قل يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من امن تبغونها عوجا وانتم شهداء. وما الله بغافل عما تعملون. عنوان تعنيف اهل الكتاب على كفره وصدهم عن سبيل الله قيام الحجة عليهم روى الامام احمد عن ابي عامر عبد الله ابن لحي قال حججنا مع معاوية فلما قدمنا مكة قام حين صلى الظهر فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وازكى المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فغفر الله لك ولمن يسمع عنوان بيان وجوب الحج وقوله ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا قال الحافظ ابن كثير هذه اية وجوب الحج. وقد وردت الاحاديث المتعددة بانه احد اركان الاسلام ودعائمه وقواعده واجمع المسلمون على ذلك اجماعا ضروريا وانما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والاجماع. روى الامام احمد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل اكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت الا ما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم واذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم. واذا نهيتكم عن شيء فداعوه. ورواه مسلم بنحوه عنوان معنى الاستطاعة واما الاستطاعة فاقسام تارة يكون الشخص مستطيعا بنفسه وتارة بغيره كما هو مقرر في كتب الاحكام روى ابو عيسى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قام رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من يا رسول الله. قال الشعث التفل. فقام اخر فقال اي الحج افضل يا رسول الله؟ قال العج والثج فقام اخر فقال ما السبيل يا رسول الله؟ قال الزاد والراحلة وهكذا رواه ابن ماجة. وروى الحاكم عن انس ان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم سئل عن قول الله عز وجل من استطاع اليه سبيلا فقيل ما السبيل؟ قال الزاد والراحلة ما قال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وروى احمد ايضا عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اراد الحج فليتعجل ورواه ابو داوود عنوان منكر الحج كافر وقوله تعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين. قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد اي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر. والله غني عنه وقد روى ابو بكر الاسماعيلي الحافظ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال من اطاق الحج فلم يحج فسواء عليه يهوديا مات او نصرانيا. وهذا اسناد صحيح الى عمر رضي الله عنه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذه الاية الكريمة ويقول الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين دليل على وجوب الحج وانه فريضة عظيمة من فرائض الاسلام بل هو الركن الخامس من اركان الاسلام كما ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام فهذا الحديث دل على ان دعائم الاسلام واركانه التي لا يقوم ولا يستقيم الا بها هذه الخمس. واصلها واساسها اصل الدين واسس الملة. الشهادة لله تعالى بالوحدانية والشهادة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله هذا اصل الدين هو اساس لله ولا يدخل الانسان في الاسلام حتى يأتي بهاتين الشالتين حتى يسأل الله تعالى بالوحدانية وهو نبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة بقلبه ولسانه وجوارحه ايضا تنبعث في العمل ثم الصلاة الركن الثاني من اركان الاسلام ويعبد الاسلام ثم ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج فالحج هو الركن الخامس من اركان الاسلام ومن فضل الله تعالى على عباده انه لم يجب الحج الا قال المستطيع لابد ان يكون مستطيع فالحج يجب على المسلم البالغ العاقل الحر المستطيع بماله وبدنه اذا وجدت هذه الشروط وجب على الانسان ان يحج بنفسه ان يكون مسلما فالكافر لا يجب على الحج بمعنى انه لا يؤمر بالحج في حال كفره ولا يصح منه الحج حتى يدخل في الاسلام ولكنه يوم القيامة يعذب على اتاه على ترك الاسلام وعلى ترك الحج وعلى ترك الزكاة وعلى الصيام والثاني البلوغ فالصبي الذي لم يبلغ لا يجب عليه الحج الثالث العقل الذي ليس معه عقل مرفوع عنه قلب نقول لو رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم المجنون حتى يفيق الرابع الحر فالعبد الذي يباع ويشترى لا يجب عليه الحج الخامس الاستطاعة والاستعانة استطاعتهم بالمال واستطاعتهم بالبدن. فاذا وجدت الاستطاعتان بالمال وبالبدن وجب على الانسان ان يحج بنفسه وان وجدت احد الاستطاعتين فان كان مستطيعا ببدنه ولكنه غير مستطيع بماله فلا يجب عليه الحج وان كان مستطيعا بماله وليس مستطيعا ببدنه فان عليه ان ينيب ان يحج عنه وكذلك المرأة يشترط لوجودها الحج معها وجود محرم يصحبها في سفرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر ان تسافر الا مع ذي محرم فان لم تجد محرما وايست فانها تستجيب من يحج عنها وقوله سبحانه ومن ومن كفر فان الله غني عن العالمين وعيد شديد لمن ترك الحج فمن جحد الحج فهو كافر باجماع المسلمين لانه جحد امر معلوم من الدين بالظرورة قد وردت اثار عن الصحابة تدل على كفر تارك الحج اختلف العلماء في كفر تارك الحج اذا كان مؤمنا مقرا بوجوبه ولكنه تركه تساهلا اما من جحا لوجوبه فهذا كافر باجماع المسلمين لانه انكر امرا انكر امرا معلوم من الدين بالظرورة اذا انكر وجوب الحج او انكر وجوب الزكاة او وجوب الصوم او وجوب الحج او انكر تحريم الربا او تحريم الزنا لانكر امر معلوم من الدين بالظرورة وجوبه او انكر امر معلوم من الدين بضرورة تحريمه فانه يكفر لانه مكذب لله ولرسوله اما اذا انكر الامر واختلف فيه فلا يكفر. يزرع عنه الكفر لا يكفر اذا انكر امرا اختلف فيه او له شبهة قل هو من كفر فان الله غني عن العالمين فالواجب على من استطاع الحج ان يبادر بالحج واختلف العلماء هل يجب الحج على الفور او على التراخي وظاهر الادلة انه يجب على الفور وتبع استطاع المسلم البالغ الحر متى ما كان مستطيعا وجد في الاستطاعة وجب عليه ان بماله وبده وجب عليه ان ان يحج وان يبادر لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تعجلوا بالحج عن الفريضة فان احدكم لا يدري ما يعرض له ومن فضل الله تعالى واحسانه على عباده انه لم يجب الحج في العمر الا مرة واحدة لقول النبي صلى الله عليه مرة فمن زاد فهو تطوع ولما سأل رجل الحج قال كل عام يا رسول الله سكت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو قلت نعم لوجبت ولو ولو وجبت لما استطعتم الحج مرة فمن زاد فهو تطوع. نعم احسن الله اليك يقول الله تعالى قل يا اهل الكتاب لما تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون هذا تعنيف من الله تعالى لكفرة اهل الكتاب على عنادهم للحق. وكفرهم بايات الله وصدهم عن من اراده من اهل الايمان بجهدهم وطاقتهم مع علمهم بان ما جاء به الرسول حق من الله بما عندهم من العلم عن الانبياء الى قدمين والسادة المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. وما بشروا به ونوهوا به من ذكر النبي الامي الهاشمي العربي المكي سيد ولد ادم وخاتم الانبياء ورسول رب الارض والسماء. وقد توعدهم الله على ذلك بانه شهيد على صنيعهم ذلك بما خالفوا ما بايديهم عن الانبياء ومقابلتهم الرسول المبشر به بالتكذيب والجحود والعناد. فاخبر تعالى انه ليس بغافل عما يعملون. اي وسيجزيهم على ذلك يوم لا اينفع مال ولا بنون الايات قل يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله والله شهيد على ما تعملون قل يا اهل الكتاب لما تصدون عن سبيل الله من امن تبغونها عوجا وانتم شهداء والله بغافل عما تعملون. هذه الاية فيها توبيخ وتعنيف لاهل الكتاب في اعراضهم عن الحق وعدم ايمانهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم عدم ايمان بالله ورسوله ما علمهم وتيقنهم انه الرسول الحق ومع ذلك كفروا بهذا الرسول وهم يشهدون ويعلمون من كتبهم ويتيقنون كما قال اسماع الذين اتاهم الكتاب ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم يعرفون صدق هذا النبي الكريم كما يعرفون ابناءهم لانهم رأوا صفاته عيانا قرأوها في كتبهم في التوراة والانجيل ورأوها اعيانا بمشاهدته عليه الصلاة والسلام. فكفروا عن بصيرة ولهذا وبخهم الله عنا ثم قال يا قل يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون قل يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من امن يصدون عن سبيل الله. هذا من اعظم الكفر والعياذ بالله يكفرون بانفسهم ويصدون الناس عن الايمان بالله فجمعوا بين بين صدودهم بانفسهم وصد غيرهم فزاد عذابهم ولهذا قال سبحانه الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون هذا من الافساد في الارض تبغونها عوجا تبونها معوجة تبونها الطريق الى الله معوجة وانتم شهداء ثم هددهم وتوعده فقال وما الله بغافل عما تعملون هو سبحانه وتعالى سوف يجازيكم على صدوركم بانفسكم وعلى صد غيركم. فهو سبحانه فلا يغفل وهو مطلع عليكم وعلموا باحوالكم واعمالكم الخبيثة وسوف يجازيكم على ذلك يوم القيامة. هذا في تهديد ووعيد لهؤلاء اليهود والنصارى الذين اعرضوا وصدوا عن سبيل الله وصدوا غيرهم عن بصيرة لا عن جهل عن بصيرة وعناد فلهذا وبخهم الله وتوعدهم بهذا الوعيد. نعم. احسن الله اليك يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله. ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. عنوان تحذير المسلمين عن طاعة اهل الكتاب يحذر تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن ان يطيعوا طائفة من اهل الكتاب الذين يحسدون المؤمنين على ما اتاهم الله من فضله وما منحهم به من ارسال رسوله. كما قال تعالى ود كثير من اهل الكتاب لو يردون من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم الاية. وهكذا قال ها هنا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا كتاب يردوكم يردوكم بعد ايمانكم كافرين. ثم قال تعالى وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفي كم رسوله يعني ان الكفر بعيد منكم وحاشاكم منه فان ايات الله فان ايات الله تنزل على رسوله ليلا ونهارا وهو يتلوها عليه ويبلغها ويبلغها اليكم. وهذا كقوله تعالى وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بكم وقد اخذ ميثاقكم ان كنتم مؤمنين. الايات الاية بعدها. وكما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لاصحابه اي المؤمنين اعجب اليكم ايمانا؟ قالوا الملائكة. قال وكيف لا يؤمنون وهم عند ربهم بهم وذكروا الانبياء. قال وكيف لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم. قالوا فنحن. قال وكيف لا تؤمنون وانا بين على اظهركم قالوا فاي الناس اعجب ايمانا؟ قال قوم يجيئون من بعدكم يجدون الصحفا يؤمنون بما فيها ثم قال تعالى ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. اي ومع هذا فالاعتصام بالله التوكل عليه هو العمدة في الهداية. والعدة في مباعدة الغواية. والوسيلة الى الرشاد وطريق السداد وحصول المراد نعم في هذا هذه الايات الكريمات وجه الله تعالى خطاب للمؤمنين محذرا لهم من طاعة اهل الكتاب وبيان العاقبة الوخيمة لمن اخذ باقوال اهل الكتاب لمن اخذ لمن اطاع اهل الكتاب لمن طاعهم في معصية الله واخذ بتوجيهاتهم واقوالهم قال سبحانه يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين هذا فيه التحذير من طاعة اهل الكتاب اليهود والنصارى وكذلك بقية المشتكين كلهم هكذا قال سبحانه وتعالى ولن ترظى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم وقال سبحانه وتعالى ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء. وودوا لو تدهنوا فيدهنون الكفرة لليهود والنصارى والوثنيين والملاحدة كلهم اعداء لا يودون الخير للمؤمنين ولا يودون قطع الاسباب التي تصلهم بالله لو استطاعوا ان يقطعوا ان يقطعوا البدر من السماء على المؤمن قطعوه ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب وللمشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم وفي هذا تحذير تحذير للمؤمنين من طاعتهم فانه اعداء والعدو لا يريد بعدوه خيرا ابدا ومهما تنازل المسلمون لهم فلن يرضوا حتى يخرج المسلمين من دينهم الكفرة يريدون من المؤمنات يتنازلوا شيئا بعد شيء حتى ينسلخوا في دينهم ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قال سبحانه يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين هكذا طاعتهم فهم لا يرظون ولا يرضيهم التنازل اليسير حتى يتنازل المسلمون عن ايمانهم نعوذ بالله قال سبحانه وكيف تكفرون؟ وانتم وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله يعني بعيد منكم هذا تتلى عليكم ايات الله والرسول بين اظهركم بعيد منكم هذا ثم قال ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم على الاعتصام بالله والتوكل عليه والثقة به واللجوء اليه والتضرع اليه وهو سبب الهداية من تضرع الى الله وتوكل عليه واعتمد عليه واعتصم به سبحانه والتجأ اليه وسأله الهداية فان الله يهديه الى الصراط المستقيم ولهذا امرنا في كل ركعة وركعتان صلاة نقول اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. نعم. احسن الله اليك يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فبين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون. عنوان ما هو حق تقاة الله روى ابن ابي حاتم عن عبدالله ابن مسعود اتقوا الله حق تقاته قال ان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر. وهذا اسناد صحيح موقوف. رواه في مستدركه عن ابن مسعود مرفوعا ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه كذا قال والاظهر انه موقوف والله اعلم وروي عن انس انه قال لا يتقي العبد الحاكم يقول على شر صحيح على شرط الشيخين اه رواه الحاكم في مستدركه عن ابن مسعود مرفوعا ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجه كذا قال وليظهر انه موقوف. من التساهل رحمه الله الحاكم. نعم احسن الله اليك وروي عن انس انه قال لا يتقي العبد الله حق تقاته حتى يخزن لسانه وقوله تعالى ولا تموتن ولا تموتن الا يحتاج الى خزن سجى سجن كما قال بعض السلف حق الشيء بالسجن على اللسان ما احق من اللسان بالسجن وحكم بان يسجن يخزن فلا يطلق الا فيما فيه خير نعم اليك نعم يخسى ان يمنعه المخزون ممنوع تغلق عليه نعم تغسله نعم عفا الله عنك وقوله تعالى ولا تموتن الا وانتم مسلمون حافظوا على الاسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه فان الكريم قد اجرى عادته بكرمه ان اهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الاهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وانه تخرج في امتي اقوام انه من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه فعياذا بالله من خلاف ذلك. روى الامام احمد عن مجاهد ان الناس كانوا عادي احسن الله اليك اي حافظوا على الاسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه فان الكريم قد اجرى عادته بكرمه انه من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه فعياذا بالله من خلاف ذلك رواه الامام احمد وعن مجاهد ان الناس كانوا يطوفون بالبيت وابن عباس جالس معه محجن فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق قد تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. ولو ان قطرة من الزقوم قطرت لامرت على اهل لامرت على اهل الارض عيشتهم. فكيف بمن ليس له طعام الا الزقوم؟ وهكذا رواه الترمذي النسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه. وقال الترمذي حسن صحيح وقال الحاكم على شرط الشيخين ولم يخرجاه وروى الامام احمد ايضا عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله. ورواه مسلم. وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله انا عند ظن عبدي بي بعنوان الامر بالاعتصام بحبل الله ولزوم الجماعة. وقوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا رقوا. قيل بحبل الله بعهد الله كما قال في الاية بعدها ضربت عليهم الذلة اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس اي بعهد وذمة. وقوله لا تفرقوا امرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة وقد وردت الاحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والامر اجتماع والائتلاف كما في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرظى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وان تناصحوا من ولاه الله امركم ويسخط لكم ثلاثا. قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال. وقوله تعالى واذكروا نعمة الله عليكم اذ ثم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا الى اخر الاية وهذا السياق في شأن الاوس والخزرج فانه كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية وعداوة شديدة وظغائن واحن وذو حول طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم. فلما جاء الله بالاسلام فدخل فيه من دخل منهم صاروا اخوانا متحابين بجلال الله متواصلين في ذات الله متعاونين على البر والتقوى قال الله تعالى هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم. الى اخر الاية. وكانوا على شفا حفرة من النار. بسبب كفره فانقذهم الله منها ان هداهم للايمان. وقد امتن عليهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. يوم قسم غنائم حنين فعتب من عتب منهم لما فضل عليهم في القسمة بما اراه الله فخطبهم فقال يا معشر الانصار الم اجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فالفكم الله بي وعالة فاغناكم الله فكلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وهذه الايات ايضا وجه الخطاب فيها الله سبحانه وتعالى الى المؤمنين قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته والخطاب اذا وجه الى المؤمنين فهو خير يؤمرون به او شر ينهون عنه كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه خير تظلم به او شر تنهى عنه وفي هذه الايات وجه الله خطاب المؤمنين فقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله اتقوا الله امروا بالتقوى واصل التقوى اصل التقوى توحيد الله والاخلاص الدين له واداء حقوقه والقيام بامره اتقوا الله اجعلوا بينكم وبين غضب الله وسخطه وناره وقاية تقيكم بتوحيده واخلاص الدين له وادعي حقي وحق عبادي. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته قال عبد الله بن مسعود حق الله حق تقاته ان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. المعنى الزموا طاعة الله احافظ على ما اوجب الله عليكم اتركوا ما انهاكم عنه واستمروا على ذلك حتى يأتيكم الموت وانتم على ذلك ولا تموتن الا وانتم مسلمون بينما العادة الكريم سبحانه وتعالى ان من عاش على الاسلام فانه يموت عليه وما متع لسان بعثه الله عليه ونعوذ بالله من خلاف ذلك اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون الزموا طاعة الله واستمروا عليها وجاهدوا انفسكم على الاستقامة على دين الله حتى يأتيكم الموت وانتم على ذلك واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا اتصلوا بحبل حبل الله هو دينه قول الله ودينه الزموا دين الله القرآن والسنة وتصب بهما والزموهما عند الفتن وعند الاختلاف كما قال سبحانه في الاية فان تنازلتم في شيء فردوه الى الله ورسوله. تصوموا بحول الله