المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في التوسط بين الغلو والتقصير. الحمدلله الذي امرنا بالتوسط والاستقامة والاقتصاد. ونهى عن الغلو التقصير في القول والعمل والاعتقاد. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا مضاد. واشهد ان محمدا عبده ورسوله طوله سيد الرسل وخلاصة العباد. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه. الذين استقاموا على هدى ورشاد. اما بعد ايها الناس اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. واعملوا عملا عادلا رشيدا. عباد الله احذروا خطوات الشيطان فانه يأمر بكل ما فيه ضرر وخسران. فما امر الله بشيء الا وللشيطان فيه نزعتان. اما الى غلو وتعد للحد او الى تقصير. والله يدعو الى القصد والاعتدال والتيسير. فاستجيبوا رحمكم الله لداعي الرحمن فانه يدعوكم الى الخير والبر والاحسان. دعاكم للقيام بعبوديته باداء الفرائض واجتناب الاثام. وامركم باتباع رسوله واخلاص العمل للملك العلام. ووعدكم على ذلك جزيل الثواب في دار السلام. والشيطان يريد ان يقتطعكم عن هذا ذا الهدى والفلاح ويجركم الى شرور الاعمال القباح. امر اتباعه بالبخل فبخلوا بالزكاة ومنع الحقوق الواجبات امر اخرين منهم بالتبذير والاسراف في النفقات. والله يقول ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك. ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا. وقال سبحانه والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. دعا الشيطان الى الغلو في الطهارة والوساوس الضارة. وقصر باخرين حتى استهانوا بما يصيبهم من النجاسة وتركوا واجب الطهارة والله يحب التوابين ويحب المتطهرين. ويتوعد الغالين والمقصرين. امر الشيطان ان اتبعه بالغش في المعاملات الربوية والنجش والتطفيف والخيانة. والله يأمر بالنصح والمعاملات الشريفة واداء الامانة دعا هذا العدو طائفة من اتباعه الى التهور واقتحام الهلكات. ودعا اخرين الى الجبن والاوهام الضارة والخيالات والله يدعو الى الصبر والقوة والشجاعة والتوكل عليه في كل الحالات. امر الشيطان ان تتلقى المصائب بالجزع والهلع والنعم بالبغي والطغيان والجشع. والله يأمر ان تتلقى المكاره بالصبر والرضا والتسليم. والنعم بالشكر والقيام حق المتفضل الكريم ووعد على ذلك الثواب والاجر العظيم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم