بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين هذا هو الدرس الثاني من الوحدة الثالثة وحديثنا فيه باذن الله جل وعلا سيكون عن اختيار الخطة العلمية المناسبة الباحث عن المنهجيات العلمية سيجد كثيرا من الخطط وعديدا من المنهجيات وسيجدوا برامج علمية قائمة وبرامج علمية مجربة سيجد على سبيل المثال خطة علمية وضعها الاستاذ فلان او الشيخ فلان وخطة علمية يتبناها المركز العلمي الفلاني او المعهد العلمي الفلاني وخطة ثالثة ورابعة وخامسة الخطط كثيرة والمنهجيات منوعة وهذي الخطط بلا شك فيها نفع وفائدة ولكن ينبغي الا نغفل اه عن حقيقة مهمة وهي ان هذه الخطط تضع لطالب العلم الخطوط العامة فاذا اراد ان يصنع لنفسه برنامجا خاصا فحينئذ يجب ان يراعي وضعه وخصوصياته ولا يكفي ان يعتمد على مثل هذه الخطط او ان يحاول ان يسقط هذه الخطط على واقعه بكل حذافيرها وبكل تفاصيلها. لماذا لان الخطة الشخصية ايها الاخوة والاخوات تختلف باختلاف آآ اعتبارات عديدة الخطة الشخصية تختلف باختلاف الهدف وهناك فرق بين الطالب المتفرغ الذي يقصد ويهدف ويريد ان يبني نفسه ليكون عالما من علماء المسلمين وهناك فرق بين اه من يريد ان اه يعرف فقط الاحكام الشرعية التي يحتاج اليها في عبادته وفي صلاته وزكاته وصيامه ونحو ذلك فلا شك ان خطة الاول ستكون مختلفة بالكلية عن خطة الثاني الخطة الشخصية ايضا تختلف باختلاف الامكانيات اه الامكانيات مثلا الحفظ والفهم والقدرات الذهنية فمن كان قويا في حفظه اه توضع له خطة تناسبه ومن كان جانب الفهم عنده افضل او اكبر فاننا نضع له خطة تناسبه آآ بحسب قدراته. ايضا الخطة الشخصية تختلف باختلاف الموارد المتوفرة على سبيل المثال الوقت هناك طالب متفرغ يستطيع ان يعطي العلم في يومه مثلا عشر ساعات او ثمان ساعات وهناك طالب لا يملك من الوقت الا شيئا يسيرا بالكاد يعطي العلم في يومه ساعة او ساعتين فخطة الاول ستختلف عن خطة الثاني كذلك البيئة التي يعيش فيها الانسان اه بعض الطلاب يعيش في بيئة اه العلماء فيها متوافرون. ويجد من يقرأ عليه ويدرس عليه ويأخذ عنه العلم مشافهة فتوضع له خطة تناسب هذا الحال وهناك من الطلاب من يعيش في بيئة ربما لا يجد فيها الاساتذة والمعلمين فتكون خطته مبنية على التعليم عن بعد وعن وسائل التواصل والقراءة والمدارسة ونحو ذلك الامكانيات المتوفرة تؤثر كذلك في وضع الخطة الشخصية مما يؤثر ايضا في وضع الخطة الشخصية التخصص الذي يعتني به الطالب فمن كان تخصصه في علم الفقه يختلف عن المتخصص في علم التفسير فلكل منهما من الدروس والبرامج العلمية ما يناسبه الخلاصة ايضا ايها الاخوة والاخوات انه اذا اردت ان تصنع برنامجك العلمي الخاص فلابد ان يكون متفقا مع هذه المعطيات ولا يصح ان يستورد الانسان برنامجا كاملا من غيره ثم يسقط نفسه في هذا البرنامج بكل التفاصيل وبكل آآ الدقائق المتعلقة به. آآ لان الاهداف تختلف والظروف تختلف قدرات تختلف والامكانيات اه تختلف لان هذي القظية ايها الاخوة الكرام قظية لابد ان يراعيها الانسان في وظع الخطة العلمية ثمان هذه القضية قضية مراعاة الفروق وتفصيل البرنامج لكل طالب بحسبه تتأكد اهميتها جدا حينما يتجاوز الطالب المرحلة الاولى مرحلة الكتب والمقررات الاولية التي هي اصول العلوم كلما تقدم الطالب وجب ان يراعي هذه الفروق. لماذا لان المرحلة الاولى في الطلب والتحصيل مرحلة اه قد يشترك فيها عموم الطلاب او اكثر الطلاب والتخطيط فيها يكون سهلا آآ على سبيل المثال حفظ آآ متن الاربعين النووية ودراسة هذا الكتاب النافع المبارك ودراسة كتاب مختصر في النحو مثل الاج الرومية مثلا او ما يوازيها من المتون المختصرة هذه المتون يمكن ان تكون اه مرحلة او برنامجا عاما لغالب الطلاب او ربما لجميع الطلاب كل من يريد ان يدرس العلم نقول له ادرس كتابا مختصرا في النحو ادرس كتابا مختصرا في الحديث في المصطلح لكن اذا تقدم الطالب وكبرت المشاريع وصارت امامه دروس متقدمة ومحفوظات طويلة ومشاريع علمية كبيرة كحفظ الفية ابن مالك في النحو مثلا والفية العراق في المصطلح وحفظ كتاب فقهي طويل كزاد المستقني عند الحنابلة ومختصر الخليل عند المالكية مثل هذه المشاريع الكبيرة تحتاج ان تفصل على كل طالب بحسبه بحسب هدفه وقدراته وميوله فكلما كبرت هذه المشاريع وتقدمت كلما ازدادت الاهمية في قضية ان يفصل البرنامج بحسب الطالب فهذه الاشياء هذي من الاشياء التي ينبغي ان تراعى في وضع البرامج العلمية اه كل طالب له من برامج ما يناسبه وما يليق وبه آآ اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين