المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثانية العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص لا بخصوص الاسباب. وهذه القاعدة نافعة جدا في مراعاتها يحصل للعبد خير كثير وعلم غزير. وباهمالها وعدم ملاحظتها يفوته علم كثير. ويقع الغلط والارتباك الخطير. وهذا الاصل اتفق عليه من اهل الاصول وغيرهم. فمتى راعيت القاعدة؟ فمتى راعيت القاعدة حق الرعاية؟ وعرفت ان ما قاله المفسرون من اسباب النزول انما هو فسبيل المثال لتوظيح الالفاظ وليست معاني الالفاظ والايات مقصورة عليها. فقولهم نزلت في كذا وكذا معناه ان هذا مما يدخل فيها. ومن ما يراد بها فان القرآن كما تقدم. انما نزل لهداية اول الامة واخرها. حيث تكون وانى تكون. والله تعالى قد امرنا بالتفكر والتدبر لكتابه. فاذا تدبرنا الالفاظ العامة وفهمنا ان معناها يتناول اشياء كثيرة. فلاي شيء نخرج بعض هذه المعاني مع دخول ما هو مثلها ونظيرها فيها. ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه فمتى مر بك خبر عن صفات الله واسمائه وعن ما يستحقه من الكمال وما يتنزه عنه من النقص فاثبت له جميع ذلك. المعنى كامل الذي اثبته سبحانه لنفسه ونزيهه عن كل ما نزه نفسه عنه. وكذلك اذا مر بك خبر عن رسله وكتبه واليوم الاخر وعن جميع الامور السابقة واللاحقة فاجزم جزما لا شك فيه انه حق على حقيقته. بل هو اعلى انواع الحق اعلى انواع الحق والصدق قيلا وحديثا. واذا امر بشيء نظر الى معناه وما يدخل فيه وما لا يدخل. وعلمت ان ذلك الامر موجه الى الامة وكذلك في النهي. ولهذا كانت معرفة حدود ما انزل الله على رسوله اصل كل خير اصل كل الخير والفلاح. والجهل بذلك اصله كل الشر والخسران. فمراعات هذه القاعدة اكبر عون على معرفة حدود ما انزل الله على رسوله والقيام بها القرآن قد جمع قد جمع اجل المعاني وانفعها واصدقها باوضح الالفاظ واحسنها. كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا الفرقان. يوضح ذلك ويبينه وينهج طريقته