فانظر ماذا ترى قرر توافق ما توافق هكذا جاءني الامر من الله جل وعلا. لان رؤيا الانبياء حق والشيطان لا تسلط له على الانبياء لان الحلم من الشيطان والرؤيا من الله. والشيطان قد عصم الله الانبياء منه الدرس السادس عشر رؤيا ابراهيم انه يذبح ابنه من الذبيح؟ زيارة ابراهيم لابنه اسماعيل في مكة الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين وخالق الخلق اجمعين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين اما بعد في هذه الاثناء اين كبر اسماعيل قليلا وتمكن حبه من قلب ابراهيم والده صلوات الله وسلامه عليه اراد الله جل وعلا ان يمتحن ابراهيم وذلك لتقديم محبة ربه وخلته التي لا تقبل المشاركة ولا المزاحمة بان الخل اعلى انواع المحبة الخلة هي درجة عليا في درجات المحبة هذه الدرجة اذا وصلها الانسان فانه لا يقبل المشاركة ولا المزاحمة وابراهيم صلوات الله وسلامه عليه نال هذه المنزلة عند الله تبارك وتعالى ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم محمد قال لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ولكن صاحبكم خليل الله والله لا يقبل مشاركة ابدا سبحانه وتعالى. لا يقبل ان يشاركه احد في هذه الخلة. فخلة محمد صلوات الله وسلامه عليه لربه جل وعلا لا تقبل المشاركة وكذلك خلة ابراهيم الذي اتخذه الله سبحانه وتعالى واتخذ الله ابراهيم خليلا كذلك لا تقبلوا المشاركة فلما وقع حب اسماعيل في قلب والده ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه امر الله جل وعلا ابراهيم ان يذبح ولده امره الله جل وعلا ان يذبح ولده. لماذا؟ حتى يصفي وده لربه تبارك وتعالى. لان حب ابراهيم لولده زاحم حبه لربه تبارك وتعالى وانا استعجلت الان لما قلت ان حب اسماعيل قد بلغ بابيه هذا المقدار لانه هناك خلاف هل هو اسماعيل او اسحاق الذي امر ابراهيم صلوات الله وسلامه ان يذبحه المهم ان الله تبارك وتعالى امره ان يذبحه كما قال الله تبارك وتعالى سيهزيين. رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم ان هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الاخرين سلام على ابراهيم كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين. في هذه السن لما بلغ السعي وهذه السن تقريبا هي السن التي يكون فيها الولد احب شيء الى والده انه بدأ يمشي معه ويذهب ويجيء ويساعده كما يقول اهل العلم ذهبت مشقته وجاءت منفعته. الان ذهبت مشقة الولد وهو صغير حيث لا يعقل ولا يفهم الان بدأ يفهم ويعقل وينفع فالان زاد حبه وتمكن من قلب ابيه ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه ولنا جميعا ان نحاول تصور هذه القضية بالنسبة لابراهيم صلوات الله وسلامه عليه. ابراهيم الوحيد ابراهيم المنقطع ابراهيم المهاجر من اهله ابراهيم الذي جاءه الولد على كبر بعد هذا كله يأتيه الامر من الله جل وعلا ان يذبح هذا الولد جاء إبراهيم إلى ولده وقال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فكل ما يراه الانبياء في منامهم فهو وحي من الله تبارك وتعالى فاخبر ولده بما رآه فيأتي الجواب من الابن البار التقي الحليم المستسلم لامر الله تبارك وتعالى الراضي به يا ابتي افعل ما تؤمن ولم يقل افعل ما تؤمر فقط وانما قدم بين يديه كلمة البر لابيه فقال يا ابتي كما تلطف ابراهيم مع ابيه عندما دعاه الى الله تبارك وتعالى يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك يا ابتي لا تعبدي الشيطان يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن. فجاء كذلك اسماعيل بهذه الكلمة التي ابتدأها ابراهيم لابيه. فقال له يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله وعلق الامر الى الله تبارك وتعالى. فقال ستجدني ان شاء الله من الصابرين قطع لامر الله جل وعلا وانقاد له ووطن نفسيهما على القبول مع انه امر مزعج لا تكاد النفوس ان تصبر عليه او ان تصبر على اقل منه ولكن اذا كانت النفوس كبارا تعبت من مرادها الاجسام وذلك ان نفس ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه ونفس اسماعيل صلوات الله وسلامه عليه كانت من النفوس الكبار عند الله جل وعلا. ولذلك قال الله جل الله اعلم حيث يجعل رسالته سبحانه وتعالى يقول الله جل وعلا فلما اسلما وتله للجبين عند ذلك جاء الفرج من الله تبارك وتعالى وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا صدقتها بقلبك وصدقتها بعملك قد صدقت الرؤيا وحصل لابراهيم واسماعيل او حصل لابراهيم ولولده الذي اراد ان يذبحه حصل لهما الاجر. والثواب والشرف والزلفة والقرب من الله تبارك وتعالى لاستسلامهما لامر الله جل وعلا عندها قال الله تبارك وتعالى وفديناه بذبح عظيم. لما؟ لان الذبح الان لا فائدة منه. ولا محصلة من ورائه لان مراد الله قد تحقق وود ابراهيم قد صفا لله جل وعلا. فصار بعد ذلك سفك الدم وازهاق الروح لا فائدة له. ولا معنى له لان الذي اراده الله قد وقع. وذلك ان الله تبارك وتعالى لا يريد تعذيب عباده ولكنه يريد ان يبتليهم سبحانه وقد ابتلى ابراهيم. وحقق الابتلاء مراد الله جل وعلا. وجاء نفعه وظهر اثره وتحقق النتيجة اذا لا داعي للذبح بعد ذلك وفديناه بذبح عظيم وصارت بعد ذلك سنة للمسلمين الذين يتبعون ملة ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه ان نذبح في الاضحى في كل سنة كما فدى الله ولد ابراهيم من الذبح من هو الدبيح اهو اسماعيل او اسحاق اختلف الصحابة رضي الله عنهم في تحقيق الذبيح. على ثلاثة اقوال لا اعني الصحابة اختلفوا عن ثلاثة اقوال ولكن اهل العلم اختلفوا على ثلاثة اقوال. بناء على اختلاف صحابة فمنهم من قال ان الذبيحة اسحاق ومنهم من قال ان الذبيحة اسماعيل ومن اهل العلم من قال التوقف اسلم لا نجزم لا نقول انه اسحاق ولا نقول انه ابراهيم ولا نقول انه اسماعيل ولكن نتوقف. ونقول علمه الى الله تبارك وتعالى ولا شك انه ليس هناك نص قطعي يحسم هذه المسألة هو اسحاق او اسماعيل. ليس هناك نص قرآني ولا نص من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد هذا النص ابراهيم اراد قتلى اسماعيل او قتلى اسحاق. لم يأتي نص في هذا الامر والامر ايظا يعني لا يهم كثيرا. يعني سواء كان الذبيح اسماعيل او كان الذبيح اسحاق. او لم يعرف هذا لا يؤثر. الذي يؤثر ماذا العبرة التي تؤخذ من هذه القصة. من استسلام ابراهيم لامر الله وكذا ولده. وكيف ان الله تبارك وتعالى حمى اولياءه سبحانه وتعالى انه لما تحقق مراد الله جل وعلا وصفاء حب ابراهيم لربه جل وعلا الغى الله الامر بالذبح وفداه بذبح عظيم من قال ان الذبيحة اسماعيل استدل بما يلي. اولا قالوا ان الله تبارك وتعالى لما ذكر هذه الايات عن ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين. ربي هب لي من الصالحين. فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك الى نهاية الايات ثم قال وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين فقالوا اذا جاءت البشارة باسحاق بعد ذكر هذه القصة. ولا يمكن ان يكون السياق القرآني هكذا يذكر الله قصة ذبح اسحاق او ارادة ابراهيم بقتل او دبح اسحاق ثم بعد نهاية القصة يقول وبشرناه باسحاق يقول هذا ينافي يعني جمال السياق القرآني بل مال السياق القرآني يقول انه بعد ان اراد ان يذبح اسماعيل بشره الله تبارك وتعالى باسحاق نبيا من الصالحين هذا من ادلته. وقالوا كذلك ان هذه العملية الا وهي عملية الذبح يعني كان المراد من اسماعيل ان يصبر على هذا الامر العظيم الذي قال