نعوذ بالله من من غضبه وسخطه واليم عقابه. نعم نعم اغلب الايات في النار قد تكون في الحشر من الايات سبع قال المؤلف تزم بانها لان المحاورة هذي في المحشر نعم تهلا ليك قوله تعالى وقال نعم ظهر هذا ذكر في اول الامر ثم المحاورة في النار ويحتمل انها في المحشر نعم وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق احسن الله اليك قال الله تعالى وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص يقول تعالى وبرزوا اي برزت الخلائق كلها برها وفاجرها لله الواحد القهار اي اجتمعوا له في براز من الارض وهو المكان الذي ليس فيه شيء يستر احدا فقال الضعفاء وهم الاتباع لقادتهم وسادتهم وكبرائهم للذين استكبروا عن عبادة الله وحده لا شريك له وعن موافقة الرسل قالوا لهم انا كنا لكم تبعا اي مهما امرتمونا ائتمرنا وفعلنا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء اي فهل تدفعون عنا شيئا من عذاب الله كما كنتم تعدوننا وتمنوننا فقالت القادة لهم لو هدانا الله لهديناكم ولكن حق علينا قول ربنا وسبق فينا وفيكم قدر الله وحقت كلمة العذاب على الكافرين سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص اي ليس لنا خلاص مما نحن فيه. ان صبرنا عليه او جزعنا منه قلت والظاهر ان هذه المراجعة في النار بعد دخولهم اليها كما قال تعالى واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد وقال تعالى قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم لاولاهم قالت اخراهم لاولاهم ربنا هؤلاء اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون وقال تعالى ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا واما تخاصمهم في المحشر فقال تعالى ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا ونحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم. بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تأمروننا اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا واسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون نعم في هذه الاية الكريمة في المحاورة بين القادة والاتباع وان هذه المحاورة حينما يدخلون النار وايضا محاولة تكون في المحشر لكنها لا تفيدهم شيئا يتأسفون ويندمون اشد الندم ولا يغني ذلك عنهم شيئا ثم اه يكردسون في النار كما قال سبحانه فكوكبوا فيها هم الغاوون وجنود ابليس اجمعون. قالوا وهم فيها يختصمون تالله ان كنا لفي ضلال مبين. اذ نسويكم برب العالمين وما اظلنا الا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو ان لنا كره فنكون من المؤمنين هكذا يتراجعون ويتحاورون ويتخاصمون ويلعن بعضهم بعضا كما ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا وبعاكم ومأواكم من النار وما لكم من نصيب كلما دخلت امة لعنت اختها كلما دخلت امه لا عرفت اختها كل امة وكل طائفة تلعن الاخرى بالنار والعياذ بالله ولا ينفعهم يتلاعنوا ويتعادون في النار ويقاسون حرها قال في هذه الاية وبرزوا لله جميعا يعني كانوا في مكان وبراز واضح وهو مكان الحشر في موقف القيامة مكان بارز ليس فيه بناء ولا جبال ولا اشجار ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا قاعة صفصفة هذا بكاء المحسن يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همزة قال سبحانه برزوا لله جميعا. فقال الضعفاء الاتباع للذين استكبروا وبرجو لله جميعا. فقال الضعفاء والذين انا كنا لكم تبعا. فهل انتم مغرون عنا من عذاب الله من شيء تبعناكم في الدنيا وامتثل قبركم واتبعناكم على ما اتب عليه هل تنفعونا الان قالوا ما نفعله ما ينفع لا ننفعك الان لو هدانا الله لهديناكم لو هدانا الله لهديناكم لكن الله لم يقدر لنا الهداية وهو الحكيم العليم ثم قالوا نحن وانتم لابد من مقاسات العذاب ذوق المه وشدته ولا ينفعنا فالصبر والجزاء العذاب وحتى وعيا سواء جزعنا او صبرنا قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء عن عجزنا او صبرنا ما لنا من بحيص ما لنا من خلاص لا نتخلص من هالعذاب. على اي حال كنا هذا تحسرهم وتألههم نسأل الله السلامة والعافية والله تعالى ذكر المحاورة بينهم في ايات كما سمعنا كما ذكر الملك رحمه الله يقول الذين استضعفوا الذين استغفروا