يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين نصيحة عامة من عبد العزيز ابن عبد الله ابن باز الى من يراه من المسلمين سلك الله بنا وبهم سبيل عباده المؤمنين واعاذنا واياهم من طريق المغضوب عليهم والضالين. امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد فالموجب لهذا هو نصيحتكم ووصيتكم بتقوى الله وترغيبكم فيما ينفعكم في الدنيا والاخرة وتحذيركم مما يضركم في الدنيا والاخرة عملا بقول الله سبحانه في كتابه الكريم وتعاونوا على البر والتقوى. ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. واتقوا الله ان الله شديد العقاب وقوله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فامر سبحانه وتعالى بالتعاون على البر والتقوى. وحذر من التعاون على الاثم والعدوان. وتوعد من خالف ذلك بشدة العقاب واخبر عز وجل في هذه السورة القصيرة العظيمة ان الناس قسمان خاسرون ورابحون وبين ان الرابحين هم الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فمن استكمل هذه الصفات الاربع فهو من الفائزين بالربح الكامل والسعادة الابدية. والعزة والنجاة في الدنيا والاخرة اه ومن فاته شيء من هذه الصفات فاته من الربح بقدر ما فاته منها. واصابه من الخسران والغبن والفساد بقدر ما معه من التقصير والغفلة اعراض عما يجب عليه فاتقوا الله عباد الله وتخلقوا باخلاق الرابحين وتواصوا بها بينكم واحذروا صفات الخاسرين واعمال المفسدين. وتعاونوا على تركها وتحذير الناس منها. تفوز بالنجاة والسلامة والعاقبة الحميدة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فمن اهم الامور التي يجب فيها التناصح والتواصي تعظيم كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام السك بهما ودعوة الناس الى ذلك في جميع الاحوال. لانه لا سعادة للعباد ولا هداية ولا نجاة في الدنيا والاخرة الا بتعظيم كتاب الله وسنة نبيه الامين صلى الله عليه وسلم اعتقادا وقولا وعملا اقامة على ذلك والصبر عليه حتى الوفاة لان الله سبحانه امر عباده بطاعته وبطاعة رسوله وعلق كل خير بذلك وتهدد من عصى الله ورسوله بانواع العذاب والخزي في الدنيا والاخرة قال الله تعالى قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليهما حمل وعليكم ما حملتم. وان تطيعوه تهتدوا. وما على الا البلاغ المبين وقال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون وقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقال عز وجل تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. وذلك الفوز العظيم ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ففي هذه الايات المحكمات الامر بطاعة الله ورسوله. والحث على اتباع كتابه المبين. وتعليق الهداية رحمتي ودخولي الجنات بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتعليق الفتنة والعذاب المهين بمعصية الله ورسوله فاحذروا ايها المسلمون ما حذركم الله منه. وبادروا الى ما امركم به باخلاص وصدق ورغبة ورهبة. تفوزوا بكل كل خير وتسلموا من كل شر في الدنيا والاخرة ومن اعظم الطاعة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام التحاكم الى شريعته والرضا بحكمها والتواصي بذلك والحذر كل الحذر مما يخالفها. عملا بقول الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما اقسم الله سبحانه في هذه الاية الكريمة ان العباد لا يؤمنون حتى يحكموا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم. وينقادوا لحكمه راضين مسلمين من غير كراهة ولا حرج. وهذا يعم مشاكل الدين والدنيا فهو صلى الله عليه وسلم هو الذي يحكم فيها بنفسه في حياته. وبسنته بعد وفاته ولا ايمان لمن اعرض عن ذلك او لم يرضى به وقال تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله فهو سبحانه هو الذي يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه في هذه الدار وذلك بما اوحى الى رسوله صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة وفي يوم القيامة يحكم بين الناس بنفسه عز وجل وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا يأمر الله سبحانه في هذه الاية بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم لان في ذلك خير الدنيا والاخرة. وعز الدنيا والاخرة. والنجاة من عذاب الله يوم القيامة ويأمر بطاعة اولي الامر عطفا على طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم. من غير ان يعيد العامل لان اولي الامر انما تجب طاعتهم فيما هو طاعة لله ولرسوله واما ما كان معصية لله ورسوله فلا تجوز طاعة احد من الناس فيه كائنا من كان لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف وقال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ثم امر الله سبحانه عباده ان يردوا ما تنازعوا فيه الى الله والرسول فقال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر والرد الى الله هو الرد الى كتابه الكريم والرد الى الرسول هو الرد اليه في حياته عليه الصلاة والسلام والى سنته بعد وفاته ثم قال سبحانه ذلك خير واحسن تأويلا يرشد عباده الى ان رد مشاكلهم كلها الى الله والرسول خير لهم. واحسن عاقبة في العاجل والاجل فانتبهوا رحمكم الله واعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام تفوزوا بالحياة الطيبة والسعادة ابدية كما قال الله سبحانه من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولنجزينهم باحسن ما كانوا يعملون وان من اقبح السيئات واعظم المنكرات التحاكم الى غير شريعة الله من القوانين الوضعية والنظم البشرية. وعادات الاسلاف والاجداد. واحكام الكهنة والسحرة والمنجمين التي قد وقع فيها الكثير من الناس اليوم. وارتضاها بدلا من شريعة الله التي بعث بها رسوله ومحمدا صلى الله عليه وسلم ولا ريب ان ذلك من اعظم النفاق. ومن اكبر شعائر الكفر والظلم والفسوق. واحكام الجاهلية التي ابطلها القرآن وحذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى المتر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول. رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا وقال تعالى وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم. وان كثيرا من الناس لفاسقون افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وقال عز وجل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون وهذا تحذير شديد من الله سبحانه لجميع العباد. من الاعراض عن كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتحاكم الى غيرهما وحكم صريح من الرب عز وجل على من حكم بغير شريعته بانه كافر وظالم وفاسق. ومتخلق باخلاق المنافقين واهل الجاهلية والمراد بذلك انه