اسماعيل معه ستجدني ان شاء الله من الصابرين. وقد وصف الله اسماعيل بالصبر. فقال جل وعلا اسماعيل واليسع وذا الكفن كل من الصابرين. فوصفه الله بالصبر الذي يناسب صبره بين يدي ابيه. ثم كذلك وصفه الله بصدق وعد انه كان صادق الوعد. وصف الله اسماعيل بانه صادق الوعد. فقال انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وصدق الوعد متحقق عندما قال لابيه ستجدني ان شاء الله من الصابرين وصبر ورضي حتى لما اراد ابراهيم صلوات الله وسلامه عليك ان يمر السكين على رقبته. جاء النداء من رب العزة تبارك وتعالى قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين فمنع ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه من قتل ولده الذي امر في البداية ان يقتله. كذلك في قوله جل وعلا وبشرناه اسحاق نبيا يقول اهل العلم كيف يبشره باسحاق نبيا ثم يأمره بقتله وهو بعد ما صار نبيا. اذا لا يكون هذا بالنسبة لاسحاق لانه بشره باسحاق بانه نبي ومن بشر بانه نبي يناقض تماما الامر بذبحه قبل ان يصير نبيا. اذا لن يتحقق مراد الله جل وعلا او يكون الامر ليس على وجه الجد وليس الامر كذلك ثم كذلك لما جاءت البشارة باسحاق جاء قول الله تبارك وتعالى فبشرناه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. فلو كان اسحاق هو المأمور بقتله فكيف يبشره بانه يأتي من ذريته يعقوب وهو سيقتل؟ اذا انقطع انه لن يقتل فلن تكون استجابة ابراهيم يعني صحيح لانه يعلم قطعا انه لن يذبحه في النهاية اذا لا تكون الاستجابة كما امر الله تبارك ولا يكون اصلا ابتلاء من الله جل وعلا. ثم كذلك ذكروا ان من الادلة ذكر ابن عباس وغيره رضي الله عنه انهم وجدوا في مكة قرن الكبش معلق في الكعبة. ومعلوم ان الذي كان في مكة انما هو اسماعيل كما في قصة البخاري التي ما زلنا معها. فكونهم يجدون قرن الكبش موجودا معلقا في الكعبة فدليل على الذي ذبح هو الذي كان عند الكعبة والذي كان عند الكعبة هو اسماعيل وليس اسحاق لان اسحاق كان في الشام صلوات الله وسلامه عليه كذلك قالوا وان كان الحديث فيه ضعف ولكنه مشهور عند اهل السير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول انا ابن الذبيحين انا ابن الذبيحين والذبيح الاول هو اسماعيل لان محمدا صلى الله عليه وسلم من نسل اسماعيل واما الذبيح الثاني فهو عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم من قصة عبد المطلب لما نذر ان يذبح واحدا من اولاده ان رزقه الله بعشرة من الولد ثم كذلك قالوا معلوم ان سارة انما غارت من هاجر لما ولدت. والابتلاء لابراهيم انما يكون بالولد الاول لا الثاني. فالولد الاول احب من الثاني ولذلك دائما يشعر الاولاد الصغار بان الاب يقدم البكر عليهم وانما يكون الابتلاء حقيقيا اذا امره بذبح اسماعيل وليس له غيره اما ان يأمره بذبح احد اولاده مع وجود غيره لا يكون الابتلاء بتلك القوة وانما يكون الابتلاء شديدا اذا امره بذبح ولده الذي ليس له غيره. كذلك قالوا ان الله اذا ذكر اسحاق في القرآن الكريم انما يصفه بالعلم. كما قال جل وعلا عن الملائكة انهم بشروا ابراهيم فقالوا قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم. وكذلك في الذاريات قال قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم. فاسحاق يوصف انه عليم واسماعيل هو الذي وصف بانه حليم. فعندنا عليم وعندنا حليم واسحاق يوصف بانه عليم واسماعيل يوصف بانه حليم فلذلك الذي جاء في الايات السابقة التي ذكرناها وهي تبشير الملائكة لابراهيم انما بشروه مع سارة ولذلك جاءت في الايات فصكت وقالت عجوز عقيم وكان ابراهيم يقول ابشرتموني على اما الثانية الكبر فبما تبشرون؟ فالشاهد من هذا ان هذه الايات تدل على ان الذي يوصف بالعلم هو اسحاق. واما الذي وصف بالحلم وهو الذي امر ابراهيم بذبحه انما هو اسماعيل صلوات الله وسلامه عليه وعن محمد بن كعب القرظي قال ذكر هو لعمر بن عبد العزيز ايام كان خليفة قال له ان الذبيحة اسماعيل بدليل قوله جل وعلا فبشرناه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. فقال عمر يعني استدل على ان الذبيحة اسماعيل هو ان لما بشر ابراهيم باسحاق بشر ايضا بيعقوب فكيف نؤمر بذبحه؟ فقال عمر ان هذا لشيء ما كنت انظر فيه. يعني ما كلفت نفسي ان انظر وهل الذبيح اسحاق او الذبيح اسماعيل؟ فقال ان هذا لشيء ما كنت انظر فيه واني لاراه كما قلت يعني ارى ان قولك هذا صائبا وهو ان الذبيحة اسماعيل بدليل هذه الاية. يقول ثم ارسل الى رجل كان عنده بالشام وكان يهوديا. بالشام ان عمر بن العيس كان في الشام خليفة الخليفة الاموي فارسل الى رجل بالشام كان يهوديا فاسلم هذا الرجل وحسن اسلامه كان يرى اي هذا الرجل انه من علماء اليهود قبل ان يسلم. فقال له عمر اي بني ابراهيم امر بذبحه؟ يسأله السؤال بعد ان اثار عنده الموظوع محمد ابن كعب القرظي فقالوا اي بني إبراهيم امر بذبحه؟ قال اسماعيل يا امير المؤمنين. مع ان اهل الكتاب مجمعون على ان الذبيحة اسحاق لو رجعت الى التوراة ادى به اسحاق وهم متفقون على هذا الامر. سأل عمر ابن عبد العزيز هذا الحبر الذي كان يهوديا فاسلم قال له من الذبيح؟ قال اسماعيل. غيره. لم يقل قول اهل الكتاب. قال الذبيح اسماعيل. ثم قال يا امير المؤمنين وان يهود لتعلم ذلك ولكنهم يحسدونكم معاشر العرب على ان يكون اباكم الذي كان من امر الله فيه. فهم يجحدون ذلك ويزعمون انه اسحاق اسحاق ابوهم وهذا الاصمعي الاديب المعروف يقول سألت ابا عمرو ابن العلاء احد القراء المشهورين يقول سألت ابا عمرو ابن العلاء عن الذبيح من هو فقال لي يا اصمعي اين عزب عنك عقلك من اين ذهب عقلك ومتى كان اسحاق بمكة؟ وانما كان اسماعيل بمكة وهو الذي بنى البيت مع ابيه والمنحر بمكة المنحر الذي فدى الله تبارك وتعالى الذبيحة به الى الان موجود في مكة. الا يكفيك هذا ان يكون دليلا على ان الذبيحة انما هو دون اسحاق فسكت الاصمعي القول الثاني لاهل العلم ان الذبيحة اسحاق واستدلوا باية وهي قول الله تبارك وتعالى وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين. وبقول الله تبارك وتعالى بشرناه بغلام عليم وقالوا ان الذي بشر به هو اسحاق. فيكون الذي بشر به وفرح به هو الذي امر بذبحه حتى يتساوى الافراح الاحسان ولكن هذا لا يستقيم حقيقة مع ما ذكرناه من الادلة التي ارى والله العالم انها قوية في بيان ان الذبيحة انما هو اسماعيل دون اسحاق وهي امرين كان فان هذا نبي كريم وذاك نبي كريم. وكلاهما نتولاهما ونحبهما ونعتقد نبوتهما صلوات الله وسلامه عليه ولكن من باب تحقيق هذه المسألة علميا. نرجع الى حديث البخاري حديث ابن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنهم يقول ابن عباس وشب الغلام وتعلم العربية منهم. وانفسهم واعجبهم حين شب. انفسهم اي صار من انفسهم اي من احسنهم وافظلهم واعجبهم ذلك اي الذي وقع من بروز اسماعيل واخلاقه ودينه وتقواه ومعرفته فاعجبوا به صلوات الله وسلامه عليه. فلما ادرك زوجوه امرأة منهم ولذلك لما تزوج اسماعيل منهم جاء اولاد اسماعيل عرب عاربة واسماعيل من العرب المستعربة قال وماتت ام اسماعيل ام اسماعيل ماتت بعد ذلك. يقول فجاء ابراهيم بعد ما تزوج اسماعيل يطالع تركته. اي ولده. فلم يجد اسماعيل. فسأل امرأته عنه وهي لا تعرفه لا تعرف ان هذا والد اسماعيل رجل جاء يسأل عن زوجها. فسأل امرأته عنه فقالت خرج يبتغي لنا اي طعاما. ثم سألها عن عيشه وهيئتهم فقالت نحن بشر نحن في ضيق وشدة وشكت اليك حالها. قال لها ابراهيم فاذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه ابلغيه السلام وقولي له غير عتبة بابك وذهب فرجع اسماعيل فكأنه انس شيئا. فقال هل جاءكم من احد؟ قالت نعم. جاءنا شيخ كذا وكذا. وصفته له. فسألنا عنك فاخبرته وسألني كيف عيشنا؟ فاخبرته انا في جهد وشدة قال فهل اوصاكي بشيء؟ قالت نعم. امرني ان اقرأ عليك السلام. ويقول غير عتبة بابك وما تدري انها جرت الامر لنفسها. قال ذاك ابي وقد امرني ان افارقك الحقي باهلك فطلقها صلوات الله وسلامه عليه وهنا مسألة فقهية يعني لو جاء اب لولده وقال طلق امرأتك هل يجب عليه ان يطيع والده او لا ثبت ان عمر امر ولده عبد الله ان يطلق امرأته كذلك فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له اطع اباك. يعني طلق امرأتك فالان لو جاء رجل الى ولده وقال طلق امرأتك هل يطيعه ولده كما اطاعه اسماعيل ابراهيم وعبدالله اطاع ولده عمر ام انه لا يطيعه؟ هل يبره بهذا ام لا قال بعض اهل العلم اذا كان والد هذا الرجل كابراهيم وعمر فليطلقه واذا لم يكن الوالد كذلك فلا يطع والدة فالمسألة اذا ليست على اطلاقها كل من جاءه والده قال طلق امرأتك لان سمع منها كلاما اساءه او طلب منها شيء فمنعته او ما شابه ذلك فالولد لا يطيع والده في هذا الا اذا كانت المرأة سيئة. وهنا يبر والده. واما اذا كانت مرأة صالحة فانه لا يظلمها بطاعة والده. وتزوج من اخرى يقول ابن عباس فلبث عنهم ابراهيم ما شاء الله يعني رجع ابراهيم سافر مرة ثانية ورجع بعد فترة الى ولده ثم اتاهم بعد فلم يجده ايضا قدر الله ان لا اسماعيل ايضا فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف انتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة واثنت على الله جل وعلا. فقال ما طعامكم؟ قالت اللحم. قال فما شرابكم؟ قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء والى اليوم استجاب الله لابراهيم الان اي انسان يعني عليه دم وين يذبح؟ بفقراء مكة اي خطأ في النسك او ما شابه ذلك من الاشياء التي تلزم الدم انما يذبح لفقراء مكة واذاك اللحم لا ينقطع عن اهل مكة الى اليوم لا ينقطع عنهم اللحم والماء كذلك تروا زمزم يأتينا الى هنا والى كل بلاد الدنيا فدعا لهم بالبركة للحم والماء قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب ما عندهم حبوب بقول وغيرها ما في حبوب ما في زراعة مكة ارض جدباء ما في زراعة يقول ولو كان لهم دعا لهم فيه لو قال طعامنا اللحم والباقي لا اللحم والفاصوليا اللحم والشعير اللحم القمح وما شابه ذلك من الحبوب لدعا لهم ايضا لكن لم يكن ولذلك لم يدعو لهم إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه فيه. قال النبي صلى الله فهما لا يخلو عليهما احد بغير مكة الا لم يوافقه يعني لو كان في غير مكة والانسان بس لحم وماء يتضرر يتعب. لكن اهل مكة لو لحم وماء يبارك الله تبارك وتعالى فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال لها فاذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وامريه يثبت عتبة بابه. فلما جاء اسماعيل قال هل اتاكم من احد؟ قالت نعم اتانا شيخ حسن الهيئة واثنت عليه فسألني عنك فاخبرته فسألني كيف عيشنا؟ فاخبرته انا بخير قال اوصاك بشيء؟ قالت نعم. هو يقرأ عليك السلام ويأمرك ان تثبت عتبة بابك. قال ذاك ابي وانت العتبة. امرني ان امسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد جمعية احياء التراث الاسلامي فرع رميسية وسلوى تدعوكم للمساهمة في اعادة طباعة المادة والمساهمة في مشاريعها الخيرية للاتصال تسعة تسعة ثمانية سبعة واحد ثمانية ستة خمسة او تسعة تسعة واحد واحد تسعة ثلاثة واحد واحد ولمعرفة مشاريعنا الخيرية واصداراتنا زوروا موقعنا الالكتروني تراث كيه دبليو دوت كوم