جميعا ولا تفرقوا. تحذير من الاختلاف والتفرق بخلاف التورط سبب في احد والبغضاء والعداوات وتسليط الاعداء العدا انما يطمعون في المسلمين ليتفرقوا اما اذا كانوا يدا واحدة على اطوافهم الاعداء ثم قال سبحانه مذكرا لعباده وكانوا عليه في الجاهلية واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء تعلف بين قلوبكم كانوا في الجاهلية الاوس والخزرج بينهم حرم طاحنة استمر السنين طويلة فكانوا اعداء الف الله بينهم بالاسلام وبهجرة النبي صلى الله عليه وسلم اليهم واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حورة من النار فانقذكم منها كانوا عاشر حفرة من النار اللي هو كان على الشرك وعلى الكفر فانقذهم الله بالاسلام وببعثة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون والله تعالى يبين اياته لعباده لهدايتهم وانقاذهم من الظلالة ولعل هنا للتعليل وليست للترجي كذلك يبنى الله لكم اياته لعل لكي تهتدوا اي لاجل ان تهتدوا بهذه الاية الكريمات الامر بتقوى الله عز وجل. وانه يجب على المسلم ان يتقي الله والعمل بالاسلام والاستقامة عليه والثبات عليه حتى حتى الممات وفيه الامر الاعتصام بدين الله وحبله وشرعه ودينه بداعي التفرق شكر الله على نعمه حيث انقذ المسلم الله الاسلام ولم يجعله من من الكفرة وتذكير لمن هداه الله بعد ضلالة بعد انحرافه انه كان على طفرة من النار فانقذه الله منها وفيه ان ايات الله سبب في الهداية والله سيبين اياته ليهديهم ويدلهم على الصراط المستقيم. نعم احسن الله اليك ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر اولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم تذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون. تلك ايات الله اتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين. ولله ما في السماوات وما في الارض. والى الله ترجع الامور. عنوان الامر بالقيام بالدعوة الى الله. يقول تعالى ولتكن منكم امة منتصبة للقيام بامر الله في الدعوة الى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واولئك هم المفلحون. قال الضحاك هم خاصة ابه وخاصة الرواة يعني المجاهدين والعلماء. والمقصود من هذه الاية احسن الله اليك. ان تكون فرقة من الامة متصدية لهذا الشأن. تصدية. متصدية لهذا الشأن. وان كان ذلك واجبا على كل فرد من الامة بحسبه كما ثبت في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. وفي رواية وليس وراء ذلك من الايمان حبة قردا وروى الامام احمد عن حذيفة ابن اليمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم. ورواه الترمذي وقال حسن. والاحاديث في هذا الباب كثيرة مع الايات الكريمة كما سيأتي تفسير في اماكنها عنوان النهي عن التفرقة ثم قال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات الاية. ينهى تبارك وتعالى هذه الامة ان تكون كالامم الماضين في تفرقهم واختلافهم وتركهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع تجارى بهم تلك الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه. الاهواء البدع الكلب الكلب الداء ادعى الذي يكون فعل ان يكون من عظة الكلب الكلأ يسري كما كما الكلب صاحبه يعني يسري هذا المرض اذا جرى بهم الاهواء كلها يعني الاهواء يعني البدع على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة هل السنة والجماعة هم الناجون والباقي متوعد بالنار اوليسوا كفارا بل هم اهل البدع متوعدون بالنار ولهذا قال العلماء ان الجهمية والفرقة هو الجهمية والرافضة وقدري النفاة خارجون من الثنتين وسبعين فرقة لكفرهم الله عليهم. فدل على ان تتوسع فرقة من من البدع ليسوا كفارا متوعد بالنار لانهم مبتدعون عصاة نعم احسن الله اليك وانه سيخرج في امتي اقوام تجارى بهم تلك الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس لغيركم لغيركم من الناس والا يقوم به وهكذا رواه ابو معاوية سم الشيخ وعن معاوية وعن معاوية رضي الله عنه قال حججنا مع معاوية حديث ابي عامر عبد الله بن لحي قال حججنا مع معاوية نعم قال فلما قدمنا مكة قام حين صلى الظهر فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة وان هذه الامة ما ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الاهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وانه سيخرج في امتي اقوام تجارى بهم تلك اهواه كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله. والله يا معشر العرب لان لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس احرى الا يقوم به. وهكذا رواه ابو داوود عن احمد ابن حنبل ومحمد ابن يحيى عنوان صدق رحمه الله اذا ما قام في هذا الدين اهله من ان يقوموا به من باب اولى الا يقومون به كما قام به اهل الجزيرة العرب غيرهم من باب اولى البعيدون لا يقومون به ولا عاجب نعم