كافر كفرا اكبر. وظلم اكبر وفسق اكبر ان استحل ذلك وان فعله لاهداف اخرى فهو كفر اصغر وظلم اصغر وفسق اصغر عند جمهور اهل العلم روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من السلف رضي الله عنهم والله ولي التوفيق فاحذروا ايها المسلمون ما حذركم الله منه وحكموا شريعته في كل شيء واحذروا ما خالفها وتواصوا بذلك فيما بينكم وعادوا وابغضوا من اعرض عن شريعة الله وتنقصها او استهزأ بها. وسهل في التحاكم الى غيرها لتفوزوا بكرامة الله وتسلموا من عقاب الله وتؤدوا بذلك ما اوجب الله عليكم من موالاة اوليائه الحاكمين بشريعته. الراضين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعاداة اعدائه الراغبين عن شريعته المعرضين عن كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والله المسئول ان يهدينا واياكم صراطه المستقيم. وان يعيذنا واياكم من مشابهة الكفار والمنافقين وان ينصر دينه ويخذل اعداءه. انه على كل شيء قدير وصلى الله على عبده ورسوله محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين نصيحة موجهة الى كافة المسلمين من عبد العزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين سلك الله بي وبهم سبيل عباده المؤمنين. واعاذني واياهم من طريق المغضوب عليهم والضالين. امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد فالموجب لهذا هو النصيحة والتذكير عملا بقول الله تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وقوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وقوله سبحانه بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم ففي هذه الايات المحكمات والحديث الشريف صريح الدلالة على مشروعية التذكير والتناصح والتواصي بالحق والدعوة اليه. وذلك لما يترتب عليه من نفع المؤمنين وتعليم الجاهل وارشاد الضال وتنبيه الغافل وتذكير الناس وتحريض العالم على العمل بما يعلم وغير ذلك من المصالح الكثيرة والله سبحانه وتعالى انما خلق الخلق ليعبدوه ويطيعوه. وارسل الرسل مذكرين بذلك ومبشرين ومنذرين كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال تعالى واطيعوا الله واطيعوا الرسول. فان توليتم فانما على رسولنا البلاغ المبين وقال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما وقال تعالى فذكر انما انت مذكر فالواجب على كل من لديه علم ان يذكر بذلك وان يناصح في الله ويدعو اليه حسب الطاقة اداء لواجب التبليغ والدعوة. وتأسيا بالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام وحذرا من اثم الكتمان الذي قد اوعد الله عليه في محكم القرآن كما قال تعالى ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من دل على خير فله مثل اجر فاعله وقال عليه الصلاة والسلام من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا رواه مسلم في صحيحه اذا عرف ما تقدم فالذي اوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه في السر والعلانية والشدة والرخاء فانها وصية الله ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة والتقوى كلمة جامعة تجمع الخير كله وحقيقتها اداء ما اوجب الله واجتناب ما حرمه الله على وجه الاخلاص له. والمحبة والرغبة في ثوابه والحذر من عقابه وقد امر الله عباده بالتقوى ووعدهم عليها بتيسير الامور وتفريج الكروب وتسهيل الرزق وغفران السيئات والفوز بالجنات قال تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال تعالى ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم وقال تعالى ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا والايات في هذا المعنى كثيرة فيا معشر المسلمين راقبوا الله سبحانه وبادروا الى التقوى في جميع الحالات. وحاسبوا انفسكم عند اقوالكم واعمالكم ومعاملاتكم فما كان من ذلك سائغا في الشرع فلا بأس من تعاطيه وما كان منها محظورا في الشرع فاحذروه. وان ترتب عليه طمع كثير فانما عند الله خير وابقى ومن ترك شيئا اتقاء الله عوضه الله خيرا منه ومتى راقب العباد ربهم واتقوه سبحانه بفعل ما امر وترك ما نهى اعطاهم الله سبحانه ما رتب على التقوى من العزة والفلاح والرزق الواسع والخروج من المضايق والسعادة والنجاة في الدنيا والاخرة ولا يخفى على كل ذي لب وادنى بصيرة ما قد اصاب اكثر المسلمين من قسوة القلوب والزهد في الاخرة والاعراض عن اسباب النجاة والاقبال على الدنيا واسباب تحصيلها بكل حرص وجشع من دون تمييز بينما يحل ويحرم. وانهماك الاكثرين في الشهوات وانواع اللهو والغفلة وما ذلك الا بسبب اعراض القلوب عن الاخرة وغفلتها عن ذكر الله ومحبته وعن التفكر في آلائه ونعمه واياته الظاهرة والباطنة وعدم الاستعداد للقاء الله وتذكر الوقوف بين يديه والانصراف من ذلك الموقف العظيم اما الى الجنة واما الى النار فيا معشر المسلمين تداركوا انفسكم وتوبوا الى ربكم وتفقهوا في دينكم وبادروا الى اداء ما اوجب الله عليكم. واجتنبوا ما حرم عليكم لتفوزوا بالعز والامن والهداية والسعادة في الدنيا والاخرة واياكم والانكباب على الدنيا وايثارها على الاخرة فان ذلك من صفة اعداء الله واعدائكم من الكفرة والمنافقين. ومن اعظم اسباب العذاب في الدنيا والاخرة كما قال تعالى في صفة اعدائه ان هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا وقال تعالى فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون وانتم لم تخلقوا للدنيا وانما خلقتم للاخرة وامرتم بالتزود لها وخلقت الدنيا لكم. لتستعينوا بها على عبادة الله الذي خلقكم سبحانه استعداد للقائه فتستحقوا بذلك فضله وكرامته. وجواره في جنات النعيم فقبيح بالعاقل ان يعرض عن عبادة خالقه ومربيه. وعن ما اعده له من الكرامة ويشتغل عن ذلك بايثار شهواته البهيمية والجشع على تحصيل عرض الدنيا الزائل. الذي قد ضمن الله له ما هو خير منه. واحسن عاقبة في الدنيا والاخرة وليحذر كل مسلم ان يغتر بالاكثرين ويقول ان الناس قد ساروا الى كذا واعتادوا كذا. فانا معهم فان هذه مصيبة عظمى قد هلك بها اكثر الماضيين ولكن ايها العاقل عليك بالنظر لنفسك ومحاسبتها والتمسك بالحق وان تركه الناس والحذر مما نهى الله عنه وان فعله الناس فالحق احق بالاتباع كما قال تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وقال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وقال بعض السلف رحمهم الله لا تزهد في الحق لقلة السالكين ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين هذا ويسرني ان اختم نصيحتي هذه بخمسة امور هي جماع الخير كله الاول الاخلاص لله في جميع القربات القولية والعملية. والحذر من الشرك كله دقيقه وجليله. وهذا هو الواجبات واهم الامور وهو معنى شهادة ان لا اله الا الله ولا صحة لاعمال العباد واقوالهم الا بعد صحة هذا الاصل وسلامته كما قال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين الامر الثاني التفقه في القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. والتمسك بهما وسؤال اهل العلم عن كل ما اشكل عليه في امر دينكم وهذا واجب على كل مسلم ليس له تركه والاعراض عنه والسير وراء رأيه وهواه بدون علم وبصيرة وهذا هو معنى شهادة ان محمدا رسول الله فان هذه الشهادة توجب على العبد الايمان بان محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقا والتمسك بما جاء به وتصديقه فيما اخبر به والا يعبد الله سبحانه الا بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم وقال سبحانه وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته وقال ايضا عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد خرجه مسلم في صحيحه وكل من اعرض عن القرآن والسنة فهو متابع لهواه عاص لمولاه مستحق للمقت والعقوبة كما قال تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله وقال تعالى في وصف الكفار ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى واتباع الهوى والعياذ بالله يطمس نور القلب ويصد عن الحق كما قال تعالى يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب فاحذروا رحمكم الله اتباع الهوى والاعراض عن الهدى وعليكم بالتمسك بالحق والدعوة اليه. والحذر ممن خالفه لتفوزوا بخيري الدنيا والاخرة الامر الثالث اقام الصلوات الخمس والمحافظة عليها في الجماعة فانها اهم الواجبات واعظمها بعد الشهادتين وهي عمود الدين والركن الثاني من اركان الاسلام وهي اول شيء يحاسب عليه العبد من عمله يوم القيامة فمن حفظها فقد حفظ دينه ومن تركها فارق الاسلام فما اعظم حسرته واسوأ عاقبته يوم الوقوف بين يدي الله فعليكم رحمكم الله بالمحافظة عليها والتواصي بذلك والانكار على من تخلف عنها وهجرها. لان ذلك من التعاون على البر والتقوى وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر خرجه الامام احمد واهل السنن بسند صحيح وقال النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة اخرجه الامام مسلم في صحيحه وقال صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان خرجه مسلم في الصحيح الامر الرابع العناية بالزكاة والحرص على ادائها كما اوجب الله لكونها الركن الثالث من اركان الاسلام فيجب على كل فرد من المسلمين المكلفين احصاء ما لديه من المال الزكوي وضبطه واخراج زكاته كلما حال عليه الحول اذا بلغ نصاب الزكاة ويكون طيب النفس بذلك منشرح الصدر اداء لما اوجبه الله وشكرا لنعمته واحسانا الى عباد الله ومتى فعل المسلم ذلك ضاعف الله له الاجر واخلف عليه ما انفق وبارك له في الباقي وزكاه وطهره كما قال الله سبحانه خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ومتى بخل بالزكاة وتهاون بامرها غضب الله عليه ونزع بركة ماله وسلط عليه اسباب التلف والانفاق في غير الحق وعذبه به يوم القيامة كما قال تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز. يعذب به صاحبه يوم القيامة اعاذنا الله واياكم من ذلك اما غير المكلف من المسلمين كالصغير والمجنون فالواجب على وليه العناية باخراج زكاة ما له. كلما حال عليه الحول لعموم الادلة من الكتاب والسنة الدالة على وجوب الزكاة في مال المسلم. مكلفا كان او غير مكلف الامر الخامس يجب على كل مكلف من المسلمين ذكرا كان او انثى ان يطيع الله ورسوله في كل ما امر الله به ورسوله كصيام رمضان وحج البيت مع الاستطاعة وسائر ما امر الله به ورسوله وان يعظم حرمات الله ويتفكر فيما خلقه الله لاجله وامر به يحاسب نفسه في ذلك دائما فان كان قد قام بما اوجب الله عليه فرح بذلك وحمد الله عليه وسأله الثبات واخذ حذره من الكبر والعجب وتزكية النفس وان كان قد قصر فيما اوجب الله عليه او ارتكب بعض ما حرم الله عليه بادر الى التوبة الصادقة والندم والاستقامة على امر الله والاكثار من الذكر والاستغفار والضراعة الى الله سبحانه. وسؤاله التوبة من سالف الذنوب والتوفيق لصالح والعمل ومتى وفق العبد لهذا الامر العظيم؟ فذلك عنوان سعادته ونجاته في الدنيا والاخرة ومتى غفل عن نفسه وسار وراء هواه وشهواته. واعرض عن الاستعداد لاخرته فذلك عنوان هلاكه ودليل خسرانه فلينظر كل منكم لنفسه وليحاسبها ويفتش عن عيوبها فسوف يجد ما يحزنه ويشغله بنفسه عن غيره ويوجب له الذل لله والانكسار بين يديه. وسؤاله العفو والمغفرة وهذه المحاسبة وهذا الذل والانكسار بين يدي الله هو سبب السعادة والفلاح والعز في الدنيا والاخرة وليعلم كل مسلم ان كل ما حصل له من صحة ونعمة وجاه رفيع وخصب ورخاء فهو من فضل الله واحسانه وكلما اصابه من مرض او مصيبة او فقر او جدب او تسليط عدو او غير ذلك من المصائب فهو بسبب الذنوب والمعاصي فجميع ما في الدنيا والاخرة من العذاب والالام واسبابهما فسببه معصية الله ومخالفة امره والتهاون في حقه كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وقال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فاتقوا الله عباد الله وعظموا امره ونهيه وبادروا بالتوبة اليه من جميع ذنوبكم. واعتمدوا عليه وحده وتوكلوا عليه فانه خالق الخلق ورازقهم ونواصيهم بيده سبحانه لا يملك احد منهم لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا وقدموا رحمكم الله حق ربكم وحق رسوله على حق غيره وطاعة غيره كائنا من كان وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر واحسنوا الظن بالله واكثروا من ذكره واستغفاره وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وخذوا على ايدي سفهائكم والزموهم بما امرهم الله به. وامنعوهم عما نهى الله عنه واحبوا في الله وابغضوا في الله. ووالوا اولياء الله وعادوا اعداء الله واصبروا وصابروا حتى تلقوا ربكم فتفوزوا بغاية السعادة والكرامة والعزة والمنازل العالية في جنة جنات النعيم والله المسئول ان يوفقنا واياكم لما يرضيه. وان يصلح قلوب الجميع. ويعمرها بخشيته ومحبته تقواه والنصح له ولعباده وان يعيذنا واياكم من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يوفق ولاة امرنا وسائر ولاة امور المسلمين لما يرضيه وان ينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل وان يعيذ الجميع من مضلات الفتن انه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين نصيحة عامة للمسلمين من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من اخواننا المسلمين سلك الله بي وبهم سبيل عباده المؤمنين ووفقني واياهم للتمسك بالحق والفقه في الدين واعاذني واياهم من طريق المغضوب عليهم والضالين. امين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد فالموجب لهذا هو النصيحة والتذكير عملا بقوله سبحانه وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وقوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم وقوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. وشبك بين اصابعه وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر اذا عرف ذلك فلا يخفى عليكم ما قد اصاب المسلمين من الغفلة والاعراض عما خلقوا له واقبال اكثرهم على عمارة الدنيا والتمتع بشهواتها واشغال الاوقات بوسائل الحياة فيها ونسيان الاخرة والاستعداد لها حتى افضى بهم ذلك الى ما قد وقع من التفرق والاختلاف والشحناء والتباغض والموالاة والمعاداة لاجل الدنيا وحظوظها العاجلة وعدم رفع الرأس بامر الاخرة والتزود لها فنتج عن ذلك انواع من الشرور منها مرض القلوب وموت الكثير منها لان حياة القلوب وصحتها بذكر الله والاستعداد للقائه. والاستقامة على امره وخشيته ومحبته والخوف منه والرغبة فيما عنده كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه. وانه اليه تحشرون وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم وقال تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. كمن مثله في الظلمات ليس ارج منها فحياة القلوب وصحتها ونورها واشراقها وقوتها وثباتها على حسب ايمانها بالله ومحبتها له وشوقها الى لقائه وطاعتها له ولرسوله وموتها ومرضها وظلمتها وحيرتها على حسب جهلها بالله وبحقه وبعدها عن طاعته وطاعة رسوله واعراضها عن ذكره وتلاوة كتابه وبسبب ذلك يستولي الشيطان على القلوب. فيعدها ويمنيها ويبذر فيها البذور الضارة التي تقضي على حياتها ونورها وتبعدها من كل خير وتسوقها الى كل شر كما قال الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون وقال تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد وقال تعالى الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء وقال تعالى وما يعدهم الشيطان الا غرورا فالواجب علينا جميعا هو التوبة الى الله سبحانه والانابة اليه وعمارة القلوب بمحبته وخشيته وخوفه ورجائه والشوق اليه. والاقبال على طاعته وطاعة رسوله والحب في ذلك والبغض فيه وموالاة المؤمنين ومحبتهم ومساعدتهم على الحق وبغض الكافرين والمنافقين ومعاداتهم والحذر من خداعهم ومكرهم والركون اليهم ومد النظر الى ما متعوا به من زهرة الدنيا الزائلة عن قريب قال الله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله. وان كنت لمن الساخرين او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين او تقول حين ترى العذاب لو ان لي كرة فاكون من المحسنين وقال تعالى ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون وقال تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. وكانوا لنا خاشعين وقال تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وجاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من احب في الله وابغض في الله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان ومتى اناب العباد الى ربهم وتابوا اليه من سالف ذنوبهم واستقاموا على طاعته وطاعة رسوله جمع الله قلوبهم وشملهم على الهدى ونصرهم على الاعداء واعطاهم ما يحبون وصرف عنهم ما يكرهون وجعل لهم العزة والكرامة في الدنيا والاخرة كما قال تعالى ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا وقال تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وقال تعالى ولينصرن الله من ينصره. ان الله لقوي عزيز الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الامور والايات والاحاديث في هذا المعنى كثيرة واني انصحكم واوصيكم ونفسي بامور الامر الاول النظر والتفكر في الامر الذي خلقنا لاجله قال الله تعالى قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد وقال تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار وقال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي مهملا لا يؤمر ولا ينهى ولا شك ان كل مسلم يعلم انه لم يخلق عبثا. بل خلق لعبادة الله وحده وطاعته وطاعة رسوله الله عليه وسلم قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وقد امر الله سبحانه جميع الثقلين بما خلقهم لاجله وارسل الرسل وانزل الكتب لبيان ذلك والدعوة اليه ثم قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال سبحانه واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال تعالى هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا ان ما هو اله واحد. وليذكر اولوا الالباب فالواجب على من نصح نفسه ان يهتم بالامر الذي خلق لاجله اعظم اهتمام. وان يقدمه على كل شيء وان يحذر من ايثار الدنيا على الاخرة وتقديم الهوى على الهدى وطاعة النفس والشيطان على طاعة الملك الرحمن وقد حذر الله عباده من ذلك اشد التحذير فقال تعالى فاما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى الامر الثاني من الامور التي اوصيكم ونفسي بها هو الاقبال على تلاوة القرآن العظيم. والاكثار منها ليلا ونهارا. مع التدبر والتفكر والتعقل لمعانيه العظيمة المطهرة للقلوب المحذرة من متابعة الهوى والشيطان فان الله سبحانه انزل القرآن هداية وموعظة. وبشيرا ونذيرا ومعلما ومرشدا. ورحمة لجميع العباد فمن تمسك به واهتدى بهداه فهو السعيد الناجي. ومن اعرض عنه فهو الشقي الهالك قال الله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وقال تعالى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ وقال تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وقال تعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اني تارك فيكم ثقلين. اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به ثم قال واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. اذكركم الله في اهل بيتي فحث على كتاب الله ورغب فيه وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع اني تارك فيكم ما لن تضلوا ان اعتصمتم به كتاب الله وسنتي وقال صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه وقال صلى الله عليه وسلم لاصحابه ايكم يحب ان يغدو الى بطحان او العقيق فيأتي بناقتين كوماوين في غير اثم او قطع رحم فقالوا كلنا يا رسول الله نحب ذلك قال افلا يغدو احدكم الى المسجد فيعلم او يقرأ ايتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث واربع خير له من اربع ومن اعدادهن من الابل وكل هذه الاحاديث احاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم والايات والاحاديث في فضل القرآن والترغيب