المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل لن اشرك معي فيه غيري تركته وشركه رواه مسلم هذا الحديث عظيم يشتمل على وجوب الاخلاص لله في كل عمل ديني. وهو ان يقصد العامل بعمله وجه الله وثوابه لا غير ذلك من الاغراض قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. فاعظم الفروض على الاطلاق ان يقوم العبد باصول الايمان الستة وشرائع الدين الخمس ويقوم بالاحسان يقصد بذلك وجه الله والدار الآخرة. وهذا هو مقصود توحيد الإلهية وتوحيد العبادة بان الالوهية وصف الله عز وجل الذي لا يشاركه فيه مشارك فالله اعظم الاسماء الحسنى معناه ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين والعبودية حقه تعالى. الذي لا يصرف شيء منها لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لغيرهما من المخلوقات فمن اشرك بالله شيئا فقد رفض هذا الايمان الذي هو اوجب الواجبات. وقد دخل في الشرك وعمله باطل. لان الله عز وجل اغنى الشركاء لا يقبل عملا اشرك فيه العبد ولكن الشرك في العمل نوعان شرك اكبر يخرج العبد من الدين بالكلية وهو ان يعمل العمل ويتعبد به لغير الله بان يصرف نوعا من العبادة لغير الله. فمن صلى لغير الله او سجد لغير الله او دعا غير الله او خافه او رجاه او تقرب اليه بشيء مما امر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو مشرك كافر النوع الثاني ان يعمل العمل لله لكن يقصد به مع ذلك مراعاة الخلق وتعظيمهم فهذا هو الرياء وهو من الشرك الاصغر والعمل الذي يشاركه الرياء من اصله يدل عموم هذا الحديث انه باطل مردود على صاحبه ومع بطلانه فقد باء صاحبه بالاثم. لانه ترك الاخلاص الواجب عليه. ولانه وسيلة الى الشرك الاكبر. وجميع الوسائل الشرك والذرائع التي توصل اليه من الشرك الاصغر الشرك الاكبر هو صرف شيء من العبادات لغير الله. والاصغر هو ارتكاب ما يوصل الى ذلك لكن لو عمل العبد العمل لله عز وجل ثم طرأ عليه الرياء في اثناء عمله فان دفعه ولم يساكنه لم يضره. بل هذا من جهاد الخواطر الردية. التي تعرض لكثير من النفوس. فان لم يدفعه بل ساكنه واطمأن اليه نقص العمل نقصا كبيرا. ويخشى من استمراره مع الانسان ان يوصله الى الرياء المحض المبطل للعمل بالكلية وقد دل على هذا الاصل العظيم الذي تضمنه هذا الحديث. نصوص كثيرة جدا من الكتاب والسنة لانه الاصل الذي خلق الله عز وجل له الخلق من الانس والجن وامرهم به. ودعت اليه جميع الرسل وجميع الكتب. وهو روح الدين الذي لا لا يقوم الا به