احسن الله اليك. يقول الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك تعفو عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر. فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين. ان ينصركم الله فلا لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده. وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة. ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير. هم درجات عند الله. والله بصير بما ما يعملون. لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب حكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين عنوان من صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. الرحمة واللين يقول تعالى مخاطبا رسوله ممتنا عليه وعلى المؤمنين فيما الان به قلبه على امته المتبعين لامره التاركين لزجره واطاب لهم لفظة فبما رحمة من الله لنت لهم اي شيء جعلك لهم لينا لولا رحمة الله بك وبهم وقال قتادة فبما رحمة من الله لنت لهم؟ يقول فبرحمة من الله لنت لهم. وما والعرب تصلها بالمعرفة كقوله فبما نقضهم ميثاقهم وبالنكرة كقوله عما قليل وهكذا ها هنا قال فبما رحمة من الله اي برحمة من الله. وقال الحسن البصري هذا خلق محمد. صلى الله عليه وسلم. بعثه الله به وهذه الاية الكريمة شبيهة بقوله لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص بالمؤمنين رؤوف رحيم. ثم قال تعالى ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك الفضل الغليظ والمراد به ها هنا غليظ الكلام. لقوله بعد ذلك غليظ القلب. اي لو كنت سيء الكلام قاسي القلب عليهم لانفضوا عنك وتركوك. ولكن الله جمعهم عليك. والان جانبك لهم تأليفا بقلوبهم كما قال عبدالله بن عمرو انه رأى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة انه ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. عنوان الامر وبالشورى والعمل بها. ولهذا قال تعالى فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور اصحابه في الامر اذا حدث تطييبا لقلوبهم ليكون انشط لهم فيما يفعلونه كما شاورهم يوم بدر في الذهاب الى العير فقالوا يا رسول الله لو استعرضت بنا عرض البحر لقطعناه معك. ولو سرت بنا الى برك الغماد لسرنا معك ولا نقول لك كما قال موسى لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون. ولكن نقول اذهب فنحن معك وبين يديك وعن يمينك وعن شمالك مقاتلون وشاورهم ايضا اين يكون المنزل. نعم. حتى اشار المنذر بن عمرو المعنق ليموت احسن الله اليك بالتقدم الى امام القوم وشاورهم في احد في ان يقعد في المدينة او يخرج الى العدو فاشار جمهورهم بالخروج اليهم فخرج اليهم وشاورهم يوم الخندق في مصالحة الاحزاب بثلث ثمارهم بالمدينة عام اذ فابى عليه ذلك السعدان سعد بن معاذ وسعد بن عبادة الاوس والخزرج وشاورهم يوم الحديبية في ان يميل على ذراري المشركين فقال له الصديق انا لم نجئ لقتال احد وانما جئنا معتمرين. فاجابه الى ما قال. وقال صلى الله عليه وسلم في قصة الافك اشيروا علي معشر المسلمين في قوم ابانوا اهلي ورموهم ويم الله ما علمت على اهلي من سوء وابنوه بمن والله ما علمت عليه الا خيرا. واستشار عليا واسامة في فراق عائشة فكان صلى الله عليه وسلم يشاورهم في الحروب ونحوها. وقد روى ابن ماجة عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المستشار وثمن ورواه ابو داوود والترمذي وحسنه النسائي. عنوان التوكل على الله بعد المشورة. وقوله تعالى فاذا عزمت فتوكل على الله اي اذا شاورتهم في الامر وعزمت عليه فتوكل على الله فيه ان الله يحب المتوكلين وقوله تعالى ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ذاك ما تقدم من قوله وما النصر الا من عند الله الا من عند الله العزيز الحكيم. ثم امرهم بالتوكل عليه فقال وعلى الله توكل المؤمنون عنوان الغلول ليس من شأن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى وما كان لنبي ان يغل. قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغير واحد ما ينبغي لنبي ان يخون. وروى ابن جرير عن ابن عباس ان هذه الاية نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدء فقال بعض الناس لعل رسول الله اخذها قال فاكثروا في ذلك فانزل الله وما كان لنبي ان وكذا رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي حسن غريب وهذه تبرئة له صلوات الله وسلامه عليه عن جميع وجوه الخيان في اداء الامانة وقسم الغنيمة وغير ذلك. ثم قال تعالى ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة. ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. وهذا تهديد شديد ووعيد اكيد. وقد وردت السنة بالنهي عن ذلك ايضا في احاديث روى الامام احمد عن ابي ما لك الاشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعظم الغلول عند الله ذراع من الارض تجدون الرجلين جارين في الارض او في الدار فيقطع احدهما من حظ صاحبه ذراعا. فاذا اقتطعه طوقه من سبع اراضين الى يوم القيامة. وروى الامام احمد عن ابي حميد الساعدي قال استعمل رسول الله رجلا من الازر. يقال له ابن اللتبية على الصدقة فجاء فقال هذا لكم وهذا اهدي لي وهذي الصدقة الزكاة يعني الصدقة الفريضة نعم فقال هذا لكم وهذا اهدي لي. فقام رسول الله على المنبر فقال ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول قل هذا لكم وهذا اهدي لي. افلا جلس في بيت ابيه وامه؟ فينظر ايهدى اليه ام لا؟ والذي نفس محمد بيده لا يأتي احد منكم منها بشيء الا جاء به يوم القيامة على رقبته ان كان بعيرا له رغاء او بقرة لها خوار او شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة ابطيه ثم قال اللهم هل بلغت ثلاثا وزاد هشام بن عروة فقام فقال ابو حميد بصر عيني وسمع اذني وسلوا زيد بن ثابت اخرجاه روى ابو عيسى الترمذي في كتاب الاحكام عن معاذ بن جبل قال بعثني رسول الله الى اليمن فلما سرت ارسل في اثري فرددت فقال اتدري لم بعثت اليك لا تصيبن شيئا بغير اذني بعثني هذا معاذ بن جبل. نعم. بعثني رسول الله الى اليمن فلما سرت ارسل في اثري فرددت فقال اتدري لم بعثت اليك لا تصيبن شيئا بغير اذني فانه غلول ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة لهذا دعوتك فامض لعملك هذا حسن غريب. وروى الامام احمد عن ابي هريرة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما. فذكر الغلول فعظمه وعظم امره ثم قال لا انفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك من الله شيئا قد ابلغتك لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة فيقول يا رسول الله اغثني فيقول لا املك لك من الله شيئا قد ابلغتك. لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق. فيقول يا رسول الله اغثني. فاقول لا املك لك من الله شيئا. قد ابلغتك. لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك من الله شيئا قد اخرجه وروى الامام احمد عن عمر الغلول هو الاخ او من الغنيمة خفية وليأخذ من قبل ان تقسم الغنيمة التي تجمع المشركين في الحرب اذا قاتل المسلمون الكفار وغنموا اموالهم سواء كانت ابل او بقر او غنم او ذهب او او ثياب او امتعة لا يجوز الاخذ منها قول القسمة فيجمعها امام المسلمين قال جه ثم يخرج الخمس ويقسم خمسة اخلاص الخمس لله وللرسول قرابة الرسول وخمس اليتامى وخنس المساكين وخمسين ويبقى اربعة الاخباش تقسم على الغانمين فكل إنسان من من المجاهدين له نصيبه يأتي نصيبه فالذي يأخذ من الغنيمة قبل ان تقسم هذا هو الغلول هذا هو العلي الوعيد ياخذ شي يخفيها ولهذا قال لا الفين يعني لاجدن احدا يوم القيامة يأتي بفرس له حمحة يعني غل الفرس واخذ من الغنيمة او يأتي بشاعة تيعرف صوت الشاة او بقرة لها خوار او يأتي بقاع تخفق او بصامت ذهبوا فظة ليأتي يوم القيامة يحمله على رقبته هذا الذي غله واخفاه يعذب به يوم القيامة احسن الله اليك ورواه الامام احمد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال لما كان يوم خيبر اقبل نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد حتى