في تلاوته وتعلمه وتعليمه. كثيرة معلومة والمقصود من التلاوة هو التدبر والتعقل للمعاني. ثم العمل بمقتضى ذلك كما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب فبادروا رحمكم الله الى تلاوة كتاب ربكم وتدبر معانيه وعمارة الاوقات والمجالس بذلك والقرآن الكريم هو حبل الله المتين. وصراطه المستقيم الذي من تمسك به وصل الى الله والى دار كرامته ومن اعرض عنه شقي في الدنيا والاخرة واحذروا رحمكم الله ما يصدكم عن كتاب الله ويشغلكم عن ذكره. من الصحف والمجلات وما اشبهها من الكتب التي ضررها اكثر من نفعها واذا دعته الحاجة الى مطالعة شيء من ذلك فليجعل لذلك وقتا مخصوصا وليقتصر على قدر الحاجة وليجعل لتلاوة كتاب الله وسماعه ممن يتلوه وقتا مخصوصا يستمع فيه كلام ربه. ويداوي بذلك امراض قلبه ويستعين به على طاعة خالقه ومربيه المالك للضر والنفع والعطاء والمنع لا اله غيره ولا رب سواه ومما ينبغي الحذر منه حضور مجالس اللهو والغناء وسماع الاذاعات الضارة ومجالس القيل والقال والخوض في اعراض الناس واشد من ذلك واضر حضور مجالس السينما واشباهها ومشاهدة الافلام الخليعة الممرضة للقلوب الصادة عن ذكر الله وتلاوة كتابه. الباعثة على اعتناق الاخلاق الرذيلة وهجر الاخلاق الحميدة انها والله من اشد الات اللهو ضررا. واعظمها قبحا واخبثها عاقبة فاحذروها رحمكم الله واحذروا مجالسة اهلها والرضا بعملهم القبيح ومن دعا الناس اليها فعليه اثمها ومثل اثام من ضل بها وهكذا كل من دعا الى باطل او زهد في حق يكون عليه اثم ذلك ومثل اثام من تبعه على ذلك وقد صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء في الهامش يشير سماحته رحمه الله الى الحديث الذي اخرجه الامام مسلم في صحيحه برقم اربعة وسبعين وستمائة والفين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل لاجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا ومن دعا الى ضلالة كان له من الاثم مثل اثام من تبعه. لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا نسأل الله ان يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم. انه سميع قريب الامر الثالث من الامور هو تعظيم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. والرغبة في سماعها والحرص على حضور في مجالس الذكر التي يتلى فيها كتاب الله واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم فان السنة هي شقيقة القرآن. وهي المفسرة لمعانيه والموضحة لاحكامه الدالة على تفاصيل ما شرعه الله لعباده فيجب على كل مسلم ان يعظم احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وان يحرص على حفظ وفهم ما تيسر منها وينبغي له ان يكثر من مجالسة اهلها فانهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم وقد قال الله تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله وقال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل يا رسول الله وما رياض الجنة قال حلق الذكر قال اهل العلم حلق الذكر هي المجالس التي يتلى فيها كتاب الله واحاديث رسوله عليه الصلاة والسلام ويبين فيها ما احل الله لعباده وما حرمه عليهم. وما يتصل بذلك من تفاصيل احكام الشريعة. وبيان ومتعلقاتها فاغتنموا رحمكم الله حضور مجالس الذكر وعظموا القرآن والاحاديث واعملوا بما تستفيدون منها. واسألوا عما اشكل عليكم لتعرفوا الحق بدليله تعملوا به وتعرف الباطل بدليله فتحذروه. وتكونوا بذلك من الفقهاء في الدين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة. وذكرهم الله فيمن عنده ومن ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه والله المسئول ان يوفقنا واياكم لما يرضيه وان يمن على الجميع بالفقه في الدين والقيام بحق رب العالمين وان ينصر دينه ويعلي كلمته وان يعيذنا واياكم من مضلات الفتن ومكائد الشيطان انه سميع الدعاء قريب الاجابة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين نصيحة مهمة الى عامة الامة من عبد العزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من اخواننا المسلمين سلك الله بي وبهم سبيل الاستقامة واعاذنا واياهم من اسباب الخزي والندامة. امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد فالموجب لهذا هو النصيحة والتذكير عملا بقوله سبحانه وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم اذا علم هذا فالذي اوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه فانها جماع الخير واساس السعادة والزاد النافع في الدنيا والاخرة قال الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى. واتقوا نياء اولي الالباب وقال تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم. اولئك هم الفاسقون وقال تعالى ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ففي هذه الايات الكريمات الامر بالتقوى. والتحريض على التخلق بها وبيان ما وعد الله به اهلها من تيسير امور وتفريج الكروب وغفران السيئات والفوز بنعيم الجنات فحقيق بالعبد الناصح لنفسه ان يلزم التقوى ويدعو اليها ويحذر الناس من تركها وحقيقة التقوى اداء ما اوجبه الله على العبد من الطاعة واجتناب ما حرم عليه من المعصية واصلها واساسها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وليس المراد مجرد لفظ الشهادة وانما المراد معناها علما وعملا فيخلص العبد عباداته لله وحده مؤمنا بان الله ربه ومعبوده الحق. لا اله غيره ولا رب سواه ويتبرأ من عبادة غير الله ويكفر بها ويعتقد بطلانها ويؤمن بان محمد بن عبدالله بن عبد المطلب الهاشمي صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله حقا ارسله الله الى جميع الثقلين فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ويؤمن بانه عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع. ويقدم محبة الله ورسوله على ما سواهما. ويحب المرء المسلم ما لا يحبه الا لله ويكره الشرك كما يكره ان يقذف في النار وبذلك يجد حلاوة الايمان كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار وقال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين وهذا يوجب على المسلم ان يتمسك بشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم. ويقدم طاعته على هوى نفسه وعلى طاعة في كل احد ومتى اثر هوى نفسه على طاعة الله ورسوله كان ذلك ضعفا في ايمانه ونقصا في شهادته ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وفي قول الرب سبحانه يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم تذكير بالاخرة وتحريض على الاستعداد لها وتحذير من اهوالها وشدائدها وفي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد الامر