اذا تعددت فان البصير بامكانه ان يجعل جميعها داخلة في المعنى ومرادة منه. حيث احتملها اللفظ ولا ينبغي له ان يحملها على التباين والتخالف. فكم ذكر في كثير من الايات اقوال متعددة ومرجعها في الحقيقة المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله مقدمة في ضوابط نافعة. اولا ينبغي لمن اراد فهم كلام الله فهما صحيحا ان يتدبره تدبرا ويتفهم ما دل عليه من المعاني. ويطبقها على الواقع. فلا يراعي خصوص الاسباب التي نزلت الايات بها او قيل انها نزلت بسببها. بل يراعي عموم معنى الكلام. ويعلم ان السبب اذا ثبت فانه جزء فرد من افراد ذلك المعنى الذي دل عليه الكلام. وكذلك الاقوال التي يقولها المفسرون كلها الى المعنى العام تانيا واذا رتب الله على معنى من المعاني حكما كان ثبوت ذلك الحكم وكماله ونقصه بحسب قيام ذلك المعنى عناف العامل. مثال ذلك الاثار العاجلة والاجلة التي رتبها الله على اوصاف الايمان او الاسلام او الاحسان او الخوف والرجاء او الصدق او الخشوع او الصلاة والصيام والانفاق وغيرها. اذا كمل قيام العبد بها تم له الثواب. واذا نقض نقص وضد ذلك اوصاف الكفر والنفاق والكذب والخيانة والظلم ونحوها اثارها وعقوباتها بحسب ما قام عبدو منها. ثالثا اذا دخلت على اسماء الاجناس كالانسان والانس والجن ونحوها. او دخلت على الاوصاف كالبر والتقوى والخير والصدق والاحسان والعدل والظلم ونحوها. فانها تفيد العموم عموم الاشخاص او عموم الاوصاف. رابعا المفرد اذا اضيف يفيد العموم كما يفيده الجمع المضاف كذلك النكرات اذا جاءت بعد النفي او النهي او الاستفهام او الشرط. خامسا اذا امر الله بشيء كان امرا به وبما لا يتم الا به واذا نهى عن شيء كان نهيا عن جميع وسائله وتوابعه. واذا اخبر بشيء يستلزم وجود اسباب ووسائل قبل له كان خبرا به وبوسائله فاعتبر هذه الضوابط الجامعة التي لا تخلو كل سورة من القرآن من كثير منها اعلم ان المفسرين اصطلحوا على ان السور التي نزلت كلها او معظمها قبل الهجرة تسمى مكية. وغالبها في تقرير الاصول والصور التي نزلت كلها او معظمها بعد الهجرة تسمى مدنية. وفيها تقرير الاصول ايضا كثير من الفروع كما ستراه والله اعلم