الله قالوا اخبر الله قالوا لن يدخل الجنة الا ما كان هودا ونصرا يعني كل طائفة قالت لا يدخل الجنة الا من كان منها. قال الله تعالى تكامليهم قل هاتوا برهانكم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. بلا من اسلم وجهه لله وهو فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقالت اليهود ليست النصارى على شيء. وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم يحكم بينهم يوم القيامة يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون عنون اماني اهل الكتاب يبين تعالى اغترار اليهود والنصارى بما هم فيه. حيث ادعت كل طائفة من اليهود والنصارى انهم لن يدخلوا الجنة الا من كان على ملتها. كما اخبر الله عنهم في سورة المائدة انهم قالوا نحن ابناء الله فاكذبهم الله تعالى بما اخبرهم انه معذبهم بذنوبهم ولو كانوا كما ادعوا لما كان الامر كذلك وكما تقدم من دعواهم انه لن تمسهم النار الا اياما معدودة. ثم ينتقلون الى الجنة ورد عليهم تعالى في ذلك وهكذا قال لهم في هذه الدعوة التي ادعوها بلا دليل ولا حجة ولا بينة. قال تلك انيهم؟ قال ابو العالية اماني؟ تمنوها على الله بغير حق. وكذا قال قتادة والربيع والربيع بن انس ثم قال تعالى قل اي يا محمد هاتوا برهانكم. قال ابو العالية ومجاهد والسدي والربيع ابن انس حجتكم وقال قتادة بينتكم على ذلك اي ان كنتم صادقين. حجتكم بينتكم يعني هاتوا حجة هناك. عفا الله حجة وقال قتادة بينتكم على ذلك ان كنتم صادقين اي فيما تدعونه. ثم قال تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن اي من اخلص العمل لله وحده لا شريك له. كما قال تعالى فان حاجوك فقل اسلم وجهي لله ومن اتبعن. الاية. وقال ابو العالية والربيع بلى من اسلم وجهه لله يقول من اخلص لله. وقال سعيد بن جبير بلى من اسلم اخلص. وجهه قال دينه وهو محسن اي اتبع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فان للعمل المتقبل شرطين احدهما ان يكون خالصا لله وحده. والاخر ان يكون صوابا موافقا للشريعة. فمتى كان خالصا ولم يكن صوابا لم يتقبل. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل ليس عليه امرنا فهو رد. رواه مسلم. فعمل الرهبان ومن شابههم وان فرض انهم مخلصون فيه لله فان انهم لا يتقبل منهم حتى يكون ذلك متابعا للرسول صلى الله عليه وسلم. المبعوث اليهم والى الناس كافة. وفيهم وامثالهم قال الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. وقال تعالى والذين اعمالهم كشراب بقيعة. يحسب الظمآن ماء حتى اذا جاءه جاء اذا جاءه لم يجده شيئا. وقال تعالى ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين انية. واما ان كان العمل موافقا للشريعة في سورة الظاهرة ولكن لم يخلص عامله القصد لله. فهو ايضا مردود على فاعله. وهذا حال المرائين والمنافقين كما قال تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعوهم. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى الله الا قليلا. وقال تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون لهذا قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال في هذه الاية الكريمة بلى من نسلم وجهه لله وهو محسن تن وقوله فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ضمن لهم تعالى على ذلك تحصيل الاجور وامنهم مما يخافونه من المحذور. فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا هم يحزنون على ما مضى مما يتركونه. كما قال سعيد بن جبير قال فلا خوف عليهم يعني في الاخرة ولا هم يحزنون يعني لا يحزنون للموت. عنون تنازع اليهود والنصارى فيما بينهم كفرا وعنادا. نعم ياتين الايتين الكريمتين يبين الله تعالى تمني كلا من اليهود والنصارى. وان كل كلا من الطائفتين ادعت انها اهل الجنة. فاليهود قالوا اهل الجنة هم اليهود والنصارى قالوا اهل الجنة هم النصارى. وقالت اليهود والنصارى وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هدى او نصارى. قالت اليهود لن يدخل الجنة الا من كان من اليهود وقالت النصارى لا يدخلوا الجنة الا وكان من النصارى. هذه دعوة هذه دعوة قال الله تعالى تلك امادي وهذا اماني. اماني واحلام والتمني لا تفيد شيئا لابد له من البراهين قل هاتوا برهانكم. هاتوا دليلكم. هاتوا حجتكم على هذا القول. قال قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. ان كنتم صادقين دعوة فاليهود ادعوا انه لا يدخل الجنة الا اليهود. والنصارى ادعوا انه لا يدخل الجنة الا النصارى. هذه دعوة قال الله تلك ما ليهم. ثم قال قل هاتوا برهانكم وبرهانكم هاتوا دليلكم على هذا ان كنتم صادقين. وهذي هذا التمني بينه الله تعالى في ايات اخرى. اخبره تعالى انهم تمنوا انهم قالوا ان قالوا وكذلك النصارى نحن ابناء نحن ابناء الله واحباؤه. قال نحن ابناء الله واحباؤه. قال الله تعالى قل فلم يعذبكم بذنوبكم. وقالت اليهود والنصارى نحن نحن وابناء الله واحبه قل فلم اعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكذلك من تمنيهم انهم قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة لما النبي صلى الله عليه وسلم من اهل النار؟ قالوا نحن ندخل النار ايام معدودة قالوا هي الايام التي يعبدوا فيها العجل ايام معدودة بالاصابع قالوا ثم نخرج منها وتخلو فقال النبي كذبتم والله لا يخلفكم. وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة. قال الله قل افتخذتم عند الله عهدا فليخلف الله عهده. ام تقولوا على الله اتعلمون؟ هل عندكم عهد؟ والله تعالى يقول وليس لهم عند الله عهد فتبين فظهر ان انهم وقعوا في الامر الثاني وهو انهم يقولوا على الله ما لا يعلمون. وفي هذه الاية كذلك وهي دليل على ان التمني في هذا في هذه الايات من الاحكام الدليل على ان ان الاقوال التي ليس على هذين تبني. وفي دليل على ان ان الاقوال لابد لها من بينات فاذا لم يكن لها بينات فهي باطلة مردودة. الاقوال اذا لم يكن لها بينات نصحبها ادعياء. هذه دعوة وفي دليل على ان من قال قولا او ادعى دعوة فانه يطالب بالدليل ويطالب بالبينة اذا ادعى شخص له ان له عند شخص مال او حق وادعى ان القاضي يقول هات البين هات الدليل ولا دعوة لا ولا تقول الدعوة وفي الحديث لو يعطى الناس في دعواهم لدعى ناس دماء اموال واموالهم ولكن البينة على وكذلك دعوى هؤلاء اليهود والنصارى ليس لها فجهات وبرهان قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين فدل على ان هذه الدعوة باطلة لانه ليس فعليها دليل ولم يستطيعوا ان يقيموا الدليل والحجة والبرهان فدل على بطلانها وانه ليس اهل الجنة هم اهل اليهود والنصارى ثم بين الله تعالى في الاية الثانية اهل الجنة فقال بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم محسنون هذولا هم اهل الجنة الجنة هو الذي تحقق فيه شران. الشرط الاول اسلام الوجه والشرط الثاني الاحسان فلا من اسلم وجهه لله وهو محسن. واسلام الوجه هو اخلاص العمل لله. اسلم وجهه يعني دينه وعمله. والاحسان هو ان يكون العمل موافقا للشريعة والصواب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشرط له الاخلاص وهو مقتضى شهادة ان لا اله الا الله اذا تخلف هذا الشرط حل محله الشرك. والاحسان هو ان محمدا رسول الله. واذا تخلف حل محله البدع فاذا شرط صحة العمل ان يكون العمل خالصا لله وهذا ان لا اله الا الله وان يكون موافقا للشرع وهذا مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله. واصل دين الاسلام الشهادة لله تعالى بالوحدانية وشهادة النبي صلى الله عليه وسلم برسالة. مفتاح الاسلام اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. فمن اسلم وجهه لله وهو محسن هذا فله اجره عند ربه له ثوابه والاجر الجزيل عند الله وهو دخول الجنة والتمتع بك بكرامة الله والنظر الى وجهه الكريم ولا خوف عليهم في لا يخافون من اهوال يوم القيامة ولا يخفون من عذاب القبر ولا يخافون من عذاب النار امنهم الله ولا هم يحزنون على ما خلفوا من اموال واولاد فالملائكة تخلفهم هؤلاء اموال الجنة. ليس كما يدعي هؤلاء الجنة هم الذين اخلصوا اعمالهم لله ووحدوا الله واخلصوا له العبادة. واستقاموا على دين الله ووقفوا عند حدود لله وكانت اعماله موفقة لشرع الله وصوابا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. هؤلاء هم اهل الجنة واهل الكرامة وهم الذين يؤمنون من المخاوف في المستقبل ولا يحزنون على ما خلفوا من اموال واولاد. نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم. نعم. عنوان تنازع اليهود والنصارى فيما بينهم كفرا وعنادا. وقول تعالى وقالت اليهود ليست النصارى على شيء. وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون به تعالى تناقضهم وتباغضهم وتعاديهم وتعاندهم كما روى محمد بن اسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قدم اهل نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم اتتهم احبار اليهود فتنازعوا عند رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رافع بن حريملة ما انتم على شيء. من اليهود يخاطب النصارى نسأل الله ما انتم على شيء. ما انتم ايها انه صار على شيء يعني يقول هم اليهود اللي على شيء. نعم. فقال رافع بن حريملة ما انتم على شيء وكفر بعيسى وبالانجيل. وقال رجل من اهل نجران من النصارى لليهود ما انتم على شيء وجحد نبوة موسى عليه الصلاة والسلام. نعم. كل كل طائفته كفرت طائفة الاحرام اليهود الكفرة والنصارى والنصارى وكفرون اليهود. نعم. نسأل الله العافية. نعم. فانزل الله في ذلك من قولهما وقالت اليهود ليست النصارى على شيء. وقالت النصارى ليست اليهود على شيء قال ان كلا يتلو من في كتابه تصديق من كفر به اي يكفر اليهود بعيسى وعندهم التوراة فيها ما اخذ الله عليهم لسان موسى بالتصديق بعيسى وفي الانجيل ما جاء به عيسى بتصديق موسى وما جاء من التوراة من عند الله كل يكفر بما في يد صاحبه. وقوله تعالى كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم. بين بهذا جهل اليهود والنصارى فيما تقابلوا من القول. وهذا من باب الايماء والاشارة. قد اختلف فيمن عنى بقوله تعالى الذين لا يعلمون. قال الربيع بن انس وقتادة كذلك قال الذين لا يعلمون. قال وقالت النصارى مثل قول اليهود وقيلهم. وقال ابن جريج قلت لعطاء من هؤلاء الذين لا يعلمون؟ قال امم كانت قبل اليهود والنصارى وقبل التوراة والانجيل. وقال السدي كذلك قال الذين لا يعلمون فهم العرب. قالوا ليس محمد على شيء اختار ابو جعفر ابن جرير انها عامة تصلح للجميع وليس ثم دليل قاطع يعين واحدا من هذه الاقوال حملوا على الجميع اولى والله اعلم. وقوله تعالى فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. اي انه تعالى يجمع بينهم يوم الميعاد ويفصل بينهم بقضائه العدل. الذي لا يجور فيه ولا يظلم مثقال ذرة. وهذه الاية كقوله تعالى في سورة الحج والنصارى والمجوس والذين اشركوا. ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد. وكما قال تعالى بيننا بالحق وهو الفتاح العليم. هذه الاية الكريمة فيها تنازع اليهود والنصارى ان كلا من الطائفتين تذم الاخرى وتذم دينها وتدعي انها ليست على شيء وتزعم انها هي التي على الحق. ولهذا وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب هذا من العجب انهم يتلون الكتاب الذي فيه تصديق كل الطائفة الى الطائفة اليهود يقرأون في التوراة تصديق عيسى وان عيسى رسول الله وانه على الحق. والنصارى ايضا يقرأوا في الانجيل ان ان الله تعالى انزل التوراة على موسى وان وان حق من عند الله ومع ذلك تنازعوا هذا من العجب وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست وهم يتلون الكتاب مع انهم يتلون فانزل الله ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه. لما وجه الله تعالى الذم في حق اليهود والنصارى اصار شرع في ذم المشركين الذين اخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الذي فيه تصديق للطائفة التي يكذبونها. تصديق للنبي والانبياء متضامنون. دينهم واحد فالمتقدم بشر بالمتأخر. والمتأخر صدق المتقدم. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ان معاشر الانبياء اخوة لعلات. ديننا واحد وامهاتنا اشد. والاخوة العلات الاخوة الاخوة من الاب ابوهم واحد وهو الدين وهم ماتوا بشتى الشر طعن شرع مختلفة قال كما قال اسمها لكل جانبكم شرته من حاجة. فالانبياء دينهم وحده التوحيد. كلهم امرهم بالتوحيد ونهواهم عن الشرك وامرهم بالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وقدر خيره وشره والجنة والنار امره بالتوحد انه مع الشرك امره بطاعة كل نبي امر امته بطاعة الانبياء وعدم عصيانهم ولكن طبعا مختلفة الحلال والحرام كما قالت من كل جعل منكم شرته منهاجا. ففي شريعة اه ادم يجوز لرجل ان يتزوج اخته التي لم تأتي في التي جاءت في بطن سابق او بطن لان حوا تأتي بذكر وانثى في كل في كل مرة فيكون اخته التي جاءت معه في بطن واحد حرام عليه واخته التي في بطن سابق او لاحق حلال له. تزوجها حتى كثر الناس. فحرم الله نكاح الاخت وفي شريعة يعقوب يجوز الجمع بين الاختين. وفي شريعتنا حرم الله الجمع بين الاختين وفي شريعته التوراة القصاص وجوب القصاص قتل القاتل وفي شريعة الانجيل التسامح والعفو ولهذا في شريعة الانجيل من ضربك على خدك الايمن فادر له الايسر. وفي شريعتنا يخير اولياء القتيل بين القصاص وبين اخر الدين والعفو فعلا والشرائع تختلف كما قال لكن الدين واحد فالله تعالى اخبر عن اليهود انهم طعنوا في النصارى وقالوا ليسوا على دين وليسوا على شيء. واخبروا عن النصارى انهم طعنوا في اليهود وقالوا ليسوا على دين وعلى شيء وليسوا على شيء وهم يتلون الكتاب الذي فيه تصديق للنبي السابق. وكذلك قال الذين قال الله كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم والذي لا يعلمون من الامم السابقة على اليهود والنصارى او من امة العرب حينما طعنوا في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم كلهم قالوا كذلك من طعن في دين النبي من الانبياء فحكمه حكمه قال سبحانه فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. فان الله يحكم بين هؤلاء المتنازعين. يحكم بين النصارى الذين قالوا اليهود انتم على شيء والنصارى الذين قالوا واليهود الذين قالوا ليست النصارى على شيء ويحكم ايضا على الامم التي طعنت في دين نبيها وقالت انه ليس على شيء وتعالى حكموا العدل يحكمون عباده فيه اختلاف في هذه العشر اختلاف الامم والطوائف واليهود والنصارى وان اختلافهم وتنازعهم ليس هذا الاخوان هذا الاختلاف وهذا التنازع مرده الى حكم الله. فالله تعالى هو الذي يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون وان من تبع الانبياء وصدقهم وعمل بشريعتهم وصدق الانبياء السابقين ولا يفرق بين احد منهم فهو على الحق ومن اعداه فهو على الباطل نعم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن نظلم ممنع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى. وسعى في خراب بها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها. اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين. لهم في الدنيا خزي. ولهم في الاخرة عذاب عظيم عنوان ظلم من منع عن المساجد وسعى في خرابها. المراد من الذين منعوا مساجد الله وسعوا في خرابها هم مشركوا قريش كما رواه ابن جرير عن ابن زيد قال قوله ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه اسعى في خرابها. قال هؤلاء المشركون الذين حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وبين ان ادخلوا مكة حتى نحر هديه بذي طوى. وهادنهم وقال لهم ما كان احد يصد عن هذا البيت. وقد كان الرجل يلقى قاتل ابيه واخيه فلا يصده. فقالوا لا يدخل علينا من قتل اباءنا يوم بدر وفينا وفي قوله وسعى في خرابها. قال اذ قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة. وروى ابن ابي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان قريشا منعوا النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام الحرام واستحوذوا عليها باصنامهم واندادهم وشركهم كما قال تعالى وما لهم الا عذبه الله وهم يصدون عن المسجد. وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اولياء ان اولياءه الا المتقون. ولكن اكثرهم لا يعلمون. وقال تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين. شاهدين على انفسهم ان بالكفر اولئك حبة اعمالهم. وفي النار هم خالدون ما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر. من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة. واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله اه فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين. وقال تعالى هم الذين كفروا من المسجد الحرام والهدي مع كوف هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكم فالن يبلغ والهدي معكم فالنهي يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم لم تعلموهم ان تطغوهم فتصيبكم منه مرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء. لو تزينوا عذبنا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاب نليما. وقال تعالى تجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة. واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله فاذا كان من هو كذلك مطرودا منها مصدودا عنها. فاي خراب لها اعظم من ذلك؟ وليس المراد من زخرفتها واقامة صورتها فقط. انما عمارتها بذكر الله. فيها واقامة شرعه فيها عن الدنس والشرك عنوان بشارة بغلبة الاسلام. وقوله تعالى اولئك ما كانوا لهم من يدخلها الا خائفين. هذا خبر معناه الطلب. اي لا تمكنوا هؤلاء. اذا قد اذا قدرتم عليهم من دخولها الا تحت الهدنة والجزية. ولهذا لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة امر من العام القابل في سنة تسع ان ينادى برحاب منى. الا لا يحجن بعد العام مشرك. ولا يطوفن بالبيت عريان ومن كان له اجل فاجله الى مدته. وهذا انما كان تصديقا وعملا بقوله تعالى ايها الذين امنوا انما المشركون نجس نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عام ميم هذا؟ وقيل ان هذا بشارة من الله للمسلمين انه سيظهرهم على المسجد الحرام وعلى سائر المساجد وانه ويذل المشركين لهم حتى لا يدخل المسجد الحرام احد منهم الا خائفا. يخاف ان يؤخذ فيعاقب او يقتل. ان لم اسلم وقد انجز الله هذا الوعد كما تقدم من منع المشركين من دخول المسجد الحرام واوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بجزيرة العرب دينا وان يجلى اليهود اليهود والنصارى منها. ولله الحمد والمنة. وما ذاك؟ الا لتشريف اكناف المسجد الحرام وتطهير البقعة التي بعث الله فيها رسوله الى الناس كافة. بشيرا ونذيرا. صلوات الله وسلامه عليه. وهذا هو الخزي لهم في الدنيا لان الجزاء من جنس العمل. فكما صدوا المؤمنين عن المسجد الحرام صدوا عنه. وكما اجلوهم من اجلوا عنها ولهم في الاخرة عذاب عظيم على ما انتهكوا من حرمة البيت. وامتهنوه من نصب الاصنام حوله ودعاء غير الله عنده والطواف به عريان وغير ذلك من افاعيلهم التي يكرهها الله ورسوله. وقد ورد الحديث بالاستعانة من خزي الدنيا وعذاب الاخرة. كما روى الامام احمد عن بسر ابن ارطعة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم فاحسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة. وهذا حديث حسن. وهذه الاية الكريمة فيها بيان ان من منع ذكر الله في المساجد انه من اشد الناس ظلما. وان المؤمنين عليهم ان اذا قدروا ان يخرجوا هؤلاء من مكة ومن الحرام وليس لهم بعد ذلك ان يدخلوها الا الا خائفين. عقوبة لهم لان الجزاء من جنس العمل فكما صد المسلمين صدوا عنه. فهم منعوا النبي صلى الله عليه وسلم ومنعوا اصحابه لما جاءوا سنة ستة من الهجرة معتمرين ملبين منعوهم وصدوهم فقال لا يدخل علينا هذا الذي قتل ابائنا في بدر ولهذا انزل الله هذه الاية مبينة وان هذا من الظلم من اشد الظلم. كيف تمنع مساجد الله وبيت الله من ذكره قولا وفعلا للصلاة في المسجد الحرام والطواف والاعتكاف والركوع والسجود وتلاوة القرآن هذا هو الخراب لها هذا هو الخراب المعنوي وهذا هو المراد مراد الخراب الخراب المعنوي وان عمارة المساجد فيها فضل لكن عمارة عمارة المساجد وسيلة الى عمارتها حسية وسيلة الى عمارة معنوية. ولهذا جاء في الحديث ما بين الله اذا بنى الله له بيتا في الجنة. في لفظ ولو كمفحص قطعة. لانه وسيلة الى عمارتها بالذكر والصلاة وتلاوة القرآن وتعلم العلم تعليمه والتشاور تشاور المسلمين فيما بينهم كل هذا يكون في المساجد والمساجد تنطلق منها الجيوش ويكون فيها المشاورات وابرام العقود ولهذا قال ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه يعني لا احد اشد منه ظلما. الذي منع مساجد الله ان تذكر فيها والمسجد الحرام هو اعظم المساجد اولها فلا احد اظلم ممن منعه ان يذكر اسم الله فيه. فاذا منع منعه من الذكر فقد سعى في خرابه. هل سعى في خرابه؟ خرابه في عدم الذكر فيه المساجد تعطيلها عن الذكر والصلاة والدعاء والتعلم والتعليم هذا هو خرابها. اذا اذا كانت المساجد بنيت المساجد لكن لا يصلى فيها ولا يذكر الله ما فيها ولا ما الفائدة؟ صارت خراب. خراب معنوي. ولهذا لما صد المشركون النبي صلى الله عليه مكة وعن المسجد الحرام. بين الله ان هذا من الظلم وان هذا سعى في خرابها فلا احد اشد ظلما ممن منع المساجد ان يذكر فيها اسم الله في الدعوة والارشاد والوعظ والتعليم والتعلم والصلاة والركوع والسجود وتلاوة القرآن والاعتكاف والتشاؤم فيما بينهم. فهؤلاء الذين صدوا المسلمين ومنعوهم امر الله بصدهم ومنعهم عند القدرة والا يدخلون قال اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين. هذا خبر بمعنى الامر والمعنى انكم اذا قدرتم فامنعوهم من دخولها. ولهذا لما فات فتح النبي مكة حج في السنة الثامنة من الهجرة حج ابو بكر بالناس في السنة التاسعة من الهجرة ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم وعمر على الحجيج ابا بكر ثم ارسل عليا اميرا واردفة بمؤذنين يؤذنون للناس الناس في الحج بمنى باربع كلمات ان لا يحج بعد العام المشرك هذه الكلمة الاولى الا يطوف بالبيت الكلمة الثانية الا ادخل الجنة الا نفس مؤمنة. الكلمة الرابعة من كان له عهد فهو الى عهده. ومن له عهد فمدته اربعة اشهر يسلب او القتال وكان له عهد يبقى على عهدك يقول لك عهد لو مدة اربعة اشهر اما الاسلام او السيف اربع كلمات كما تحجون عراة في الجاهلية ويحجونهم مشركين فهؤلاء المؤذنون في يؤذنون بالناس بمنى وفي السنة التاسعة التي تحج فيها ابو بكر علموهم انه لا يحج بعد هذا العام مشرك لا يحب ان يرى مشرك ولا يطوف بالبيت عريانا. كان الناس في الجاهلية اذا قدموا مكة ما يطوفون بثيابهم. يقول ثيابهم هذي نجسة. وعصينا الله فيها ماذا يعملون؟ يطلبون كل واحد يطلب ثوب من رجل من اهل مكة يسمونه حمص. فانه اعطاه حد ثوب طاف به وان لم يجد احد يعطيه طاف عريان المرأة تأتي وتطلب ثوب فان وجدت وان لم تجد طافت عريانة وتضع يدها على فرجها وتطوف وتقول اليوم يبدأ كل اليوم يبدأ كله او بعضه وما بدا منه ولا احله يعني فرجها هكذا عقيدتهم تطوف اليوم ابدأ كله او بعضه وما بدا منه فلا احله هذا من جهلهم فكانوا يطوفون عراة فالنبي صلى الله عليه وسلم امر المؤذنين يؤذنون الا طوب البيت عريان فتأدب الناس فحج النبي في السنة العاشرة من الهجرة فلا نطوف بعد فلم يحج مشرك ولم يطوف بالهجرة عريان والله هل انزل هذه الاية يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا فلا يجوز للمشركين ان يدخلوا مكة ان يدخلوا المسجد الحرام. ولا من خصائص مكة بخلاف المدينة وان كانت حرم يجوز ان يدخلها المشرك بل النبي صلى الله عليه وسلم ربط في سارية المسجد ثمامة ابن اثال هو سيد بني حنيفة وكان مشركا ثلاثة ايام ثم اسلم اما مكة فمن خصائصها انه لا يجوز دخولها مؤبد لا يجوز دخولها مشرك. يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرم بعد عامهم هذا. هذه الاية فيها بيان ان من منع مساجد المساجد ان من منعها من الذكر والتلاوة والصلاة والعبادة هذا من اعظم الناس. وكذلك من هدمها داخل في ذلك لان هدم بهاء منع الذكر فيها. فالذين يهدمون المساجد على المصلين من اظلم الناس. وفيه ان الجزاء من جنس العمل. فالذين صدوا الناس صدوا المسلمين عن على المسجد يمنع من دخول مكة ولا يدخلها الا خائفين. وفيا الكفار الذين صدوا المشركين منعوا بعد ذلك من دخولها وهذا خزي لهم في الدنيا مع ما اعد الله لهم من العظيم في الاخرة. نسأل الله السلامة والعافية. وفي دليل على انه لا امان الا لاهل التوحيد. لهم الامن في الدنيا والاخرة كما قال سبحانه الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم يعني بشرك اولئك اولئك لهم الامن وهم مهتدون. اما اهل الشرك فليس لهم ابعد. فهم يمنعون فليس لهم امان. يمنعون من دخول المسجد الحرام ولا يدخلوها الا الا على الا وقت ففي حال الخفاء مع الخزي وتوقع العقوبة مع ما اعد الله من من العقوبة في الاخرة. نسأل الله السلامة والعافية. نعم