المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في نبذة من سيرة المصطفى. الحمد لله الولي الحميد المبدئي المعيد الفعال لما يريد. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا نديد. واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد الرسل وخلاصة العبيد. اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه. اولي القول السديد والفعل الرشيد. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان انه كما يجب عليكم معرفة ربكم بصفات الكمال والقيام بعبوديته ظاهرا وباطنا واخلاص الاعمال. فلا يتم لكم هذا المطلوب الا بمعرفة احوال نبيكم المحبوب. فتعرفون ان الله استخلصه من اشرف الانساب واطيب الارحام اصطنعه لنفسه بالتربية الكاملة وغذى روحه الكريمة بكل خلق جميل قبل تغذية الاجسام. فلما تم له من عمره كمال الاشد اربعين من السنين خصه بوحيه وارسله الى الناس اجمعين. وجعله هدى ونورا ورحمة للعالمين وجده يتيما فاواه لا يدري ما الكتاب ولا الايمان. فاكمل له هداه. ووجده عائلا فاغناه وشرح له صدره ووضع عنه وزره ورفع له ذكره ويسر له امره. بعثه على حين فترة من الرسل وطموس من السبل بعثه في وقت انتشرت فيه ظلمات الجهل والشرك والشرور في الافاق. فازالها بكمال رسالته الارض ببعثته اي اشراق. فلم يزل يدعو الى ربه ويصدع بامره بقلب ثابت وعزم صادق وقوة يقين ان حتى استجاب له مع قوة المعارضات طائفة من المؤمنين. ثم قيد الله له الاوس والخزرج وهم الانصار بايعوه على الاسلام والهجرة وجهاد جميع الكفار. ثم بعدما جرى عليه وعلى اصحابه بمكة من الاعداء اعظم الشدائد الاذى اذن له بالهجرة الى المدينة مقر الايمان والهدى. ثم هاجر صلى الله عليه وسلم بعد صعوبات ومشقات وعناء وحينئذ صار لهم قوة كافية لمقارعة الاعداء. ففي السنة الثانية من هجرته حصلت وقعة بدر الكبرى قتل فيها صناديد الكفار واسرت صلواتهم. فصار ذلك نصرا للمسلمين. ظهرت به مفاخرهم وفضائلهم وقوتهم ثم في سنة ثلاث صارت وقعة احد. وهي ابتلاء من الله لعباده وتمحيص واختبار. ثم تلتها غزوة الخندق في خمس حين تكالبت فيها الاعداء من النواحي والاقطار فردهم الله بغيظهم خائبين ونصر رسوله وعباده المؤمنين فلم يزل يتابع على الكفار الغزوات عاما بعد عام. حتى اذن الله بفتح بلده الحرام. وازال الله ما فيه من شعائر الشرك قوى الاوثان والاصنام ودخل الناس في دين الله فئاما بعد فئام. وفي سنة عشر من حجة الوداع يوم عرفة نزل قوله قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وفي ثاني عشر من الاول بعدها انتقل الى الرفيق الاعلى. قد ملأ القلوب ايمانا واخلاصا وعلما. وشمل الافاق نورا وهداية ورشدا فلم يبق خير وهدى ورحمة لدل امته عليه ولا شر وشقاء الا حذرها عنه. وامرهم بسلوك الصراط المستقيم اليه. فجزاه الله عن امته خير ما جزى نبيا عن امته. ورزقنا اتباعه واحيانا على ملته وحشرنا في زمرته وادخلنا في شفاعته وسقانا من حوضه شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها ابدا لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم فيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. بارك الله لي كن في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم