قاتلهم الله انا يؤفكون وقال تعالى ما المسيح بن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وقال تعالى وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم وقال تعالى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين وكذلك العبث الذي تنفيه حكة الدالة على اتصافه بصفات الكمال فيتوهم المعطل ان ظاهر النصوص يدل على التشبيه فينفيها بوهمه الفاسد ويصير قلبه متعبدا للعدم المحض لانه لا يعقل ذات ليس لها صفة ولا نعت وهو الذي اعد الله لاهله ومن قام به انواع الكرامات ولمن لم يقم به انواع العقوبات وهو الذي عليه المدار والاساس لجميع الاعمال. فكل عمل غير مبني على التوحيد فهو باطل مضمحل ولا يعقل من قول الجهمية ومن تبعهم ان الله ليس بداخل العالم ولا خارجه الا العدم المحض والنفي الصرف فانه كفر بايات الله وتكذيب للرسل ورد لما جاءوا به ولهذا قال المصنف احدهما سلب اي نفي للنقائص والعيوب عن الله والثاني اثبات الصفات الكاملة لله كما سيأتي ان شاء الله وبدأ بالسلب لانه وسيلة ومقصود لغيره فان المقصود اثبات صفات المدح والحمد وليس له ايضا ظهير اي عوين يعاونه على خلق شيء من المخلوقات او تدبيرها لكمال قدرته وسعة علمه ونفوذ مشيئته وعجز المخلوقين وعدم حولهم وقوتهم الا بالله الشريك والظهير منفيان عنه مطلقا واما الشفيع فانه ينفى عنه ان يشفع احد عنده على وجه يكون نقصا في حق الله كأن يشفع عنده احد بغير اذنه كما يشفع الوزراء عند الملوك والسلاطين واما الشفاعة عنده باذنه فانها ثابتة وكل ما نفاه الله عن نفسه او نفاه عنه رسوله من النقائص فانه متضمن للمدح والثناء بضد ذلك النقص من الاوصاف الحميدة والافعال الرشيدة وهذا السلب على قسمين ذكرهما المصنف بقوله قال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام كما اثبتها الله في عدة مواضع من كتابه وذلك لانها دالة على كمال رحمته تعالى وعموم احسانه فانها من رحمته بالشافع والمشفوع له فالشافع ينال بها الاجر والثناء من الله ومن خلقه والمشفوع له يرحمه الله على يد من امره بالشفاعة فيه ومع هذا فلا يأذن لاحد بالشفاعة الا في من ارتضى قوله وعمله وهو من كان مخلصا متابعا للرسول قال تعالى نافيا هذه المراتب الثلاث الملك والشركة فيه والعوين له والشفاعة بغير اذنه عن كل من عبد من دونه من اهل السماء واهل الارض قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم وما لهم فيهما من شرك وما له منهم يا ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فقطع في هذه الاية كل سبب يتوسل به المشركون لدعوة غيره وان من كان بهذا الوصف لا ملك له بوجه من الوجوه ولا شريكة في الملك ولا معاونة ومظاهرة فيه وليس له شفاعة بدون اذن الله لا يستحق من العبادة مثقال ذرة وكذلك يسلب وينفى عن الله الزوجة والولد الذي نسبه اليه عباد الصلبان وهم النصارى حيث قالوا المسيح ابن الله وكذلك نسبه اليه عباد الاصنام حيث قالوا الملائكة بنات الله فكذب الله كل من اثبت له زوجة او ولدا فقال بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقال تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله وقال تعالى قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون وقال تعالى وقالت النصارى المسيح بنو الله ذلك قولهم بافواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل في بيان توحيد الانبياء والمرسلين ومخالفته لتوحيد الملاحدة والمعطلين وهذا التوحيد هو التوحيد على الحقيقة الذي لا يستحق هذا الاسم غيره وهو التوحيد الوحيد في ذاته وحقيقته وادلته وبراهينه واثاره الفاضلة فهو التوحيد الذي بعث الله به رسله وانزل به كتبه واقام الادلة والبراهين على صحته وتعينه طريقا للنجاة وانه لا خير ولا سرور ولا سعادة في الدنيا والاخرة الا بسببه وكل بناء بني على غيره فهو بناء على شفا جرف هار وهو التوحيد الذي عليه خيار الخلق. واكملهم عقولا واراء. واجمعهم للمحاسن وهم الانبياء والمرسلون ومن تبعهم ونبذه ورده كل ملحد ومعطل ممن مرجت اديانهم وفسدت عقولهم واكتسبوا شر اخلاق وعطلت قلوبهم من معرفته ومحبته. والسنتهم من ذكره وجوارحهم من طاعته ممن خالفوا الانبياء والمرسلين في توحيدهم وطريقهم في الدليل والمدلول فتوحيد الانبياء والمرسلين مشتمل على الحق والصدق المزكي للنفوس المطهر للاخلاق وادلته كل دليل عقلي صريح وكل دليل نقلي صحيح وتوحيد الملاحدة والمعطلين مشتمل على ابطل الباطل مؤيد بالشبه التي لا تسمن ولا تغني من جوع وهي على جهل اهلها وفساد عقولهم وافهامهم من اكبر الادلة ولهذا قال المصنف بسمع اذا توحيد رسل الله ثم اجعله داخل كفة الميزان مع هذه الانواع وانظر ايها قول لدى الميزان بالرجحان وهذا لان الشيء يعرف بضده والحق يتضح ويبين بمعرفة الباطل فانك اذا وزنت بميزان العقل الحقيقي والفطرة الاولى التي لم تغير والقواطع الدالة على توحيد الانبياء والمرسلين وتوحيد غيرهم وجدت بينها من الفروق ما لا يخفى على من له ادنى مسكت من عقل وكيف يوزن توحيد المعطلين والملحدين المشتمل على مسبة رب العالمين ووصفه بكل صفة ناقصة ونفي حقائق اوصافه الكاملة والافتراء عليه وعلى رسله وكتبه واجعل المخلوق الناقص من جميع الوجوه مساويا للخالق الكامل من جميع الوجوه بتوحيد الانبياء والمرسلين المشتمل على تعظيم رب العالمين وتقديسه والثناء عليه باكمل الثناء ووصفه بكل صفة كمال. وتنزيهه عن التمثيل والتشبيه ومشاركة احد من المخلوقات في خصائص صفاته المقدسة وكيف يوزن توحيد يرقى بمن قام به الى اعلى عليين بتوحيد ينزل بصاحبه الى اسفل سافلين ام كيف يوزن توحيد يجعل من اتصف به هاديا مهديا وطاهرا مرضيا بتوحيد يكسب اهله الضلال والاطلال وارذل الخصال والشقاء الابدي والعذاب السرمدي توحيدهم نوعان قولي وفعل لينكلا نوعيه ذو برهان يعني ان توحيد الانبياء والمرسلين ينقسم قسمين احدهما التوحيد الفعلي وهو افراد الله بالمحبة والذل وسائر العبادات والتقربات ويأتي في اخر هذه الفصول وهو المعبر عنه بتوحيد العبادة وبتوحيد الالوهية وسمي توحيدا فعليا لانه يتضمن افعال القلوب والجوارح فهو توحيد الله بافعال العبيد. والا يتخذ له شريك ولا ند والثاني التوحيد القولي المشتمل على اقوال القلوب. وهو اعترافها واعتقادها. وعلى اقوال اللسان والثناء على الله به وهذا النوع هو توحيد الاسماء والصفات الذي يدخل فيه توحيد الربوبية وكل واحد من النوعين له براهين وادلة عقلية ونقلية فبدأ المصنف رحمه الله بالتوحيد القولي فقال فالاول القولي ذو نوعين اي ظن في كتاب الله موجودان احداهما سلب وذا نوعان اي ضن في كتاب الله مذكوران. سلب النقائص والعيوب وبجميعها عنه هما نوعان معقولان يعني ان التوحيد القولي على نوعين موجودين في كتاب الله سلب لمتصل ومنفصل هما. نوعان معروفان اما الثاني سلب الشريك مع الظهير مع الشفي عبدون الخالق الديان وكذاك سلب الزوج والولد الذي نسبوا اليه عابد الصلبان وكذا كنفي الكفء ايضا والولي الى سوى الرحمن ذي الغفران يعني ان ما ينزه الله عنه من النقص ويسلب عنه من العيوب نوعان سلب لمتصل وضابطه نفي ما يناقض ما وصف به نفسه او وصفه به رسوله كما سيأتي وسلب لمنفصل وضابطه تنزيه رب العالمين ان يشاركه احد من الخلق في خصائصه التي لا تكون لغيره وذلك كنفي الشريك لله فان الله متفرد بالملك والقدرة والتدبير فليس له شريك في الملك سبحانه وتعالى عما يصفون بديع السماوات والارض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة الى غير ذلك من الايات النافيات عن الله ان يتخذ صاحبة او ولدا لانه الواحد الاحد الفرد الصمد. الغني الذي لا يحتاج الى احد من خلقه بوجه من الوجوه ولانه المالك لكل شيء وكل الخلق مملوكون فقراء اليه فمن كان كذلك فمن اين يتخذ الصاحبة او الولد تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا وقول المصنف نسبوا اليه عابد الصلبان هذا على لغة من يلحق الفعل المسند الى الظاهر علامة التثنية والجمع وهي لغة ضعيفة تحمل عليها الضرورة واللغة الفصحى ان يفرد الفعل المسند الى الظاهر فيقال نسب اليه عابد الصلبان وقوله وكذلك نفي الكفء ايضا ان يتعينوا ان ينفى عن الله الكفؤ الذي نفاه عن نفسه في قوله ولم يكن له كفوا احد هل تعلم له سميا فلا تجعلوا لله الانداد ليس كمثله شيء فليس احد من الخلق مكافئا لله اي مساويا له في الذات ولا في الصفات ولا في الافعال لانه الخالق الكامل من كل وجه وسواه مخلوق ناقص ان لم يكمله ربه بكماله اللائق به فليس احد له صفات تقارب صفات الله او له افعال تشبه افعال الله بل ليس لاحد من الخلق استقلال بفعل شيء اصلا حتى يعينه الله على افعاله ولهذا كانت افعال العباد تابعة لمشيئته وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين والله خلقكم وما تعملون وكذلك مما ينفى عن الله ان يكون لنا ولي من دونه يحصل لنا المطالب الدينية والدنيوية او يدفع عنا مضار الدين والدنيا. بل ليس لنا ولي الا هو فهو الذي تولى خلقنا وتدبيرنا وتربيتنا العامة والخاصة فالولاية العامة ولاية الخلق والتدبير الشاملة للبر والفاجر قال تعالى وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير والولاية الخاصة هي ولايته للذين امنوا وكانوا يتقون يخرجهم بها من ظلمات الجهل والكفر والمعاصي الى نور العلم والايمان والطاعة قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون وقال تعالى الله ولي الذين امنوا وكذلك لا يتخذ احدا من خلقه وليا من الذل. لكمال اقتداره وعظمته بل يتخذ منهم اولياء رحمة بهم واحسانا منه اليهم يحبهم ويحبونه والحاصل انه ليس احد من الخلق مساويا لرب العالمين او مماثلا او عوينا او وزيرا بوجه من الوجوه والاول التنزيه للرحمن عنه وصف العيوب وكل ذي نقصان. كالموت والاعياء التعب الذي ينفي اقتدار الخالق الديان والنوم والسنة التي هي اصله. وعجوب شيء عنه في الاكوان هذا القسم الاول من قسمي السلب المنفي عن الله وهو التنزيه لله عن ان يتصف بعيب او نقص يناقض كمال اوصافه فهو موصوف بكل صفة كمال منزه عن ضدها وعن نقصها فهو موصوف بكمال القدرة منزه عما يضادها من الموت والاعياء والتعب واللغوب فانه لو كان موصوفا بشيء من ذلك لكان ناقص القدرة قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وقال تعالى ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب وهو تعالى موصوف بالحياة الكاملة التامة منزه عما يضادها من النوم والنعاس الذي هو اصل النوم وكذلك هو موصوف بالعلم المحيط بكل شيء يعلم ما في السماوات والارض ويعلم ما يسر العباد وما يعلنون. وما تسقط من ورقة الا يعلمها ها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ومنزه عن كل ما ينافي ذلك فلا يعجب ان يغيب عن علمه وبصره وسمعه شيء في السماوات والارض قال تعالى ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ماتوه وحمد الله بالاتقان وكذلك ترك الخلق اهمالا سدى لا يبعثون الى معاد ثاني كلا ولا امر ولا نهي عليه هم من اله قادر ديان اي وكذلك ينزه الله عن العبث في الخلق والامر. وانه خلق شيئا عبثا وباطلا او شرع شيئا عبثا لانه حكيم حميد فمن تمام حكمته وحمده اتقان المخلوقات واحكامها واحسان المأمورات على اكمل وجه واتمه وهذا امر مشهود في الخلق والامر تحير حكمته الالباب ويستدل بما بان من الحكمة فيها على ما خفي على العباد ومن تمام الحكمة انه لم يخلق الخلق سدى لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون. ولا يعاقبون على تلك الاوامر والنواهي بالبعث بعد الموت فالحكمة والحمدالان على انه خلق المكلفين لينفذ فيهم احكامه الشرعية ثم بعد ذلك يبعثهم بعد موتهم الى دار تجري فيهم احكام الجزاء والثواب والعقاب قال تعالى افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق اي عن هذا الظن والحسبان لانه لا يليق بجلاله وقال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى الم يكن طفة ممنى ثم كان علقة فخلق فسوى فالذي نقله في