المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قطبة في ذم الكبر ومدح التواضع. الحمدلله المتفرد بالبقاء والدوام. المتوحد بالمجد والعظمة والجلال ترام واشهد ان لا اله الا الله الملك القدوس السلام الذي لا ينام. ولا ينبغي له ان ينام. يخفض القسط ويرفعه وهو المدبر لاحوال الخليقة بالحكمة وحسن النظام. واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد الانام. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه البررة الكرام. اما بعد ايها الناس اتقوا الله وتواضعوا لله ولعباده يرفعكم الله واياكم والتكبر والتعاظم فمن ترفع على الحق وعلى الخلق اذله الله. الستم جميعا مماليك عبيدا لله؟ فما الحامل على العجب والكبرياء الستم كلكم من تراب؟ فما الداعي للقوي ان يترفع على المساكين والضعفاء؟ الستم كلكم فقراء الى الله في حالة السراء والضراء وللمتكبر الاحمق علامات لا تخفى على الناظرين. يتبختر في مشيته وينظر في عطفيه نظر المختالين. ويتملق ويتصدى للاغنياء والرؤساء ويستنكف عن المساكين والضعفاء. ويقبل بوجهه كله على الوجهاء. ويصعر خده ويشمئز من الادنياء ان جلس مع الناس قطع عليهم كلامهم وتصدى من حمقه للكلام. ده ابوه الثناء على نفسه تصريحا او تعريضا وذلك فعل الجهلة الطغام. ويحتقر الناس بالتهكم والهمز واللمز وهو المحتقر على الدوام. يا ويحه المسكين! كيف بنفسه بالتيه والغرور وما ابلد ذهنه كيف راج عليه؟ انه المبغوض عند الله وعند خلقه المبعد المحقور. من رآه على هذا وصف نسأل الله العافية مما ابتلي به من الخلق الرذيل. وعلم ان الشيطان زين له سوء عمله. فيا بئس المقارن والخليل. فتواضعوا عباد الله للمؤمنين غنيهم وفقيرهم فان الله يرفع المتواضعين ولا تحرموا انفسكم من اقبال الفقراء اليكم ومحبة ودعائهم فان ذلك فرصة وغنيمة للموفقين. واذا لقيتم او جالستم غنيا او فقيرا رفيعا او وضيعا فليكن اقبالك قم عليهم وخطابكم لهم جميعا. فالفقير يدعو لكم ويثني عليكم ويشكركم. والرفيع العاقل يعرف بذلك عدلكم يعظمكم ويعذركم فالخير الديني والدنيوي تبع للاخلاق الجميلة. والشرور كلها نتيجة للاخلاق الرذيلة بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم