بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين الزكاة هي التعبد لله تعالى باخراج قدر محدد عينه الشارع من مال مخصوص لطائفة او جهة مخصوصة وهي واجبة بالكتاب والسنة واجماع المسلمين. بل هي ركن من اركان الاسلام قال نبينا صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة والحج وصوم رمضان متفق عليه ومما يؤكد اهمية الزكاة ان الله جل وعلا جمع بينها وبين الصلاة في اية واحدة في سبعة وعشرين موضعا من القرآن الكريم وللزكاة فضائل ينالها من اخرج زكاة ماله ايمانا واحتسابا من فضائل الزكاة انها علامة من علامات التقوى وسبب من اسباب دخول الجنة كما قال ربنا سبحانه وتعالى ان المتقين في جنات وعيون اخذين ما اتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون وفي اموالهم حق للسائل والمحروم وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خمس من جاء بهن مع ايمان دخل الجنة وذكر منها واعطى الزكاة طيبة بها نفسه. والحديث عند ابي داوود وحسنه الالباني رحمهما الله من فضائل الزكاة انها سبب للامن يوم القيامة قال ربنا سبحانه وتعالى الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون من فضائل الزكاة ان اجرها يضاعف بفضل الكريم سبحانه وتعالى قال الله جل وعلا وما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاولئك هم المضعفون يعني الذين يضاعف لهم الثواب والجزاء ومن فضائل الزكاة ان من اداها طيبة بها نفسه وجد طعم الايمان. يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الايمان من عبد الله وحده وعلم ان لا اله الا الله واعطى زكاة ما له طيبة بها نفسه رافدة عليه كل عام ولم يعطي الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولا لكن من وسط اموالكم رواه ابو داوود وصححه الالباني رحمه الله هذه بعض فضائل الزكاة وفي المقابل جاء الوعيد الشديد في من يمنع زكاة ما له؟ قال الله جل وعلا والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. وجاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا اقرع يعني ثعبانا يطوقه يوم القيامة يأخذ بالاهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول انا مالك انا كنزك ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السماوات والارض. والله بما تعملون خبير. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها. الا اذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار احمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت اعيدت له في يوم كان مقداره ستين الف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما الى جنة واما الى النار واما حكم تارك الزكاة فلا يخلو من ثلاثة احوال من تركها جاحدا لوجوبها فهو يقول ان الزكاة ليست بواجبة فهذا كفر بالله سبحانه وتعالى. وتكذيب لركن معلوم من الدين بالضرورة واما الحالة الثانية فمن تركها جهلا بوجوبها كرجل حديث عهد بالاسلام فانه لا يكفر بذلك ويجب ان يعرف بحكمها وكذلك لو تركها المسلم لجهله في بعض مسائل الزكاة كمن يظن مثلا ان عروض التجارة لا تجب فيها الزكاة فانه يبين له الحكم ويلزمه ان يؤدي زكاة ما مضى الحالة الثالثة ان يمنع الزكاة بخلا او تكاسلا مع علمه واقراره بوجوبها فهذا لا يكفر عند جماهير اهل العلم لكنه يأثم اثما بالغا. ويؤمر باخراجها فان امتنع فان ولي امر المسلمين يأخذ منه قهرا هكذا هذه الاحوال هي احوال آآ الزكاة او احوال مانع الزكاة نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع عمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الناس من استطاع منكم ان يتفرغ لطلب العلم وتحصيله كذلك افضل. وتلك نعمة كبرى وغنيمة كبرى وان التفرغ لطلب العلم ليتأكد في هذا الزمان الذي قل فيه الفقهاء في دين الله وكثر فيه طلب الدنيا والاقبال عليها من اكثر الناس. ومن لم يستطع ان لطلب العلم فليستمع الى العلم وليجلس الى اهله فيستفيد منهم ويفيد غيره