اتوا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا اني رأيته في النار في بردة غلها او عباءة ثم قال رسوله صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب اذهب فنادي في الناس انه لا يدخل الجنة الا المؤمنون. قال فخرجت فناديت الا انه لا يدخل الجنة الا المؤمنون. كذا رواه مسلم والترمذي وقال الترمذي حسن صحيح. نعم وهذا لا دا في الغسل قال فلان شهيد وفلان شهيد اذا قلت المعركة فالنبي صلى الله عليه وسلم قال كلا اني رأيت فلانا يعذب في النار في بردة قال له بردة قطعة من القواش او عباءة قال اخذها من الغيم صار يعذب بها حالة العلن الغلول من الغنيمة بكبائر الذنوب من كبائر الذنوب ومثلها ايضا الاخذ من من الصدقات التي تجمع او من الاوقاف التي تجمع والاخذ من بيت مال المسلمين خفية كل هذا داخل فغلول بعض الناس اذا تولى من بات مال المسلمين يأخذ خفية يأخذ من بيت المال المسلمين او تولى صدقات مجموعة او زكوات او اه اوقاف يأخذ منها خفية هذا كله داخل في غلول لا يجوز له عليه الوعيد الشديد هذا اللي قاله قالوا عن الصعب الفلاني شهيد؟ قال انه يعذب في النار في البردة قطعة القماش اللي اخذها او العباءة التي عاهاها وهو وهو مقتول في المعركة الامر عظيم نعم عنوان ليس الامين والغال سواء وقوله تعالى افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير اي لا يستوي من اتبع رضوان الله فيما شرعه فاستحق رضوان الله وجزيل ثوابه واجير من وبل عقابه ومن استحق غضب الله والزم به فلا محيد له عنه ومأواه يوم القيامة جهنم وبئس المصير وهذه لها كثيرة في القرآن كقوله تعالى افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى وكقوله وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاعا الحياة الدنيا. الاية ثم قال تعالى هم درجات عند الله. قال الحسن البصري ومحمد بن اسحاق يعني اهل الخير واهل الشر درجات وقال ابو عبيدة والكسائي منازل يعني متفاوتون في منازلهم ودرجاتهم في الجنة ودركاتهم في النار كقوله تعالى ولكل درجات مما عملوا الاية ولهذا قال تعالى والله بصير بما يعملون اي وسيوفيهم اياها لا يظلمهم خيرا ولا يزيدهم شراء بل يجازي كلا بعمله. لا لا يظلمهم لا يظلمهم خيرا ولا يزيدهم شراء بل يجازي كلا بعمله. نعم خيرا لا ينقصه من ثواب اعماله. نعم عنوان بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نعمة عظيمة. وقوله تعالى لقد من الله على المؤمنين ان بعث فيهم رسولا من انفسهم اي من جنسهم ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والاندفاع به كما قال تعالى ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها اي من جنسكم. وقال تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. الاية وقال تعالى وما ارسلنا قبلك من المرسلين لانهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى وقال تعالى يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم فهذا ابلغ في الامتنان ان يكون الرسول اليهم منهم بحيث يمكنهم مخاطبته ومراجعته في فهم الكلام عنه. ولهذا قال تعالى يتلو عليهم آياته يعني القرآن ويزكيهم اي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكوا نفوسهم وتطهر من والخبث الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم وجاهليتهم ويعلمهم الكتاب والحكمة يعني القرآن والسنة. وان كانوا من قبل اي من قبل هذا الرسول لفي ضلال مبين اي لفي غي وجهل بين لكل احد. هذه الايات الكريمات فيها بيان وصف النبي صلى الله عليه وسلم حكم الغلو من الغنيمة هي بيان اقسام الناس وانهم قسمان قسم الله وقسم باع واسقاط من الله وانهم درجات فيه منة الله تعالى على المؤمنين ببعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك هذا فيما ينصح النبي صلى الله عليه وسلم وان الله تعالى برحمته جعل نبيه لينا هينا يألفه الناس ويأنسون به ويحبون الاتيان اليه لانه عليه الصلاة والسلام لين حسن الخلق ولهذا قال وانك لعلى خلق عظيم فهو لين عليه الصلاة والسلام يألفه الناس ويأتون اليه ويقضي