بلزوم التقوى والمحاسبة للنفس على ما قدمت لاخرتها فان كان خيرا فالواجب حمد الله عليه وسؤاله الثبات والاستقامة وان كان شرا فالواجب التوبة منه والندم على التفريط واستقبال باقي العمر بعمل صالح قال الله تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى وفي قوله تعالى ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون التحذير من نسيان امر الله ونهيه والاعراض عما جاء به الرسول من الهدى والدلالة على ان من اعرض عن امر الله ونسي حقه انساه الله مصالح نفسه وهي اسباب نجاتها وخلاصها من بالله حتى تكون امواله وجاهه وطول حياته من اعظم الاسباب في شدة عذابه وخسرانه فنسأل الله العافية والسلامة من كل ما يسخطه ومن اعظم التقوى التفقه في الدين وتدبر القرآن الكريم والامتثال لاوامره والانتهاء عن نواهيه الوقوف عند حدوده والسؤال عن كل ما اشكل من ذلك قال الله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وقال تعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء وقال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب وقال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فتدبروا رحمكم الله كتاب ربكم واكثروا من تلاوته وسماعه واعمروا به المجالس وعالجوا به امراض القلوب ليحصل لكم الشفاء من جميع انواع البلاء ومن اهم التقوى اقامة الصلوات الخمس بل ذلك هو عمود الدين وميزان الاعمال. والفارق بين المسلم والكافر وقد جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة وقال صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ومن اهم واجباتها في حق الرجال اداؤها في الجماعة في المساجد بل ذلك من اعظم شعائر الاسلام الظاهرة التي لا يجوز الاخلال بها وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام ثم امر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة. فاحرق عليهم بيوتهم بالنار وصح عنه صلى الله عليه وسلم ايضا ان رجلا اعمى قال له يا رسول الله انه ليس لي قائد يقودني الى المسجد فهل لي من رخصة ان اصلي في بيتي فقال صلى الله عليه وسلم هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فاجب وفي رواية لا اجد لك رخصة وقال صلى الله عليه وسلم من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له الا من عذر وقال ابن مسعود لقد رأيتنا وما يتخلف عنها الا منافق قد علم نفاقه او مريض فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على الصلوات في المساجد. واحذروا ما يصدكم عن ذلك ويلهيكم عن ذكر الله. من اليس اللهو والقيل والقال وسماع الاغاني واشباه ذلك مما يصد عن الحق وكثير من الناس يظن ان المقصود من الامر بالصلاة في المساجد اداء الصلاة في جماعة فقط فاذا وجد عنده في بيته رجل او اكثر قال نحن جماعة فلا بأس ان نصلي في البيت وهذا خطأ وقول على الله بلا علم والله اوجب الصلاة في المساجد لحكم كثيرة منها اجتماع المسلمين في بيت الله على هذه العبادة العظيمة خاضعين دليلين بين يدي الله سبحانه يرجون رحمته ويخافون عقابه ومنها التعارف والتعاون على البر والتقوى فاذا رأى المسلم اخوانه يؤدون الصلاة في المسجد اقتدى بهم في ذلك الامير والشريف والغني والفقير وغيرهم في هذا سواء فيحصل لهم بذلك الاجتماع على الحق والتعارف ومشاهدة الغني لحال الفقير والامير لرعيته ومنها ان ذلك مخالفة لاهل النفاق وارغاما للشيطان لان الشيطان يكره ظهور شرائع الاسلام والمنافق يتثاقل عن الصلاة في المساجد. ولا يأتيها الا دبارا فالمحافظ على الصلوات في المساجد قد اطاع ربه واطاع رسوله وخالف هواه وارغم شيطانه. وسلم من مشابهة اهل النفاق. والمتخلف عنها بضد ذلك نسأل الله السلامة من طاعة النفس والهوى ونوائب الشيطان ومن اهم التقوى اداء الزكاة التي اوجبها الله على المسلمين في اموالهم شكرا له سبحانه على انعامه ومواساة لاخوانهم المحاويج وهو سبحانه اعطى الكثير ولم يطلب الا القليل ثم هذا المطلوب منفعته لصاحبه. فالله يأجره عليه ويخلفه عليه. وهو سبحانه غني عن طاعة العباد قال تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وقد قال الله تعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين وقال صلى الله عليه وسلم ما نقص مال عبد من صدقة فانت ايها المسلم الخائف من ربه المصدق بخبره اياك ان تظن ان الزكاة تنقص مالك بل هي تزيده وتنميه وتكون سببا للبركة وربح التجارة ومع ذلك تؤجر عليها اجرا جزيلا فبادر الى اداء ما اوجب الله عليك واحسن ظنك بربك وابشر بالخلف والاجر الجزيل ولا ريب ان منع الزكاة من اعظم الاسباب لحلول العقوبات ومرض القلوب ونزع البركات وحبس الغيث من السماء وقد توعد الله من بخل بالزكاة بالعذاب الاليم. كما قال تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله. فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة. وقد جاءت الاحاديث الكثيرة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على ان اهل الاموال الذين لا يؤدون زكاتها يعذبون بها يوم القيامة في في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فاحذروا رحمكم الله البخل بما اوجب الله عليكم. وسارعوا الى اخراج الزكاة من اموالكم كلما حال حولها سواء كانت ذهبا او فضة او عروض تجارة. وهي السلع المعدة للبيع سواء كانت اراضي او بيوتا او دكاكين او نخيلا او اقمشة او سيارات او اخشاب او حبوبا او غير ذلك فقد جاء الحديث عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال امرنا رسول الله ان نخرج الصدقة من الذي نعده للبيع وصفة اخراج زكاة العروض ان تقوم عند تمام الحول ثم يخرج ربع عشر قيمتها. قلت او كثرت اذا بلغت النصاب ومن اموال الزكاة الابل والبقر والغنم ومن اموال الزكاة ايضا التمر والعنب والحنطة والشعير فالواجب على المسلم ان يهتم بامر الزكاة ويسأل عن كل ما اشكل عليه حتى يؤدي ما اوجب الله عليه على بصيرة ويسلم من اثم التفريط والبخل الذميم الوخيم ومما قد يخفى ويحصل فيه التفريط ان بعض الناس قد يكون عنده عنب كثير يبلغ النصاب فلا يزكيه جهلا منه وتفريطا وبعض الناس يكون عنده زرع مبكر فلا يزكيه والزكاة فيه واجبة اذا بلغ نصابا بنفسه او بضمه الى الزرع الذي قد زرع معه في سنته والمقصود نصيحتكم وتنبيهكم على ما يجب محبة لكم وخوفا عليكم وبراءة للذمة وحذرا من اثم السكوت والله المسئول ان يوفقنا واياكم لما يرضيه. وان يمن علينا جميعا بصلاح القلوب والاعمال. والفقه في الدين وان ينصر دينه ويعلي كلمته وان يوفق حكومتنا لما فيه الخير والصلاح للعباد في المعاش والمعاد. انه على كل شيء قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين نصيحة عامة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من