بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين اما بعد يقول الله تعالى ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين وما يفعل من خير فلن يكفره والله عليم بالمتقين. ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها سر اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم فاهلكته وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون عنوان فضل من اسلم من اهل الكتاب يقول الحافظ ابن كثير قال محمد بن اسحاق وغيره ورواه العوفي عن ابن عباس ان هذه الايات نزلت فيمن امن من احباب اهل الكتاب كعبدالله بن سلام واسد بن عبيد وثعلبة بن سعية السيد ابن سعية وغيرهم اي لا يستوي من تقدم ذكرهم بالذم من اهل الكتاب وهؤلاء الذين اسلموا. ولهذا قال تعالى ليسوا سواء ليسوا كلهم على حد سواء بل منهم المؤمن ومنهم المجرم ولهذا قال تعالى من اهل الكتاب امة قائمة. قائمة بامر الله مطيعة متبعة نبي الله فهي قائمة يعني مستقيمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يقومون الليل ويكثرون التهجد ويتلون القرآن في صلواتهم. يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات. واولئك من الصالحين. وهؤلاء هم المذكورون في اخر السورة وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله الاية. وهكذا قال تعالى ها هنا وما يفعل من خير فلن يكفروه اي لا يضيع عند الله بل يجزيهم به اوفر الجزاء والله عليم بالمتقين لا يخفى عليه عمل عامل. ولا يضيع لديه اجر من احسن عملا. ثم قال تعالى مخبرا عن الكفرة المشركين بانه لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذه الايات الكريمات في من اسلم من اهل الكتاب الله تعالى نوه بذكرهم واثنى عليهم بخصوصهم بصفات حميدة وفي هذا البيان العدل وان الله سبحانه وتعالى عادل لا يجوز والقرآن عدل فلا يسوي بين فلا يعم الناس بالاحكام ولا تسوي بين الناس ولا يسوي بين المؤمن والمجرم لما ذم الله تعالى اهل الكتاب وليبت عليهم الذلة اينما ثقوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا باغضب من الله وضربت عليهم مسكنة. ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون الانبياء بغير حق ذلك مما عصوا كانوا يعتدون ذكر لما ذكر جرائم الكفرة من اهل الكتاب وانهم يكفرون بايات الله ويقسموا الانبياء بغير الحق ويكذبون الرسل ويصفون الله بالاوصاف السيئة قالوا ان الله فقير وقلب يد الله مغلولة. هؤلاء الكفرة من اهل الكتاب نوه بعد ذلك واستثنى المؤمنين من اهل الكتاب اهل التقوى والايمان والاحسان قال ليسوا سواء ليسوا على حد سواء ليس متساوين من اهل الكتاب امة قائمة من الكتاب امة مستقيمة مستقيمة قائمة مستقيمة على الصراط المستقيم مستقيمة على امر الله يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الاخر. ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ووصفوا بصفة عظيمة ان اولا اوصيهم بانهم بانهم قائمون بشرع الله مستقيمون على طاعة الله ثانيا انهم وصفوا بالتهجد ثالثا وصفهم بتلاوة القرآن العظيم يسرون ايات الله بينهم يؤمنون بالله واليوم الاخر خامس بالمعروف وينهون عن المنكر سادس الوصف بانه سائلون في الخيرات اوصاف عظيمة وفي وصف ال الكتاب بهذه الصفات حث للمؤمنين ان يتصلوا بهذه الصفات وهي الاستقامة على طاعة الله والقيام بامره وتلاوة كتابه عن تدبر ورغبة ورهبة وحضور قلب والتهجد والايمان بالله واليوم الاخر عن صدق واخلاص ورغبة ورهبة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسارعة في الخيرات ثم حكم عليهم بالصلاة فقال واولئك من الصالحين وهذا في حصر ان هؤلاء الذين يوصون بهذه الصفات هم الصالحون وليس هذا خاص باهل الكتاب بل كل من يتصور بهذه الصفات فهو من الصالحين حث الامة على الاتصال بهذه الصفات العظيمة الاستقامة على امر الله وتلاوة كتابه والتهجد في الليل والايمان بالله واليوم الاخر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسارعة في الخيرات حول واهل الصلاح او الصالحون ثم بين سبحانه وتعالى ان جزاءهم عند الله لن يظيع بل هو ثابت ومحفوظ ومضاعف فقال وما يفعل بالخير فليكفروه بل هو ثابت لهم محفوظ لهم موفر لهم والله عليم بالمتقين هذا وصف بان وهذا دليل على ان هؤلاء من المتقين. هؤلاء هم المتقون وهم الصالحون بالصلاح واوصهم بالتقوى والجدير بالمؤمن تخلق بهذه الاخلاق العظيمة واتصل بهذه الصفات العظيمة حتى يكون من الصالحين حتى يكونوا من المتقين. نعم. احسن الله اليك ثم قال تعالى مخبرا عن الكفرة المشركين بانه لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا اي لا يرد عنهم بأس الله ولا عذابه اذا اراده بهم. واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. عنوان بيان مثل ما ينفقه الكفار ثم ضرب مثلا لما ينفقه الكفار في هذه الدار. قاله مجاهد والحسن والسدي. فقال تعالى مثل ما في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر. اي برد شديد. قاله ابن عباس وعكرمة وسعيد ابن جبير والحسن وقتادة وضحاك والربيع بن انس وغيرهم وقال عطاء برد وجليد. وعن ابن عباس وجليد وجليد. وعن ابن عباس ايضا ومجاهد فيها سر اي نار وهو يرجع الى الاول فان البرد الشديد ولا سيما الجليد يحرق الزروع والثمار كما يحرق الشيء بالنار اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم فاهلكته. اي فاحرقته يعني بذلك السفعة. اذا نزلت على حرف قد او حصاده فدمرته واعدمت ما فيه من ثمر او زرع فذهبت به وافسدته فعدمه صاحبه احوج ما كان اليه فكذلك الكفار يمحق الله ثواب اعمالهم في هذه الدنيا وثمرتها كما اذهب ثمرة هذا الحرث بذنوب بذنوب صاحبه وكذلك هؤلاء بنوها على غير اصل وعلى غير اساس. وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون لا والله بعد ان ذكر الله تعالى اهل الصلاح والتقوى من من اهل الكتاب ذكر الله تعالى الكفار من اهل الاوثان وان الله تعالى وان اعطاهم الاموال والاولاد فانها لا تنفعهم ولا تردونهم عذاب الله بل يفضون الى الى النار بسبب كفرهم واستكبارهم عن اتباع الرسل وعن اتباع ما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم فلذلك لا تنفعهم اموالهم ولا تنفعهم اولادهم بل يخلدون في النار ويلازمون لها ولهذا قال ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون فلا تنفعهم الاموال ولا تنفعهم الاولاد الى النار ويلزمونها اصحاب النار سموا اصحابها لملازمتهم لها وعدم افكاكهم عنها بل ان الاولاد والاموال قد تكون عذابا عليهم يعذبهم الله بها يعذبهم بهؤلاء الاموال والاولاد يكون عذاب يجمعون هذا الاموال ثم يكون عذابا عذابا في تحصيله. وعذابا في حفظه وعذابا في انفاقه وكذلك الاولاد يكونوا وبالا عليهم كما قال سبحانه وتعالى في الاية الاخرى فلا تجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهو كافرون وهذي عفرة فكفرة لا تجيبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا عذاب شقى لتحصيل الاموال الشقاء ليل نهار سهر تعب جهاد للنفس في تحصيل المال ثم اجهاد وتعب في حفظه ثم يزهد وتعب في انفاقه تقليبه وكذلك الاولاد يكونون عذابا عليهم ووبالا شقاء عليهم في فلا ينفعونهم وانما يكونوا زيادة عذاب وشقاء لهم في هذه الدنيا وهذا عدم معجل في الدنيا قبل الاخرة نسأل الله السلامة والعافية ثم بين سبحانه وتعالى ان اعمالهم حابطة باطلة لا تنفعهم لانها لانهم فقدوا الايمان الذي يصححه حتى ولو كانت اعمالا شرعية لا تنفع الا بالايمان فاذا احسنوا الى الناس او تصدقوا او وصلوا ارحامهم فانه لا يصلون منها في الاخرة وانما يجازون بها في الدنيا صحة في ابدانهم ووفرة تنفي اموالهم ثم يوصلون للاخرة ولا ولا ثواب لهم واعماله اعماله كلها حابطة لانها ليست مبنية على على الايمان والتوحيد ضرب الله لهم مثلا مثال ذلك الزرع الزرع والثمار التي حان جدادها ثم يرسل الله عليها ريحا شديدة فيها فيها فيها برد وجليد فتحرقها او فيها نار وتحرقها ولا تبقي منها شيئا وكذلك هؤلاء اعمالهم كلها حابطة وباطلة لا يستردون بها كما انها صاحب الحرف لا يستفيد من حرثه اذا اتت النار فاحرقته او برد وجليد فكذلك هؤلاء لا يستفيدون من اعمالهم. مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم فأهلكته والله تعالى ما ظلمهم ولكن هم ظلموا انفسهم بالشرك حيث وضعوا العبادة في غير موضعها وعبدوا غير الله وهذا هو الظلم وضع الشيء في غير موضعه. فالمشرك وضع العبادة في غير موضعها فاشرك بالله فلذلك جازاه الله بسبب ظلمه لنفسه لا بظلم من الله وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون. نعم. احسن الله اليك يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون ها انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله واذا لاقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور ان تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة يفرح بها وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط. عنوان النهي عن اتخاذ غير المؤمنين بطانة يقول تبارك وتعالى ناهيا عباده المؤمنين عن اتخاذ المنافقين بطانة. اي يطلعونهم على سرائرهم وما يضمر لاعدائهم والمنافقون بجهدهم وطاقتهم لا يألون المؤمنين خبالا. اي يسعون في مخالفتهم وما يضرهم بكل ممكن. وبما يستطيعونه من المكر والخديعة ويودون ما يعنت المؤمنين ويحرجهم ويشق عليهم. وقوله تعالى ولا تتخذوا بطانة من دونكم اي من غيركم من اهل الاديان وبطانة الرجل هم خاصة اهله. الذين يطلعون على داخلة امره. وقد روى البخاري النسائي وغيرهما عن ابي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة الا كانت له بطانتان. بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه. وبطانة تأمره بالسوء وتحظه عليه والمعصوم من عصم الله وروى ابن ابي حاتم عن ابن ابي الدهقانة قال قيل لعمر ان ها هنا غلاما من اهل الحيرة حافظ كاتب فلو اتخذته كاتبا قال قد اتخذت اذا بطانة من دون المؤمنين ففي هذا الاثر مع هذه الاية دليل على ان اهل الذمة لا يجوز استعمالهم في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين واطلاع على دواخل امورهم التي يخشى ان يفشوها الى الاعداء من اهل الحرب ولهذا قال تعالى لا يألونكم خبالا وادوا ما عنتم. ثم قال تعالى قد بدت البغضاء من افواههم. وما اتخفي صدورهم اكبر قد لاح على صفحات وجوههم وفلتات السنتهم من العداوة مع ما هم عليه في صدورهم من البغضاء للاسلام واهله. ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل ولهذا قال تعالى قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون وقوله تعالى ها انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم. اي انتم ايها المؤمنون تحبون المنافقين بما يظهرون لكم من الايمان فتحبونهم على ذلك وهم لا يحبونكم لا باطنا ولا ظاهرا. وتؤمنون بالكتاب كله اي ليس عندكم في شيء منه شك ولا ريب وهم عندهم الشك والريب والحيرة وروى محمد بن اسحاق عن ابن عباس وتؤمنون بالكتاب كله اي بكتابكم وكتابهم وبما مضى من الكتب قبل ذلك. اي بكتاب وكتابهم بكتابكم وكتابهم صار اهل الكتاب نعم احسن الله اليك وبما مضى من الكتب قبل ذلك وهم يكفرون بكتابكم فانتم احق بالبغضاء لهم منهم لكم رواه ابن جرير واذا لاقوكم قالوا امنا فانتم احق بالبغضاء لهم منهم لكم. نعم. احسن الله اليك. رواه ابن جرير. واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ والانامل اطراف الاصابع. قالهم قتادة وهذا شأن المنافقين. يظهرون للمؤمنين الايمان والمودة وهم في الباطن بخلاف ذلك من كل وجه كما قال تعالى واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ وذلك اشد الغيظ والحنق. قال الله تعالى قل موتوا بغيظكم قم ان الله عليم بذات الصدور. مهما كنتم تحسدون عليه المؤمنين. ويغيظكم ذلك منهم مهما كنتم تحسدون عليه قل موتوا بغيظكم. قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور. مهما كنتم تحسدون المؤمنين. نعم. ويغيظكم ذلك منهم فاعلموا ان الله ويغيظكم ويغيظكما احسن الله اليك. ويغيظكم ذلك منهم فاعلموا ان الله متم نعمته على عباده المؤمنين. ومكمل دينه ومعلن كلمته ومظهر دينه موتوا انتم بغيظكم. ان الله عليم بذات الصدور. هو عليم بما تنطوي عليه ظمائركم. وتكنه سرى خيركم من