المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الثالث عن تميم الداري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه كرر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذه الكلمة اهتماما للمقام وارشادا للامة ان يعلموا حق العلم ان الدين كله ظاهره وباطنه منحصر في النصيحة وهي القيام التام بهذه الحقوق الخمسة فالنصيحة لله الاعتراف بوحدانية الله وتفرده بصفات الكمال على وجه لا يشاركه فيها مشارك بوجه من وجوه والقيام بعبوديته ظاهرا وباطنا والانابة اليه كل وقت بالعبودية والطلب رغبة ورهبة مع التوبة والاستغفار الدائم لان العبد لابد له من التقصير في شيء من واجبات الله او التجري على بعض المحرمات وبالتوبة الملازمة والاستغفار الدائم ينجبر نقصه ويتم عمله وقوله واما النصيحة لكتاب الله فبحفظه وتدبره وتعلم الفاظه ومعانيه والاجتهاد في العمل به في نفسه وفي غيره واما النصيحة للرسول فهي الايمان به ومحبته وتقديمه فيها على النفس والمال والولد واتباعه في اصول الدين وفروعه وتقديم قوله على قول كل احد والاجتهاد في الاهتداء بهديه والنصر لدينه واما النصيحة لائمة المسلمين وهم ولاتهم من الامام الاعظم الى الامراء والقضاة الى جميع من لهم ولاية عامة او خاصة اه فباعتقاد ولايتهم والسمع والطاعة لهم وحث الناس على ذلك وبذل ما يستطيعه من ارشادهم وتنبيههم الى كل ما ينفعهم وينفع الناس والى القيام بواجبهم واما النصيحة لعامة المسلمين فبأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ويسعى في ذلك بحسب الامكان فان من احب شيئا سعى له واجتهد في تحقيقه وتكميله فالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فسر النصيحة بهذه الامور الخمسة التي تشمل القيام بحقوق الله وحقوق كتابه وحقوق رسوله وحقوق جميع المسلمين على اختلاف احوالهم وطبقاتهم فشمل ذلك الدين كله ولم يبق منه شيء الا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط والله اعلم