يوفقنا واياكم الى ما يحب ويرضى والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك الدرس الثامن والعشرون رؤيا الملك وتأويل يوسف لها الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين وخالق الخلق اجمعين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين اما بعد خرج الرجل من السجن وبقي يوسف فيه صلوات الله وسلامه عليه ثم قدر الله تبارك وتعالى ان رأى الملك رؤيا قال جل وعلا سبع عجاف يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخريات البسات يا ايها الملأ افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا يبرون. هذه رؤيا رآها ملك مصر في ذلك الزمان. واختلف في هذا الملك من يكون. فقيل انه فرعون من فرعون مصر والقول الثاني انه ليس من الفراعنة ولكنه من الهيكسوس الذين حكموا مصر في ذلك الزمان. وايا كان الامر فان معرفة الملك لا تفيدنا شيئا. وانما يفيدنا المعنى الذي اشتملت عليه هذه الايات. والمشهور كذلك ان هذا الملك اسمه الريان ابن الوليد. رأى هذه الرؤيا العجيبة. ولم يقل اني رأيت وانما قال اني ارى والاظهر ان يقول رأيت بانه من ام قد مضى ولكنه قال ارى يريد ان ينبه الحاضرين الى ان الامر رؤيا وانه تستحضرها تماما كانه يراها الان. فقال اني ارى. والذي استغربه هذا الملك هو انه رأى ان ناقص الهزيل الضعيف يأكل القوي الكامل. وهذا امر غريب. خاصة انه ذكر في كتب اهل الكتاب ان الملك رأى البقرات السمان والبقرات العجاف وكيف تعمل هذه العجاف بالسمان تأكلها؟ فقام من نومه مفزوعا ثم عاد نام مرة ثانية فرأى السنابل. سنابل يابسة وسنابل خضراء. ثم تأتي هذه السنابل اليابسة فتلتف على السنابل الخضراء حتى تكون كانها التهمتها. فقام فزعا مرة ثانية. ولما كان الامر غريبا وهو ان الهزال من البقر تأكل السمان وكذلك السنابل اليابسات تلتف وتأكل السنابل الخضراء ايقن ان في الامر عندها جمع الملك الحكماء والسحرة والكهنة والعلماء في ذلك الزمان. ثم قص عليهم هذه الرؤيا لما قص عليهم هذه الرؤيا قالوا اضغاث احلام. وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين. قالوا اضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين. الضعف هو الخليط. الشيء الخليط. يعني الشيء الرطب مع الشيء يابس شيء ليس بواضح. قالوا اضغاث احلام. وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين. لو كانت هذه رؤيا كنا فسرناها لكم ولكن احلام ونحن لا نعلم تأويل الاحلام وانما نعلم تأويل الرؤى. وهنا يقول اهل العلم جمعوا السوء من ثلاثة اوجه الوجه الاول الجهل لان الامر كان رؤية. ما كانت اضغاثه احلام. ولكن زعموا جهلا ان رؤيا الملك اضغاث احلام اذا جهل ثم كذلك تكلموا بدون علم. وكان الاولى بهم ان يقولوا لا نعلم. ثم كذلك جزموا بالجهل. فقالوا غاثوا احلام اذا جهال ثم افتوا بباطل ثم ادعوا انه لو كان رؤيا لكنا علمناهم. اذا ادعوا فضلا ليس لهم ثم افتوا بغير علم ثم هم جهال. هذه ثلاثة امور سيئة وجدت في اولئك القوم. قال الله تبارك وتعالى وقال الذين نجى منهما وذكر بعد امة انا انبئكم بتأويله فارسلوا نون يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن ان سبع عجاف يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر يابسات لعلي ارجع الى الناس لعلهم يعلمون قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سبله الا قليل الا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع انشداد كل ما قدمتم لهن الا قليلا الا قليلا من ما تحسنون. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون الرؤيا كما مر بنا كانت سببا في بلاء يوسف. والشدة التي وقعت له لما رأى احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين. كانت هذه الرؤيا سببا في البلاء الذي وقع ليوسف صلوات الله وسلامه عليه ثم جاءت هذه الرؤيا لتكون بشرى ورحمة ليوسف صلوات الله وسلامه عليه. وكذلك الرؤيا التي رآها الرجل ان في السجن مع يوسف كانت كذلك ابتداء الفرج ليوسف صلوات الله اذا ليوسف مع الرؤى قصص واحداث وقال الذي نجا منهما وادكر بعد امه ادكر بعد امه يعني تذكر بعد مدة بعد امه اي من الزمن وسمي امة كما يقول اهل العلم لان الامة عبارة عن تجمع افراد كثيرين فيكونون بعد ذلك امة. كذلك تذكر بعد امة اي بعد ايام تابعة متكاثرة تذكر بعدها فاذا قالوا عن الزمن امة اي بعد مدة. ويقول العرب كذلك تذكر بعد امه يعني بعد نسيان الامة النسيان تذكر بعد امه لكن هنا في كتاب الله تبارك وتعالى انما جاءت امة بمعنى مدة اي تذكر بعد الذي نجا منهما قلناه هو ساقي الملك. لما رأى ان الملك جمع السحرة والكهنة والعلماء وسألهم عن هذه الرؤيا وعجزوا عنها تذكر يوسف صلوات الله وسلامه عليه. وهذا يؤكد ان قول الله تبارك وتعالى فانساه الشيطان ذكر ربه ان المقصود هو الساقي لان الذي نسي هو الذي تذكر هنا. ماذا قال؟ وقال الذي نجا منهما بعد امة اناء بتأويله. فقالها على صيغة الجزم مع انه رأى عجز العلماء والحكماء والسحرة والكهنة رأى عجزه لكن لثقته المفرطة بيوسف صلوات الله وسلامه عليه قال انا انبئكم بتأويله وقالها جهرا انبئكم كلكم ولم يقلها سرا ولم يذهب الى يوسف ويسأله ثم يرجع اليهم ابدا ولكن قالها عن ثقة تامة بيوسف صلوات الله وسلامه عليه انا انبئكم بتأويله وقوله بتأويله كأنه يرد عليهم يقول ليس اضغاط احلام ولكنه رؤيا ولها تأويل انا سانبئكم بتأويله لكن الامر يحتاج الى ان ترسلون. فارسلون. يوسف ايها الصديق. وهنا كما يقول اهل العلم هنا يوجد اختزال وهو اختصار الكلام. حذف كلاما كثيرا لانه يمكن ان تفهم انت المراد دون ان تسمع هذا الكلام. لان الاصل كما قلنا سابقا في كلام العرب ما قل ودل. لان القضية ان هذا الرجل قال انا انبئكم بتأويله فارسلون فارسلوه فدخل على يوسف قال له يوسف ايها الصديق كل هذا اختزل او اختصر وسكت عنه لانه مفهوم. دخل على يوسف صلوات الله وسلامه عليه ثم قال اي يهوى الصديق قدم بين يدي سؤاله ثناء على يوسف لما يعرفه عنه من كمال الاخلاق ولذلك قال له ايها الصديق ولم يقل له ايها الصادق. وانما قال الصديق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان الرجل ليصدق قر الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. ولذلك جاء هذا الرجل بهذا الوصف الكريم لذلك النبي الكريم فقال له يوسف ايها الصديق افتنا. في سبع بقرات ثمان يأكلهن سبع عجاب. وسبع سنبل واخر يابسة. لعلي ارجع الى الناس. لعلهم يعلمون. لعلي لانه خشي الا يخبره يوسف. صلوات صلوات الله وسلامه عليه لانه سجن ظلما وخشي كذلك او وقع شيء من التردد كما يقول اهل العلم خشي الا يكون عند يوسف علم بهذه وهو ان كان عنده ثقة بيوسف لكنه ايضا لا يظمن ظمانا قطعيا ان يوسف سيؤول هذه الرؤيا خاصة ان العلماء والحكماء والسحرة كان قالوا اضغاث احلام ولعل يوسف ان يقول له كذلك اضغاث احلام. ولذلك استدرك بقوله لعلي ارجع الى الناس اي بالخبر لعلهم يعلمون. يعلمون هنا تحتمل امرين. لعلهم يعلمون تفسير هذه الرؤيا. فيصنعون ما يجب عليهم ان يصنعوا او لعلهم يعلمون فضلك ويعلمون الظلم الذي وقع عليك فيكون هذا سببا لخروجك من السجن. وهنا يظهر لطف الله سبحانه وتعالى لان لطف الله جل وعلا يكون احيان من طرف خفي. ولذلك اللطيف هو الشيء الخفي الذي لا يكاد يرى كل احد لو ان الملك كلم الساقي ابتداء وقال له اني رأيت او اني ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع الخضر واخر يابسات. ما تقول فيها؟ لقال له هذا الساقين انا اعرف رجلا يفهم في الرؤى اسأله لك. ثم ذهب الى يوسف وسأله ثم يوسف فرجع فاخبر الملك بتفسير هذه الرؤيا ثم الملك بعد ذلك يجمع السحرة والكهنة ويقول لهم انظروا الى فضل هذا الرجل كيف فسر فقال نحن نعلم لو سألتنا لاخبرنا ما سألتنا انت. انت ما سألته مباشرة سألت هذا الرجل لو سألتنا اخبرناك. ولكن اراد الله تبارك وتعالى ان يظهر فضل يوسف صلوات الله وسلامه عليه باظهاره عجز اولئك. وهنا يظهر الفضل. عندما يعجز عنها الكل يأتي يوسف ويأخذها صلوات الله وسلامه عليه كما مر بنا في قصة ادم صلوات الله وسلامه عليه على الملائكة فقال انبئوني باسمائه ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم قال يا ادم انبئهم باسماءهم فمتى اظهر فضل ادم بعد ان اظهر عجزه؟ وهنا يظهر فضل ادم وكذا الامر يوم القيامة عندما يذهب الناس لادم فيقول يا ادم اشفع لنا عند ربك خلقك بيده واسجد لك ملائكته ونفخ فيك من روحه اشفع لنا عند ربك. فيقول لست لها اذهبوا الى نوح فيذهبون يا نوح فيقول لست له اذهبوا فيذهبون الى ابراهيم فيقول لست لها اذهبوا الى موسى فيذهبون الى موسى فيقول لست لها اذهبوا الى عيسى فيذهبون الى عيسى فيقول لست لها اذهبوا الى محمد فيقول انا لها انا لها صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. فلو ابتدأ ابتداء والناس ذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا له اشفع لنا عند ربك وشفع وقبل الله شفاعته لكان لقاء لان يقول لو ذهبوا الى ابراهيم لشفع ولو ذهبوا الى موسى لشفع وكذا عيسى وادم ونوح لكن اظهر الله محمد صلى الله عليه واله وسلم بعد ان اظهر سبحانه وتعالى ان ادم ونوحا وابراهيم وموسى وعيسى ليسوا لها صلوات الله وسلامه عليه. وهنا ظهر فضل محمد. وكذا الامر هنا. جعل الله سبحانه وتعالى الملك يجمع السحرة والكهنة والعلماء والحكماء الهم؟ فقالوا اضغاث احلامكم فاظهر فضل يوسف. صلوات الله وسلامه عليه عندما فسر هذه الرؤيا وهذا لطف الله سبحانه وتعالى. ومن لطفه وعلا ما جعل هذه الرؤيا تراها زوجة الملك وما جعل هذه الرؤية يراها وزير عند الملك. ولا ساقي الملك. ولا رجلا من العامة. فيأتي على باب الملك فيقول رأيت هذه الرؤيا فيهملها الملك ولا يهتم لها وانما جعل هذه الرؤيا يراها الملك. فلما شغلت بال الملك شغلت بال الناس كلهم. فلما كان الامر كذلك سمع الناس كلهم من هذا الرجل الذي فسر هذه الرؤيا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. سأل يوسف صلوات الله وسلامه عليه من هذه الرؤيا. فسرها مباشرة قال تزرعون سبع سنين دأبا او دأبا يعني مستمرا. فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون. ثم يأتي من بعد ذلك سبع يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحسنون. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصم. فسر الرؤيا صلوات الله وسلامه عليه. وهنا في تفسيره لطائف. قال تزرعون سبع سنين دأبا؟ اي استمرار فما حصدتم فذروه اي اتركوه في سنبلة حتى لا لا ييبس ولا يفسد ولا تؤثر فيه الامطار ولا يؤثر فيه التكديس. دعوه في سنبله الا قليلا مما تأكلون. لانه سيأتي بعد سبع شداد اي سنوات شداد يأكلن ما قدمتم لهن اي يكون جذب ما في مطر الا قليلا مما تحسنون اي لا تستطيع ان تأكلوا شيئا في هذه السنوات الا الذي خزنتموه واحصنتموه هذا الذي تستطيعون ان تأكلوه. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصره. مع ان هذا العام ما ذكر في الرؤية وانما رأى الملك سبعا شدادا وسبعا عجافا وسبعا خضرا وسبعا يابسات من اين عرفت يوسف صلوات الله وسلامه انه سيكون عام فيه يغاث النار قالوا الهام من الله تبارك وتعالى. اعلمه الله انه بعد السبع شداد سيأتيه عام فيه يغافل الناس. وقال اخرون بل هذا علم الرؤى لانه لما كانت السب تأتي بعدها الشداد وحددت بسبع فدل على انها بنهاية السبع ينتهي الجد ونهاية الجد بداية الغيث ففهم يوسف صلوات صلوات الله وسلامه عليه من هذا ولذلك تفسير الرؤى كما انه علم يدرس هو ايضا فضل من الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء بين لهم صلوات الله وسلامه عليه معنى هذه الرؤيا. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس. يغاث ولم يقل يمطر الناس وانما قال يغاث لانه ليس على كل حال ان المطر يكون رحمة. قد يكون عذابا وانما الرحمة بالغيث. ولذلك قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ليس السنة الا تمطر سنة يعني جد وقحم ليست السنا ان لا تمطر ولكن السنا ان تمطر فلا تنبت لانه يكون مطرا ولا يكون غيثا. هذه السنة الحقيقية الناس ينظرون الى المطر ولا ينتفعون به. المطر لا يكون نافعا الا اذا كان غيثا كان من دعاء النبي اللهم اسقنا غيثا مغيثا فيسأل الغيث لا مجرد المطر. بين لهم تفصيل هذه الرؤيا وهنا لابد من المعلوم ان يوسف صلوات الله وسلامه عليه النبي الان. اما ان نبئ قبل السجن واما ان نبئ في السجن لكنه الان نبي صلوات الله وسلامه عليه وهذه امة كافرة الذي هو فيهم صلوات الله وسلامه عليه ومع هذا نصح لهم هم كفار نصح لهم في دنياهم. كما انه نصح لهم في دينهم لما وعظ الرجلين ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار وهكذا يجب على المسلم ان ينصح لمن يعمل عنده ولو كان كافرا ما يجوز لك ان تغشه بحجة انه كافر طالما انه استأمنك يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود. فلا يجوز للمسلم ان يخون الكافر. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم نؤدي الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك حتى لو خانك هو انت ما تخون. المسلم له تربية خاصة المسلم له دين المسلم له رب يراقبه سبحانه وتعالى. ولذلك ينصح حتى للكافر. فهذا الذي يقول مثلا في بلاد الكفر يجوز ان نغش يجوز ان نكذب يجوز ان يجوز ان نستحل اعراضهم نستحل دماءهم نستحل اموالهم كل هذا باطل ليس من دين الله في شيء ابدا. بل هذا دين الله الذي تعامل به يوسف صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك نصح لهم في مالهم. بل ان كل الشرائع التي جاءت اتفقت على حفظ خمسة امور. كما نص على ذلك اهل العلم بحفظ النفس بحفظ النسب والعرض جاءت الشرائع بحفظ العقل وجاءت الشرائع بحفظ الدين وجاءت بحفظ المال هذه خمسة امور اتفقت الشرائع جميعا على حفظها. فالنفس كما لا يجوز اتلافها في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فكذلك في شريعة ادم في شريعة موسى عيسى وفي جميع الانبياء. المال محفوظ في جميع الشرائع. النسب محفوظ في جميع الشرائع. العقل محفوظ في جميع الشرائع. الدين محفوظ في جميع الشرائع. ابدا. كل ما يفسد العقل حرام. كل ما يفسد الدين حرام. كل ما يفسد النسب حرام. كل ما يفسد المال حرام كل ما يفسد النفس حرام في جميع الشرائع. كل ما يحفظ النفس واجب كل ما يحفظ المال واجب كل ما يحفظ الدين واجب كل ما يحفظ العقل واجب كل ما النسب واجب كل الشرائع اتفقت على حفظ هذه الامور الخمسة يوسف صلوات الله وسلامه كما نرى بذل ما عنده من العلم بلا تأخر ولا شرط. ولو كان غير يوسف كان يقول ماذا؟ الان تسجنونني ظلما وتتركونني بدون محاكمة ثم تأتون وتريدون ان انصح لكم؟ لا والله ما تذوقونها ابدا. لكن ما فعل هذا يوسف صلوات الله وسلامه ابدا ما فعلها بل بين كل ما يعرفه صلوات الله وسلامه عليه. ولم يشترط الخروج لم يقل اخبركم ولكن على شرط ان تخرجوني من السجن بل اثر ان يبقى كما هو صلوات الله وسلامه طالما انه لم تظهر الى الان براءته امام جميع الناس. بل زاد على ذلك صلوات الله وسلامه عليه. وهذه اخلاق لا الا اولئك الخواص من البشر. زاد على تأويل الرؤيا انه نصح لهم كيف يتعاملون مع ذلك الوضع بين لهم انها سبع شداد وسبع سمان وعام فيه يعصر الناس. لكن قال لهم كيف يصنعون؟ قال ازرعوا سبع سنين وذروه في سنبل لانه سيأتي بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن. فتستطيعون ان تتعاملوا مع هذه السنين. اذا فسر الرؤيا ثم نصح لهم كيف عملنا معها صلوات الله وسلامه عليه. قلنا قول الله تبارك وتعالى ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس. وفيه يعصرون. ما معنى لا يعصرون. قال اكثر المفسرين يعصرون اي يعصرون الزيت. من السمسم والزيتون وغيره. وقال بعضهم يعصرون اي يمطرون. ولذلك سمى الله السحاب وانزل من المعصرات ماء فجال سماها معصرات لانها تنزل المطر. اذا يغاث الناس وفيه يعصرون اي يمطرون خيرا او يعصرون لبيان انهم يخرج خير كثير وبعد ذلك يعصرون الزيت من السمسم والزيتون وغيره مما يعصر. نسأل الله تبارك وتعالى