المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاني قد وقفت على كتاب صنفه عبد الله بن علي القصيمي سماه هذه هي الاغلال فاذا هو محتو على نبذ الدين والدعاية الى نبذه والانحلال عنه من كل وجه وكان هذا الرجل قبل كتابته واظهاره لهذا الكتاب معروفا بالعلم والانحياز لمذهب السلف الصالح وكانت تصانيفه السابقة مشحونة بنصر الحق والرد على المبتدعين والملحدين فصار له بذلك عند الناس مقام وسمعة حسنة فلم يرع الناس في هذا العام حتى فاجأهم بما في هذا الكتاب الذي نسخ به وابطل جميع ما كتبه عن الدين سابقا وبعدما كان في كتبه السابقة معدودا من انصار الحق انقلب في كتابه هذا من اعظم المنابذين له فاستغرب الناس منه هذه المفاجأة الغريبة لسوابقه ولسنا بصدد التعرض للاسباب التي دعته لكتابة هذا الكتاب وكثير من الناس يظنون به الظنون التي تدل عليها القرائن وليست بعيدة من الصواب لظن بعضهم انه ارتشى من بعض جهات الدعاية الاجنبية اللادينية ولكن لما كتب هذا الكتاب وطبعه ونشره بين الناس وجعله دعاية بليغة لنبذ دين الاسلام بل هغيره من الديانات والمبادئ الخلقية فكان هذا اكبر عداء ومهاجمة للدين وجب على كل من عنده علم ان يبين ما يحتوي عليه كتابه من العظائم خشية اغترار من ليس له بصيرة بكلامه حيث كان معروفا قبل ذلك من علماء المسلمين ولم يدرى ما طرأ عليه من الانقلاب واننا نعلم ان الذين يقرأون كتابه ويقفون عليه ثلاثة اقسام القسم الاول من له بصيرة ومعرفة وتفريق بين الحق والباطل ومعرفة بحقيقة الدين فهذا لا يحتاج الى التنبيه بل مجرد وقوفه على كلامه وفهمه يكفيه معرفة ببطلانه وفساده لان هذا القسم من الناس لا تغرهم الالفاظ المزخرفة ولا الاستدلالات المزورة المبهرجة القسم الثاني من وقف على كتبه السابقة ثم على كتابه هذا ورأى ما فيها من الاضطراب والتناقض والتضارب وعدم الاستقرار على قول ورأي واحد يقول القول اليوم فيهدمه بالغدر ويبني ما هدمه ويهدم ما بناه فبينما تراه يدعي انه ينصر الدين ويغار على المسلمين اذ تراه ملحا في هدم اصول الدين وقواعده حاملا على حملته متهكما بالعلماء والمرشدين مؤيسا لهم من الرقي في الحياة ما داموا متمسكين بدين الاسلام وبين تراه يحط على ائمة الدين ومصابيح الدجى اذ يصب الثناء والمدح على ائمة الكفر وزنادقة الملاحدة ويعظمهم غاية التعظيم وبين تراه يذم القديم ويحث على رفظه ومراده به ما جاء به الدين علوما واخلاقا واعمالا ويحث على الاخذ بكل جديد اذ تراه متناقضا يحث على اتباع المنحرفين كارسطو وافلاطون والفارابي وابن سينا ونحوهم من المتقدمين والمتأخرين الى غير ذلك من مناقضاته التي توجب للناظر فيها ان يهدر كلامه ويسقطه من الاعتبار ولو لم يكن من اهل العلم والابصار واما القسم الثالث الذين لا بصيرة لهم يميزون بها بين الحق والباطل ولا وقفوا على تناقضه وعدم استقراره على رأي واحد فانهم يخشى عليهم من الاغترار بكلامه لانهم يسمعون عبارات مزخرفة واستدلالات مموهة لانه يردد المعنى الضئيل بعبارات كثيرة واساليب متنوعة ونحن لا ننكر ما في كلامه وكتابه من المعاني الصحيحة المطروقة التي لم يزل اهل العلم يقولونها ويبدونها من الحث على تعلم العلوم وفنون الصنائع النافعة وما فيه من ذم الجهل واثاره الضارة وما فيه من تأخر المسلمين في الفنون العصرية وما فيه من وصف تفوق غيرهم في فنون المادة فقد ذكر اهل العلم من هذه الامور اكثر مما ذكر هذا الرجل ولم يبين ما بينوه ولا شرح الداء الذي اصاب المسلمين حقيقة ولا كيفية الدواء والمقصود ان ما في كتابه من الحقائق لم يكن اول من قالها بل لم يزل اهل المعرفة يقولون ما هو اتم منها وانما المنكر الفظيع والطامة الكبرى ترويجه بهذه الامور على من لم يعرف الحقائق وجعلها له كالاساس الذي يحمل منه على الدين واهله الحملات المنكرة المتكررة عبدالرحمن بن ناصر السعدي