بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا هو الدرس الثالث من الوحدة الثالثة وحديثنا فيه باذن الله جل وعلا سيكون عن موقف طالب العلم من اختلاف المنهجيات والخطط العلمية حينما يبحث طالب العلم او يسأل او يستشير عن المنهج العلمي المناسب له سيلاحظ اختلافا كبيرا بين المنهجيات المقترحة وبين الخطط العلمية التي تطرح عليه حتى على مستوى الهدف الواحد يعني لو اننا طلبنا مثلا من عدد اه من عدة متخصصين ان يضعوا لنا منهجا علميا لبناء طالب مأصل في العلوم الشرعية او لنأخذ هدفا ادق لو طلبنا منهم ان يضعوا لنا منهجا لبناء طالب متخصص في علم الفقه او متخصص في علم النحو فسنجد بين هؤلاء المتخصصين اختلافا كثيرا بمقترحاتهم وفي خططهم سنجد اختلافا في ترتيب العلوم. فمنهم من يقول مثلا يبدأ بعلوم الالة ثم بعلوم الغايات والمقاصد. ومنهم من يعكس هذا الامر سنجد اختلافا في تحديد المقررات الدراسية والكتب والمتون التي تدرس او التي تحفظ فمنهم من يقول مثلا في النحو يدرس كتاب قطر الندى والاخر يقول لا يدرس ملحة الاعراب مثلا وسنجد ايضا اختلافا في المتون المقترحة للحفظ. احدهم يقول مثلا احفظ كتاب عمدة الاحكام والاخر يقول احفظ بلوغ المرام بالاضافة الى اختلافات عديدة في المنهجية العلمية في طريقة التحصيل طريقة الحفظ طريقة القراءة طريقة تدوين الفوائد طريقة المدارسة اه في طريقة مثلا التكرار في المحفوظات هل يكثر التكرار في اول الامر او يكثر التكرار مع الايام هناك اختلاف كثير بين المتخصصين في مثل هذه التفاصيل وهنا قد يتساءل الطالب وتتساءل الطالبة ما هي الخطة الصحيحة وما هي المنهجية الصحيحة التي اسير عليها والجواب ايها الاخوة والاخوات ان المنهجيات العلمية ليست منهجيات اه ان منهجيات العلمية منهجيات قائمة على الاجتهاد وهي في الغالب ليس فيها طريقة صحيحة وطريقة خاطئة بل فيها طريقة صحيحة وطريقة اصح وافضل واكمل فكل هذه المنهجيات هي طرق توصل طالب العلم الى آآ العلم باذن الله جل وعلا لكن منها ما هو افضل ومنها ما هو اكمل ومنها ما ابعد او اصعب او اشق بالنسبة لي الطالب. ويمكن ان اضرب لذلك مثالا بالشخص الذي يريد ان يسافر الى بلد بعيد وعنده عدة مسارات وعدة طرق آآ توصله الى ذلك البلد. كل هذه الطرق المتعددة والمتنوعة لو سار فيها وسلكها سيصل في النهاية الى البلد الذي يريد. لكن بعضها اقرب من بعض وبعضها ايسر من بعض وبعضها انسب له هو وانسب لحاله من بعض فكذلك الحال في المنهجيات التي توصل الى العلم آآ في الغالب انها جميعا منهجيات صحيحة لكن آآ منها ما هو اقرب ومنها ما هو انسب لهذا الطالب. طيب ما هو المطلوب ما المطلوب من طالب العلم في مثل هذا؟ المطلوب ان يبحث عن منهجية واضحة تناسب هدفه وتناسب قدراته ويكون الذي وضع هذه المنهجية او اقترحها من اهل العلم والدراية وكلما كانت هذه المنهجية او هذه الخطة مجربة فذلك افضل من لا شك فاذا اختار هذا هذه الخطة وهذا المنهج اه واستشار فيه واستخار الله سبحانه وتعالى فانه بعد ذلك يلزم هذا الطريق ويستمر عليه ولا يتنقل من طريق الى طريق لان السير في طريق واحد ولو كان هذا الطريق هو الابعد او الاصعب فانه خير لهذا السالك وهذا السائر من تضييع الوقت والجهد في التنقل من طريق الى طريق اخر ولذلك عد اه ابن جماعة رحمه الله تعالى اعد من علامات الضجر وعدم الفلاح التنقل من كتاب الى كتاب من غير موجب بعض الطلاب يسأل ما هو الطريق وما هو المنهج فيوصف له طريق موصل للعلم. اقرأ كتاب كذا ثم كذا واحفظ كذا فيسير في هذا الطريق. بعد فترة يسمع بخطة اخرى فيترك خطته الاولى وينتقل للخطة الثانية ثم بعد فترة ينتقل الى خطة ثالثة وهذا مثل الذي يسير مسافرا الى بلد وكل مرة يتوقف ويقطع سيره وينتقل الى طريق اخر فهذا في الغالب انه لا يصل واذا وصل ربما يصل بعد وقت بعيد وبعد جهد اه كبير. اه نجد من بعض الطلاب من يسأل فيقول هل احفظ مثلا الصحيحين ام بلوغ المرام هل ابدأ بدراسة الاصول ام الفقه هل اسمع شرح فلان ام شرح فلان هل التحق بالبرنامج الفلاني ام البرنامج الفلاني وبعد عدة سنوات تجده ما زال يسأل نفس هذه الاسئلة مع انه لو سار على اي طريقة من هذه الطرق وثبت عليها كان سيصل اه في آآ في هذا الطريق الذي اختاره اذا حاصلوا هذا الدرس ايها الاخوة والاخوات الانسان يستشير ويستخير ويختار الطريق او المنهج او الخطة على بينة فاذا وثق بها وسأل عنها واستخار الله فيها فعليه ان يثبت فان من ثبت نبت. والذي يلزم الطريق سيصل باذن الله سبحانه وتعالى اذا التحقت بمساق علمي او ببرنامج علمي اه مباشر او عن بعد او غير ذلك وانت على ثقة واستشارة واستخارة بهذا البرنامج فاثبت عليه واستمر وواصل ولا تتنقل وستصل باذن الله وتعالى الى مقصودك ومرادك بتوفيق الله جل وعلا. اسأل الله جل وعلا ان يبلغنا جميعا امالنا ومرادنا بما يرضيه سبحانه وتعالى. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين