ومع ذلك لا يتأثر صومه بذلك. ولذا كان الصحيح من قول اهل العلم ان هلأ غير مفطر للصائم. لانه لا يصل الكحل الى الجوف وكان طائفة بان المعنى ان العين ليس بمدخل معتاد للاكل والشرب الحمدلله انعم علينا فاجزل واعطانا فاكثر نعمه علينا متتابعة وخيراته علينا متوالية واشهد ان لا اله الا الله يرفع من يشاء ويعز من يشاء ويضع من يشاء ويفقر من يشاء واشهد ان محمدا عبده ورسوله الهدى باتباعه والسير على طريقته صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فتحدثنا بالامس عن شيء من مسائل الصيام وكان مما تحدثنا عنه ما ورد في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكل او شرب ناسيا تم صومه فانما اطعمه الله وسقاه وتكلمنا عن احكام الاكل والشرب حال النسيان. وقلنا بان جمهور اهل العلم قد اخذوا بها اذى الخبر ولكن عندنا سؤال هل الخطأ يلحق بالنسيان او لا يلحق به مثال ذلك استيقظ يظن ان الفجر لم يؤذن له بعد. فاكل بين له بعد ذلك انه قد اكل بعد طلوع الفجر او وظن ان الشمس قد غربت وان الفطر قد حل فافطر بعض الناس عند الاذاعة فيسمع الاذان في الاذاعة يظنه اذان بلده. يظنه اذان بلده. فيتبين انه اذان بلد اخر فيكون قد افطر بناء على هذا الاذان خطأ فهل الخطأ يلحق بالنسيان او لا يلحق به للعلماء قولان في ذلك قول يقول بان الخبر انما ورد في النسيان واما الخطأ فلا يلحق به بل بعضهم يقرر قاعدة فيقول لا عبرة بالظن البين خطؤه. لا عبرة بالظن البين خطؤه. وهذا هو مذهب الشافعي واحمد رحمهما الله تعالى في المشهور عنهما وطائفة قالت بان الخطأ يماثل النسيان في ذلك فمن اكل خطأ فليتم صومه فانما اطعمه الله وسقاه ما مستند كل من الفريقين الاخرون قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن الخطأ تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان والاولون اجابوا فقالوا هذا في التجاوز. والمؤاخذة بالاثم وليس في مسألة القضاء فعندنا خطابان نوعان من انواع الخطابات الشرعية. خطاب تكليفي يتعلق به الاسم والثواب وخطاب وضعي يتعلق به القضاء وعدم القضاء فهل هنا بالاتفاق ان الخطأ يتعلق به الخطاب الوضعي ومن ثم لا اثم على صاحبه لكن الكلام في الخطاب التكليفي هل ينتفي مع اذا بالاتفاق نعيد بالاتفاق ان الخطاب التكليفي يتعلق بالخطأ وبالتالي ينتفي الخطاب كليفي مع الخطأ ومن ثم لا اثم على ذلك المخطئ. ولكن الخلاف في الخطاب الوضعي الذي فيه ربط شيء باخر. هل ينتفي بالخطأ؟ وبالتالي لا يجب القضاء. او او يجب مثال ذلك عندنا في عدد من المسائل في الشريعة نجد ان الشارع ربط بالخطأ خطابا وضعيا وهناك مسائل وقع الاختلاف فيها مثلا في قول الله عز وجل وما كان لمؤمن ان يقتل من مؤمنا الا خطأ ومن قتل مؤمن خطأ فتحرير رقبة مؤمنة هذا خطأ قتل خطأ هل يأثم به؟ لا يأثم به لكن يترتب عليه خطاب وضعي بايجابي الكفارة وايجاب الدية فيه فهنا خطأ ومع ذلك ترتب عليه الخطاب الوضعي ومثال اخر قتل الصيد بالنسبة للمحرم. اذا كان خطأ فهل تجب به الفدية او لا قال طائفة تجب الفدية به وهو مذهب الائمة الاربعة في المشهور عنهم وقال اخرون لا تجبوا الفدية به فهنا خطأ ينتفي به الخطاب التكليفي بالاتفاق. والجمهور على انه لا ينتفي به الخطاب الوضعي فهنا في مسألة الصيام الشيخ يختار ان الخطاب الوضعي ينتفي به والجمهور يقولون لا ينتفي الخطاب الوضعي به. ومن ثم من اكل مخطئا يظن ان الامساك لا يلزمه فتبين له عكس ذلك قالوا يجب عليه القضاء عند الجمهور والشيخ يراه انه لا قظاء عليه هل ورد في خصوص الصيام دليل يتعلق بالخطأ؟ يقول نعم ورد فيه دليل ما هو؟ روى الامام البخاري في صحيحه من حديث اسماء رضي الله عنها ان الغيوم غطت الشمس فاظلمت الدنيا فاكل الناس في رمضان ثم تفرقت الغيوم وظهرت الشمس هذه واقعة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فوقع تردد بين العلماء هل امروا بالقضاء او لم يؤمروا فان الحديث قد رواه هشام ابن عروة عن ابيه عروة ابن الزبير عن خالته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن امه اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها وهي صحابية جليلة. ومن ثم سئل هشام هل امروا بالقضاء؟ فقال هشام اوبد من قضاء؟ يعني هذا امر مستقر عند الناس. بينما الاخرون قالوا لو امروا بالقضاء لذكر ذلك في الخبر بالقضاء انما ظنه هشام ولم يسنده النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا وقع الخلاف. والشيخ اختار كما تقدم ان يلحق بالنسيان. ومن ثم لا يؤثر على الصوم. ولا يؤمر صاحبه بالقضاء. وهذا هو المشهور من مذهب الحنابلة والشافعية رحمهم الله الله طيب مذهب المالكية ماذا يقول؟ اجيبوا اذا كان في الصيام اذا كان في النسيان يقول يجب القضاء فمن باب اولى ان يقول فيه الخطأ وقد ذكر المؤلف شيئا مما يتعلق الصلاة ومن اخطأ في وان كان الجمهور يسيرون على نفس المنهج فيقولون من صلى قبل الوقت مخطئا يظن ان الوقت دخل فتبين له ان الوقت قد لم يدخل فانه لا يسقط فرض الصلاة في حقه فهم قد اجروا ذلك على نفس المنوال ذكر المؤلف عن الحنفية رحمهم الله انهم استحبوا الاحتياط في هذا الجانب ولذا كانوا يستحبون في الغيم تأخير المغرب وتعجيل العشاء وتأخير وتقديم العصر احتياطا لدخول الوقت الشيخ يرى ان السبب في تعجيل العشاء ان العشاء يجوز جمعها. وهكذا في العصر علل ذلك بعلتين او مصلحتين الاولى التخفيف على الناس بحيث لا يصلون الصلاة الا مرة واحدة كما في مسائل المطر. عندما يأتي المطر يجمعون بين المغرب والعشاء لان لا يكون عليهم مشقة في الذهاب هبيل صلاة الجماعة مرتين. والمعنى الثاني ان يحصل تيقن بدخول وقت المغرب وذكر المؤلف بان هناك معان اخرى تجمع الصلاة لها وقد ذكر حديثا في هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بكروا بالصلاة في يوم الغيب فانه من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ذكر ما يتعلق رضاه حديث اسماء. قالت افطرنا يوما من رمظان في غيم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس واخذ الشيخ من هذا انه لا يستحب مع الغيم التأخير الى ان يتيقن الغروب فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالتأخير ولم يفعلوا ذلك والصحابة مع نبيهم اعلم واطوع لله ممن بعدهم ويؤخذ من هذا واخذ الشيخ من هذا انه في حال الخطأ لا يجب القضاء. وعلل ذلك بانه لو كانوا قد قضوا او امروا بالقضاء لنقل ذلك في الخبر ونقل اعتراض المخالفين بانه قد قيل لهشام بن عرمة امروا بالقضاء فقال اوبد