الدرس الثالث عشر المرحلة الثانية من الدعوة دعوته لقومه واقامة الحجة عليهم تكذيبهم له تكسيره للاصنام القاؤه في النار الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين وخالق الخلق اجمعين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين اما بعد ثم تأتينا المرحلة الثانية من دعوة ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه الا وهي دعوته لقومه فقال جل وعلا في ذكر المناظرة التي جرت لابراهيم مع قومه. فقال وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما افل قال لا احب الافلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة اي بارزة ظاهرة قال هذا ربي هذا اكبر اكبر من النجم واكبر من القمر هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم اني بريء مما تشركون اني وجهت وجهه للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكبا. قال هذا ربي فلم اثقل قال لا احب الآخرين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افلقا قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قومي اني بريء مما تشركون اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا. وما انا من من المشركين. ان موقف ابراهيم صلوات الله وسلامه عليهم من هذه الكواكب موقف مناظرة لا موقف نظر ما شك ابراهيم ابدا في الله جل وعلا ولا فكر يوما ان النجم يمكن ان يكون ربه او ان القمر يمكن ان يكون ربا او ان الشمس يمكن ان تكون ربا ابدا. وانما هذا على سبيل التنزل في المناظرة مع وهذا امر شائع في المناظرات ولذلك قال بعدها تلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه اذا هو اراد ان يقيم عليهم الحجة وما اراد ابدا ان هذا اله من دون الله تبارك وتعالى او رب خلق وصور وسوى وكأن إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه قال لقومه تعالوا فلننظر هذا النجم هل يستحق ان يكون ربا؟ هذا القمر هل يستحق ان يكون ربا؟ هذه الشمس هل تستحق ان تكون ربا؟ افلا افلا افلت اي غاب النجم غاب القمر غابت الشمس ولا ينبغي لرب ان يغيب سبحانه وتعالى والمناظر قد يقول شيئا وهو لا يعتقده من باب الالزام. ولذلك سيأتينا قول ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه لقومه لما جاءوا وكسر امامهم قالوا اانت فعلت هذا باليتنا يا ابراهيم؟ قال بل فعله كبيرهما فاسألوه ان كانوا ينطقون فهذا على سبيل المناظرة لا على سبيل الاعتقاد فهو اراد ان يلزمهم وان يقيم عليهم الحجة صلوات الله وسلامه عليه وفي قوله هذا ربي يحتمل ان يكون هذا من باب الاستفهام فكأن ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه جلس مع قومه فلما رأى النجم قال لهم هذا ربي باسقاط الهمزة. اهذا ربي اهذا تزعون انه ربا؟ فلما غاب طلع القمر فقال اهذا ربي؟ فلما غاب؟ طلعت الشمس. قال اهذا ربي؟ فهو لا يقولها على سبيل التقرير وانما يقولها على سبيل الاستفهام على وجه التوبيخ والتحقير لرأيهم كما في قول الله تبارك وتعالى افا ان مت فهم الخالدون اي اذا مت انت هم يخلدون انت تموت وهم ميتون فهذا يكون على سبيل التوبيخ في الاستفهام لا على سبيل انه يعتقد هذا الامر والدليل على ان ابراهيم لم يشك من اوجه. منها اولا ان الاعتقاد بان النجم رب او ان القمر رب او ان الشمس رب كفر والانبياء معصومون عن الكفر وقد نبهنا على هذا في اول جلسة وقلنا اجمعت الامة على ان الانبياء معصومون هنا من الكفر ومن زعم ان نبيا كفر بالله تبارك وتعالى فهو الكافر والعياذ بالله. ثم كذلك ان ابراهيم قال لهم في البداية واذ قال قال ابراهيم لابيه ازر اتتخذ اصناما الهة؟ اني اراك وقومك في ضلال مبين. ثم قال فلما رأى امر بازغا قال هذا ربي الايات اذا هو في البداية انكر عليهم. انكر عليهم ان يعبدوا غير الله تبارك وتعالى ثم ان هذه الاية انما كانت بعد ان اراه الله تبارك وتعالى ملكوت السماوات والارض اي عظمة خلق الله جل وعلا والله تبارك وتعالى ارى ابراهيم ملكوت السماوات والارض ليكون من الموقنين ثم قال فلما جن عليه الليل رأى كوكبه فالذي اراه الله ملكوت السماوات والارض لا يمكن ابدا ان يشك بان النجم رب او ان القمر رب او ان الشمس رب ثم كذلك قوله تعالى في اخر هذه الايات وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه فدل على انه اراد ان يقيم عليهم الحجة جلاء انه اعتقد ذلك صلوات الله وسلامه عليه. ثم ان الله نفى الشرك عن ابراهيم في كثير من الايات. فقال وما كان من ولم يك من المشركين. في ايات كثيرة وهذا يسمى بنفي الكون. اي لم يكن ولن يكون ابدا من المشركين فلم يكن ابراهيم يوما ما من المشركين وهذا نص من الله تبارك وتعالى اذ يستغرق جميع الزمن الذي عاش فيه ابراهيم لم يكن فيه مشركا ابدا صلوات الله وسلامه عليه نرجع الى قصة ابراهيم مع قومه. يقول الله تبارك وتعالى اذكا الهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين فنظر نظرة في النجوم فقال اني فتولوا عنه مدبرين فراغ الى الهتهم فقال الا تأكلون لو دخل بيتك رجل مظلوم وخلفه من يريد ان يقتله او يؤذيه ثم جاء واختبأ عندك وجاء ذاك وسأله قال اين فلان؟ قلت له والله لولا ان الكذب حرام لقلت انه غير موجود هو في الداخل. انت اثم ومجرم بفعلك هذا ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين فاقبلوا اليه يزدكون قال اتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون وهنا في قول الله تبارك وتعالى فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم. وذلك ان قومه ارادوا ان يخرجوا الى عيدهم كما ذكر اهل والتاريخ انهم ارادوا ان يخرجوا الى عيدهم وطلبوا من ابراهيم ان يخرج معهم صلوات الله وسلامه عليه. فقال اني سقيم والى السماء نظرة في النجوم فقال اني سقيم من المعلوم من الدين بالضرورة ومعنى بالضرورة اي لا يعذر احد في جهله من المعلوم من الدين بالضرورة ان الانبياء صادقون في كل ما اخبروا به صلوات الله وسلامه عليه عن الله عز وجل. وان من كذب نبيا في خبر فهو كافر من كذب نبيا في خبر فهو كافر بالله تبارك وتعالى. فهل كان ابراهيم سقيما؟ اي مريضا؟ وهل يجوز ان ينسب اليه الكذب؟ صلوات الله وسلامه عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح لم يكذب ابراهيم الا ثلاث كذبات. في قوله اني سقيم وفي قوله بل فعله كبيرهم هذا وفي قوله عن زوجته عند الملك الظالم انها اختي هذه ثلاث كذبات تنسب الى نبي الله ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه. بل قد جاء في الحديث الصحيح حديث الشفاعة ان الناس يذهبون الى صلوات الله وسلامه عليه فيقول له انت خليل الله اشفع لنا عند ربك. فيقول صلوات الله وسلامه عليه اني قد كنت كذبت كذبات وهذا الحديث متفق عليه. فهل يجوز ان ينسب الى ابراهيم الكذب صلوات الله وسلامه عليه اولى. النبي الذي هو من اعظم الناس تعظيما لابراهيم صلوات الله وسلامه عليه حتى قال لما قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن اولى بالشك من ابراهيم. فنزهه صلوات الله وسلامه. وكثيرا ما كان يمتدح بنسبته الى ابراهيم بل ان الله كثيرا ما كان يقول له اتبع ملة ابراهيم اتبع ملة ابراهيم. فكان يمتدح نبي الله ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه. بل ان ابراهيم نسب هذا الى نفسه وقال كذبت ثلاث كذبات. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كذب في ذات الله كيف يحمل هذا الكذب؟ قال اهل العلم اولا هذه الكذبات الثلاث انما كانت قبل النبوة. كل هذه الكذبات التي نسبت الى ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه انما كانت قبل النبوة. وهذا انما كان من باب الفطرة. اي فطرة ابراهيم كانت سليمة ولذلك لما كان يبعثه ابوه ليبيع الاصنام كان يقول من ذا الذي يشتري ما يضر ولا ينفع؟ وكان ينكر على قومه عبادة الاصنام وذلك قبل النبوة ولذا يأتينا عندما يكسر ابراهيم الاصنام ماذا يقول قومه عندما يجدونها مكسرة يقول سمعنا فتى يذكرها يقال له ابراهيم اذا هو غير معروف. هو فتى اي صغير ثم هو غير معروف يقال له ابراهيم ولو كان قد بعث اليهم ما كانوا يقولون فتى يقال له ابراهيم فهذا اولا وكذا امر بالنسبة لقوله بل فعله كبيرهم لانها في قصة واحدة. وكذا في ذهابه الى ذلك الملك قالوا كذلك يكون قبل بعثته صلوات الله وسلامه عليه. والجواب الثاني انهم قالوا انما قال هذا من باب التورية خاصة عندما قال اني سقيم اذ لا يلزم ان يكون يريد المرض الذي هو علة في الجسد. وانما هو سقيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يعذب ببكاء اهله اي العذاب النفسي. يتعذب لاجلهم لاجل ما يرى ما هم عليه من الضلال قالوا ان الميت ليعذب بكاء اهله عليه وكذلك يقول اني سقيم مما اراه منكم من ضلال. سقيم مما اراه منكم من باطل ومن كفر بالله وعبادة للاصنام التي لا تضر ولا تنفع بل تضر ولا تنفع فيكون هذا من باب التورية لا من باب الكذب. وكذا قوله بل فعله كبيرهم هذا انما قاله لهم من باب الاستهزاء والتحقيق غيري لهم ولذلك قال بعدها فاسألوه ان كانوا ينطقون. اسألوهم هذه كسرت من كسرها؟ اسألوا هذا الكبير؟ هل هو الذي كسر او لا؟ واما قوله لزوجته انها فان هذا على سبيل دفع اعظم المفسدتين. وذلك انهم ذكروا ان ذلك الملك. اذا عرف ان لها زوجا قتله واخذها بنفسه. فلذلك دفع ابراهيم اعظم المفسدتين باخفهما. فكذب وقال هي اختي لينجو من القت وتنجو هي من الاغتصاب. وهذا عين العقل بل هذا هو الواجب في الشرع ان الانسان اذا اعترظته مفسدتان ولا بد من الوقوع في احداهما فانه يقدم اخف المفسدتين. ولذلك بانك عرضته للقتل بجهلك انه لا يجوز الكذب. بل ان الكذب هنا واجب. لتدفع القتل عن اخيك فالقصد ان ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه انما قال هذا من باب دفع اعظم المفسدتين. ولذلك لما دعا ابراهيم قومه ان عبادة الله تبارك وتعالى لم يقل له قومه انك تكذب. وما اتهموه بالكذب لانهم ما فهموا ابدا ان في قوله اني سقيم. وان في قوله بل فعله كبيره ماذا؟ انه كذاب. بل فهموا انه اراد الزامهم بالحجة صلوات الله وسلامه عليه. ثم كذلك ليس فيه انه خاطب بهذا فقال لهم اني سقيم بل قالها في نفسه اني سقيم اي مما اراه من ضلالي او خرج قومه الى عيده وابراهيم فيه حرقة على ما يفعله قومه. قال الله تبارك وتعالى فراغ الى الهتهم. اي مسرعا متخفيا فدخل على الالهة فوجدها في بهو عظيم اي مكان متسع وضع لهذه الالهة. وقد وضع لها الطعام فراغ الى الهته فدخل عليها وجد هذا الطعام وهذا المكان والطعام كما هو ما تغير فقال لهم الا تأكلون وهذا يفعله بعض الجهال الان يذهبون الى المقابر ويصبون الحليب ويضعون البسكويت والطعام عند قبر الميت يشاركهم في الطعام. هؤلاء يقال لهم كما قال ابراهيم بهذه الاصنام. الا تأكلون؟ فجاء الى هذه الاصنام فقال الا تأكلون؟ كلوا وظع الطعام لاجلكم فكلوا. الا تأكلون ما لكم لا تنطقون؟ قولوا لا نريد قولوا لا نأكل قولوا لا نجوع قولوا نحن الهة ما لكم لا تنطقون عبروا عن رأيكم ما لكم لا تنطقون لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين اي كسرها صلوات الله وسلامه عليه فاقبلوا اليه يزفون فواجههم وقال اتعبدون ما تنحتون؟ والله خلقكم وما تعملون قالوا ابنوا له بنيانا فالقوه في الجحيم. يقول الله تبارك وتعالى فارادوا به كيدا فجعلناهم الاسفلين ويقول سبحانه وتعالى واتل عليهم نبأ ابراهيم. اذ قال لابيه وقومه ما تعبدون. قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون قال افرأيتم ما كنتم تعبدون؟ انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين وقولهم عندما قال لهم ابراهيم هل يسمعونكم اذ تدعون؟ او ينفعونكم او يضرون؟ قالوا بل وجدنا ابائنا وهذي يسمونها حيدة. حيدة ايحادوا عن الجواب. هو فقال لهم هل كان يعبدها اباؤكم او لا؟ انما قال لهم هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون المفروض الجواب ان يقولوا ايش؟ نعم او لا لكن ماذا قالوا؟ قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك هذا اقرار واعتراف منهم انها لا تنفع ولا تضر ولا تسمع ولذلك يقول الله تبارك وتعالى عالمين. اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون. قالوا وجدناها انا لها عابد قال لقد كنتم انتم واباؤكم في ضلال مبين قالوا اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين؟ قال بل ربكم رب السماوات والارض الذي فطرهم. الذي فطرهن وانا على ذلكم من الشاهدين. كأنهم في كلامهم هذا انه اذا كان هذا هو الحق انهم يتبعونه قالوا اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين؟ قال بل ربكم رب السماوات والارض الذي فطرهن وانا على ذلكم من الشاهدين وتالله لاكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين. اذا هددهم ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه بانه سيكيد هذه الاصنام. يقول الله تبارك وتعالى فجعلهم جذاذا اي حطمهم. فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم لعلهم اليه يرجعون. وهذا فيه اشارة الى غيرة الكبير المتعال سبحانه وتعالى. الذي لا يرضى ان يعبد احد غيره سبحانه وتعالى فابراهيم كسر جميع الاصنام الا كبيرهم لعلهم اليه يرجعون. كأنه يقول لهم كما ان هذا الكبير غار على هذه الاصنام ان تعبد فالله يغار ان يعبد غيره سبحانه وتعالى وهنا في قوله وتالله هذه وتالله حلف تقول والله بالله تالله لله الله هذا كله اقسام تقسم قال وتالله يقسم صلوات الله وسلامه عليه لاكيدنه اصنامكم. وهنا قال بعض اهل العلم انما قال ابراهيم هذا في نفسه يعني ما قالها لهم كما قال يوسف عليه الصلاة والسلام لاخوته لما قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها قال انتم شر مكانه هذي ما قالها ما سمعوها وانما قالها في نفسه انتم شر مكانا وكذلك ابراهيم هنا قال تالله لاكيدن اصناف يحدث نفسه. تالله لاكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين. فاذا اما ان يكون قالها في نفسه صلوات الله وسلامه عليه واما انه اسمعه. ولذلك سيأتينا قول الله تبارك وتعالى عنه انهم قالوا سمعنا فتى يذكرهم قالوا له ابراهيم اي هدد بكسر هذه الاصنام رجعوا فوجدوا الالهة مكسرة محطمة جذاذا كما اراد ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه قالوا من فعل هذا بالهتنا؟ انه لمن الظالمين. قالوا سمعنا فتى يذكره. يقال له ابراهيم. قالوا فاتوا به على اعين الناس لعل يشهدون. سمعنا فتى يذكرهم اي يذكرهم بالعيب والنقص. يتنقص هذه الاصنام. هل يسمعونكم اذ تدعون؟ او ينفعونكم او يضرون تنقص هذه الاصنام سمعنا فتى يذكرهم اي بالنقص والعيب يعيب هذه الاصنام قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يفسدون. هذا الذي يريده ابراهيم. يريد ان يتكلم على اعين الناس. ولذلك لما جاء موسى لفرعون وطلب فرعون من موسى ان يجعل له موعدا يجمعه مع السحرة قال موعدكم يوم الزينة يوم العيد وان يحشر الناس ضحى حتى يرى الناس وغلام الاخدود كذلك عندما اراد الملك قتله ولم يستطع قال له غلام الاخدود اذا اردت قتلي فافعل ما امر. اجمع الناس ثم افعل كذا وكذا وهو يريد هذا الامر ابراهيم صلوات الله وسلامه وهو ان يحضروه على اعين الناس حتى يقيم الحجة على الجميع. صلوات الله وسلامه عليه جمعوا مع الناس فقالوا لا امام الناس اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ قال بل فعله كبيرهم هذا واشار الى الصنم الكبير بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون وان كانت لكم عقول تعقلون ما تقولون. فاسألوهم ان كانوا ينطقون. يقول الله تبارك فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون كلامه صحيح انتم الظالمون لماذا تركتم الالهة بدون حراسة؟ وتركتم ابراهيم يكسرها انتم الظالمون تستحقون ما اصابكم لانكم تركتم الالهة بدون حراسة عندها قالوا انكم انتم الظالمون وهذا ما اراده ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه بانهم كما اعترفوا امامه قالوا لقد علمت ما هؤلاء ارادهم ايضا ان يعترفوا امام الناس مرة ثانية ان هذه الالهة لا تنطق ولذلك قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون. فاعترف امام الناس وقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون. فقامت عليهم الحجة ومن هذا اخذ اهل العلم في قول ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه هل يسمعونكم اذ تدعون؟ او ينفعونكم او يضرون؟ وقوله فاسألوهم ان ينطقون اخذ اهل العلم من هذا ان الله تبارك وتعالى يوصف بالسمع والكلام لان ابراهيم عاد على الالهة انها لا تسمع فعيب على اله الا يسمع وعاب على الالهة انها لا تتكلم لا ينطقون فعيب في الاله الا يتكلم ولذلك اخذ اهل العلم من هذا ان الله تبارك وتعالى يوصف بالسمع ويوصف بالكلام من ايات اخرى كذلك اثبت له ولكن عيب في الاله الا يكون في هذا او ذاك قال ابراهيم افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم اف لكم ولما تعبدون من دون الله. افلا تعقلون قالوا حرقوه وانصروا الهتكم. الهة هي التي تصنع. الهة يقدم لها الطعام. الهة احرص الهة تنصر ما فائدة هذه الالهة؟ هي تنصر هي تحرس هي تطعم هي تبنى هي تصنع ما فائدة هذه الالهة؟ ولكن مفطور على ان يعبد ان لم يعبد الله عبد غيره رغما عنه ولو كان الها يصنعه هو ولو كان الها يطعمه هو ولو كان الها يحرسه هو وان كان الها ينصره هو لكن يريد ان يعبد. لا يستطيع الا يعبد. وانتم تعلمون الان ان هناك من يعبد الفأر وهناك من يعبد النملة وهناك من يعبد الحجر والشجر والشمس والقمر والسعيد من وفق الى عبادة من يستحق ان يعبد. وهو الله سبحانه وتعالى انصروا الهتكم ولذلك ذكر عن بعضهم من كفار قريش انه رأى الهه من بعيد واذا عنده ثعلب يبول عليه. يبول على الصنم فاخذته على الهنا فصار يركض فلما رآه الثعلب فر وصل الى الاله واذا البول فوق رأس الهه صنم فنظر اليه ثم فكر قيم وقال ارب يبول الثعلبان برأسه ايش هذا الرد رب يبول عليه ثعلب والثعلب من احقر الحيوانات عند العرب. قال ارب يبول الثعلبان برأسه فقبح من رب ايش هذا الرب قبح من ربه ثم نظر الى نفسه وقال وقبح عابده ايش هذا الرب رب ينصر رب يحمى ايش هذا الرب ما فائدة هذا الرجل حينما هزموا واقروا بهذه الهزيمة واقام ابراهيم صلوات الله وسلامه عليهم الحجة لجأوا الى القوة وذلك ان نبي الله ابراهيم الزمهم احد امرين. لما قال لهم بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون. واحد من الامرين. اما ان يقولوا صدقت يا ابراهيم هم لا ينطقون ولا يسمعون ولا يدافعون عن انفسهم. واما ان يقولوا صدقت يا ابراهيم فعله كبيرهم هذا وفي كلا الحالتين يخرج منها ابراهيم وهم الزموا واعترفوا بالاولى فقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ولكنهم