هذه الاطوار لا يليق به ان يتركه مهملا سدى لا يؤمر ولا ينهى ولا يثاب ولا يعاقب قال تعالى ان الذي فرض عليك القرآن رادك الى معاد وكذا كظلم عباده وهو الغني يوفى ما له والظلم للانسان اي وكذلك ينزه الله تعالى عن الظلم للعباد بان يزيد في سيئاتهم او ينقص من حسناتهم او يعاقبهم على ما لم يفعلوا فان الظلم لا يفعله الا من هو محتاج اليه او من هو موصوف بالجور واما الله تعالى الغني عن خلقه من جميع الوجوه العادل الحميد فما له وظلم العباد قال تعالى وما ربك بظلام للعبيد وقال تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما وقال تعالى على لسان نبيه محمد يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا رواه مسلم من حديث ابي ذر وكذاك غفلته تعالى وهو عل لام الغيوب فظاهر البطلان وكذلك النسيان جل الهنا لا يعتريه قط من نسيان وكذا كحاجة الى طعم ورزق قن وهو رزاق بلا حسبان اي وكذلك ينزه الله تعالى عن الغفلة والنسيان لانه عالم الغيب والشهادة وعلمه محيط لا يعرض له ما يعرض لعلم غيره من خفاء بعض المعلومات او نسيانها او الذهول عنها كما قال تعالى علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى وكذلك ينزه تعالى عن احتياجه الى الطعام والرزق لانه تعالى هو الرزاق لجميع الخلق الغني عنهم وكلهم فقراء اليه محتاجون اليه قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزقي وما اريد ان يطعمون وقال تعالى وهو يطعم ولا يطعم هذا وثاني نوعي السلب الذي هو اول الانواع في الميزان تنزيه اوصاف الكمال له عن تشبيه والتمثيل والنكران لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ان المشبه عابد الاوثاني كلا ولا نخليه من اوصافه ان المعطل عابد به او عطل الرحمن من اوصافه فهو الكفور وليس ذا ايماني من مثل الله العظيم بخلقه فهو النسيب لمشرك نصراني هذا النوع الثاني من نوعي السلب الذي ينزه الله عنه الذي هو اول النوعين الثبوتي والسلبي في الميزان اي في هذه القصيدة وتقدم النوع الاول من قسمي السلب وهو السلب المتصل والمنفصل المتضمن لتنزيهه عن النقائص والعيوب وعن مشاركة احد من الخلق له في صفاته الخاصة به وعما يناقض كماله وهذا النوع يرجع الى حفظ كماله ونعوت جلاله عن تشبيهها بصفات الخلق فلا يقال علم الله او قدرته كعلم الخلق او قدرهم ولا رحمته كرحمة خلقه ونحو ذلك فان هذا كله تشبيه لله بالخلق. ومن كان بهذا الحال فانه يمثل بفكره صنما ووثنا يعبده كما فعل النصارى بالمسيح ابن مريم جعلوه الههم ومعبودهم فالمشبه نسيب ومشبه للنصراني ورب العالمين فوق ما يظنون واعلى مما يتوهمون فانه كما ان ذاته لا تشبهها ذوات المخلوقين فصفاته لا تشبهها صفاتهم وعن تعطيل صفاته ونفيها كما فعلته الجهمية المعطلة ومن تبعهم من المتكلمين فان ذلك رد لنصوص الكتاب والسنة فهو الكفور وليس ذا ايمان ولكن سيأتي ان شاء الله في كلام المصنف حكم الجهمية وغيرهم من المعطلة والتمييز بين من يكفر منهم ومن يعذر بتأويله وبالجملة فالناس في هذا المقام ثلاثة اقسام مؤمن موحد ومشبه ومعطل فالمؤمن الموحد يصف الله بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله من صفات الكمال على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته من غير تمثيل ولا تشبيه. ومن غير تحريف ولا تعطيل لشيء من اوصاف الله والمشبه هو الذي يشبه صفات الخالق بصفات المخلوقين او يتعرض لمعرفة كنهها وحقيقتها التي لا يعلمها غير الله والمعطل هو من نفى شيئا من صفات الله وكل من المشبه والمعطل قد حرم الوصول الى معرفة ربه على وجهها وابتلي بالتكلف والتحريف لنصوص الوحي وكما انه مناقض للوحي فهو مناقض لما دلت عليه الفطر التي لم تغير والعقول المستقيمة فلا معقول لديهم ولا من قول وهدى الله اهل السنة والجماعة لاتباع الحق المنقول عن الله وعن رسله والمعقول لذوي الالباب وذلك يظهر بتدبر ما عليه هذه الطوائف من المسائل والدلائل وتحقيقها ونسأله الهداية لاقوم الطرق واهداها