المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل في الجملة واحكامها ذكر المصنف في هذا الباب اربع مسائل المسألة الاولى في شرح الجملة ويتبع ذلك ذكر اقسامها واحكامها واشار اليه بقوله لفظ مفيد بالكلام يدعى وجملة وهي اعم قطعا كل كلام جملة لا ينعكس يعني ان الكلام هو اللفظ المفيد والجملة هي المركب الاسنادي افاد او لم يفد فاذا كان كذلك صار كل كلام جملة لان الكلام لابد ان يكون مركبا ولا تكون كل جملة كلاما لان الجملة لا يشترط فيها الافادة فاذا قلت زيد قائم فهو كلام وجملة لانه مركب مفيد واذا قلت ان قام زيد فهو جملة لانه مركب ليس بكلام لانه لم يفد والمفيد هو ما يحسن السكوت عليه وجملة قسمان ليس تلتبس اسمية وهي بالاسم تبتدى فعلية بالفعل فابدأ ابدا يعني ان الجملة تنقسم الى قسمين اسمية وفعلية وذلك انها تسمى اسمية ان بدأت باسم صريح كزيد قائم او مؤول النحو وان تصوموا خير لكم اي صومكم او بوصف رافع لمكتف به نحو اقائمني الزيدان او اسم فعل النحو هيهات العقيق واذا دخل عليها حرف فلا يغير التسمية سواء غير الاعراب دون المعنى ام المعنى دون الاعراب ام غيرهما معا ام لم يغير واحدا منهما فالاول نحو ان زيدا قائم والثاني نحو هل زيد قائم والثالث نحو ما زيد قائما والرابع لزيد قائم واما الجملة الفعلية فهي التي تبتدأ بالفعل سواء كان ماضيا او مضارعا او امرا وسواء كان الفعل متصرفا ام جامدا تاما او ناقصا مبنيا للفاعل او للمفعول كقام زيد ويضرب عمرو واضرب زيدا ونعم العبد وكان زيد قائما وقتل الخراسون وسواء كان الفعل مذكورا كما مثلنا او محذوفا تقدم معموله عليه ام لا تقدم عليه حرف ام لا نحوها القام زيد ونحو زيدا ضربته ويا عبد الله فزيدا وعبدالله منصوبان بفعل محذوف لان التقدير ضربت زيدا ضربته وادعو عبد الله ثم اعلم ان الجملة صغرى وكبرى فالصغرى هي المخبر بها عن مبتدأ في الاصل والكبرى هي التي خبرها جملة وقد تكون صغرى باعتبار ما هي خبر عنه وكبرى باعتبار ان خبرها جملة نحو زيد ابوه غلامه منطلق. وقد تكون لا كبرى ولا صغرى لفقد الشرطين. كقام زيد المسألة الثانية في الجمل التي لها محل من الاعراب واشار اليها بقوله والجمل اللاتي لها محل من الاعراب الذي هو الرفع والنصب والخفض والجزم سبع جمل على المشهور احداها فخذها خبر يحل لمبتدأ في الاصل او في الحال وموضعها اما رفع او نصب فموضعها رفع في بابي المبتدأ الاصلي وخبر ان وفي موضع نصب في بابي كان وكاد نحو كانوا يظلمون وما كادوا يفعلون الجملة الثانية والثالثة الواقعة حالا والواقعة مفعولا به وقد ذكرهما بقوله حال ومفعول ومحلهما النصب فالحالية نحو قوله تعالى وجاءوا اباهم عشاء يبكون وقوله صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد والجملة المفعولية تقع في اربعة مواضع الاول ان تقع محكية بالقول نحو قال اني عبد الله والثاني ان تقع تالية للمفعول الاول في باب ظن نحو ظننت زيدا يقرأ والثالث ان تقع تالية للمفعول الثاني في باب اعلم نحو اعلمت زيدا عمرا ابوه قائم والرابع ان تقع معلقا عنها العامل نحو لنعلم اي الحزبين احصى فلينظر ايها ازكى طعاما الرابعة من الجمل مضاف اليه ومحلها الجر فعلية او اسمية نحو قوله تعالى هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم يومهم بارزون وكذلك كل جملة وقعت بعد اذ او اذا او حيث او لم الوجودية عند من قال باسميتها او بعد بين او بينما فانها في موضع خفض باضافتهن اليها الجملة الخامسة الواقعة جواب شرط جازم وقد ذكرها بقوله واقع جواب شرط جازم ومحلها الجزم اذا كانت مقرونة بالفاء او باذا الفجائية نحو من يضلل الله فلا هادي له وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون الجملة السادسة التابعة لمفرد وقد ذكرها بقوله وتابعوا لمفرد كالجملة المنعوت بها ومحلها بحسب منعوتها رفعا ونصبا وخفضا فالرفع نحو قوله تعالى من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه والنصب نحو قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله والخفض نحو قوله تعالى ليوم لا ريب فيه الجملة السابعة التابعة لجملة لها محل من الاعراب وقد ذكرها بقوله وجملة ذات محل وذلك في بابي النسق والبدل نحو زيد قام ابوه وقعد اخوه ومثال البدل قول الشاعر اقول له ارحل لا تقيمن عندنا والا فكن في السر والجهر مسلما فجملة لا تقيمن في موضع نصب على البدلية من ارحل المسألة الثالثة في الجمل التي لا محل لها من الاعراب وهي سبع ايضا كما قال وسبعة بلا محل في الجمل الاولى منها ذات ابتداء اي اذا وقعت الجملة في ابتداء الكلام اسمية او فعلية فانها لا محل لها من الاعراب وهي نوعان احدهما المفتتح بها النطق نحو انا انزلناه والثاني المنقطعة عما قبلها نحو ان العزة لله جميعا بعد قوله ولا يحزنك قولهم وليست محكية بالقول لفساد المعنى والثانية من الجمل التي لا محل لها من الاعراب ذات اعتراض بين شيئين متلازمين وهي اما للتقوية او للتبيين ولا يعترض بها الا بين الاجزاء المنفصل بعضها من بعض المقتضي كل منها الاخر فتقع بين الفعل وفاعله كقوله وقد ادركتني والحوادث جمة اسنة قوم لا ضعاف ولا عزل او مفعوله كقوله وبدلت والدهر ذو تبدل هيفا دبورا بالصبا والشمئلي وبين المبتدأ والخبر كقوله وفيهن والايام يعثرن بالفتى نوادب لا يملنه ونوائح وما هما اصله وجوابه كقوله ان سليما والله يكلؤها ظنت بشيء ما كان يرزأها وبين الشرط وجوابه كقوله تعالى فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار وبين الموصول وصلته كقوله ان الذي وابيك يعرف مالكا وبين اجزاء الصلة نحو جاء الذي جوده والكرم زين مبذول وبين المجرور وجاره اسما كان نحو هذا غلام والله زيد او حرف النحو اشتريته ب والله الف درهم وبين الحرف وتوكيده نحو ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت وبين قدوى الفعل كقوله اخالد قد والله اوطأت عشوة وبين الحرف النافي ومنفيه كقوله فلا وابي دهماء زالت عزيزة وبين القسم وجوابه والموصوف وصفته وجمعهما قوله تعالى فلا اقسم بمواقع النجوم. وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم والجملة الثالثة مما لا محل لها من الاعراب الواقعة صلة الموصول نحو جاء الذي قام ابوه الجملة الرابعة مما لا محل لها من الاعراب الواقعة جواب شرط ليس جزم دخله كجواب اذا الشرطية نحو اذا جاء زيد اكرمتك وجوابي لو الشرطية نحو لو جاء زيد اكرمتك وجوابي لولا الشرطية نحو لولا زيد اكرمتك او الواقعة جوابا لشرط جازم. ولم تقترن بالفاء ولا باذا الفجائية نحوك ان جاءني زيد اكرمته والجملة الخامسة مما لا محل لها من الاعراب الواقعة جوابا لقسم سواء ذكر فعل القسم وحرفه ام الحرف فقط ام لم يذكر فالاول اقسم بالله لافعلن والثاني انك لمن المرسلين. بعد قوله ياسين والقرآن الحكيم والثالث ان لكم لما تحكمون. بعد قوله ام لكم ايمان علينا بالغة الى يوم القيامة الجملة السادسة مما لا محل لها من الاعراب الواقعة وذات تفسير كهل وهي الجملة الكاشفة لحقيقة ما تليه وليست عمدة نحو قوله تعالى هل هذا الا بشر مثلكم بعد قوله واسروا النجوى الذين ظلموا فجملة الاستفهام مفسرة للنجوى الجملة السابعة مما لا محل لها من الاعراب جملة تابعة لجملة بلا محل من الاعراب نحو قام زيد وقعد عمرو ان لم تقدر الواو للحال المسألة الرابعة في حكم الجملة اذا وقعت بعد المعارف او بعد النكيرات كما اشار اليها بقوله وان اتتك بعد محض نكرة جمل اخبار لها مشتهرة فهي لدى النحات كلهم صفة وما يجيء بعد محض المعرفة فتلك احوال وما قد تتصل بغير محض فيهما فتحتمل يعني ان الجمل الواقعة بعد النكرات المحضة اي الخالصة من المعرفة فانها تكون صفات للنكرات وان وقعت بعد المعارف المحضة اي الخالصة من شائبة التنكير فانها تكون احوالا لتلك المعارف وان وقعت بعد غير المتمحض منها فانها محتملة للصفات والاحوال وذلك مع وجود المقتضي وانتفاء المانع والمقتضي للوصفية تمحض التنكير والمقتضي للحالية تمحض التعريف والمقتضي لهما عدم تمحض التعريف والتنكير والمانع للوصفية الاقتران بالواو ونحوها والمانع للحالية الاقتران بحرف الاستقبال ونحوه والمانع للوصفية والحالية فساد المعنى مثال الواقعة صفة قوله تعالى حتى تنزل علينا كتابا نقرأه ومثال الواقعة حال قوله تعالى ولا تمنن تستكثر ومثال المحتملة للوجهين بعد النكرة نحو قولك مررت برجل صالح يصلي فان شئت قدرت يصلي صفة ثانية لرجل لانه نكرة وان شئت قدرته حالا منه لانه قد قرب من المعرفة باختصاصه بالصفة ومثال المحتملة للوجهين الواقعة بعد المعرفة قوله تعالى كمثل الحمار يحمل اسفارا. فان المراد بالحمار هنا الجنس لا حمار بعينه وذو التعريف الجنسي يقرب من النكرة في المعنى فيحتمل قوله يحمل اسفارا ان يكون حالا لان الحمار وقع بلفظ المعرفة ويحتمل ان يكون صفة لانه كالنكرة في المعنى من حيث الشيوع