لما اعيتهم الحجة استخدموا القوة والبطش قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين وهذه ما تسمى بشريعة الغاب شريعة الظفر والنار من قوة ما في حجة ما في عقل ما في منطق ما في اقناع حرقوه لان اتخذت الها غيري لتكونن منا من المسجونين ما في خلاص انتهى الاقناع يناقشون في البداية فاذا الزموا الحجة لجأوا الى القوة. يا ابتي يا ابتي يا ابتي يا ابتي اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لن تنتهي الا رجل منه قوة خلاص اللجوء الى القوة بعد ان تعييهم الحجة الهتكم انكم فاعلين. اشعلوا نارا عظيمة ارادوا ان يحرقوا ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه فيها. وقد ذكروا ان المرأة كانت اذا مرضت تنذر. ان شفيت لاجمعن حطب بحرق ابراهيم فجمعوا حطبا عظيما لحرق ابراهيم حتى قالوا انهم اشعلوا نارا عظيمة بحيث انهم لم يستطيعوا ان يلقوا ابراهيم فيها. فوضعوه على الة المنجنيق ورموه رميا لانهم لا يستطيعون ان يقتربوا من هذه النار ومكروا مكرهم وعند الله مكروه ومكروا مكرا ومكرنا مكرا ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين سبحانه وتعالى ارادوا به كيدا قد جعلناهم الاسفلين فجاء الكفار والقوا ابراهيم عليه الصلاة والسلام في النار فقال حسبي الله ونعم الوكيل الله اكبر مؤمن الصادق التقي النقي المخلص الذي امتلأ قلبه يقينا وايمانا بالله تبارك وتعالى يقول هذه الكلمة في هذا الوقت الحرج حسبي الله ونعم الوكيل. يرى الموت بعينيه سيلقى في هذه النار العظيمة حسبي الله ونعم الوكيل ولذلك يقول ابن عباس رضي الله عنه وعن ابيه حسبي الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم لما القي في النار. وقالها محمد واصحابه لما فقيل لهم ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل عندها جاء الفتح وجاء النصر من القوي العزيز الذي امره انما اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ايانا ركوني بردا وسلاما على ابراهيم. وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين. فكانت كما قال الله فسبحان الله لا اله الا هو ملاذ المؤمنين ومنجي الصالحين. نبي الله ابراهيم لما عظم توكله على الله جل وعلا وهو يساق الى النار سوقا التي من عادتها ان تحرق الاشياء فان الذي اعطاها خاصية الاحرام سلبها منها عندما القي فيه ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان ابراهيم لما القي في النار جعلت الدواب كلها تطفئ النار عنه حيوانات وان من شيء الا يسبح بحمده حيوانات تطفئ النار عن ابراهيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم الا الوزغ فانه جعل ينفخها عليه وهذا اخرجه احمد وقال صلوات الله وسلامه عليه اقتلوا الوزغ فانه كان ينفخ النار على ابراهيم. حيوان الاصل فيه الافساد وهو الوزغ وهو ما نسميه نحن نعصي هذا كان ينفخ النار على ابراهيم ولذلك امر الناس بقتله. الناس اذا رأوا هذا البريص او الوزغ امر الناس ان يقتلوه لانه كان ينفخ النار على ابراهيم. هذا طبعه الفساد كما قال بعض الشعراء ثلاثة من طبعها الفساد الفأرة والبربر والجراد. يعني في اشياء هي من طبعها ان تفسد فافسد هذا الوزغ بانه جعل ينفخ النار على ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه. وهنا اشتهر عند الناس انه لما رمي ابراهيم في النار وهو في الهواء جاءه جبريل وقال هل من حاجة؟ الا تدعو الله تبارك وتعالى؟ فقال ابراهيم علمه بحالي يغني عن سؤالي وهذا كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية كذب موظوع لم يثبت. هذا الامر بل انه لجأ الى الله وقال حسبي الله ونعم الوكيل. والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد