراته وعوائده وان وانه اصل من اصول الايمان وركن من اركان الدين واساس من اسس من اسس ملة الاسلام عليها تبنى مقامات الدين الرفيعة عليه تبنى مقامات الدين الرفيعة ومنازله العالية وكيف يستقيم امر البشرية وتصلح حال الاناء وتصلح حال الناس بدون معرفتهم بفاطرهم وخالقهم ورازقهم ودون معرفتهم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ونعوته الكاملة الدالة على كماله وجلاله وعظمته وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ولكن اكثر الناس شغلهم ما خلقوا ما خلق لهم عما خلقوا له. هذا حال اكثر الناس يعني اه شغلهم ما خلق لهم الله عز وجل خلق وسخر ما في السماوات وما في الارض لهذا الانسان واكثر الناس قد شغلوا بما خلق لهم عما خلقوا هم له. وهو توحيد الله وطاعته و آآ افراده سبحانه وتعالى بالعبادة فاشغلهم الشيء الذي خلق لهم عن الشيء الذي هم خلقوا له. نعم وقد حذر الله عباده من ذلك بقوله يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون. والله المستعان والموفق لكل خير نعم فضل العلم باسماء الله تعالى وصفاته لا ريب ان العلم باسماء الله وصفاته اشرف العلوم الشرعية واذكى المقاصد العلية واعظم الغايات لتعلقه باشرف معلوم. وهو الله عز وجل فمعرفته سبحانه والعلم باسمائه وصفاته وافعاله اجل علوم الدين كلها وارادة وجهه اجل المقاصد وعبادته اشرف الاعمال والثناء عليه باسمائه وصفاته ومدحه وتمجيده اشرف الاقوال وذلك اساس الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام وهو الدين الذي اجتمع عليه جميع النبيين. وعليه اتفقت كلمتهم وتواطأت مقالتهم. وتوارد وبيانهم بل انه احد المحاور العظيمة التي عليها ترتكز دعوتهم من اولهم الى خاتمهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ارسلوا بالدعوة الى الله عز وجل وبيان الطريق الموصل اليه وبيان حال المدعوين بعد وصولهم اليه فهذه القواعد الثلاث ضرورية في كل ملة على لسان كل رسول وفي هذا يقول العلامة ابن القيم رحمه الله ان دعوة الرسل تدور على ثلاثة امور تعريف الرب المدعو اليه سبحانه تعريف الرب المدعو اليه باسمائه وصفاته وافعاله الاصل الثاني معرفة الطريقة الموصلة اليه وهي ذكره وشكره وعبادته التي تجمع كمال حبه وكمال الذل له الاصل الثالث تعريفهم ما لهم بعد الوصول اليه في دار كرامته من النعيم الذي افضله واجله رضاه عنهم وتجليه لهم ورؤيتهم وجهه الاعلى وسلامه عليهم وتكليمه وتكليمه وقال في شأن بيان خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم لهذا المطلب العظيم قال فعرف الناس ربهم ومعبودهم غاية ما يمكن ان تناله قواهم من المعرفة وابدى واعاد واختصر واطنب في ذكر اسمائه وصفاته وافعاله حتى تجلت معرفته سبحانه في قلوب عباده المؤمنين. وان جابت سحائب الشك والريب وانجابت سحائب الشك والريب عنها كما ينجاب السحاب عن القمر ليلة ابداره ولم يدع لامته حاجة في هذا التعريف لا الى من قبله ولا الى من بعده. بل كفاهم وشفاهم واغناهم عن كل من تكلم في هذا الباب اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون كيف لا وهو القائل عليه الصلاة والسلام قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا رواه احمد وابن ماجه والقائل صلى الله عليه وسلم ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه رواه مسلم وقال ابو ذر رضي الله عنه تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في الهواء الا وهو يذكر منه علما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار الا وقد بين لكم. رواه الطبراني في المعجم الكبير فمن المحال ان يكون عليه الصلاة والسلام قد علم الامة اداب قضاء الحاجة واداب الطعام والشراب والخروج بتفصيل واف وتركهم دون ان يعلمهم ما يقولونه بالسنتهم ويعتقدونه