المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله المقالة السابعة في معجزات القرآن المشاهدة قال الله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال امن يجيب المضطر اذا دعان وقال عز وجل قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب الى غير ذلك من الايات الكثيرة الدالة على اجابته تعالى لادعية الداعين وكشفه الضر عن المضرورين. وتيسيره لكل امر عسير تيله للصعاب وتذليله للعقاب وهذا شيء محسوس ووقائعه في كل وقت في غاية الكثرة لا ينكرها الا مكابر مباهت فكم دعا الله عبد في امر بعيد التناول عسير الحصول فقبل الله دعوته واجاب طلبته. وكم لجأ اليهم مضطر فكشف ضره. فكم وقع العبد في هلكة فاستنقذه منها ومن ذلك قوله تعالى وهذا ايضا مشاهد ما بغى باغ على غيره ولا مكر به مكرا وغدرا الا عوجل بالعقوبة. وقد يؤخر عنه تأخيرا مؤقتا. ولكن ان تكون عاقبته وخيمة. وضد ذلك بضده. قال تعالى ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا اي تسلطا وقدرة شرعا وقدرا ونظير ذلك ان منبر والديه ووصل ارحامه فصله الله في عمره ورزقه ويسره لليسرى وجنبه العسرى. ومن عق والديه وقطع ارحامه قطعه الله وتعسرت اموره فان الله تعالى جعل الجزاء الدنيوي والاخروي من جنس العمل. وكما تدين تدان وقال تعالى ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اي انساهم مصالحها والسعي فيما ينفعها. وقال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا نقيض له شيطانا فهو له قرين. وقال تعالى فاذكروه اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. فان المكثر لذكر الله في قلبه ولسانه الشاكر له على نعمائه لا يزال في حياة طيبة ونعم غزيرة وزيادة منها قال تعالى وان تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. ولئن كفرتم من عذاب لشديد. ومن اعرض عن ذكري فان له اسر هذا الضنك بعذاب القبر وفسر بما هو اعم منه وهو صريح اللفظ. فان المعرض عن ذكر الله معيشته في في هذه الحياة ضنك مكدرة من وجوه كثيرة وهذا من ايات الله ومعجزات القرآن كما ان ذلك ايضا من رحمة الله يعاقب به المعرضين عنه ويلجأ به كثيرا منهم الى الاقبال عليه فان العقوبات الدنيوية فيها الامران فيها الجزاء على الجرائم. وفيها انها صوت يسوق الله به من يشاء من عباده الى الخير والرغبة فيه والتوبة. وقال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون وقال تعالى ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقوني فكم رجع الى الله بهذه الاسباب من كان معرضا وكم تاب اليه من كان عاصيا؟ وكم اجاب الله داعيا؟ وفرج كربا وازال غما وهما وكم اعان ضعيفا متوكلا وكم ازال شدة وكشف مشقة وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشأ رحمته وهو الولي الحميد واجناس هذه الامور فضلا عن انواعها فضلا عن افرادها لا يعدها العادون ولا يحصرها احد وكلها ايات وبراهين على ما اخبر به في كتابه عن نفسه وسعة رحمته وجزيل عطاياه وتنوع كرمه وحصول هذه الامور بدون الاسباب الحسية. فانه تعالى يوجد الاشياء باسباب معلومة معروفة وباسباب الهية ربانية اقوى بكثير كثير من الاسباب الحسية. ليزداد المؤمنون ايمانا وتقوم الحجة على الجاحدين ويزول الشك عن المرتابين. ومن زعم ان سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير. خاصة اسبابي الحسية فقد قال منكرا من القول وزورا. ومنشأ هذا الغلط الفاحش مأخوذ من اصول الملحدين الماديين. الذين ينكرون كل شيء من امور الغيب وغيرها الا ما ادركته حواسهم. بل ان معنى سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير مجازاته للطائعين والعاصين في الدنيا والاخرة وجريان الامور كلها على وفق حكمته وقدرته سواء ادرك العباد اسبابها او لم يدركوها او ادركوها من وجه دون وجه ومن ذلك قوله تعالى انه ليس له سلطان على الذين امنوا على ربهم ان يتوكلون. انما سلطانه على الذين يتولونه هو الذي به مشركون. وهذا من ايات الله المشاهدة. فانه ما حقق عبد الايمان على ربه الا وجده محفوظا بحفظ الله معصوما من الشيطان ولا اعرض عبد عن ذلك وتولى عدوه الشيطان الا والله الله ما تولى لنفسه وكان فريسة لعدوه وهذا امر مطرد لا ينتقض ولهذا حث الله عباده على تحقيق الايمان والالتجاء اليه في تحصيل مصالحهم ودفع مضارهم وتحقيق عبوديته. قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. وكفى بربك وكيلا وقال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فهذه الاسباب التي وضعها الله طريقا لهدايته معونته وحفظه لا تتخلف عنها مسبباتها. ومن ذلك قوله تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات اخبر تعالى خبرا في ضمنه التخويف والترغيب ان المعامل في الربا وان زاد في كسبه واستدرج استدراجا مؤقتا اخر امره المحق ونزع البركة وان المتصدق الذي يقصد بصدقته وجه الله ويراعي محلها يزيده الله نماء وبركة في رزقه كما قال صلى الله عليه وسلم لا تنقص صدقة من مال بل تزيده بل تزيده هذا ايضا مشاهد بالتجربة والتتبع والاختيار يستغنى بالنظر الى وقائعه عن كثرة الامثلة. فوقوع هذا المخبر به مع ان الاسباب الحسية المادية اذا نظر اليها وحدها توجد منافية لذلك لان السبب الذي اوقع المرابي في الربا هو طلب الزيادة. كما ان السبب الذي منع كثيرا من المنفقين خوف النقص قلة كما قال تعالى الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء آآ اي البخل والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم. فوجود ما اخبر الله به في كتابه مع منافاته لهذه الامور من اكبر المعجزات والايات وان ثم مواد الهية واسرارا ربانية تسيطر على الاسباب الحسية. قال تعالى من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له فيضاعفه له اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون