الحديث الثالث عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل الخلاء قال اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث رواه البخاري ومسلم هذه استعاذة اخرى من الاستعاذات النبوية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي في ذكر من اذكار الخلاء. عند دخوله يقول الداخل قبل الدخول مباشرة اعوذ بالله من الخبث جمع خبيث اذا خبث جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة فالمراد بذلك ذكران الشياطين واناثهم وقيل في معناه الخبث وقيل فيه الخبث وهو الشر وقيل الكفر فاذا قيل الخبث بتسكين الباء وقيل الخبث بضم الباء الخبث جمع خبيث والخبث مصدر خبث خبثا فيكون المقصود به الكفر او الشر والخبائث الشياطين وقيل الخبث الشياطين والخبائث في المعاصي على اية حال الخبث في كلام العرب هو المكروه فان كان من الكلام فهو الشتم ان كان من الكلام فهو الشتم الخبث الكلام المكروه واذا كان من الملل فهو الكفر فخبيث الكلام الشتم. وخبيث الملل الكفر وخبيث الطعام الحرام وخبيث الشراب الضار وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من الشياطين اذا اراد ان يدخل الخلاء لان الشياطين يحضرون هذه المواضع ويرغبون فيها الشياطين تحب النجاسات والخبائث واماكن كشف العورات وتحضر ذلك وكذلك تحظرها الشياطين لانها اماكن يهجر فيها ذكر الله يعني لا يذكر الله في الخلاء فالشياطين تحضر هذا هي حالة استيحاش من العبد لترك ذكر ربه فلذلك يستعيذ قبل ان يدخل من الشياطين التي كثيرا ما تكون حاضرة في هذه الاماكن والدليل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذه الحشوش ان هذه الحشوش لضم الحق ان هذه الحشوش محتضرة يعني تحضرها الشياطين ان هذه الحشوش محتضرة فاذا دخل احدكم الخلاء فليقل اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث. وهذا يبين المناسبة بين الذكر وسببه ومن السنة ان يقول عند الخروج غفرانك. فيسأل الله المغفرة من تركه ذكره في ذلك الوقت وكذلك يسأل الله المغفرة من الذنوب ليتخلص منها كما تخلص من اذى الطعام لما تخلص من اذى الطعام ناسب ان يذكر التخلص من اذى الذنوب بطلب المغفرة هذه من العلاقات بين غفرانك وما كان فيه عندما دخل ولا يبعد ان يستعيذ من الكفر ومن الشياطين ومن سائر الاخلاق الخبيثة والافعال المذمومة وهي الخبائث وجاء بلفظ الخبث لمجانسة الخبائث ولانه لما كان الموضع خبيثا في نفسه استعاذ من كل ما جاء في لفظه وقيل استعاذ اولا بالله من الشياطين وخبثها لما يحدث من حضورها من اقبالها على تلك الاحوال في قضاء الحاجة وانكشاف العورات وخروج النجاسات فاذا ذكر الله قبل ان يدخل واستعاذ به ولت هاربة ولم يحصل لها مقصودها الخبيث يستلذ بالخبيث ولذلك الشياطين تحب هذه الاماكن وما يكون فيها من النجاسات وقيل ان الاستعاذة من الخبائث يعني النجاسات لما يكون من البول والغائط وما يحصل احيانا بهما او منهما من المكروهات اه ما تقدم من اه الشروح في معالم السنن الخطابي واكمال المعلم للقاضي عياض وغيرهما ما هي فائدة هذه الاستعاذة؟ الالتجاء الى الله عز وجل من الخبث والخبائث لان هذا مكان خبيث والخبيث مأوى الخبثاء وهي الشياطين فصار من المناسب ان يستعيذ بالله عند دخول الخلاء من الخبث والخبائث وحتى لا يصيبه الخبث وهو الشر ولا الخبائث وهي النفوس الشريرة حتى لا تؤذيه حتى لا تؤذيها