قالت اخراهم لاولاهم لولا انتم لكنا مؤمنين وقالوا ربنا انا اطعنا سلتنا وكبرنا فاضلون السبيلا قال في اية البقرة اذ تبرع الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب فتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو اننا لكرة يعني رجعة الى الدنيا. فنتبرأ منه كما تبرأوا منا. الله كذلك يريهم الله اعمالهم حسرة عليهم. وما هم بخارجين من النار وقال في باية سبأ لما ذكر المحاورة بينهم قال واسروا الندامة لما رأوا العذاب جميعا القادة والاتباع نسأل الله السلامة والعافية وهذا فيه بيان للعاقبة الوخيبة للكفار وفي ان من مات على الكفر لا حيلة فيه وانه لا يمكن تخليصه من عذاب الله ولا تقبل فيه شفاعة فان الجنة حرمها فان الجنة حرمها الله على الكافرين انه مشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواهن الكافر حرام عليه الجنة لابد من خلوده في النار ولا يمكن ان ينقذه احد من عذاب الله ولا يمكن ان يفتي نفسه بعذاب الله ولو كان له بالارض ذهبا ولا يمكن ان تقبل فيه شفاعة لا حيلة في خلاصه نسأل الله السلامة والعافية نعوذ بالله من من الشقاء ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتموني من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها باذن ربهم تحيتهم فيها سلام يخبر تعالى عما خاطب به ابليس واتباعه بعدما قضى الله بين عباده فادخل المؤمنين الجنات واسكن الكافرين الدركات فقام فيهم ابليس لعنه الله يومئذ خطيبا ليزيدهم حزنا الى حزنهم وغبنن الى غبنهم وحسرة الى حسرتهم. فقال ان الله وعدكم وعد الحق اي على السنة رسله ووعدكم في اتباعهم النجاة والسلامة وكان وعدا حقا وخبرا صدقا واما انا فوعدتكم فاخلفتكم كما قال الله تعالى ويعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا ثم قال وما كان لي عليكم من سلطان اي ما كان لي عليكم فيما دعوتكم اليه دليل ولا حجة فيما وعدتكم به الا ان دعوتكم فاستجبتم لي بمجرد ذلك هذا وقد اقامت عليكم الرسل الحجج والادلة الصحيحة على صدق ما جاءوكم به. فخالفتموهم فصرتم الى ما فيه فلا تلوموني اليوم ولوموا انفسكم فان الذنب لكم لكونكم خالفتم الحجج واتبعتموني بمجرد ما دعوتكم الى الباطل ما انا بمصرخكم اي بنافعكم ومنقذكم ومخلصكم مما انتم فيه. اي بنافعكم ومنقذكم ومخلصكم مما انتم فيه. وما انتم بمصرخي. اي بنافعية بانقاذ مما انا فيه من العذاب قال اني كفرت بما اشركتموني من قبل قال قتادة اي بسبب ما اشركتموني من قبل. وقال ابن جرير يقول اني جحدت ان اكون شريكا لله عز وجل اجل وهذا الذي قاله هو الراجح كما قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة اما وهم عن دعائهم غافلون. اني جحدت ايش اني جحدت ان اكون شريكا لله عز وجل وهذا الذي قاله هو الراجح كما قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين قال كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا وقوله ان الظالمين اي في اعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل لهم عذاب اليم. والظاهر من سياق الاية ان هذه الخطبة تكون من ابليس بعد دخولهم النار كما قدمنا وقال عامر الشعبي يقوم خطيبان يوم القيامة على رؤوس الناس. يقول الله تعالى لعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وقال ايش؟ وقال عمرو الشعبي. وقال عامر الشعبي يقوم خطيبان يوم القيامة. خطيبان هكذا. اثنين نعم يقوم خطيبان يوم القيامة على رؤوس الناس. يقول الله تعالى لعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام اانت قلت اس اتخذوني وامي الهين من دون الله الى قوله قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قال ويقوم ابليس لعنه الله فيقول وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي الاية ثم لما ذكر تعالى مآل الاشقياء وما صاروا اليه من الخزي والنكال وان خطيبهم ابليس عطف بمآل السعداء. فقال وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات جنات تجري من تحتها الانهار. سارحة فيها حيث ساروا واين ساروا. خالدين فيها ماكثين ابدا لا يحولون ولا يزولون باذن ربهم تحيتهم فيها سلام. كما قال تعالى حتى اذا جاءوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم. وقال تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم وقال تعالى ويلقون فيها تحية وسلاما. وقال تعالى دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحي فيها سلام واخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين او في هذه الايات الكريمات بيان حال الاشقياء وبيان حال السعداء وان نسقي وهم الكفرة يلقي فيهم الشيطان خطبته التي بين الله في القرآن زيادة في عذابهم وحسرتهم وتعلمهم وقال الشيطان لما قضي الامر هذه الخطبة اما اما في موقف القيامة او في في النار. رجح المؤلف انها في النار. الحافظ رحمه الله الراجح انها بعد دخولهم النار وتدخلهم النار يقف الشيطان خطيب في اهل النار وقال الشيطان لما قضي الامر انتهى الامر قظي ودخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار قضي الامر يقول الشيطان ان الله وعدكم بالحق ان الله وعدكم على الحق على السنة رسله وفي كتبه ان من وحد الله وخسره العبادة وامن به وبرسله استقام على دينه وشرعه فله العاقبة الحميدة وله الجنة والكرامة وله الرضا من الله عز وجل هذا هو وعد الله وعد صادق لكنكم ولم تلتفت الى وعد الله ولم تعيره اهتماما ولم ترفعوا به رأسا ولم تصدقوا الرسل ولم تؤمنوا بهم ووعدتكم انا فاخلفته وعدتكم فاخلفتكم كما قالت يعيدهم ويمنيهم وبعدهم اشترى الى غربة وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتهم لي انا ما عندي دليل ولا عندي حجة على دعوتي لكم الحجة والدليل انما جاء بها الرسل وسمعه الحجج والبينات والادلة والبراهين على صدق اما انا ما عندي شيء لكن بمجرد ما دعوته هو استجبته لي انتم لا تقبلون الشر تستجيب للشر من غير دليل وعدتكم انا فاخلفتكم وما كان لي عليكم استطاع ليس علي لي من دليل ولا حجة ولا برهان على دعوتي لكم الى الباطل والى الشرك واذا كفر المعاصي ما عندي دليل لكن انتم بمجرد ما عدوتكم استجبتم لي وانقذتم لان نفوسكم قابلة للشر الان لا تلومني انا. تلوموا انفسكم لوموا انفسكم ولا تلومني فانا لا استطيع ان اخلصكم من عذاب الله وانتم لا تستطيعون ان تخلصوني من عذاب الله ولا نجاة ولا نفر من عذاب الله والجزع والصبر سيان من جزع فانه يقاسي العذاب. ومن صبر فانه يقاسي العذاب. ولا حيلة في الخلاص من العذاب هذه خطوة الشيطان ليلقيها في اتبعه في النار وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان ما عندي دليل الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني. ولوموا انفسكم. ما انا بمصرخكم يعني مخلصكم من العذاب وبعث بمصرخي اني كفرت بما اشركتموه من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم الظالمين اللي ظلموا انفسهم بالشرك والمعاصي لهم عذاب اليم موجز موجع وهو عذاب النار او ما حل بهم اما السعداء قال الله تعالى وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار وخالدين فيها باذن ربهم تحيتهم فيها سلام هذا السعداء ادخل الذين على الذين امنوا بالله ووحدوه واخلصوا له العبادة وامنوا برسله وصدقوهم وعزروهم ونصروهم واتبعوا النور الذي انزل معهم هؤلاء لهم العاقبة الحميدة لهم الجنات والكرامات وادخل الذين معهم جنات تجري من تحتها الانهار انهار الباء وانهار اللبن وانهار الخمر وانهار العسل كما قال سبحانه مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء من غير اسد وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل المصفى ولهم فيها بكل الثمرات ومغفرة من ربهم هنا قال سبحانه وادخل الذين عملوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار. بساتين وانهار وثمار ومساكن طيبة خالدين فيها باكثين لا يحولون ولا يظعنون ولا يرحلون ليس عندهم نكد لا ينغص نعيمهم الموت ولا المرض ولا الهم ولا الغم ولا الشيخوخة ولا الحرم ولا الاسقام وصحة دائمة وشباب دائم وراحة دائبة ونعمة وفيرة خالدين فيها لا يرحلون ولا يغفلون باذن ربهم باذن ربهم القذري قدر الله لهم ذلك تحيتهم فيها سلام هذه التحية فيما بينهم سلام السلام تحية المؤمنين في الدنيا والاخرة رظي الله تعالى في هذه الاية حال السعداء قد ادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها خالدين فيها باذن ربهم والاذن يكون قدريا ويكون شرعيا باذن ربهم الشرعي والقدر تحيتهم فيها سلام ويانا تحية المؤمنين السلام في الجنة وفي الاخرة تحيتهم يوم يلقونه السلام واعد لهم اجرا كريما. وهنا قال تحيتهم فيها سلام والسلام تحية المؤمنين في الدنيا والاخرة والسلام اسم من اسماء الله تعالى وقيل دعاء بالسلامة السلام دعاء بالسلامة وفي امان والسبب في امان اذا سلم عليك اخوك الموفى فان هذا فيه امان يشعر بالامان واذا كان لا يعرفه ثم سلم عليه امنه فان لم يسلم عليه فانه قد يخشى شره تحيتهم فيها سلام بين الله تعالى حال السعداء وحال الاشقياء والله تعالى يذكر السعداء بعد الاشقياء والاتقياء بعد السعداء ويذكر اوصاف هؤلاء واوصاف هؤلاء ومآل هؤلاء وما هؤلاء ليأكل المؤمن بين الترغيب والترهيب بين الخوف والرجاء يخاف ويرجو وهذا هو كبر السعادة كبر السعادة في الخوف والرجاء ان يكون الانسان خائفا اذا نظر الى ذنوبه يخشى عقوبة الله وسطوته وبأسه واذا نظر الى عفو الله رجا فضله وكرمه ولا ييأس لا يستولي عليه لا يغلب عليه الخوف فيأنس ييأس ويقنط من رحمة الله لان معه الرجاء وكذلك لا يسترسل في الرجاء فلا يبالي بالمعاصي ويكون امنا بمكر الله لان معه الخوف يمنعه الخوف يمنعه من الامن من مكر الله فلا يكون قبل كما ان المؤمن خائف ولكنه لا يستوصف الخوف حتى يكون يأسا وقنوطا لان معه الرجاء وهو السير الى الله بين الخوف والرجاء كجناحي الطاعة فانه اذا استقام له الجناحان استقام له الطيران وين سقط احد الجناحين وسقطا فهو في عداد الموت نعم احسن الله اليك قوله تعالى كذلك المؤمن الذي يخاف الله ويرجوه هذا هو المؤمن. واذا لم يخف الله ولم يرجو فليس بمؤمن. نعم احسن الله اليك قوله تعالى المتر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مثلا كلمة طيبة شهادة ان لا اله الا الله كشجرة طيبة وهو المؤمن. اصلها ثابت يقول لا اله الا الله في قلب المؤمن وفرعها في السماء يقول يرفع بها عمل المؤمن الى السماء وهكذا قال الضحاك يرفع بها يقول يرفع بها عمل المؤمن الى السماء احسن الله اليك وهكذا قال الضحاك وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغير واحد ان ذلك عبارة عن عمل المؤمن وقوله الطيب وعمله الصالح وان المؤمن كشجرة من النخل لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت وصباح ومساء وروى البخاري عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اخبروني عن شجرة تشبه او كالرجل المسلم لا يتحات ورقها صيفا ولا شتاء وتؤتي اكلها كل حين باذن ربها قال ابن عمر فوقع في نفسه انها النخلة ورأيت ابا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت ان اتكلم فلما لم يقولوا شيئا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة. فلما قمنا قلت لعمر يا ابتاه والله لقد كان وقع في نفسي انها النخلة قال ما منعك ان تتكلم قلت لم اركم تتكلمون فكرهت ان اتكلم واقول شيئا. قال عمر لان تكون قلتها احب الي من كذا وكذا وعن ابن عباس كشجرة طيبة قال هي شجرة في الجنة. وقوله تؤتي اكلها كل حين قيل غدوة وعشيا والظاهر من السياق ان المؤمن مثله كمثل شجرة لا يزال يوجد منها ثمر في كل وقت من صيف او شتاء او ليل او نهار كذلك المؤمن لا يزال يرفع له عمل صالح اناء الليل واطراف النهار في كل وقت وحين باذن ربها اي كاملا حسنا كثيرا طيبا مباركا ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون وقوله تعالى ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة هذا مثل كفر الكافر لا اصل له ولا ثبات مشبه بشجرة الحنظل ويقال لها الشريان ورواه شعبة عن معاوية بن قرة عن انس بن مالك انها شجرة الحنظل وقوله اجتثت اي استأصلت من فوق الارض ما لها من قرار. اي لا اصل لها ولا ثبات كذلك الكفر لا اصل له ولا فرع ولا يصعد للكافر عمل ولا يتقبل منه شيء والله الله تعالى ضرب المثل للمؤمن والكافر والامثال يضربها الله الله للناس ليعقلها العالمون ولينتقل الانسان من المثل الحسي الى المثل المعنوي. فان المثل الحسي مشاهد امام الاسلام فينتقل منه الى الامر المعنوي وهو العمل والله تعالى ضرب مثل المؤمن ومثل الكافر بشجرتين وهما محسوستان المؤمن مثل شجرة النخلة والكافر كشجرة الحنظل فينتقل الذهن من المثل الحسي الى العمل الم ترك كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة وروى الامام احمد عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى القبر ولم يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كلمة التوحيد شهادة ان لا اله الا الله شهادة ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله والايمان بالله ورسوله اصل الايمان اصل الايمان ان يشهد المؤمن لله تعالى بالوحدانية. وان يشهد لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. هذه كلمة الاسلام ومفتاح دار السلام والاصل الذي يدخل به المؤمن في الايمان هذي الكلمة كلمة التوحيد الم ترى كيف يضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة وكشجرة النخلة اصلها ثابت وفروعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها روى مثل المؤمن كالشجرة التي لا يزال يا ثمر في كل وقت الليل والنهار والصيف والشتاء فكذلك المؤمن لا يزال يصيد له عمل صالح لان عملهم على التوحيد والايمان بالله ورسوله فعمله مقبول مبارك مزكى وثبت في في الصحيح بل في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة ان ان رجلا جاء بشيء من النخل او جمار النخل فقال ان للمؤمن شجرة ان مثل مؤمن كشجرة حدثوني ما هي قال فوقع الناس في شجر البوادي الكل يأتي بشيء كذا وكذا وكان ابن عمر الصغير قال فوقع في نفسه انها النخلة فرأيت اني اصغر القوم ولم اتكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة فلما خرج فلما خرجوا قال ابن عمر لابيه انه وقع في نفسه انها نخلة ولكني هبت اتكلم عن اصحاب القوم فقال لو قلتها لكان احب الي من كذا وكذا. في دليل على ان الصغير لا يحقر نفسه. وان ان يتكلم وانه قد يكون عنده شيء من العلم وفي انه لا بأس بمجالسة الصغار الذين يفهمون مع الكبار حتى يستفيد ويتعلم شجرة النخلة هي مثل المؤمن قال سيحدثوني عن شجرة لا تحات ورقها ولا يتساقط هاي نخلة لا يسقط ورقها ولا ييبس ولا يتحات ورقهم خلاف الاشجار الاخرى الاشجار تيبس في شدة البرد ويتحات ورقها ثم تخظر اذا جاء فصل الربيع. اما النخلة فهي مستمرة خضراء داعم لا يتحتم ورقها ولا وكل شيء كل شيء منها مستفاد منه ليس فيها شيء ضائع التمر ثمرها التمر وتضمن لاحسن الاغذية ولهذا جعل الله التمر غذاء لمريم حين اتت بعيسى وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جليا فكلي واشربي وقري عينا اذا جاهز لا يحتاج الى نار والاحتاج الى طبخ ولا اصلاح في كل وقت ولهذا جاء في الحديث بيت ما فيه تمر اهله جياع وهذا حديث صحيح البيت الذي فيه تمرة الجيعة نعم بما فيه تمر احيانا يأتي الانسان جائع وليس هناك تمر يحتاج الى ان يطبخ يمر عليه وقت وهو جائع لكن اذا كان عنده تمر ما يجوع يأكل ويزول الجوع في الحال فهي مثل المؤمن وهذا التمر من احسن الاغذية ثمرها ثم كل ما فيها فيه فائدة العسيب ويستفاد منه والكرب يستفاد منه والليف يستفاد منه والشوك يستفاد منه ما في شيء ضائع هو شيء يستفاد منه حطب وليف والخوص ايضا يعمل منها لا ينسجع منها ويصف منها الاشياء كذلك السجاجيد التي يجلس عليها وكل ما فيها بخلاف الاشجار الاخرى فانه يظيع منها شيء اما النخلة لا يظيع منها شيء ابدا. كل ما فيها فيه فائدة فكذلك المؤمن المؤمن كله خير ولا يزال فعله عمل صالح واما الكافر فمثله كمثل الحنظلة التي ليس لها ثبات ولا اقرار كشجرة استأصلت من الارض واجتثت ليس لها قرار ولا ثبات فكذلك الكافر عمله لا ثبات له ولا استقرار لانهم ولا وليس فيه فائدة ولا يصعدوا الى الله لانه مبني على الكفر واذا كان على الكفر فكله باطل. وكله يذهب هباء منثورا. وكله بال على صاحبه ولهذا قال سبحانه الم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفروعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس قال لهم تذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجسست به فوق الارض ما لها من قرار. نعم قوله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء روى البخاري عن البراء بن عازم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم اذا سئل في القبر شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ورواه مسلم ايضا وبقية الجماعة كلهم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به الارض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين او ثلاثة ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحانوت من حانوت الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من من في السقاء فيأخذها فيأخذها فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كاطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها يعني على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الطيبة فيقولون فلان ابن فلان باحسن اسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا به الى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهى بها الى السماء السابعة فيقول الله اكتبوا كتاب عبدي في عليين واعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم وفيها اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى قال فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله فيقولان له وما علمك؟ فيقول قرأت كتاب الله فامنت به وصدقت في نادي مناد من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة. قال قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره. ويأتيه رجل حسن الوجه. حسن الثياب طيب ريح فيقول ابشر بالذي يسرك. هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول له من انت؟ فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير يقول انا عملك الصالح. فيقول ربي اقم الساعة. ربي اقم الساعة. حتى ارجع الى اهلي ومالي. قال وان العبد اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء سود الوجوه معهم المسوح فجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخطك من الله وغضب. قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول. فيأخذها فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى اجعلوها في تلك المسوح فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون فلان ابن فلان باقبح اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها الى السماء الدنيا. فيستفتح له فلا يفتح له. ثم قرأ رسول صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. فيقول الله اكتبوا كتابه في جيم في الارض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قال ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء تخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق. فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه ويقول ان من ربك؟ فيقول ها ها لا ادري. فيقولان له ما دينك؟ فيقول ها ها لا ادري. فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول ها ها لا ادري في نادي مناد من السماء ان كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح. فيقول له ابشر بالذي يسوؤك. هذا يومك الذي كنت توعد فيقول ومن انت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر. فيقول انا عملك الخبيث. فيقول ربي لا تقم الساعة. ورواه ابو داوود ابن ماجة. وروى الامام عبد بن حميد رحمه الله في مسنده عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه وانه ليسمع قرع نعالهم فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل قال فاما المؤمن فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله قال فيقال له انظر الى مقعدك من النار. قد ابدلك الله به مقعدا من الجنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم جميعا. قال قتادة وذكر لنا انه يفسح له في قبره سبعون ذراعا. ويملأ عليه خضرا الى يوم القيامة رواه مسلم عن عبد ابن حميد به واخرجه النسائي من حديث يونس ابن محمد المؤدب. هذه الاية واضحة لان الله تعالى يثبت المؤمنين بالقول الثابت فيثبت الله الذين بالقول الثابت. يثبتهم عند السؤال وعند الصراط بسبب اعمالهم الطيبة وتوحيدهم واخلاصهم فالله تعالى يثبتهم يزكي اعمالهم واما الظالمين فان الله يظلهم وله الحكمة البالغة سبحانه وتعالى. يثبت الله الذين امنوا بالقول ويثبت الحياة الدنيا والاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. له الحكمة البالغة في خلقه والمؤمن يثبته الله. نسأل الله ان يثبتنا واياكم على دينه القويم. امين. نسأل الله ان يثبتنا واياكم بالقول الثابت. نعم. احسن الله اليك