البغضاء والحسد والغل للمؤمنين وهو مجازيكم عليه في الدنيا بان يريكم خلاف ما تؤملون. يعني يريكم. بان يريكم خلاف ما تؤملون. وفي الاخرة بالعذاب الشديد في النار التي انتم خالدون فيها فلا خروج لكم منها ثم قال تعالى وهذه الايات العظيمة فيها ارشاد عظيم للمؤمنين في معاملتهم للمنافقين وهي اية عظيمة لو تدبرها الحكام وتأملوها وعملوا بها لكان في هذا المصلحة العظيمة لهم والثبات لحكمهم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم. وجه الله الخطاب للمؤمنين لانهم هم الذين يمتثلون الاوامر ويجتنبون النواهي يا ايها الذين امنوا بالله وبرسله عموم ابو محمد خصوصا. يا ايها الذين امنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله امتثلوا وانتهوا عما تنهون عنه لا تتخذوا بطانة من دونكم يعني من غيركم لا تتخذوا بطانة من المنافقين ولا تتخذوا بطالة من اليهود ولا من النصارى والبطانة هو الذي هو الذي يطلع على الامور الخفية والدفاع والاسرار يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطونها من دونكم لا يلونكم خبالا هذا وصف لا لا يقصرون في ايصال الشر اليكم وفي ايصال الاذى اليكم وفي تدبير المؤامرات والاسرار لايقاع الظرر بكم لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يأنونكم خبالا ودوا ما عنتهم يودون ويحبون ما يعنتكم ويشق عليكم ويؤذيكم. هذي حالهم فكيف تتخذونهم بطالة كيف تتخذونهم يطلعون على الاسرار وعلى دخائل الامور وعلى الامور الخفية وعلى ما فيه قوة للمؤمنين لا يتخذ بطانة من دونكم لا يرؤكم خبرا ودوا ما عنتم. قد بنت البغضاء من افواههم العداوة والبغظاء بادية على صفحات وجوههم وعلى فلتات السنتهم وما تخفي صدورهم اكبر وما تنطوي عليه صدورهم من الحقد والبغضاء والحسد واظمار الاذية اكبر ثم قالت هنا قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون. قالت لكم عقول سليمة قد بينا لكم الايات وكما سمعنا في الحديث الذي رواه البخاري ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة الا كان له بطانتان. بطانة تأمره بالخير وتحظه عليه وتعم بطانة عمره بالشر وتحض عليه والمعصوم من عصم الله. حتى النبي له لو بطانة البطالة تأمر بالخير بطلت انفسها حتى النبي. ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة كل نبي وكل خليفة وكل امير وكل ملك وكل رئيس له بطانة بطانة تأمره بالخير وتحظه عليه وبطالة امره بالشر وتحثه عليه والمعصوم من عصى الله ولما قيل لعمر هذا الاثر اللي رواه ابن ابي حاتم ان هناك كاتبا يحسن كتابه لو وظفته جعلته كاتب او حاسبا ومن الحيرة لسان المسلمين قال اني اذا اتخذت بطانة من غير المؤمنين الان كثير الان من الناس هذا من الدول الان ومن الحكام اتخذوا بطالة من غير المؤمنين رؤساء الشركات الان بعظ النصارى وكذلك الكتاب والوزراء والسكرتارية المدراء والوزراء وغيرهم كثير منهم من غير المؤمنين من المنافقين ولهذا من قال اتخذ بطالته ام من المنافقين المنافقون واليهود والنصارى لا يجوز ان يتخذوا بطعنة يطلعون على الاسرار ويشاوروا في الامور لانهم لا يقصرون في ايصال الشر الى المؤمنين وفي ابعادهم عن الخير ويودون ما يعنتهم ويشقوا عليهم قد بدت البعظاء بافواههم وما قال الله قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون. قال لكم عقول سليمة ترشدكم الى ما في مصلحتكم فقد فقد بينا لكم الايات ثم قال سبحانه ها انتم اولئك تحبونه ولا يحبونكم انتم تحبونه لما يظهرون من الخير لانهم منافقون يبطلون الشر وهم ها انتم ولا يحبونكم هم لا يحبونكم لا في الظهر ولا في الباطن وتؤمنون بالكتاب كله انتم تؤمنون بالكتب المنازلة كلها وهم لا يؤمنون واذا لاقوكم قالوا امنا واذا خلوا عظيتكم وعظوا عليكم الالام الى من الغيظ هذا النفاق يظهرون الاسلام ويتركون اذا لاقوكم قالوا امنا واذا خلوا عظوا عليكم الانابل الانابل من اطراف الاصابع يعظون من شدة الحنق شدة الحقد شدة الغيظ عليكم والمعنى انهم لا يقصرون في ايصال الشر اليكم وفي ابعادكم عن الخير ما استطاعوا الى ذلك سبيلا واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانام الى المغيظ. قال الله قل موتوا بغيظكم موتوا بغيظكم الله تعالى مظهر الديرة واعلن كلمته ومعز المؤمنين ومذل الكافرين. قولوا موتوا غيظكم ان الله عليم بذات الصدور. وعليم بما تنطوي عليه صدوركم من من الكفر والحسد والبغضاء وسوف يخذلكم وينصر عباده المؤمنين. هذه الايات ايات عظيمة في ارشاد للرؤساء والامراء والحكام وغيرهم. هي الا يتخذوا بطالة يدعونه على السرائر وكتاب ووزراء ومستشارين الا ممن عرف نصحه وايمانه وتقواه ولهذا قال الله قد بينا لكم والاية التي كنتم تعقلون يا لها من ايات عظيمات لمن تدبرها وتأملها اين اين متدبرون اين المتأملون؟ اين العقلاء من الرؤساء والحكام وغيرهم لتدبر هذه الايات التي فيها صلاحهم وثبات ملكهم ورئاساتهم عباراتهم اذا عملوا بالاسباب ثبت الله ملكاهم وحكمهم وبكن له في الارض التبكير في الارض يكون بالايمان بالله واقام الصلاة وايتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وباختيار الاخيار يكون بطانة الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور نعم. كما سمعت البطالة هي يعني اللي يطلع على الاسرار يكون موظف يطلع على الاسرار وعلى الدخائل الامور مستشار وترجع اليه الامور ويبت في بعض الامور ويشير كثير من الكتاب مدير المكتب والسكرتير هو الذي الان تجده الان يشير على الرئيس يلغي ويعرظ عليه ما يشاء من المعاملات ويبعد ما يشاء مطلع على كل شيء نعم. حتى النبي ما بعث الله من نبي ولا استخرى من خليفة الا كان له بطالة بطالة امره بالخير وتهظ عليه وبطالة امره بالشر والتحظ عليه والمعصوم من عصم الله نعم نعم احسن الله اليك غفر الله لك. يقول الله تعالى ان تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة يفرح بها وهذه الحال دالة على شدة العداوة منهم للمؤمنين وهو انه اذا اصاب المؤمنين خصب ونصر خصب احسن الله اليك وهو انه اذا اصاب المؤمنين خصب ونصر وتأييد وكثروا وكثروا وعزى انصارهم ساء ذلك المنافقين وان اصاب المسلمين سنة اي جدب او ادل عليهم الاعداء لما لله تعالى في ذلك من الحكمة كما جرى يوم احد فرح المنافقون بذلك قال الله تعالى مخاطبا عباده المؤمنين وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. الاية يرشدهم تعال الى السلامة من شر الاشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله الذي هو محيط باعدائهم. فلا حول ولا قوة لهم الا به وهو الذي ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن. ولا يقع في الوجود شيء الا بتقديره ومشيئته. ومن كلا عليه كفاه ثم شرع تعالى في ذكر قصة احد. هذه ايضا من صفات البطالة السيئة وهو انهم من شدة عداوتهم المؤمنين اذا اصاب المؤمنين خير قسم ونصر وتأييد وانتصار على الاعداء ساءهم ذلك وحزنوا وتعلموا وان صاب المسلمين جذب وقحط اهدل عليهم العدو حصل لهم هزيمة او نكسة فرحوا بها لانه اعداء بل هو اشد المنافقون اشد عداوة من الكفار ظاهرا وباطنا لانهم لان عداوتهم خفية ولانهم مع المؤمنين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر بخلاف العدو بخلاف الكافر الظاهر فانه عدو مكشوف كل كل يأخذ حذره منه لكن العدو الباطن المنافق الذي يظهر الايمان ويبطل الكفر اشد ولهذا كان المنافقون في الدرك الاسفل من النار كله يأخذ درهم لكن العدو الباطن المنافق الذي يبطل الكفر اشد ولهذا كان المنافقون في الدرك الاسفل من النار فاذا اصاب المؤمنين خير ونعمة سعى من ذلك وان اصابهم جذب وقحط وادير العدو عليهم فرحوا بها ثم بين الله تعالى الموقف معهم وما موقف المؤمن معهم للسلامة من شرهم هو الصبر والتقوى قال وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا اتقوا الله وتخلصوا له العبادة وتقوموا بحقه وتمتثلوا امره وتسريب نهوه وتصبروا ولا تتعجلوا فانهم لا لا يضركم كيد هؤلاء المنافقين لانهم تحت قبضة الله في قبضة الله والله هو اللي يدبرهم وهو محيط باعمالهم واحوالهم وهم بيده سبحانه وتعالى فالجأوا الى الله وتوكلوا عليه واصبروا واتقوه واخلصوها العبادة وبذلك يكفيهم الله شرهم نعم