فاما الحديث الثاني فهو حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا دخل المسجد قال اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم فانه اذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم وهذا الحديث رواه ابو داوود وهو حديث صحيح والثابت في السنة عند دخول المسجد الدخول باليمنى ثم يقول هذا الذكر اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم افتح لي ابواب رحمتك واذا خرج خرج برجله اليسرى ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم اني اسألك من فضلك اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم وقد وردت الاستعاذة من الشيطان عند الخروج من المسجد ايضا فيما رواه ابن ماجة عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل احدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي ابواب رحمتك واذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم وصححه الالباني وفي صحيح ابن خزيمة بلفظ اللهم اجرني من الشيطان الرجيم مناسبة هذه الاذكار لدخول المسجد والخروج منه ظاهرة فلما كانت المساجد بيوت الله وكان عمارها زواره وهو سبحانه وتعالى اكرم الاكرمين الاتي اليها ات الى رحمة الله. فيقول اللهم افتح لي ابواب رحمتك وفيها ملائكته سبحانه في بيوت الله واذا دخل هذا البيت فانه يتحصن بالله فكأن المسجد ايضا حصن والله سبحانه وتعالى هو الملاذ والذي يتحصن به فيستعيذ الداخل من عدوه الشيطان الذي يترصده حتى في دخوله المسجد ويريد ان يشوش عليه العبادة وان يقطع عليه طريقها وعندما يقول العبد هذا يغتاظ الشيطان جدا ويقول حفظ مني سائر اليوم يعني فاتني مقصودي ولا استطيع ان انال منه بعدما قال هذا الذكر الذي تحصن بالله مني بقوله وذكره فاذا خرج من المسجد نسب ان يطلب من الله العصمة من الشيطان لان الشيطان يترصده حتى وهو خارج من المسجد. لعله ان ينسيه اثر تلك العبادة وان يغويه بشيء يفوت عليه ما حصل له من فوائدها ولعل السر في تخصيص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج ان من دخل اشتغل بما يقربه الى الله ورحمته وجنته فاذا خرج يريد ان يبتغي من فضل الله ورزقه وهذا ظاهر لكن المناسبة والشاهد من ايراده هذا الذكر الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم كلما دخل. وسؤال العصمة سؤال العصمة اه من الشيطان ان يسأل ربه العصمة من الشيطان اذا خرج وقوله في الحديث اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم فيه اثبات الوجه لله عز وجل وهذا سبيل اهل الحق يثبتون ما اثبته الله لنفسه على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى فيثبتون لله وجها يليق بجلاله وعظمته. لا يشابه وجوه المخلوقين قال تعالى كل شيء هالك الا وجهه وقال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فاستعاذ بالله اولا يعني بذاته ثم استعاذ بوجهه سبحانه فدل ذلك على ابطال قول من يقول ان الوجه هو الذات فيقال له الوجه صفة من صفاته سبحانه وتعالى غير الذات فالذات نفسه عز وجل اما الوجه واليدان وغير ذلك من الصفات فهي ثابتة لله عز وجل ليست بمخلوقة قال اعوذ بالله العظيم. طيب اعوذ بالله ثم استعاذ بوجه الله. ثم بسلطان الله فقال وسلطانه القديم اي ما هو السلطان؟ الغلبة والقهر والقدرة لكن سلطان الله هل هو مخلوق ولا غير مخلوق فاحسنت صفة من صفاته فهي غير مخلوقة اذا سلطان الله صفة من صفاته فالمقصود اذا سلطته وملكوته وقدرته وقهره وغلبته هذا سلطانه وهذا كله غير مخلوق هذا كله من صفات الله فيستعيذ بالله ويستعيذ بسلطانه ولا يستعاذ بمخلوق فالاستعاذة بسلطان لا دليل على ان السلطان غير مخلوق السلطان غير مخلوق طيب ما معنى القديم وسلطانه القديم القديم الازلي الابدي فسلطانه تعالى لا بداية له كما ان الله لا بداية له هو الاول اليس قبله شيء فسلطان الله تعالى قديم طيب القديم هنا صفة لسلطان صفة لسلطان. فليس من اسماء الله تعالى القديم ليس من اسماء الله القديمة