بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين اللهم صلي وعلى اله واصحابه والتابعين اما بعد فغفر الله لك يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كان عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. والله يحيي ويميت. والله بما تعملون بصير ولئن قتلتم في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ولئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون عنوان النهي عن مشابهة الكفار في تعليق الموت وامور القدر بغير مشيئة الله تعالى يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله ينهى تعالى عباده المؤمنين عن مشابهة الكفار في اعتقادهم الفاسد الدال عليه قولهم عن اخوانهم الذين ماتوا في الاسفار والحروق لو كانوا تركوا ذلك لما اصابهم ما ما اصابهم فقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اي عن اخوانهم اذا في الارض اي سافروا للتجارة ونحوها او كانوا غزا اي كانوا في الغزو لو كانوا عندنا اي في البلد ما ماتوا وما قتلوا اي ما ماتوا في السفر وما قتلوا في الغزو وقوله تعالى ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم اي خلق هذا الاعتقاد في نفوسهم ليزدادوا حسرة على موتهم وقتلهم. ثم قال تعالى ردا عليهم والله يحيي ويميت. اي بيده الخلق واليه يرجع الامر ولا يحيى احد ولا يموت احد الا بمشيئته وقدره ولا يزاد في عمر احد ولا ينقص منه الا بقضائه وقدره. والله بما تعملون بصير. اي وعلمه وبصره في جميع خلقه لا يخفى عليه من امورهم شيء. وقوله تعالى ولئن قتلتم في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون. تضمن هذا ان القتل في سبيل الله والموت ايضا وسيلة الى نيل رحمة الله وعفوه ورضوانه. وذلك خير من البقاء في الدنيا وجمع حطامها الفاني. ثم اخبر تعالى بان كل من مات او قتل فمصيره ومرجعه الى الله فيجزيه بعمله ان خيرا فخيرا وان شرا فشر. فقال تعالى ولئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد وفي هذه الايات الكلمات نهي من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين عن التشبه الكفار في الاعتقاد فاسد فالكفار يعتقدون اعتقادا فاسدا خلقه الله في قلوبهم ليكون حسرة ليتحسروا ويكون ذلك زيادة في عذابهم. هذا الاعتقاد الفاسد وانهم يعتقدون ان الذين ماتوا في الاسفار او في في الغزو في القتال والحروب لما اموت باجالهم وانه لو كانوا في البلد لما ماتوا وهذا اعتقاد فاسد لان الله سبحانه وتعالى كتب الموت والحياة وقدر الاجال قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الامام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب الله مقادير الخلائق قبل ان اخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء فكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ الحياة والموت والرزق والاجل والفقر والغنى والصحة والمرض والسعادة والشقاوة والهموم والاحزان والاقدار والكسل والعجز مراته واليابس كل شيء مكتوب والصفات والافعال والذوات كل شيء مكتوب في اللوح المحروم قال الله تعالى وكل شيء احصيناه في امام مبين وهو اللوح المحفوظ اليوم وكل شيء احصيناه في امام مبين وقال سبحانه وتعالى عن الكفار انهم قالوا ما لي هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها قال سبحانه ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب هو الاحمر من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. ثبت في الحديث الصحيح عن الامام بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علاقة مثل ذلك ثم يكون موضة مثل ذلك. ثم يرسل اليه الملك فينفخ به الروح ويؤمر باربع كلمات كسب رزقه واجله وعمله وشقيا وسعيد هذا كتابة ثانية هذي كتابة توافق ما في اللوح المحفوظ رحمة الله وفضله وهو شهيد ولان قلتن في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون الذي يقتل في سبيل الله او يموت في سبيل الله ذهابا وايابا هذا كالكتاب العام وهذا كتاب عمري كل انسان وهو في بطن امه اذا مضى عليها اربعة اشهر ارسل الى ملك ونفخ فيه الروح وامر بان يكتب الرزق والاجل والعمل والشقاوة والسعادة اربع كلمات اكسب الرزق جاء في الحديث ان مكة يدخل عليه فيقول يا ربي ما الرزق؟ ما العجل؟ ما العمل؟ اذا مكتوبه في بطن امه كتب عليه متى يموت متى يحيى هل يموت وهو في بطن امه؟ هل يموت طفلا؟ او هل يموت شابا؟ او يموت صبيا؟ او يموت شابا او كهلا او شيخا او هرما وهل يموت كعدد الاسباب والولاة هو واحد وان يمت من مرض او يموت في حادث او يموت بسقوط او يموت وهو على فراشه او يموت وهو في النوم كل شيء مكتوب تعدد الاسباب ولو تضحي فلا يغير ولا يبدل وهذا فيه الرد على المعتزلة الذين يقولون انها المقتول مات بغير عجلة وانه لعاش لكان عمر اخر وهذا من جهله وضلالهم معتزلة ايران المقتول بطيء عليه اجله والله تعالى قال وما يعمر بمعمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب وما عمرو بن معمر وينقص من عمره معمر اخر عمرو بن معمر الا في كتابه ولا ينقص من عمرهم معمر اخر الا في كتاب ان ذلك على الله يسير فهؤلاء الكفار يعتقدون هذا الاعتقاد الفاسد وهو انه ان الذين ماتوا في الاسفار او في الحروب والقتال ماتوا قبل اجالهم وانه لو كانوا عندهم في البلد لما ماتوا نهى الله المؤمنين ان يتشبهوا بهم في هذا الاعتقاد والله تعالى خلق هذا الاعتقاد في قلوبهم ليكون ذلك حسرة ولهذا قال سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم قالوا عن اخوانهم الذين ماتوا في في الاسفار او في الحروب. لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا لو هذا اعتراض على القدر هذا الاعتراظ على القدر فلا يجوز للانسان ان يعترض على القدر. ولهذا بوب الامام الشيخ رحمه الله كتاب التوحيد باب ما جاء في اللون في اللواء ما ابغى اجافل لو فاذا كان اعتراضه على القدر فلا يجوز الحصر على القدر هذا محرم كأحال المنافقين قال تعالى ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير غير الحق ظن الجاهلين يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتل ها هنا هذا من الاعتراض على القدر والتحسر على القدر يعتبر على القدر والتحسر فهذا لا يجوز لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا اعتراض على القدر اما اذا كانت في تمني الخير فلا بأس به لو تقول لو لو علمت ان في المسجد حلقة لحظرت. هذا طيب. لو استقويتم في الامر ما استدبرت لاسقتم الهدي لو في تمني الخير لا بأس بها في الاعتراظ على القدر هذا هذا هذا لا يجوز وهذا هو ثقة المنافقين ولهذا نهى الله المؤمنين ان يتشبهوا الكفار في هذا الاعتقاد الفاسد قال يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا يعني سافروا او كانوا غزلا عن الغزاة لو كانوا عند الامامات وهم اقتلوا. قال الله تعالى ليجعل ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. يعني يجعل هذا الاعتقاد خلقه الله في قلوبهم ليكون حسرة حسرة عليهم الله والله يحيي واميت والله المثل الاصيل. والله تعالى بيده الحياة والموت والذي يحيي ويميت وهو منفرد بالحياة والموت واما غيره فلا يحيي ولا يميت ولهذا لما ادعاء النمرود الملك الظالم في زمانه ابراهيم عليه السلام انه يحيي ويميت لما نظر ابراهيم الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله لوط اذ قال ابراهيم ربي الذي يحييه ومبت. قال انا احيي واميت النمرود قال يحيي واميت وزعم انه يأتي برجلين استحقا القتل فيقتل احدهما ويبقي الاخر هذا مات وهو الاحياء فلما رأى ابراهيم عليه الصلاة والسلام الله! فاسد وانه عدل الى امر الاخر وقال له ان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب هذا الحيلة الله فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين والله يحي ويميت والله بما تعملون بصير فهو سبحانه بصير باعمال العباد ونياتهم