المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السادس عشر الحديث السادس عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما انه قال مر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان لا يستتر من البول واما الاخر فكان يمشي بالنميمة فاخذ جريدة رطبة فقسمها نصفين فغرز في كل قبر واحدة فقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث ابن عباس رضي الله عنهما مر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقبرين الى اخره فيه وجوب الاستتار من البول وان عدم التنظف منه من كبائر الذنوب وغيره من النجاسات من باب اولى لانه اذا لم يعفى عن المتصل بالانسان الذي ربما شق التحرج منه فغيره اولى وفيه على ان النميمة من كبائر الذنوب لان الكبيرة ما فيه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة او ترتيب لعنة او غضب او نفي ايمان والنميمة نقل كلام الغير لاجل الافساد وقوله وما يعذبان في كبير اي شاق عليهما كما في قوله تعالى وقوله وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله بدليل قوله في الحديث المخرج في السنن وما يعذبان في كبير بلى انه كبير وفي هذا الحديث دليل على اصل من اصول اهل السنة والجماعة وهو اثبات فتنة القبر وعذاب القبر ونعيمه كما دل على ذلك القرآن وتواترت بذلك الاحاديث وقوله واخذ جريدة الى اخره فيه دليل على رأفته ورحمته بالامة حيث فعل ذلك ليخفف عنهما وقوله فقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا فيه دليل على حسن معرفتهم حيث انه اذا اشكل عليهم الامر سألوا نبيهم عنه وهو صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يخبرهم حتى سألوه ليكون ابلغ للعلم وفيه المعجزة العظيمة له صلى الله عليه وعلى اله وسلم حيث كشف له عن عذاب هذين وباي سبب يعذبان وقال بعضهم يستحب غرز الجريد على القبور اقتداء به صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولكن ليس بمسلم لانه لم ينقل عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه فعل هذا غير هذه المرة وكذلك لم ينقل عن احد من اصحابه فعل هذا وايضا فمن يعلم عن صاحب القبر هل هو منعم او معذب وايضا فلو قدر انه حصل العلم بانه يعذب فمن يعلم عن سبب تعذيبه لتكمل متابعته صلى الله عليه وعلى اله وسلم فالصحيح انه لا يستحب لانه لو كان مستحبا لنقل عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم او عن احد من اصحابه وقال بعضهم كانا كافرين ولكن الصحيح انهما مؤمنان لانهما لو كانا كافرين لذكر ان سبب العذاب كفرهما لانه اعظم مما ذكر