احسن الله اليك. قال الله تعالى قل من رب السماوات والارض قل الله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار يقرر تعالى انه لا اله الا هو لانهم معترفون بانه هو الذي خلق السماوات والارض وهو ربها ومدبرها وهم مع هذا قد اتخذوا من دونه اولياء يعبدونهم واولئك الالهة لا تملك لانفسها ولا لعابديها بطريق الاولى نفعا ولا ضرا اي لا تحصل لهم منفعة ولا تدفع عنهم مضرة فهل يستوي من عبد هذه الالهة مع الله؟ ومن عبد الله وحده لا شريك له فهو على نور من ربه ولهذا قال قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ ام هل تستوي الظلمات والنور؟ ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليه اي اجعل هؤلاء المشركون مع الله الهة تناظر الرب وتماثله في الخلق فخلقه كخلقه فتشابه الخلق عليهم. فلا يدرون انها مخلوقة من مخلوق غيره. اي ليس الامر كذلك فانه لا لا يشابهه شيء ولا يماثله ولا ند له ولا عدل له ولا وزير له ولا ولد ولا صاحبة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وانما عبد هؤلاء المشركون معه الهة هم معترفون انها مخلوقات له عبيد له كما كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك وكما اخبر تعالى عنهم في قوله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فانكر تعالى عليهم ذلك حين حيث اعتقدوا ذلك وتعالى لا يشفع احد عنده الا باذنه. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. وكم من ملك في السماوات الاية وقال ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا فاذا كان الجميع عبيدا فلم يعبد بعضهم بعضا بلا دليل ولا برهان بل بل مجرد الرأي والاختراع والابتداع ثم قد ارسل رسله من اولهم الى اخرهم تزجرهم عن ذلك وتنهاهم عن عبادة من سوى الله فكذبوهم وخالفوهم فحقت عليهم كلمة العذاب لا محالة ولا يظلم ربك احدا. في هذه الاية توحيد وان الله عز وجل هو مستحق للعبادة وحده لا شريك له وفيها التنفيذ والتحذير من الشرك وان المشرك ليس عنده دليل على عبرة غير الله وانه خاسر هالك وهو يقر بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت اذا كان يخر بذلك فكيف يصرف العبادة عن الله الى غيره فالخالق الذي له القدرة العظيمة على الخلق والايجاد والذي يرزق العباد بيده نفعهم وضرهم والذي خلقه وجده من العدم ورباهم بالعدمة هو مستحق العبادة واما المعبرة الاخرى فليس الهامل التصرف شيء ونساء لها من الصفات ما يؤهله للعبادة وليس لها نعمة على على العباد فكيف تصرف هذه العبادة ولهذا احتج سبحانه وتعالى عليهم باخراجه بتوحيد الربوبية قل من رب السماوات والارض قل الله اذا كان رب السودان هو الله هو هو المستحق اللي بعده كيف تعبدون معه الة اخرى استدل استدل عليهم باقرارهم بتوحيد الربوبية على توحيد العبادة كما قال سبحانه وتعالى في اول سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم في الارض فراشا. المعنى الذي خلقكم وجعلكم له هو مستحق العبادة فاعبدوه وحده وهنا قال سبحانه في هذه الاية الكريمة قال قل من رب السماوات والارض قل الله يعترفون بهذا فكيف تتخذون من دونه الهة؟ قل فاتخذوا من دونه الهة قل ما رب السماوات والارض قل الله قل فاتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا كيف تتخذون من دونه وليا؟ لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا عن ان يملك ذلك لغيره وهم مقرون بهذا. اذا كنتم تقرون ان الله هو رب السماوات والارض. كيف تتخذون من دونه وليا؟ تتولونه تصرفون له العبادة وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك لغيره والمعبود انما يعبد العبد لما يحصل له من النفع والنفع اما ان يكون اما ان يكون اه المعبود مالكا لما يريد عابده منه او شريكا للمالك او معيلا ظهيرا او شفيعا عنده وهذه الامور كلها نفيت على المعبودين بدون الله كقوله كقوله تعالى قل ادعوا الذين قل ادعوا الذين زعلتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض هذا نفي الملك. وما لهم فيهما من شرك نفي الشركة. وما لهم منهم من ظهير نفي المعاونة ولا تفشلوا ولا تفاعلوا الشهوات عندها الا لمن اذن له هذا نفي للشفاعة فتعلق فبطأ جميع ما يتعلق بالمشركون ولهذا هذه الايات قطعت عروق الشرك كلها ما يتعلق به المعبود من عابده اما النفع اما انه مالك لما يريد عبده منه او شريكا للمالك او معينا وظهيرا او شفيعا عنده. وقد نفى الله هذه الامور الاربعة نفيا مرتبا وثقيلا من الاعلى الى الادنى فبطلت بذلك عبادة غير الله. قل من رب السماوات قل فاتخذتم من دون اولياء؟ لا يملكون لانفسهم نفع ولا ضرا اذن ماذا تريدون منهم ما يدركون لانفسهم فكيف يملكون لكم كيف يملكون لغيرهم قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ يعني فكروا هل يستوي الاعمى والوسيلة الاعمى هو الذي يعبد غير الله والبصير اللي نور الله بصيرته ووحد الله واسره وعباده ام هل تسوي الظلمات والنور؟ لا تستويان لا يستوي موحد ولا مشرك ولا اقول هل يستوي العمى البصير؟ او ام هل تستوي الظلمات والنور؟ ام جعلوا لله شركاء خلقه كخلقه فتشابه الخلق عليهم يعني هل هؤلاء البعض هل هم خلق؟ مثل خلق الله وتشابه الخلق عليك ما تدرون ما تدرون ولا تفرقون بين خلقه هؤلاء المعبودين لكم وبنى خلق الله وهذا لا يوجد ام جعل هؤلاء الشركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء. ليس للمعبودين شرقا فكيف تعبدون من دون الله؟ ولله وخالقه شيء وهو الواحد القهار. في هذه الاية في مناقشة ومجادلة للكفار وابطال دعواها ليه اعتقادهم لو كانوا يعقلون. وفيها تقرير التوحيد. وان الله هو رب السماوات والارض وهو الخالق سبحانه وتعالى وهو الذي بيده الدفع والضر فهو مستحق لعباده هو المعبود من دون الله ليسوا خالقين وليس دافع ولا ضر اوليس الى التصرف فكيف يعبدون من دون الله؟ نعم. احسن الله اليك قوله تعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها. فاحتمل السيل زبدا رابيا. ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله. كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض. كذلك يضرب الله الامثال. اشتملتا هذه الاية الكريمة على مثلين مضروبين للحق في ثباته وبقائه. والباطل في اضمحلاله وفناءه. فقال تعالى انزل من السماء ماء اي مطر فسالت اودية بقدرها اي اخذ كل واد بحسبه فهذا كبير وسع كثيرا من الماء. وهذا صغير وسع بقدره وهو اشارة الى القلوب وتفاوتها. فمنها ما يسع علما كثيرا. ومنها من لا يتسع لكثير من العلوم بل يضيق عنها. فاحتمل السيل زبدا رابيا. اي فجاء على وجه الماء الذي سال في هذه الاودية عال عليه هذا مثل وقوله ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع الاية هذا هو المثل الثاني وهو ما يسبك في النار من ذهب او فضة ابتغاء حلية. اي ليجعل حلية نحاس او حديد فيجعل متاعا فانه يعلوه زبد منه كما يعلو ذلك زبد منه. نعم. كذلك يضرب الله الحق والباطل اي اذا اجتمعا لا ثبات للباطل ولا دوام له. كما ان الزبد لا يثبت مع الماء ولا مع الذهب والفضة ونحوهما مما يسبك في النار. بل يذهب ويضمحل. ولهذا قال فاما الزبد فيذهب جوفاء فاما الزبد فيذهب جفاء اي لا ينتفع به بل يتفرق ويتمزق ويذهب في جانبي الوادي ويعلق بالشجر وتنسفه الرياح وكذلك خبث الذهب والفضة والحديد والنحاس. يذهب ولا يرجع منه شيء ولا ايبقى الا الماء وذلك الذهب ونحوه ينتفع به. ولهذا قال واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ذلك يضرب الله الامثال كقوله تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. وقال بعض السلف كنت اذا قرأت مثلا من القرآن فلم افهمه بكيت على نفسي. لان الله تعالى يقول وما يعقلها الا العالمون. قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى انزل من السماء اودية بقدرها الاية هذا مثل ضربه الله. احتملت منه القلوب على على قدر يقينها وشكها فاما الشك فلا ينفع معه العمل. واما اليقين فينفع الله به اهله. وهو قوله فاما الزبد وهو الشك فيذهب جفاء. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض وهو اليقين. وكما يجعل الحلي في النار قد اخالصه ويترك خبثه في النار فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك وقد ضرب الله سبحانه وتعالى في اول سورة البقرة للمنافقين مثلين ناريا ومائيا. وهما قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله الاية ثم قال او كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق الاية. وهكذا ضرب للكافرين في سورة النور مثلين. احدهما قوله والذين كفروا اعمالهم كسراب الاية والسراب انما يكون في شدة الحر. ولهذا جاء في الصحيحين فيقال لليهود يوم القيامة فما تريدون؟ فيقولون اي رب عطشنا فاسقنا. فيقال الا تردون؟ فيردون النار فاذا هي كسراب يحطم بعضها بعضا. ثم قال تعالى في المثل الاخر او كظلمات في بحر لجي. الاية. وفي صحيحين عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان مثل ما بعثني الله به من الهدى العلم كمثل غيث اصاب ارضا فكان منها طائفة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها اجادب امسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا ورعوا وسقوا وزرعوا. واصابت طائفة منها اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه والله بما بعثني ونفع به فعلم وعلم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به فهذا مثل مائي. وقال في الحديث الاخر فهذا مثل فهذا مثل مائي. نعم. وقال في الحديث اخر الذي رواه الامام احمد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال مثلي ومثل كمثل رجل استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن في النار يقع فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها. قال فذلكم مثلي ومثلكم. انا اخذ بحجزكم عن هلم عن النار فتغلبوني فتقتمح فتقتحمون فيها. واخرجاه في الصحيحين ايضا فهذا مثل الناري وهذه الاية الكريمة فيها ضرب الله في هذا المثلين مثلا مائيا ومثلا ناريا وكما ذكر رحمه الله كثيرا ما يقرن يقول الله تعالى بين المثلين مثلا ناري ومثلا معي كما في سورة النور وكما في سورة البقرة وكما في هذه السورة. يقول انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا هذا المثل الاول المطر الذي ينزل على الاودية والاودية متفاوتة منها الكبير ومن الصغير فتأخذ من الماء على قدر حالها فالوادي الكثير يحمل معا كثيرا والوادي الصغير يحمل معا صغيرا والمتوسط يحمل متوسطا وهذا مثل للقلوب للقلوب فانها اوعية للعلم ثم هذا الماء وهذا المطر يحتمل زبدا رابيا فوقه زبدة الرابية فوقه فهذا الزبد الذي يكون فوقه يذهب ويضمحل ويعلق بالشجر بطرف الوادي وكذلك القلوب والاوعية القلوب اوعية للعلم العلم يثبت في القلوب والشك يظمحل ولا يبقى فمثلا من نفعه الله وتعلم الشريعة تعلمت شريعة الله وعمل بها واستقام على دين الله فهذا مثل الماء الثابت الذي يثبت في الاودية واما من لم يقبل هدى الله مثله مثل هذا الزبد الذي يظحل ولا يبقى وكذلك المثل الناري قال ومما يوقظون عليه في النار ابتغاء حلة او متاع زبد مثله الصائغ حينما يحمي الذهب على النار لاجل ان يصفيها ويخلصه من الزغل ومن الزغل يخرج الوسخ والحديد وهو كالزغل وكالزبد ويضمحل ولا يبقى الا الذهب الخالص النار تخرج اذا تحمل عليها الذهب والحديد وغيرها تخرج الزغل والدغل والذي يعلق بهذا الذهب ولا يقال الا ذهب الخالص وكذلك القلوب لا يستقر فيها الا الحق واليقين والتوحيد والايمان. واما النفاق والشك والذي لغير الله فانه يزول ولا يبقى ولهذا قال سبحانه وتعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السهل زبد الربيع. ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلة او متعزة بالمسلوب يعني مما يقدون عليه في النار ابتغاء حلة يحمى الذهب على النار حتى يجعله مصاب يجعل حلية يجعل ماء مثلا آآ سوار او غوائش او خواتم يحميه على النار الصائغ ثم يطوعه بعد ذلك ويجعله مصاغا فاذا احباب في النار فانه يذهب جميع ما يعلق به من التراب والحديد والاوساخ وغيرها مما لم يكن ذهبا خالصا. ولو قال الا ذهب الخالص ولهذا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله يكون فيه زبد وهو الزغل فهذا مثل لثبات الحق في القلوب وهذا مثل زوال والزغل مثل لزوال الباطل وذهابه كذلك يضرب الله الامثال وكما في سورة البقرة ضرب الله للمنافقين مثلا مائيا ومثلا ناريا قال في المثل الماء الناري مثل امك مثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكم العمر فهم لا يرجعون فهم ابصر الحق وظهر له الحق لكنه لم يقبله هدى الله فانطفأ عليهم هذا النور فلا يدرون فصاروا في ظلمات لا يبصرون. صم عن سماع الحق بكم عن الكلام في الحق. عمي لا يرون الحق. وان كانوا يبصرون امور الدنيا ويسمعون امور الدنيا مثل النار المائي قال او كصيب من السماء فيه ظلمات مطر ظلمات يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت لان الوعيد يزعجهم لانه ليس عندهم وليس عندهم ثبات والله محيط بالكافرين وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم ظرب المثل الحديث المشهور حديث ابي الذي ذكره حديث ابي موسى الاشعري حديث عظيم قال مثل ما بعثني الله بهم الى الهدى والعلم كمثل غيث يعني مطر. اصاب ارضا فكانت منه الطائفة النقية قبلت الباء. فابت الكلى او العشب الكثير وكان منها طائفة اخرى امسكت الباء حتى شرب الناس وسقوه ورأوا وكان منها طائفة الاجانب لا تمسكوا ماء ولا تنبتوا كالعادة فذلك مثل من فقه في دين الله ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقل هدى الله الذي رصدت به قال العلماء ان هذا الحديث فيه اقسام الناس اقسام الناس امام العلم الذي بعث الله به نبيه من الكتاب والسنة فالطائفة الاولى مثل ضرب لها مثل في الطائفة النقية من الارض التي الخصبة تقبل الماء وتنبت الكلى والعشب الكثير. قال هذا مثل العلماء والفقهاء والمحدثين الذين فجروا يا ربيع النصوص واستخرجوا الاحكام نشروها بين الناس وعلموا الناس فاستفادوا بانفسهم وافادوا غيرهم مثل هذي الطائفة الخصبة استمرت فيها وفلت غيرها والطائفة الثانية التي امسكت الماء مثل المحدثين الذين حفظوا الاحاديث وظبطوها واوصلوها الى الناس ولكن ليس عندهم ليسوا كالطائفة الاولى اعماءهم فقه واستنباط للاحكام لكن ظبطوا الاحاديث وحفظوها واوصلها الى غيرهم فجاء من بعدهم واستنبطوا الاحكام واستخرجوا الفوائد منها وام الطائفة الثالثة فهي لا تمسك المال ولا تثبته كلال. لم تسد بنفسها ولا تفيد غيرها. لم تمسك الماء حتى يستفيد الناس ولم تنبتك الان ولا عشبا. فهذا مثل من لم يقبل هدى الله مثل من لم يقبل هدى الله ولم يعمل بالشريعة ولم ينتفع بها ونؤمن بالله ورسوله هذا مثل مائي والمثل الناري ضربه النبي صلى الله عليه وسلم فيه قال ان مثلي مثلكم كمثل رجل استوقد نارا فجاءت الجنادب وهذه الحشرة تقع فيها قال جعل يحجزها ولكنها تتفلت وتقع فيها فانا احجزكم عن النار وانتم تتفلتون من يدي وتقعون فيها والامثال فيها فوائد عظيمة. قالت لو تلك الامثال نضربها للناس ثم يعقلها الا العالمون. ينتقل الانسان للمثل الحسي الى المثل المعنوي. نعم. احسن الله اليك قوله تعالى للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله مع لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد. يخبر تعالى عن مآل السعداء والاشقياء فقال للذين استجابوا لربهم اي اطاعوا الله ورسوله وانقادوا لاوامره صدقوا اخباره الماضية والاتية فلهم الحسنى وهو الجزاء الحسن. كقوله تعالى مخبرا عن ذي القرنين انه قال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا. واما من امن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى. وسنقول له من امرنا يسرا. وقال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقوله والذين لم يستجيبوا له اي لم يطيعوا الله لو ان لهم ما في الارض جميعا اي في الدار الاخرة لو ان يمكنهم ان يفتدوا من عذاب الله بملئ الارض ذهبا ومثله معه لافتدوا به. ولكن لا يتقبل منهم لانه تعالى لا يقبل منهم يوم القيامة صرفا ولا عدلا. اولئك لهم سوء الحساب. اي في الدار الاخرة ان يناقشون ان يناقشون على النقير والقطمير والجليل والحقير ومن نوقش ومن نوقش الحساب ولهذا قال ومأواهم جهنم وبئس المهاد. نعم في هذه الاية الكريمة بيان مع السعداء ومع الاشقياء فمعالي السعداء الجنة والكرامة ومعال الاشقياء النار والخسارة والهلاك فغضب الجبار للذين استجابوا لربهم الحسنى الذين استجابوا لله منقاد لشرعه واطاعوا الله ورسوله مدة الاوامر نواهية وصدقوا اخباره الماضية والاتية استقاموا على دين الله ووقفوا عند حدود الله لهم الحسنى لهم الجزاء الحسن لهم جزاء حسن ليدخلهم الله جنته دار كرامته ويتمتعون فيها ويحل عليهم رضوانه وهذا اعظم نعيم والذين لم يستجيبوا لله ولم ينقذوا شرعه ولم تثل امره ولم يوحده خسائر العبادة هؤلاء لهم الشقاء وخسار والهلاك وغضب الرب سبحانه وتعالى ومأواهم النار ولا يستطيعون ان يدفعوا ان يدفعوا عنهم عذاب الله ولا يمكن ان ينقذهم احد من عذاب الله. لو اجتمع على الارض لو يسمع الخلق كلهم على ان ينقذوا من عذاب الله ما استطاعوا ولا يستطيعون ان يفتوا انفسهم ولو ان لهم من الارض ومثلها معها ليفسدوا به من عذاب الله ما قبله الله منهم ولو ان وليس لهم فقير مصير ومقر الى النار والعياذ بالله وبئس النار والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافسدوا به يعني لو اتوا بملء الارض ذهبا ومثله معه الى مرتين تفسد به لان الله لا يقبل منهم صرفا ولا عدل ما في الا الحسنات والسيئات يوم القيامة اولئك لهم سوء الحساب لهم سوء الحساب يناقشون ويسألون عن النقير والقطمير ومن نقش الحسن وعذب ومأواهم جهنم مصيرهم ومقرهم واستقرهم وبئس الجهاد بئس مهادهم ومقرهم كما قال سبحانه وتعالى ولا يمكن ان يخرجوا عن النار كما قال في الايات الاخرى يريدون ان يخرجوا من النار. وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم قال سواء كذلك يريهم الله اعمالهم حسرة عليهم وما هم بخارجين من النار. نسأل الله السلامة والعافية. نعم. قوله تعالى نعم آآ المؤمن هو نعم يحاسب لكن يعني يحاسبون على اعمالهم ثم يساقون الى النار. ولكن لا توزن اعمالهم. المؤمن توزن اعماله. واما الكافر فلا توزن اعماله لانه لا حسنات لهم وانما تحصى عليهم اعمالهم ويقررون عليها وهذا النقاش ثم يساقون الى النار سوقا نعوذ بالله يوم نسوق يوم آآ ونسوق المجرمين الى جهنم وردا يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ونسوق منهم الى جهنم وردا. واما المؤمن فانه توزن اعماله واما الكافر فليس له حسنات توزن وانما تقرر عليه اعماله يقرر عليها وهذا هو مناقشته ثم يساق الى النار احسن الله اليك. قوله تعالى افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولو الالباب. يقول تعالى لا يستوي من يعلم من الناس ان الذي انزل اليك محمد من ربك هو الحق الذي لا شك فيه؟ ولا مرية ولا لبس فيها ولا لبس فيه ولا اختلاف فيه بل هو حق يصدق بعضه بعضا. لا يضاد شيئا منه شيئا اخر. فاخباره كلها حق واوامره ونواهيه عدل كما قال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا اي صدقا في الاخبار وعدلا في الطلب فلا يستوي من تحقق صدق ما جئت به يا محمد ومن هو اعمى لا يهتدي الى خير ولا يفهمه ولو فهمه من قاد له ولا فصدقه ولا اتبعه كقوله تعالى لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون وقال في هذه الاية الكريمة افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى. اي اي افهذا كهذا لا استواء. وقوله انما يتذكر اولو الالباب. اي انما يتعظ ويعتبر ويعقل اولو العقول السليمة الصحيحة جعلنا الله منهم. امين. نعم. بس بعده. الاوصاف لهم. الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون. نتابع اهل الايات هذي. هم. تابعة لها. نعم. الذين وقوله تعالى الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب. والذين وصبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية. ويدرؤون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار. جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم. والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم. فنعم عقبى الدار. يقول تعالى مخبرا عن من اتصف وبهذه الصفات الحميدة بان لهم عقبى الدار وهي العاقبة والنصرة في الدنيا والاخرة. الذين يوفون بالله ولا ينقضون الميثاق وليسوا كالمنافقين الذين اذا عاهد احدهم غدر واذا خاصم فجر واذا حدث كذب واذا اؤتمن خان. والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل من صلة من صلة الارحام. والاحسان والى الفقراء والمحاويج وبذل المعروف ويخشون ربهم اي فيما يأتون وما يذرون من الاعمال يراقبون الله في ذلك ويخافون سوء الحساب في الدار الاخرة فلهذا امرهم على فلهذا امرهم على على التداد والاستقامة في جميع حركاتهم وسكناتهم. ولهذا امرهم. فلهذا امرهم على السداد والاستقامة. في جميع حركاتهم وسكناتهم وجميع احوالهم القاصرة والمتعدية. والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم. اي عن المحارم والماء والمآثم ففطموا انفسهم عنها لله عز وجل. ابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه. واقام الصلاة بحدودها ومواقيتها وركوعها وسجودها وخشوعها على الوجه الشرعي المرضي. وانفقوا مما اي على الذين يجب عليهم الانفاق لهم من زوجات وقرابات واجانب من فقراء ومعاويج ومساكين وعلانية اي في السر والجهر لم يمنعهم من ذلك حال من الاحوال. اناء الليل واطراف النهار. ويدرؤون السيئة ان يدفعون القبيح بالحسن فاذا اذاهم احد قابلوه بالجميل صبرا واحتمالا وصفحا وعفوا كقوله تعالى ادفع بالتي هي احسن. فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. وما يلقاه الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. ولهذا قال مخبرا عن هؤلاء السعداء المتصفين بهذه الصفات الحسنة بان لهم عقبى الدار. ثم فسر ذلك بقوله جنات عدن. هذه الصفات صفات عظيمة هذه لعلها في الدرس القادم ان شاء الله. الصفات تحتاج الى تأمل او تعداد هذه الصفات. تأملها الله تعالى يقول افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كبل هو اعمى انما يتذكر اولو الالباب يعني لا يستوي من نور الله بصيرته وعلم ان ما انزل على الرسول هو الحق من عند ربه وان الله تعالى انزل عليه الوحي واعطاه النبوة وارسله بشيرا ونذيرا وتحقق ذلك وعلم ذلك وقبل شرع الله كمن هو اعمى البصيرة لا لا يهتدي ولا يعرف الوحي حقيقة الوحي ولا يعرف حقيقة ما انزل الله على نبيه اعمى ليس عنده بصيرة لا يستويان ولا يلتقيان والذي يتذكر هم اصحاب العقول واصحاب البصيرة نقف على هذا نعم تكون من اول نعم