بقلوبهم في ربهم ومعبودهم الذي معرفته غاية المعارف والوصول اليه اجل المطالب وافضل المواهب وكيف لا يكون بينه والحاجة اليه فوق الحاجات كلها فانه لا سعادة للناس ولا فلاح ولا صلاح ولا نعيم ولا راحة الا بان يعرفوا ربهم ومعبودهم اعبدوه ويكون هو وحده غاية مطلوبهم ونهاية مرادهم وذكره والتقرب اليه قرة عيونهم وحياة قلوبهم. فمتى فقدوا ذلك كانوا اسوأ حالا من الانعام بكثير كما قال الله تعالى انهم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا وبهذا يدرك المسلم شرف هذا العلم وفضله وانه من الاساس من الاسس وانه من الاسس العظام التي قامت عليها دعوات المرسلين وانه السبيل الوحيد لعز العبد ورفعته وصلاحه في الدنيا والاخرة. وعليه فان من في قلبه ادنى حياة او محبة لربه وارادة لوجهه وشوق الى لقائه فطلبه لهذا الباب وحرصه على معرفته وازدياده من التبصر فيه وسؤاله واستكشاف واستكشافه عنه هو اكبر مقاصده واعظم طالبه واجل غاياته وليست القلوب الصحيحة والنفوس والنفوس المطمئنة الى شيء من الاشياء اشوق منها الى معرفة هذا الامر. ولا فرحها بشيء اعظم من فرحها بالظفر بمعرفة الحق فيه وهذه المعرفة هي التي عليها مدار السعادة وبلوغ الكمال والترقي في درج الرفعة ونيل نعيم الدنيا اخرة والظفر باجل المطالب. وانجح الرغائب واشرف المواهب. والناس في هذا ما بين مستكثر ومقل ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم ومتى كان العبد عارفا بربه محبا له قائما بعبوديته ممتثلا امره مبتعدا عن نواهيه تحقق له تحقق له بهذه المعرفة والعبودية اللتين هما هما اللتين هما غاية خلق هما غاية الخلق والامر تحقق له بهذه المعرفة والعبودية اللتين هما غاية الخلق والامر كمال الانسان المرجو وسموه المنشود المرجوة كمال الانسان المرجو وسموه المنشود بل ليست حاجة الارواح قط الى شيء اعظم منها الى معرفة بارئها وفاطرها ومحبته وذكره والابتهاج به وطلب قيلت اليه والزلفة عنده ولا سبيل الى هذا الا بمعرفة اوصافه واسمائه. فكلما كان العبد بها اعلم كان بالله اعرف وله هو اطلب واليه اقرب. وكلما كان لها انكر كان بالله اجهل. واليه اكره ومنه ابعد والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه. هذا كلام عظيم جدا الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ببيان ثمرة هذا العلم الذي هو المعرفة بالله سبحانه وتعالى فيقول كلما كان العبد بها اي اسماء الله وصفاته اعلم كان بالله اعرف وله اطلب واليه اقرب وعلى النقيض من ذلك يقول وكلما كان لها انكر اي لاسماء الله وصفاته كان بالله اجهل واليه اكره ومنه ابعد والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه ولهذا ينبغي على العبد ان ينزل اسماء الله وصفاته من نفسي المنزلة العظيمة وان يجعل لها المكانة الرفيعة وان تعظم عنايته باسماء الله تبارك وتعالى نعم قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء اي انما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به. لانه كلما كانت المعرفة للعظيم العليم الموصوف من صفات الكمال المنعوت بالاسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به اتم والعلم به اكمل كانت الخشية له اعظم واكثر فمعرفة الله تقوي جانب الخوف والمراقبة وتعظم الرجاء وتعظم الرجاء في القلب وتزيد في ايمان العبد وتثمر انواع العبادة وبها يكون سير القلب الى ربه وسعيه في نيل رضاه وسعيه في نيل رضاه اسرع من سير الرياح في مهابها لا يلتفت يمينا ولا شمالا والتوفيق بيد الله ولا حول ولا قوة الا بالله. نسأل الله عز وجل ان اجمعين لكل خير وان يشرح صدورنا وان ييسر امورنا وان يهدينا الي صراطا مستقيما وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا الا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا