بعدما حكى الله تعالى دعاء المؤمنين وطلبهم دوام الهداية وسؤال الرحمة والفوز يوم القيامة ذكر حال الكافرين. على عادة القرآن في وفي البشارة بالنذارة وتعقيب دعاء المؤمنين بذكر حال المشركين اه هل في الوجود كنعمة القرآن هو روضة تزداد في الوجدان. هل في وجودك نعمة القرآن. وروضة تزدان فيها الوجداني وابقى نعمان ازدهت ارواحنا وسمت بهان مراتي بالاحساني. زهر رأوا وحين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذي كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك هم وقود يا رب بعد ان حكى الله تعالى عن المؤمنين ودعائهم حكى هنا عن الكافرين وسبب كفرهم. وهو اغترار في هذه الحياة بكثرة الاموال والاولاد. وبين الله تعالى انها لن تنفعهم في الاخرة. ولن تدفع عنهم شيئا من عذاب الله وسيكونون حطب جهنم. الذي توقد به النار. وهذا من كمال عذابه بان يزول عن الانسان كل ما كان منتفعا به في الدنيا. ثم تجتمع عليه الاسباب المؤلمة جميعها كاد مم كذبوا باياتنا فاخذهم الله بذنوبهم والله شديد العطاء كما ان امواله ولا اولاده لا تغني عن الكافرين شيئا. فكذلك الجاه والسلطان لا يغني عن الكافرين شيئا. وحال بدعوة محمد عليه الصلاة والسلام كحالي وشأن ال فرعون. ومن كان قبلهم من الامم الكافرة كفروا واذنبوا فاهلكهم الله سبحانه وتعالى بسبب كفرهم وذنوبهم. ولم تنفعهم اموالهم ولا اولادهم ولا جاههم ولا سلطانهم. وعقاب الله تعالى لهم اليم شديد البطش. قل الذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهان يا ايها الرسول قل لاهل الكفر يغترون بقوتهم ويتكاثرون باموالهم واولادهم انكم في الدنيا ستهزمون على يد اهل الايمان في الاخرة ستساقون الى النيران وهي بئس الفراش والمكان. وقد وقع كما اخبر الرحمن فنصر الله المؤمنين على اولياء الشيطان. وفتح بهم الانصار والبلدان وهذا من اوضح الشواهد على صدق النبي العدنان صلى الله عليه واله وسلم. قد كان لكم اية في فئتين التقتا تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار اوب يا معشر الكفار يا من تتفاخرون باموالكم واولادكم وعددكم وعدتكم قد كانت لكم عبرة وعظة بما شاهدتموه من انتصار الفئة القليلة المؤمنة التي قاتلت في سبيل الله على الفئة الكثيرة الكافرة التي قاتلت في سبيل الطاغوت. طائفتان التقتا للقتال يوم بدر. الطائفة الاولى محمد واصحابه. والطائفة الثانية كفار قطار قريش وكانوا اكثر في العدد. حتى كان المؤمنون يرون المشركين رؤية ظاهرة بالعين المجردة بانهم ضعفهم في العدد. ومع ذلك انتصروا عليهم. لانهم اخذوا باسباب النصر والله يقوي بنصره من يشاء. فينصر اهل الايمان وان قل عددهم. ويهزم اهل الباطل وان كثر عددهم وفي ذلك عبرة ووعظة لاصحاب العقول الواعية التي تنظر فتفهم فتعتبر. ثم بين الله تعالى اهم الشهوات التي اذا انشغلت بها الانسان ادى ذلك الى غفلة قلبه وانحراف فكره ثم حرمانه من التبصر والاعتبار زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقاطرة والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوى والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا. والله حسن في اية واحدة جمع السياق القرآني احب شهوات الارض الى نفس الانسان. حبب الى نفوس الناس الميل نحو الشهوات والاولاد والاموال وغيرها. ولاحظوا الترتيب الصنف الاول حب النساء. واكتفى القرآن بذكر محبة الرجل للمرأة مع ان المرأة كذلك تحب الرجل. لان ذكر محبة احدهما يغني عن ذكر الطرفين معا الصنف الثاني ما يتولد من النساء وهم الاولاد. واكتفى بذكر البنين. لانهم موضع الفخر في العادة. الصنف الثالث الاموال الكثيرة المكدسة من الذهب والفضة وبقية الاصناف الخيل الاصيلة الحسان والانعام من الابل والبقر والاغنام رع والغراس. ومن هذه الاشياء يتخذ الانسان مركبه ومطعمه وملبسه وزينته. ولا يخفى ان حب الشهوات المباحة من طبيعة الانسان. فالاسلام عبادة ومعاملة وجسد وروح عقل وعاطفة وتوسط واعتدال. فليس ممنوعا حب هذه الاصناف. ولكن الممنوعة ان يبالغ الانسان ويسرف في الاستمتاع بهذه الشهوات. والركون اليها حتى يطغى. والحقيقة ان هذه الشهوات زينة ومتاع يتمتع بها الانسان فترة ثم تزول. فلا ينبغي ان ينكب الانسان على الارض دون التطلع الى السماء. فالله وحده عنده حسن المرجع وهو الجنة. ففيها اللذائذ الباقية الخالدة بخير للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواجه مطهرة ورضوان من الله اه. والله بصير بالعباد يا ايها الرسول قل للناس الذين مالوا الى شهوات الدنيا الا تحبون ان اخبركم بما هو وافضل لكم من تلك الشهوات الدنيوية. ان الله اعد في الاخرة نعيما اعظم للمتقين لهم جنات فسيحة تجري الانهار من تحت قصورها واشجارها. وهم فيها ماكثون ابدا ولهم فيها ازواج مطهرات من كل سوء في ابدانهن وفي اخلاقهن. ولهم فوقها هذا ما هو اكبر من كل متاع. هناك رضوان من الله ينزل عليهم فلا يسخط عليهم ابدا. فيا ايها العباد اختاروا لانفسكم. شهوات الدنيا الفانية ام نعيم الجنان الباقية؟ والله بصير باحوال عباده لا يخفى عليه شيء من شؤونهم بما يصلح لهذه الفطرة من توجيهات. فان اردت الجنة فكن من المتقين وتعرف على دعائهم وصفاتهم. الذين يقولون ربنا ان اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا. فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار اهل التقوى يعلنون ايمانهم بالله تعالى. ويطلبون من ربهم مغفرة ذنوبهم والنجاة من اثارها وهو عذاب النار. الصابرين والصادقين والقانتين والمنافقين والمستغفرين بالاسحار ومن صفات المتقين انهم صابرون على البأساء والضراء. صادقون في ايمانهم مداومون على طاعة ربهم. باذلون اموالهم مستغفرون لربهم وقت السحر. اي قبيل الفجر. فالجو حينها هادئ والنفس صافية فيها والدعاء مستجاب. هؤلاء الصابرون الصادقون القانتون المنفقون هم اهل لرضوان الله تعالى في الجنان. وهذا الرضوان خير من كل شهوة خير من كل متاع. وهكذا يبدأ القرآن بالنفس البشرية من موضعها على الارض. وشيئا شيئا يرتقي بها في الافاق. حتى ينتهي بها الى الملأ الاعلى في حضرة الملك مع مراعاة لكامل فطرة النفس ونوازعها وطاقاتها واشواقها اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وروضة تزدان في الوجدان اني عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لمرض الاحزاب زهراء وحين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اه