اخواننا المسلمين سلك الله بي وبهم سبيل اهل الايمان واعاذني واياهم من مضلات الفتن ونزغات الشيطان. امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد فالموجب لهذا هو النصيحة والتذكير عملا بقوله تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وقوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله وقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم اذا علمتم هذا فالذي اوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه وخشيته في السر والعلانية والتقوى هي وصية الله ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته اوصيكم بتقوى الله وقد امر الله عباده بالتقوى ووعدهم عليها مغفرة الذنوب وتفريج الكروب. وتيسير الامور والرزق الطيب من لا يحتسبون قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون وقال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم وقال تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا والايات في الامر بالتقوى والحث عليها وبيان ما اعد الله للمتقين من الخير العظيم في الدنيا والاخرة. كثيرة معلومة والتقوى كلمة جامعة للخير كله وحقيقتها فعل ما اوجب الله على عباده من الطاعات واجتناب ما حرم عليهم من المعاصي والتواصي بذلك والتعاون عليه فمن فعل ما اوجب الله عليه من الطاعة واجتنب ما حرم عليه من المعصية ابتغاء مرضات الله وحذرا من عقابه فقد اتقى الله حق تقواه وافلح كل الفلاح فالواجب علينا وعليكم يا اخواني تقوى الله سبحانه بفعل اوامره واجتناب نواهيه والتواصي بذلك والامر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب الطاقة وقد رأيتم وسمعتم ما حصل بسبب الاخلال بالتقوى من قسوة القلوب وكثرة الغفلة عما اوجب الله على عباده وغلاء الاسعار وجلب كثير من البلاد وتأخر نزول الغيث عنها وليس لذلك دواء الا الرجوع الى الله. ولزوم تقواه والتوبة اليه من سالف الذنوب. والتواصي بذلك فمتى رجع العباد الى الله سبحانه وانابوا اليه واتقوه بفعل امره وترك نهيه وتابوا اليه من ذنوبهم واستغاثوا وتضرعوا اليه بقلوب خاشعة والسنة صادقة وخوف ورجاء. اعطاهم ما يحبون. وصرف عنهم ما طهون واصلح قلوبهم واعمالهم كما وعدهم الله بذلك في الايات المذكورة والاحاديث المعلومة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل في التقوى امور اعظمها واكبرها اخلاص العبادات القولية والفعلية لله فلا يعبد العبد الا ربه ولا يتوكل الا عليه. ولا يستغيث الا به ولا يخاف الا منه. ولا يرجو الا اياه لان نواصي العباد وازمة الامور كلها بيده سبحانه. لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع كما قال تعالى فاعبده وتوكل عليه وقال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ومتى صرف العبد شيئا من العبادة لغير الله فقد اشرك بالله والشرك يحبط العمل ويوجب الخلود في النار قال الله تعالى ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. وقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار وما للظالمين من انصار ومن اعظم التقوى المحافظة على الصلوات الخمس واداء الرجال لها في الجماعة واقامتها في المساجد كما شرع الله ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. وقوموا لله قانتين. وقال تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وقد وعد الله المحافظين عليها بالفردوس الاعلى والكرامة في الجنات كما قال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. الى قوله والذين هم على صلواتهم يحافظون اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون وقال تعالى والذين هم على صلاتهم يحافظون اولئك في جنات مكرمون وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة وقال صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد كفر وقد علم في الدين ان الصلاة لا يحافظ عليها الا مؤمن. ولا يتخلف عنها الا منافق وقد ذم الله اهل النفاق وتوعدهم بالدرك الاسفل من النار قال الله تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى وقال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ووعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت الذين يتخلفون عن الصلاة في المساجد. في المسند عنه صلى الله عليه عليه وسلم انه قال لولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقتها عليهم وفي صحيح مسلم ان رجلا اعمى اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انه ليس لي قائد يقودني الى المسجد. فهل لي من رخصة ان اصلي في بيتي فقال صلى الله عليه وسلم هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم. قال فاجب وفي لفظ لا اجد لك رخصة وقال صلى الله عليه وسلم من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له الا من عذر فاتقوا الله عباد الله وعظموا الصلاة واحكموها. وحافظوا عليها في المساجد وتواصوا بذلك وانكروا على من تخلف عنها لتسلموا جميعا من غضب الله وعقابه. وتفوزوا برحمته وكرامته في الدنيا والاخرة اه ومن اعظم التقوى ايضا اداء الزكاة التي افترضها الله على عباده الاغنياء في اموالهم. وجعلها طهرة لهم انا ومواساة لاخوانهم الفقراء وتوعد من بخل بها بالعذاب الاليم. قال الله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وقال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون وقال تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله. فبشرهم بعذاب اليم وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من لم يؤدي زكاة ما له عذب به يوم القيامة فاتقوا الله عباد الله وادوا زكاة اموالكم طيبة بها نفوسكم. رجاء ثواب الله وحذرا من عقابه وشكرا له على نعمه ورحمة لاخوانكم الفقراء وابشروا بالخلف والاجر الجزيل. كما قال تعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين وقال تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد واكثروا من صلاة النافلة وصدقة التطوع لان النوافل تكمل بها الفرائض وتضاعف بها الاجور والصلاة والصدقة من اعظم الاسباب في دفع العقوبات وتكفير السيئات ومضاعفة الحسنات ومن اعظم التقوى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا قوام للدين واهله ولا صلاح لهم في معاشهم ومعادهم الا بالقيام بذلك والتواصي به. والصبر على ما من المشقة قال الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس. تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وقال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله. ان الله عزيز حكيم وفي هذه الاية الدلالة الصريحة على ان العبد لا يكون من المؤمنين على الحقيقة الموعودين بالرحمة والفوز بالجنة الا اذا اتصف بهذه الخصال المذكورة التي من اهمها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومتى ترك الناس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتساكتوا. استحقوا المقت من الله واللعنة وحلول العقوبات. كما قال تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. لبئس ما كانوا يفعلون وفي سنن ابي داوود عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اول ما دخل النقص على بني اسرائيل انه كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فانه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك ان يكون اكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا. لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم. وفي اذا بهم خالدون الى قوله فاسقون ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق اطرا. او لتقصرنه على الحق قصرا او ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الناس اذا رأوا المنكر فلم يغيروه. اوشك ان يعمهم الله بعقابه وقال صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان فاتقوا الله عباد الله وخذوا على ايدي سفهائكم وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر لتسلموا جميعا من غضب الله وحلول نقمته ومن اهم ذلك محاسبة كل عبد نفسه والزامها بتقوى الله وقيامه على من تحت يده من زوجة واهل وخادم والزامهم بما اوجب الله عليهم وزجرهم عما حرم الله عليهم عملا بقوله تعالى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة وقول النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ومن المنكرات التي يجب على العباد انكارها والحذر منها الزنا واللواط والسرقة والظلم والغيبة والنميمة واللعن والسباب. والكبر واسبال الثياب وحلق اللحى واخذ شيء من منها واطالة الشوارب وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم. واكل الربا واكل اموال اليتامى وشرب المسكرات والانشغال بالات اللهو كالسينما والرباب واستماع اصوات المغنيات والمزامير من الراديو وغيره والتهاجر والتقاطع والشحناء لاجل الدنيا وحطامها والغش وشهادة الزور واليمين الفاجرة والكذب وكثرة الحلف في المعاملات الى غير ذلك من المنكرات التي نهى الله ورسوله عنها فالواجب علينا وعليكم يا اخواني اجتناب هذه المنكرات واشباهها والحذر منها والتحذير منها والتوبة الى الله مما سلف منها. لتفوزوا بجزيل الثواب وتسلموا من غضب الرب وحلول العقاب والله المسئول ان يوفقني واياكم لما يرضيه من القول والعمل. وان يثبتنا جميعا على دينه وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يوفق الله ولاة امورنا لما يرضيه. وان يصلح بطانتهم وان ينصر بهم الدين ويقمع بهم المفسدين انه سميع الدعاء قريب الاجابة وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين الحث على التقوى والتحذير من المعاصي والذنوب من عبد العزيز بن عبد الله بن باز الى من يطلع عليه من المسلمين وفقني الله واياهم لفعل الخيرات ومن علي وعليهم بالتوبة النصوح من جميع السيئات امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد فتعلمون رحمني الله واياكم ما حصل من تأخر الغيث عن وقته في كثير من البلاد ولشدة حاجة المسلمين بل ضرورتهم الى رحمة ربهم سبحانه وفضله واحسانه وامرهم سبحانه ان يدعوه ويضرعوا اليه ويرفعوا اليه حاجاتهم. وقد وعدهم الله سبحانه بالاجابة. حيث قال عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وقال عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وقال سبحانه ادعوا ربكم تضرعا وخفية. انه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين وكان النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون اذا اشتدت بهم الامور لجأوا الى الله سبحانه واستغاثوا به فيغيثهم ويمدهم باحسانه وجوده كما قال عز وجل في قصة غزوة بدر اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين ولما اشتد الجدب في المدينة وما حولها طلب المسلمون من النبي صلى الله عليه وسلم ان يستغيث لهم فرفع صلى الله عليه وسلم يديه في خطبة الجمعة واستغاث ربه وكرر الدعاء وخرج بهم مرة اخرى الى الصحراء فصلى بهم ركعتين كصلاة العيد واستغاث ربه ودعاه ورفع يديه والح في الدعاء وحول رداءه ورفع المسلمون ايديهم تأسيا به صلى الله عليه وسلم فاغاثهم الله ورحمهم وازال شدتهم وانزل عليهم الغيث الكثير وقد قال الله سبحانه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ومن اعظم اسباب الرحمة ونزول الغيث تقوى الله عز وجل والتوبة اليه من جميع الذنوب والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى والتناصح في الله والتواصي بالحق والصبر عليه ورحمة الفقراء والمساكين ومواساتهم والاحسان اليهم كما قال الله عز وجل ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون وقال سبحانه ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا وقال عز وجل والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم فابانا سبحانه في هذه الايات الكريمات ان التقوى والاحسان الى عباد الله والاستقامة على امر الله من اسباب رحمته لعباده واحسانه اليهم وانزال الغيث عليهم وازالة المشقة عنهم فاتقوا الله عباد الله واحسنوا الى عباده. وتواصوا بالحق والصبر عليه وتعاونوا على البر والتقوى وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر. وتوبوا اليه من جميع الذنوب. يرحمكم مولاكم سبحانه ويجود عليكم بالغيث المبارك ويعطيكم ما تحبون. ويصرف عنكم ما تكرهون قال تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون وقال صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم وقال عليه الصلاة والسلام الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء والايات والاحاديث الشريفة في الحث على التقوى والاستقامة عليها ورحمة العباد والاحسان اليهم كثيرة معلومة واسأل الله ان يصلح احوال المسلمين جميعا. وان يمن عليهم بالتوبة النصوح من جميع الذنوب وان يغيثهم من فضله وان يجمع قلوبهم على التقوى والعمل الصالح وان يعيد الجميع من شرور النفس وسيئات العمل. ومن مضلات الفتن وان ينصر دينه ويعلي كلمته. وان بقول ولاة امرنا لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد وان يصلح لهم البطانة ويعينهم على كل خير انه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته التوقيع مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء عبدالعزيز بن عبدالله بن باز المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة