المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله المقالة الثامنة قال تعالى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل اخبر تعالى انه لا يقول الا الحق وهو الصدق والحقائق النافعة. وذلك شامل لكل ما يقوله في كتابه وعلى سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. من متعلقات التوحيد والرسالة وامور الغيب السابقة واللاحقة ومن اخبار الاولين والاخرين ومن احكامه الشرعية واحكامه القدرية واحكام الجزاء. فكل ذلك حق وصدق ومطابق للواقع والحكمة. قال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وانه تعالى مع قوله للحق يهدي السبيل والسبيل هي الادلة العقلية والنقلية الموصلة الى الحق. فهذه الدلائل وتلك المسائل والعلوم الصحيحة. كلها الى هذين الامرين مسائل ودلائل وهذه من ايات القرآن العظيمة ومعجزاته الصادقة. فجميع ما جاء به الكتاب والسنة حق وصدق في اخباره عدل وحكمة في اوامره ونواهيه واحكامه لا يخرج منه شيء من هذا الاصل الشامل ومن حقيته وصدقه وحسنه ان شرعه واحكامه موافقة لكل الاحوال وصالحة لجميع الازمنة. بل لا تصلح الامور. امور الافراد وامور الجماعات الا به ومع توسع علوم الطبيعة وتبحرها توسع علوم الاجتماع والعمران لم يأت ولن يأتي علم صحيح يناقض ما جاء به القرآن لانه تنزيل من حكيم حميد. عالم الغيب والشهادة. علوم الخلائق كلهم من علمه وتعليمه. قال تعالى علم الانسان ما لم يعلم ومن كمال احقية القرآن ان اخباره تملأ القلوب ايمانا ويقينا وطمأنينة وتوجيهاته كلها توجه العباد الى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم والى صلاح اخلاقهم واعمالهم ونواهيه وزواجره تزجرهم عن كل شر وضرر وفساد فهو يوجه الى كل خير وينهى عن كل شر. كما قال تعالى في وصف ما جاء به الرسول الوصف العام الذي يأتي على جميع شريعته الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اسرهم والاغلال التي كانت عليهم. وقال تعالى ومن احسن من الله حكما لقومي يوقنون. وقال ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. اي يصلح الامور واكملها وانفعها لعباده في معاشهم ومعادهم. وقال تعالى والله يقضي بالحق. وقال قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق فهو تعالى يقضي بين العباد ويفتح ويحكم بينهم باحكامه الكونية واحكامه الشرعية واحكام الجزاء بالثواب والعقاب. كل هذه الاحكام مشتملة على الحق. وغايتها ومقصودها الحق الموافق لحكمة الله وحمده. الذي له عقول العقلاء. ويعترف بكماله وصلاحه واصلاحه. اولو الالباب والنهى فلم يخلق شيئا عبثا ولا باطلا ولم يقدر قدرا كبيرا او صغيرا الا موافقا للحكمة. ولم يشرع شيئا الا لمصالح العباد ومنافعهم ولم يعاقب احدا الا بعدل وحكمة وجرم من العبد. وما يعفو عنه اكثر. ولم يثب احدا اجلا او اجلا الا برحمته وحكمته فاحكامه كلها محكمة في غاية ما يكون من الحسن. قال سبحانه ومن احسن من الله حكما لقومي وقنون