المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الامام الشفاريني رحمه الله الباب الاول في معرفة الله تعالى اول واجب على العبيد معرفة الاله بالتسديد قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله اول واجب اي شرعا لا عقلا خلافا لمن قال بذلك قوله بالتسديد اي بالنظر الصائب بان ينظر في الكون وما فيه هذا معنى كلام المؤلف فقد وافق من يقول ان معرفة الله نظرية والصحيح الذي تدل عليه النصوص من الايات والاحاديث وكلام ائمة السلف انها فطرية ضرورية واختاره شيخ الاسلام الا من فسدت فطرته واحتاج الى النظر واما من لم تفسد فطرته وحصلت له المعرفة من دون نظر فلا يجب عليه وهو الصواب ان شاء الله ومن اراد تحقيق هذه المسألة فعليه بشرح الاصفهانية لشيخ الاسلام ابن تيمية والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله الى غير ذلك من الايات قال الامام السفاريني رحمه الله بانه واحد لا نظير له ولا شبه ولا وزير قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ولا وزير لان ملوك الدنيا يتخذون الوزراء لامرين اما ليبلغوهم ما خفي عنهم من احوال رعاياهم لان الملك لا يحيط علما بجميع اصول رعيته او ليعينوهم على افعالهم الشاقة لان الملك لا يتمكن من مباشرة جميع افعال رعيته بنفسه وهو سبحانه يعلم السر واخفى ماء وهو ايضا على كل شيء قدير قال الامام السفاريني رحمه الله صفاته كذاته قديمة اسماؤه ثابتة عظيمة قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله صفاته اي الذاتية والفعلية والخبرية كذاته قديمة وهذا مأخوذ من القاعدة المشهورة عند اهل السنة والجماعة وهي ان الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات فكما اننا نثبت لله ذاتا لا تشبه الذوات فكذلك نثبت له صفات لا تشبه الصفات قوله اسماؤه ثابتة اي بالكتاب والسنة والاجماع وقوله عظيمة فمن عظمها انها كلها حسنى فليس فيها اسم قبيح او ليس حسنا ولا قبيحا ومن عظمها انها اسماء ونعوت فيستحق سبحانه من الصفات كما لها وغايتها فهو رحيم وهو ارحم الراحمين وهكذا وينبغي ان يعلم ان الاسماء الحسنى لها اعتباران اعتبار من حيث الاسماء واعتبار من حيث الصفات فبالاعتبار الاول مترادفة وبالاعتبار الثاني متباينة فائدة الاسم من اسمائه تعالى له ثلاث دلالات دلالة على الذات والصفة بالمطابقة ودلالة على احدهما بالتضمن ودلالة على الصفة الاخرى باللزوم كما حقق ذلك الامام ابن القيم في النونية في فصل عقده بعد الاسماء الحسنى فقال ودلالة الاسماء انواع فلا صن كلها معلومة ببيان دلت مطابقة كذاك تضمنا وكذا التزاما واضح البرهان اما مطابقة الدلالة فهي ان ان الاسم يفهم منه مفهومان ذات الاله وذلك الوصف الذي يشتق منه الاسم بالميزان لكن دلالته على احداهما بتضمن فافهمه فهم بيان وكذا دلالته على الصفة التي ما شتق منها فالتزام داني واذا اردت لذا مثالا بينا فمثال ذلك لفظة الرحمن ذات الاله ورحمة مدلولها فهما لهذا اللفظ مدلولان احداهما بعض لذا الموضوع فه يتضمن ذا واضح التبيان لكن وصف الحي لازم ذلك مع انها لجوم العلم للرحمن فلذا دلالته عليه بالتزاء من بين والحق ذو تبيان فائدة صفات باري تبارك وتعالى تنقسم الى قسمين صفات الذات وصفات الافعال فصفات ذات هي المتعلقة بذاته فلا ينفك عنها وهي ايضا قسمان ذاتية وخبرية فالذاتية كالحياة والسمع والعلم والكلام ونحوها والخبرية كالوجه والعينين والقدم واليدين ولكن الخبرية داخلة في مسمى الذاتية وانما فصلت عنها لان طريقها الخبر عن الشارع فلا مدخل للعقل بها واما صفات الافعال فضابطها هي التي تتعلق بالمشيئة والقدرة وهي قسمان ايضا قسم يتعلق بذات الباري مثل الاستواء والنزول والمجيء ونحوها وقسم يتعلق بالخلق مثل الخالق البارئ المصور فائدة اخرى اركان الايمان بالاسماء والصفات ثلاثة الاول الايمان بالاسم والثاني الايمان بالصفة الناشئة عن الاسم الثالث الايمان بالحكم الناشئ عن الصفة مثاله العليم فهذا اسمه وصفته العلم فنؤمن انه عليم بذات الصدور اي ذو علم والحكم ان نؤمن بانه بكل شيء عليم هذا ان كان الفعل متعديا فان كان لازما لم يخبر عنه به نحو الحي يطلق الاسم والمصدر دون الفعل فلا يقال حي وقد حقق ذلك ابن القيم في النونية بقوله واشهد عليهم انهم قد اثبتوا السماء والاوصاف للديان وكذلك الاحكام احكام الصفاء سوى هذه الاركان للايمان قالوا عليم وهو ذو علم ويع لمغاية الاسرار والاعلان وكذا بصير وهو ذو بصر صيروا كل مرئي وذي الالوان وكذا سميع وهو ذو سمع ويس مع كل مسموع من الاكوان والوصف معنى قائم بالذات اسماء اعلام له بوزان اسماؤه دلت على اوصافه مشتقة منه اشتقاق معاني وصفاته دلت على اسمائه والفعل مرتبط به الامران والحكم نسبتها الى متعلقة تن تقتضي اثارها ببيان ولربما يعنى به الاخبار عنه اثارها يعنى به الامران والفعل اعطاء الارادة حكمها مع قدرة الفعال والانكان فائدة اقسام التوحيد ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالهية وتوحيد الاسماء والصفات فالاول هو الذي اقر به المشركون وهو اعتقاد ان لا خالق ولا محيي ولا مميت الا الله الثاني افراده تعالى بالعبادة والذل والحب والافتقار والتوجه اليه وحده والثالث ان يوصف الله بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله اثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل قال الامام السفاريني رحمه الله لكنها في الحق توقيفية لنا بذا ادلة وفية قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله لكنها اي اسماؤه في الحق اي بالقول الصواب المعتمد توقيفية اي متوقفة على الشارع فلا يطلق على الله الا ما اطلقه على نفسه او اطلقه عليه رسوله فالاصل المنع حتى يقوم دليل الاذن فاذا ثبت كان توقيفيا قال في بدائع الفوائد ما يطلق عليه سبحانه في باب الاسماء والصفات توقيفي وما يطلق في باب الاخبار لا يجب ان يكون توقيفيا كالقديم والشيء فهذا فصل الخطاب في مسألة اسمائه هل هي توقيفية او يجوز ان يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع ولما كانت اسماؤه الحسنى يثبتها له اهل السنة وغيرهم من المعتزلة ونحوهم قدم الكلام عليها واما الصفات ففيها خلاف بين اهل السنة وغيرهم فالجهمية والمعتزلة ينفون جميع الصفات قال الامام السفاريني رحمه الله له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته هذه الصفات السبع الثبوتية التي لا يثبت المتكلمة الصفاتية سواها اما الجهمية والمعتزلة فلا يثبتون لله شيئا من الصفات بل الاسم والحكم فقط واما الاشعرية فلا يثبتون له غير السبع المذكورة في البيت وما تريدية يزيدون على الاشعرية صفة واحدة وهي صفة الخلق وستأتي في الفصل بعده ان شاء الله قال الامام السفاريني رحمه الله بقدرة تعلقت بممكني كذا ارادة فعي واستبيني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله بقدرة هو متعلق باقتدر في البيت قبله اي انه اقتدر بقدرة الى اخره ومعنى البيت ان قدرته وارادته يتعلقان بالممكن فقط والارادة هي المرادفة للمشيئة وهي الارادة الكونية القدرية لا الارادة الشرعية الدينية فهي شيء اخر ولكن الصواب ان الارادة تتعلق بالموجود ومن الممكن فقط واما القدرة فهي التي تتعلق بجميع الممكنات مطلقا سواء كانت موجودة او معدومة قال الامام السفاريني رحمه الله والعلم والكلام قد تعلق بكل شيء يا خليلي مطلقا قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته اي سواء كان واجبا او ممكنا او مستحيلا اما الواجب فهو الذي لا يمكن عدمه وهو الله واسماؤه وصفاته والممكن هو الذي يجوز ان يمكن وجوده وعدمه والمستحيل هو الذي لا يمكن وجوده كما يأتي ذكره ان شاء الله تعالى عند قول الناظم في الخاتمة ومستحيل الذات غير ممكن الى اخره قال الامام السفاريني رحمه الله وسمعه سبحانه كالبصر بكل مسموع وكل مبصر قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته يعني ان متعلقهما واحد وهو الموجود مطلقا سواء كان واجبا او ممكنا عينا او وصفا قوله بكل مسموع ان يتعلقان بكل مسموع وكل مبصري