وافعالهم وسيجازيهم على ذلك ولان قتلتم في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون هذا فيه فضل في فضل الموت في سبيل الله سواء كان في القتل او حتى الموتى على الفراش حتى اذا مات في الطريق ذهابا وايابا او في الغزو من غير قتل هذا من اسباب الرحمة فهذا من اسباب رحمة الله تعالى وهو خير مما يجمع الناس من الدنيا وحطامها قال تعالى في الاية الاخرى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله وكان الله غفورا رحيما ولئن متم او قتلتم لإلى الله تحشرون انا في اثباته لقاء الله عز وجل والحشر والنشر والناس يشترون الى الله سواء كان مقتولا او ميتا كلهم سيحشرون الى الله ويقفون بين يديه الحساب بهذه الاية الكلمات من الفوائد والاحكام تحريم الاعتراظ على قضاء الله وقدره وتحريم التشبه بالكفار بالاعتقاد او في الاعمال او في العبادات او في العادات وفيه ان تحريم قول لو في الاعتراظ على القدر والتحسر عليه. وفيه عقوبة الكفار وخذلانهم في الدنيا وان الله تعالى يخلق في قلوبهم الاعتقاد الفاسد ليكون حسرة عليهم. مع ما عده لهم في العذاب الاخرة وفينا ان الله تعالى منفرد بالحياة بالاحياء والاماتة وان هذا من قال هذا بافعال الربوبية من توحيد الربوبية اعتقادا ان الله هو يحيي ويميت وفيه ان الله تعالى بصير باعمال العباد ونياتهم واقوالهم وافعالهم وسيجازيهم على ذلك وفي الاية الثانية من الفوائد فظل الموت في سبيل الله القتل او بغير القتل وان هذا من اسباب الرحمة وان الموت في سبيل الله خير من الدنيا وخطابها خير من الدنيا وان من مات في سبيل الله فانه لا يتمنى الرجوع الى الدنيا بل حتى من مات على فراشه وهو له عند الله خير لا يتمنى الرجوع الى الدنيا اذا لقي ما اعد الله لهم من الكرامة كما جاء في الحديث ما معناه ان ان من مات من المؤمنين الموحدين فانه لا يتمنى الرجوع الى الدنيا الا الشهيد فانه اذا رأى ما اعد الله له يتمنى الرجوع الى الدنيا حتى يقتل مرة اخرى استشهد ولهذا جاء ثبت في الحديث الصحيح ان عبد الله بن حرام وابي جابر رضي الله عنه قتل شهيدا بعزوة احد فبشره النبي بالجنة وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابنه جابر ان الله كلم اباك كفاحا يعني بدون واسطة هذي ما قضى عليها عبد الله بن حرام والجامع ان الله كلم اباك كفاحا بدون واسطة وقال له تمنى وقال ربي ان تردني الى الدنيا فاقتل فيك مرة اخرى فقال الله اني كتبت انهم اليها لا يرجعون انهم اليها لا يرجعوا لا يرجعوا الى الدنيا فلا احد يرجع الى الدنيا ابدا ولا يمكن احد يرجع اليدين المعلومات الا من احياه الله اية من الايات من قتل بني اسرائيل لما ادارؤا فيه امره الله ان يذبحه بقرة ويضرب بعضها فقام فاحياه الله وقام وقال لقتلني فلان ثم رجع ميتا على ميتا ومثل طيور ابراهيم مثل العزير الذي احياه الله ثم يعودون والذين خرجوا من ديارهم وهم الوح رغم تقبلهم الله ثم احياهم واما احد يرجع الى الدنيا فلا وهذا فيه الرد ايضا على بعض الصوفية والمخرفين الذين يعتقدون ان ابوا النبي صلى الله عليه وسلم احياهم الله له وانهم اسلموا ثم عادوا اربعون خرفي ذكر هذا ذكر هذا السيوطي وهو من العلماء ايضا هذا من وهذا من اغلاطه تقول ان الله تعالى احيا ابوي النبي صلى اليه وامنوا وامنا به ثم عادوا الى الى الدار الاخرة هذا من جهل من جهل وضلالة قول الله تعالى اني كتبنهم اليها لا يرجعون رد عليهم ما احد يرجع الى الدنيا ابدا من بعد انتهى الا من احياه الله اية اية ثم يعود مثل ما سبق مثل قتل بني اسرائيل ثم يرجع مرة اخرى ما يبقى ما يبقى مع اهل الدنيا يعيش وفي قوله تعالى ولئن قلتم في اسم الله الى الله تحشرون اثبات البعث والجزاء والحساب والقفوف بين يدي الله تعالى والحشر حشر العباد ان من انكر البعث فهو كافر باجماع المسلمين بنص القرآن. قال تعالى زعماء الذين كفروا والا يبعثون قل بلى وربي لتبعثون ثم لتنبؤون بما عملتم وذلك على الله يسير. نعم