المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله باب الجنابة قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله باب الجنابة مأخوذ من الاجناب وهو الابعاد ولهذا سمي البعيد عن الشيء اجنبيا عنه والاجانب ضد الاقارب وسبب تسمية الجنب جنبا قيل لان الماء باعد محله وقيل لان الجنب بعيد عما يفعله في حال طهارته وقيل لانه بعيد عن الارواح الطيبة وغسل الجنابة واجب بالاجماع وهو ثابت بالكتاب والسنة حتى ان بعض المفسرين قال ان المراد بقوله تعالى انا عرضنا الامانة على السماوات والارض الاية هو غسل الجنابة فانه امانة بين العبد وبين ربه والصحيح ان الاية عامة وهو داخل فيها والظاهر ان من قال انه غسل الجنابة ذكره على وجه التمثيل لا على وجه الحصر وموجبات الغسل خمسة بالاجماع والسادس فيه خلاف وهي الاول خروج المني دفقا بلذة الثاني ايلاج الحشفة في الفرج وان لم ينزل الثالث الحيض الرابع النفاس الخامس الموت السادس الاسلام اي انه اذا اسلم الكافر وجب عليه الغسل والصحيح انه لا يجب ويذكر كل واحد من هذه في بابه ويذكر في هذا الباب غسل الجنابة من النوعين الاولين التاسع والعشرون الحديث الاول عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب قال فانخنست منه فذهبت فاغتسلت ثم جئت فقال اين كنت يا ابا هريرة قال كنت جنبا فكرهت ان اجالسك وانا على غير طهارة فقال سبحان الله ان المؤمن لا ينجس رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب الى اخره فيه ان المؤمن طاهر حيا وميتا كما في بعض الروايات وفيه حسن ادب ابي هريرة مع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واجلاله له حيث كره ان يجالسه في هذه الحالة وفيه فضل توقير الافاضل والصالحين خصوصا من قام مقام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من العلماء العاملين الذين هم ورثة الانبياء وفيه انه ينبغي للانسان تفقد اصحابه ومن يتصل به والنظر في احوالهم والسؤال عمن غاب منهم وكان ابو هريرة ملازما للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولهذا حصل علما كثيرا مع انه لم يسلم الا سنة سبع وهو اكثر الصحابة حديثا وقوله فانخنست الانخناس الذهاب بخفية