من القضاء وقال المؤلف بان هذا اختيار من هشام لرأيه ولذلك نقل عنه مرة انه قال لا ادري اقضوا ام لا وقد ورد الحديث من روايته هشام عن امه فاطمة بنت المنذر عن جدته اسماء ما بنت ابي بكر وورد من حديث هشام عن ابيه عروة عن اسماء رضي الله عنها وذكر المؤلف اختلاف اهل العلم في هذه المسألة في مسائل الخطأ وهل يلحق الخطأ بالنسيان او لا يلحق به وقد استدل المؤلف بقوله تعالى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض قال لم يقل حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود. وانما قال يتبين لكم. فدل هذا استدل الشيخ بهذه لفظة على ان الخطأ يلحق بالنسيان. لانه علق الاكل والشرب بان يتبين لنا ولكن هذه الاية هي في الامر والنهي الذي هو خطاب تكليفي. كلوا واشربوا وليس في الخطاب الوضعي الذي يترتب عليه القضاء وبهذا يتبين لنا وجهة رأي كل من الفريقين من فقهاء الشريعة في مسائل الخطأ ننتقل الى مسألة اخرى وهي مسألة الكحل الكحل اين يوضع في العين والكحل قد يصل طعمه الى الحلق فاذا وضع الانسان كحلا ولم يصل طعمه الى الحلق لم يتأثر الصوم. مع وقوع الاختلاف في الكحل جائز للصائم او لا لكن الكلام في فساد الصوم به فان لم يصل منه شيء الى الحلق فحينئذ لا يتأثر الصوم بذلك. لكن لو وصل فهل هذا مؤثر على صوم الانسان؟ او لا هنا الذي يصل هل هو ذات الكحلي؟ او طعمه وقد يصل الى الانسان طعم الشيء وان لم يدخل الشيء الى جوفه. ولهذا في ذوق الطعام من ذاق طعاما احس بطعمه ولكن هذه العلة مستنبطة هذه العلة مستنبطة ليست منصوصة ومن ثم فلا يصح لنا ان نقيد النص وان نخصصه بهذه العلة تنبطه ولذالك لو اننا تمكنا من ادخال الطعام من مخرج غير معتاد تمكنا من ادخال الطعام من مدخل غير معتاد. هل يفطر الصائم بذلك مثال هذا دخل في المستشفى وحطينا له المغذي يكتفي بذلك عن الاكل والشرب او لا يكتفي. يمكن يجلس سنة كاملة ما يحتاج الى شرب ولا اكل فهنا مدخل معتاد او غير معتاد ومع ذلك نقول بانه يؤثر على الصوم وحينئذ هذه العلة دخل من مدخل غير معتاد ليست علة لماذا؟ لانها علة مستنبطة تعود على اصلها بالتخصيص ومن ثم لا يصح ان نجعل هذا الوصف علة. لان من شروط العلة المستنبطة الا تعود على اصلها بالتخصيص وحينئذ نقول الصواب انه لا يلتفت الى هذا المعنى ويترتب عليه شيء الا وهو ما يتعلق بالحقنة التي يستعمل الصائم فهذه الحقنة ادخلت الى البدن شيئا. تحرك البدن. ومن ثم قلنا بان هذه الحقنة مؤثرة على صوم الصائم فان قال قائل بانها تدخل الى الجوف من مدخل غير معتاد. قلنا هذا المعنى لم ينص عليه ولو اعتبرناه علة للحكم لعاد على اصله التخصيص ومن ثم لا يصح ان نجعله معنى في هذا الباب ومن ثم كان الصواب ان نتناول هذه الحقن واستعمال هذه الحقن بالنسبة للصائم يؤثر على صومه. لانها ممن يدخل في معنى ما ورد النص به فانها تماثل الاكل والشرب. ومن هنا هل يجوز لنا ان نستخدم ابرة السكري ابرة الانسولين مريض السكري يحتاج الى الانسولين. ويحتاج الى ان يتناوله قبل تناوله الطعام بقرابة الربع ساعة فحينئذ هل يجوز له ان يستعمله قبل الاذان بربع ساعة نقول لا يجوز له ذلك. لان هذا الانسولين فيه تغذية للبدن. وبالتالي امنعوا الصائم من استعماله. قال ماذا يفعل قيل اذا اذن اخذ ليبرة وتناول شيئا يسيرا واخر الطعام الى الوقت الذي لا يظره تناول الطعام فيه طيب عندنا الابر غير العلاجية غير المغذية فنقول طائفة من العلماء قالوا ليس فيها معنى الاكل والشرب وبالتالي اجازوها قالوا وخصوصا انها تدخل من مدخل غير المعتاد واخرون قالوا لو تناول الدواء من فمه لا ادى ذلك الى بطلان صومه. فهكذا اذا ادخله من مدخل اخر كما لو استعمل الابر المغذى وهذه المسألة لها اصل يخرج عليه الفقهاء المعاصرون من كلام الفقهاء المتقدمين الا وهي مسألة مداواة الجائفة والمأمومة ما هي المأمومة المامومة جرح في الرأس يصل الى ام الدماغ فاذا وضع له دواء في هذه المأمومة هل يؤثر على صومه او لا وهكذا في الجائفة وهي الجرح الذي يكون في البدن ويصل الى الجوف فاذا استعمل له الدواء هل يؤثر على صومه او لا يؤثر فهذه الابر العلاجية تماثل مسألة المأمومة مداواة المأمومة والجائفة بالنسبة للصائم. اليس كذلك؟ وقد وقع فيها الخلاف. والجمهور يرون ان مداواة الجائفة والمأمومة مؤثرة على الصوم والمؤلف اختار انه لا يحصل التفطير بذلك وقال بان الصيام من دين الاسلام الذي يحتاج الى معرفته الخاص والعام فلو كانت هذه الامور مما يفسد بها الصوم لا نص عليها الشارع. نصا صريحا وهذا التعليل الذي ذكره الشيخ قد لا يسلم به لان الشارع في مرات ينص على المسائل التي يتكرر وقوعها. لكثرة حاجة الناس اليها واما المسائل التي يندر وقوعها لا ينص على حكمها. من اجل ان يوجد مجالا للفقهاء ليجتهدوا في الاحكام. فيكون هذا مؤديا الى تدارس العلم الى مناقشة الناس فيما بينهم لمسائل العلم وحينئذ لم ينص الشارع على مثل هذه المسائل نصا واضحا لندرة وقوعها ولتحصيل مقصود شرعي من كثرة مناقشة المسائل الفقهية وقال المؤلف بان الحديث المروي في الكحل ضعيف ان الكحل مفطر وروى ذكر انه قد رواه ابو داوود في سننه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليتقيه الصائم فان فيه راويا ظعيفا ولذا قال ابن معين هذا حديث منكر وقال مرة ضعيف وقال ابو حاتم الرازي بان رواة بان احد رواة هذا الخبر مجهول وقد قابله حديث اخر ضعيف ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل فقيل افاكتحل وانا صائم؟ فقال نعم لكنه هم ضعيف الاسناده فيه ابو عاتكة قال البخاري منكر الحديث وقال الشيخ بان من قال بان الحقنة ومداواة الجائفة والمأمومة تفطر ليس معهم حجة. وكما تقدم ان المعول عليه في هذا الباب الحاق المسألة بما يماثلها. وان المعول عليه في معرفة العلة والوصف الذي يعلق عليه الحكم. فيقع الاختلاف بسبب ذلك. واستدل الشيخ للمخالف له بحديث وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما. فان الانف ليس بمدخل معتاد ذكر المؤلف عددا من حجج الفريقين في هذه المسألة. وتقدم معنا يتعلق الاشارة الى هذا الخلاف والى مأخذ هذا الحكم تطرق المؤلف الى عدد من الاحكام وقعد قاعدة وهي ان الاحكام التي تحتاج الامة الى معرفتها لابد ان يبينها الرسول بيانا عاما وهذا قاعدة صحيحة. لكن هناك مسائل يظن ان الحاجة اليها عامة. وتكون الحاجة اليها خاصة وبالتالي يقع الخلاف فيها. ولا يكون هناك توضيح للحكم الشرعي في النص تلاحظون هذا في الصلاة فان اعمال الصلاة التي تكثر الحاجة اليها. موطن موطن اتفاق بين العلماء هل احد من العلماء ينازع في الركوع في السجود في الجلوس في التشهد في التسليم في التكبير في اصل لا يوجد نزاع في اصل هذه الاعمال فهذه الاعمال التي اليها عموم الناس جاء النص واضحا بها بينة. لكن هناك مسائل تقل الحاجة اليها. فيترك الشارع جزمة بحكمها من اجل ان يوجد مجالا لاجتهادات العلماء ولحصول المناقشة بينهم مما يؤدي الى بقاء العلم وعدم ذهابه تعلمون ان من الادلة دليل القياس فانه دليل شرعي قد جاءت النصوص بحجيته والقياس منهما هو قطع ومنه ما هو ظني وظني نثبت به الاحكام ولا يصح لاحد ان يقول بان القياس الظني لا يصح ان به بناء على ان الشارع لم ينص على حكم من يريد ان ان نثبته بواسطته بالقياس وذكر المؤلف عددا من المسائل التي تشتد الحاجة اليها. ولم يأتي الشارع فيها بدليل مما يدل على انتفاء الحكم فيها ومن امثلة هذا السنة التي بعد الطواف وبعد السعي كم نصلي بعد الطواف ركعتين وبعد السعي لماذا لم نقل بان السعي يماثل الطواف لو كانت مشروعة لنقلت نقلت افعال النبي صلى الله عليه وسلم في الحج وفي العمرة ولم يؤثر عنه انه صلى لا فدل هذا على انه لم يصلي لو صلى لن قيل فهذه القاعدة معناه يمكن تطبيقها هنا ذكر ايضا شيئا مما يتعلق باحكام الطهارات وآآ مثل لهذا مسألة طهارة المني لو كان نجسا لبين النبي صلى الله عليه وسلم نجاسته من اجل ان حرز الناس منه فهذه المسألة تشتد الحاجة اليها وايضا تكلم المؤلف عن مسألة انتقاض الوضوء بالخارج من السبيلين وقال بانه لو كان في الخارج النجس من غير السبيلين قال لو كان ينقض الوضوء لنقل ذلك عنه صلى الله عليه وسلم فانه فانا نعلم ان الناس لا يزالوا يحتجمون ويتقيؤون وتخرج منهم الدماء ومع ذلك لم يأتنا نص واضح انتقاض الوضوء بمثل هذا وذكر لهم مسألة لمس المرأة بشهوة هل مس المرأة ينتقض الوضوء به هذه المسألة من مسائل الخلاف والعلماء لهم ثلاثة اقوال الشافعي يقول مس المرأة ينقض الوضوء مطلقا. بشهوة او بدونها والامام ابو حنيفة يقول بان مس المرء لا ينقض الوضوء لا بشهوة ولا بدونها ومالك واحمد يقولون مس المرأة بشهوة ينقض الوضوء. ومس المرأة بدون شهوة لا الوضوء فاراد المؤلف ان يطبق هذه القاعدة على هذه المسألة ليختار مذهب الامام ابي حنيفة رحمه الله والمسألة فيها بحث طويل وليس المراد تقرير الراجح في ذلك وانما المراد رأيي الشيخ ولذلك رأى الشيخ ان مس الذكر لا ينتقض الوضوء به وانما يؤمر بالوضوء استحبابا وهذا هو مذهب الامام ابي حنيفة في هذه المسألة ايضا فابن تيمية في هاتين المسالتين ترك مذهب الجمهور واختار مذهب الامام ابيه حنيفة فيهما ولكن ما دام ان الخبر قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من مس ذكره فليتوضأ والاصل في الاوامر ان تكون للوجوب. لان قوله فليتوضأ فعل مضارع مسبوق بلا م امر فليتوظأ. فيدلنا ذلك على ان هذا الوضوء مأمور به شرعا والاصل في الاوامر ان تكون للوجوب ولا تصرف لله بدليل. لقول الله عز وجل احذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. ولا يحذر من ترك الشيء الا اذا كان واجبا وقد قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فدل هذا على ان الاوامر تفيد الوجوب. ومن ذلك قوله يتوضأ وقد ذكر المؤلف شيئا بان هذا هذه الاسباب التي قبل قليل من مس الذكر ومس المرأة تثير شيئا في البدن من تحرك الشهوة. وحينئذ شرع تخفيفها بالوضوء. ولكن هذا لا يدل على ان الامر ليس للوجوب. لان ما يسكن هذه الامور قد يكون مأمورا به شرعا وكون الغاضب يؤمر بالوضوء على جهة الاستحباب لتغير نفسه بذلك لا يعني ان كل من تغيرت نفسه يكون الامر بالوضوء في حقه على اسبيلي الاستحباب وهذه قاعدة تنتبهون لها. اصولية ينبني عليها كثير من الاحكام اشار المؤلف الى ما ورد في السنن من حديث الغضب من الشيطان والشيطان من النار وانما تطفئ النار بالماء وذلك ان الشيطان يريد من العبد ان يحرك حاله. ويغيره وبالتالي علينا ان نحذر من هذا العدو الشيطان الرجيم فهو يريد ان يغير احوالنا ولذلك قال تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب. لان ذكر الله تطرد به الشياطين وبالتالي لا تتمكن الشياطين من تهييج هذه القلوب وتحريكها بخلاف امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا نعلم ان المؤمن ثابت لا تزلزله الاقدار. ولا وساوس الشياطين لماذا؟ لان قلبه مطمئن بذكر الله واعطيكم امثلة على هذا المؤمن عندما يصاب بالمصائب مطمئن بان هذا من الله الذي هو مولاه والذي يريد له الخير الله اراد بكم خيرا وحينئذ قدر عليكم هذه المقادير وان كانت نفوسكم لا ترغبها الا ان لله حكما فيها فالمؤمن يصبر ويرضى عن الله لانه يعلم ان هذه المصائب لمصلحته وغير المؤمن او ومن نقص ايمانه يأتيه الشيطان فيحرك في قلبه الجزع ويوهمه ان ما قدره الله عليه ليس لمصلحته واعطيكم امثلة تريد ان تركب الطائرة فتتخلف عن الطائرة بسبب الزحام فتأتي اليهم وتريد الركوب في الطائرة اغلقت الابواب فحينئذ المؤمن يرضى عن الله وا يعلم بان ما قدره الله عليه خير له ومن ثم لا يجزع ولا يتسخط لو قدر ان الطائرة سقطت سيفرح انه نجا من الركوب فيها اليس كذلك لو قدر ان زميله هو الذي معه في الطائرة لما وصل الى البلد الاخر امسكوه وادخلوه في السجن والتحقيق يفرح بانه لم يركب مع زميله في الطائرة اليس كذلك كان حزنا قبل قليل والان اصبح فرحا بنفس الخبر حينئذ اي مصيبة تأتيك يا ايها المؤمن اعلم ان فيها جانب خير وجانب شر. فغلب جانب الخير واعلم ان الله قد اراد بك الخير. وهكذا كل ما في الدنيا فان الله لم يرد به الشر وان كان الشر قد يحصل في ظمنه اعظم ما في الدنيا من الشر هو خلق ابليس اليس كذلك ومع ذلك في خلق ابليس من الطاعات والخيرات الشيء الكثير اذا عصيناه احبنا الله واذا اطعناه ثم تبنا احبنا الله وفرح بتوبتنا وبهذا العدو الشيطان نرزق عددا من العبادات الصبر والصبر على المكاره والصبر على الشهوات التي في النفوس عصيان الهوى وعدم الاستجابة اليه تنال به الاجر العظيم فاما من خاف واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. ايش؟ فان الجنة هي الاماواء منين جاءت مخالفة الهوى وجد ابليس فاعطاك الهوى فعصيته فكنت من اهل الجنة الا توجد عبادة المواعظ والتذكير والنصيحة وارشاد العاصي منين وجدت من خلق ابليس اغوى هؤلاء العاصين اتيت اليهم فذكرتهم فاحبك الله واصبحت على اعلى المراتب ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا انت تبيع وتشتري مع الله في عداوتك لهذا العدو ابليس الرجيم وهكذا كل ما في الدنيا ولذلك لم يسلم انبياء الله من البلاء ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل الم يحصر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشعب ثلاث سنين ثلاث سنين لا يبايعون ولا يشارون ولا يدخل اليهم الطعام ولا يفعل ولا يفعل حتى انهم اصبحوا يأكلون من اوراق الشجر وصبيتهم يتظاغون ما يجدون الطعام الذي يملأ معدتهم هل معناها الله اراد الشر بنبيه؟ لا والله لا والله وفي هذا البلد ايضا تآمروا على النبي صلى الله عليه وسلم عددا من المؤامرات. مرة بالاذى القولي. ومرة بي قاع المضرة الفعلية يأتون بسلا الجزور فيضعونه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد ما يأتينا انسان مغفل ويقول لو كان وليا لله لنصره الله. لله حكمة ينصره بعد حين ننصره بعد حين. كذلك في هذا البلد اجتمعوا لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وانتدبوا مائة شاب تآمر حتى هرب منهم صلى الله عليه وسلم بالهجرة بامر الله سبحانه وتعالى. وهو مطمئن البال لم يجزع لم يتسخط من قضاء الله وقدره لم يضطرب قلبه بذلك لو كنت مكانه ماذا ستفعل مئة شاب كل منهم معه سلاحه يريدون ان يقتلوك لو كنت في الغار معه عندما وصلوا اليه وقال ابو بكر الصديق الصديق لو التفت او لو نظر احدهم الى قدميه رآنا يا رسول الله فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن ان الله معنا ان الله معنا وحينئذ هذه المصائب لمصلحتك يا ايها العبد لمصلحتك واعرف ان الله يريد بك الخير قال تعالى قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا. وعلى الله فليتوكل المؤمنون اذا كان هو مولانا فحينئذ لن يقدر الا ما فيه خير لنا ومصلحة لنا لكن نحن لا نشاهد الامر من جميع الجوانب. نظرتنا قصيرة. نشاهد الامر من جانب واحد ونظن انه ليس من مصلحتنا وسع النظرة وسع النظرة وشاهد الامر من جميع جوانبه تعلم ان الامر لك وليس عليك وحينئذ كن مع الله يكن الله معك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك وكما قال تعالى فاذكروني اذكركم ذكرنا لكم انه ليس المراد الذكر اللساني فقط بل حتى الذكر القلبي تذكر الله في كل شيء كلما شاهدت شيئا فاعرف انه من الله المصيبة من الله لك يريد ان يعرفك بقيمة نفسك لا تغتر لا تغتر بنفسك الله قادر عليك. يقدر عليك المرض لتعرف مقدار نفسك انت هين على الله متى خالفت امره وحينئذ هذه المصائب لمصلحتك اول ما ينبغي بك ان تستفيد منها فيما يتعلق بامرك القلبي كيف تجعل قلبك لله؟ من خلال النظر في هذه المصائب التي تصيبك فهي من الله الذي يريد بك الخير وهي محطات تعرفك بقيمة نفسك وانك ضعيف وانك محتاج الى مدد من رب العزة والجلال. فترجع الى الله وتنيب اليه سبحانه وتعالى وهي كذلك من اسباب تعريفك حاجة اخوانك فكما انك لا تحب ذلك لنفسك فعليك ايضا الا تحبه لاخوانك المؤمنين ولا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه كما ورد في الصحيح من حديث انس رضي الله عنه بارك الله لي ولكم ووفقني الله واياكم وجعلنا الله واياكم من الهدى اللهم اصلح شأننا كله اللهم تولى امرنا سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب رب العالمين