المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد كنت كتبت كتابا في تفسير القرآن مبسوطا مطولا يمنع القراء من الاستمرار بقراءته ويفطر العزم عن نشره فاشار علي بعض العارفين الناصحين ان اكتب كتابا غير مطول يحتوي على خلاصة ذلك التفسير. ونقتصر فيه على الكلام على بعض الايات التي نختارها وننتقيها من جميع مواضيع علوم القرآن ومقاصده لعنت الله على العمل في هذا الرأي الميمون لامور كثيرة منها انه بذلك يكون متيسرا على المشتغلين معينا للقارئين ومنها ان القرآن العظيم ليس كغيره من الكتب في الترتيب والتبويب لانه بلغ في البلاغة نهايتها وفي الحسن غايته وفي الاسلوب البديع والتأثير العجيب ما هو اكبر الادلة على انه كلام الله وتنزيل من حكيم حميد فنجده في اية واحدة يجمع بين الوسائل والمقاصد وبين الدليل والمدلول وبين الترغيب والترهيب وبين العلوم الاصولية والفروعية وبين العلوم الدينية والدنيوية والاخروية وبين الاغراض المتعددة والمقاصد النافعة ويعيد المعاني النافعة على العباد. ليتم علمهم وتكمل هدايتهم ويستقيم سيرهم على الصراط المستقيم علما وعملا الوقوف على تفسير بعض القرآن يعين اعظم عون على معرفة باقيه. الله جعله مثاني تثنى فيه العلوم النافعة. والمعاني الجليلة الكاملة وهذا من تيسيره تعالى لكتابه. قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ ومما يدعو الى هذا ما تحتوي عليه هذه المقدمة المذكورة بقولنا