المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الاولى في كيفية تلقي التفسير كل من سلك طريقا وعمل عملا واتاه من ابوابه وطرقه الموصلة اليه فلابد ان يفلح وينجح ويصل به الى غايته. الى غايته كما قال تعالى واتوا البيوت من ابوابها. وكلما عظم المطلوب تأكد هذا الامر. وتعين البحث التام عن امثل واقوم الطرق الموصلة الموصلة اليه. ولا ريب ان ما نحن فيه هو اهم الامور واجلها بل هو اساسها واصلها. فاعلم ان هذا القرآن العظيم انزله الله لهداية الخلق وارشادهم وانه في كل وقت وزمان ومكان يرشد الى اهدى الامور واقومها. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. فعلى الناس ان تلقوا معنا كلام الله كما تلقاه الصحابة رضي الله عنهم فانهم كانوا اذا قرأوا عشر ايات او اقل او اكثر لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما دلت عليه من الايمان والعلم والعمل. فينزلونها على الاحوال الواقعة يؤمنون بما احتوت عليه من العقائد والاخبار. وينقادون لاوامرها ونواهيها ويطبقونها على جميع ما يشهدون من الحوادث والوقائع الموجودة بهم وبغيرهم. ويحاسبون انفسهم هل هم قائمون بها او مخلون وبحقوقها ومطلوبها. وكيف الطريق الى الثبات على الامور النافعة؟ وتدارك ما نقص منها. وكيف التخلص من الامور الضارة فيهتدون بعلومه ويتخلقون باخلاقه وادابه. ويعلمون انه خطاب من عالم الغيب والشهادة موجه اليهم. ومطالبون بمعرفة معانيه والعمل بما فمن سلك هذا الطريق الذي سلكوه وجد واجتهد في تدبر كلام الله انفتح انفتح له الباب الاعظم في علم التفسير وقويت معرفته استنارت بصيرته واستغنى بهذه الطريقة عن كثرة التكلفات وعن البحوث الخارجية وخصوصا اذا كان قد اخذ من علوم اللغة جانبا قويا المام واهتمام بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم واحواله مع اوليائه واعدائه. فان ذلك اكبر عون على هذا المطلب. ومتى علم العبد ان فيه تبيان كل شيء وانه كفيل بجميع المصالح. مبين لها حث عليها زاجر عن المضار كلها. وجعل هذه القاعدة نصب عينيه ونزل فعلى كل واقع وحادث سابق او لاحق ظهر له عظم مواقعها وكثرة فوائدها وثمرتها