المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل في مذهب الجهمية في افعال العباد والعبد عنده فليس بفاعل بل فعله كتحرك الرجفان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله والعبد عندهم اي عند الجهمية فليس بفاعل بل هو مجبور على افعاله ولذاك قال بل فعله كتحرك الرجفاني اي ان حركته حركة قسرية لا حركة اختيارية وهذا فرع من السفسطة والمكابرة لان الانسان العاقل يعرف ببديهته وعقله ويفرق بين الحركة القسرية والحركة الاختيارية قال الامام ابن القيم رحمه الله وهبوب ريح او تحرك نائم وتحرك الاشجار للميلان والله يصليه على ما ليس منه افعاله حر الحميم الان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله حر الحميم الان اي شديد الحرارة قال الامام ابن القيم رحمه الله لكن يعاقبه على افعاله فيه تعالى الله ذو الاحسان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله لكن يعاقبه على افعاله فيه اي افعال الله في العبد فكان الله هو الذي يفعل بالعبد افعالا يعاقبه عليها ولذا قال تعالى الله ذو الاحسان اي ان احسانه لا يقتضي هذا بل يأباه ويمنعه هذا تحقيق مذهبهم واما مذهب السلف فهو ان الله تبارك وتعالى هو الذي خلق العباد وارواحهم وابدانهم وافعالهم وصفاتهم وهم الذين فعلوا الافعال بكسبهم وقدرتهم ومشيئتهم فهم المختارون لها حقيقة فهي خلق لله وكسب للعباد واذا اردت الذي يبين هذا فاعلم ان العبد يفعل بقدرته ومشيئته والله هو الذي خلق العبد وقدرته ومشيئته فالذي خلق السبب هو خالق المسبب والعبد فاعل حقيقة فصارت افعالهم كسبا لهم وقد خلقها الله فتأمل البحث فانه مهم قال الامام ابن القيم رحمه الله والظلم عندهم المحال لذاته انى ينزه عنه ذو السلطان قال الشيخ احمد بن عيسى رحمه الله في شرحه قوله والظلم عندهم المحال لذاته وذلك كالجمع بين الضدين وجعل الجسم الواحد في مكانين واما المحال لغيره فكإيمان من علم الله تعالى انه لا يؤمن وذلك ان الله ارسل الرسل بطلب الايمان من كل واحد وكلفهم ذلك وعلم ان بعضهم لا يؤمن انتهى من التوضيح وقوله والظلم عندهم الى اخره اي ان الظلم الذي نزه الله عنه نفسه مستحيل عليه فلا يمكن ان يفعله ولا يقدر عليه وهذا مما يعلم بطلانه بالعقل فكيف ينزه احكم الحاكمين نفسه ويتمدح بترك شيء وهو لا يقدر عليه ولا يمكن صدوره منه وهذا مذهبهم واما مذهب اهل السنة والجماعة فهو ان الظلم الذي نزه الله عنه نفسه هو الزيادة في السيئات او النقص من الحسنات والدليل قوله تعالى ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف الموت ولا هضما فقوله ظلما اي زيادة في سيئاته وهضما نقصا من حسناته وهو تعالى يقدر عليه ولكنه نزه نفسه عنه