حوائج الناس حتى ان الجارية لا تأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم الى حيث شاءت حتى ان العجوز تأتي وتستوقفه في السوق وتسأل عن حوائجها كما حصل خولة في التحاكيم وتساقط النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت تجادله بزوجها لما ظهر منها وجعلت تشكو الى الله قالت يا رسول الله ان اوس ابن الصامت تزوجني وانا شابة حتى اذا نثر بطني واكل مال جعلك الله لامه هل تجد له رخصة قال انت عليك ظهر امك فقال النبي رايح معركة الا حرمت عليه. فجعلت تجادل وتقول اشكو الى الله صبية ان ضممتهم الي ضاعوا او اليه جاعوا ان ضممتهم اليه جاعوا او اليه ضاعوا او كما قالت فانزل الله تعالى شكواها من فوق سبع سماوات قالت عائشة رضي الله عنها سبحان من وسع سمع الاصوات. ان المجادلة تجادل النبي صلى الله عليه وسلم ويخفى عليه بعض كلامها والله سميع في قل سبع وانزل قد سمع الله القول التي في زوجها وتشتكي الى الله والله تحاوركما ان الله سميع بصير الى اخر الايات فهذا خلقه عليه الصلاة والسلام فلهذا يأتيه كل احد الصغير والكبير يأتيه الاعرابي فيجذبه جذبة شديدة ويجر الاداء حتى تؤثر حاشية الاداء في كتفه عن الصلاة يأتي هذا ويقول يا محمد اعطني اعطني من مال الله ليس من مال ابيك ولا من مال امك. فيأمر له بعطاء يضحك وهو يضحك عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم جعل في قلبك الرحمة حتى كنت لينا لهم ولو كنت فظا غليظ القلب تنفضوا من حوله اذا كنت فظا في كلامك غليظا في كلامك وغليظة وغليظا قلبك لانفضوا من حولك. اذا كان هذا الرسول عليه الصلاة والسلام لو كان فظلا سبحانه فكيف بغيره؟ هذا من باب اولى ولهذا حسن الخلق كاد ان يذهب الى خير الدنيا والاخرة كما في الحديث حسن الخلق يقول الانسان يحسن الخلق مع الناس ينبسط اليهم ويكفون عنهم هذا من اسباب المحبة والالفة حسن الخلق نصف الوجه وكف الاذى وبذل الندى غسل الوجه وكف الاذى وبذل المعروف فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فظا غليظ القلب لو فظ الناس من حوله فغيره من باب اولى ولهذا قال الله تعالى لنبييه موسى وهارون لما الى اشد الناس كفرا في ذلك الوقت من اهل الارض وهو فرعون الذي ادعى الربوبية وقال سألنا ربكم قال الله لهما فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى على الرسل عليه الصلاة والسلام وهم قدوة الناس فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت انخفضا غليظ القلب لانفضوا من حولك ثم قال سبحانه فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الارض تعفو عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ثلاث اوامر العفو والاستغفار ومشاورات امر الله نبيه ان يعفو عنهم وان يعفو عن الجاهل ويصفح ويستغفر لهم ويشاورهم في الامر تطيبا لنفوسهم وقلوبهم ثم قال فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب اذا عزمت على الشيء بعد المشاورة فتوكل على الله. ان الله يحب المتوكلين في هذه الايات الكريمات انه ينبغي المسلم ان يحسن خلقه وان يكون لينا على الناس حتى يأنسوا به ويألفوه ويدرك حاجته منه وفيه ان مرض القلب وغلظ الكلام من اسباب النفرة ونفوت الناس عن الشخص وفيه الامر بالعفو والصفح عن الناس والاستغفار والمشاورة وان هذا من اسباب الالفة. وفيه ان الانسان اذا عزم خله يتوكل على الله ويمضي الامر وفي وجوب التوكل على الله عز وجل وهو الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه بعد فعل الاسباب بعد فعل الاسباب المشروعة هذا هو التوكل. التوكل يجب امرين ان تفعل الاسباب المشروعة ثم تفويض الامر الى الله في حصول النتيجة اما ان يترك الانسانية هو الانسان الاسباب لا ليس هذا بالتوكل لابد من فعل الاسباب فالانسان يبذل الاسباب في طلب الرزق ثم يتوكل على الله اذا كان له ارض يحرصها ويبذرها ويزرعها ويسقيها ويزني الموانع ثم يتوكل على الله فيحصل الثمر اما ان ينام ويزعم ان نتوكل على الله فهذا هذا ليس توكل وانما تواكل ظعف وخوا فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب التوكيل وجوب التوكل وفيه اثبات المحبة لله عز وجل بان الله يحب المتوكلين فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فماذا الذي ينصركم من بعده ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي يصلكم بعده؟ هي النصر من عند الله عز وجل وانما نصره الله فلا يظلم ومن خذله الله فلا يمكن ان ينتصر ولا يمكن ان ينصره احد بعد اختلال الله له بهذه الايات الكريمة ان النصر بيد الله وان من نصره الله هو المنصور وان من نصره الله فلا يمكن ان يغلبه احد وان من خذله الله فلن ينصره احد وهذا يوجب للعبد ان يتوكل على الله ونفوض امره اليه وان يوحد الله ويخلص له العبادة الامر لله وبيد الله ان يصرف والله فلا غالب لكم او ان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده من نصره الله فلا يمكن عن الاغلبة والذي ينصره الله هو من نصره كما قال في الاخر ان تنصروا الله ينصركم نصر الله توحيده واخلاص الدين له وامتثال اوامر واجتناب نواهي هذا رسول الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك احفظه ويحفظ اوامره امتثلها واحفظ نواهيه فاجتنبها واستقم على طاعة الله من حفظ الله حفظه الله من نصر الله نصره الله اسأل الله بان ينصر دينه وكتابه ونبيه ينصره الله. ومن تركب الصراط المستقيم خذله الله ومن خذله الله فلن ينصرهم بعده احد ولهذا قال سبحانه وعلى الله فلتوكل المؤمنون وعلى الله عليه لا على غيره يتوكلون ويعتمدون يعتمد المؤمنون ويفرضون امورهم اليه لا الى غيره سبحانه وتعالى بدليل على انه لا يجوز التوكل على غير الله عز وجل لا في الاسباب ظاهرة ولا في غيرها التوكل خاص بالله ولهذا قال الله تعالى والكفاية ولهذا قال سبحانه وتعالى في الاية الاخرى يا ايها النبي حسبك الله الذي كافيك الله ومن اتبعك المؤمنين يعني ومن اتبعك مؤمن حسبهم الله به ان من نصر الله نصره الله ومن استعانة بغير الله خذله الله وفي وجوه التوكل على الله وان المؤمنين يخصون ربهم بالتوكل ثم قال سبحانه وما كان لنبي ان يغل ومن يغل يأتي بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون في بين الله تعالى انه لا يمكن ان يحصل الغلو من الانبياء فلما قال بعض الناس لما فقدوا القطيفة يوم بدر قالوا لعل الرسول اخذها يعني لعلها اخذ اخذها بوحي من الله عز الله وما كان النبي ان يخفي لو اخذها لاخبركم وما كان النبي ان يغل فان الغلو خيانة والانبياء ونزهوا عن الخيانة وما كان يغل ثم قال سبحانه ومن يغلل يأتي بما يوم القيامة عقوبة ليعذب كما في الحديث الذي ساقه الوالد رحمه الله قال قول النبي صلى الله عليه وسلم لا الفين احدكم يعني لاجدن احدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بقرة لها خوار يعني غلها واخفاها واخذها من الغنيمة يحملها على رقبته الى سورة البقرة لا والف ان احدكم يأتي يوم القيامة على رقبته شاة تيعر صوتها وفي رئاسة رواية الاخرى على رقبته بعير له رظاء ايضا يحمله على رقبته لا سيما يوم القيامة يأتي فلقاعا تخفق تيار تضطرب او بصامت ذهب فضة يأتي به يوم القيامة معذب به ولهذا قال الله هذا الحديث وما كان للنبيين لنبينا يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة يعذب به الذي يأخذ من المال من الغنيمة قبل ان تكسر او من بيت المال او من الصدقات التي تجمع او من الاوقات يخفيها ويأخذون بغير حق يكونوا غالبا ومن يغلل يأتي بما لعل يوم القيامة. قال تعالى ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون توفى يعني تجازى على عملها وهم لا يظلمون لا ينقصون شيئا من ثواب اعمالهم ولا يحمل عليه شيء من سيء من سيئات غيرهم والله تعالى عدل حكموا العدل في هذه الاية الكريمة تحريم الغلول وانها وان الانبياء منزهون عن ذلك ما كان الذي يعني ما يصح ولا يكون للنبي ان يغل وفي ان الغال يأتي بما غله يعذب به يوم القيامة وفي اثبات الجزاء والحساب وان كل نفس يتوفى بعملها وبين الله حكموا العدلة والموحدا فلا ينقص احدا من ثواب حسناته ولا يحمل احدا وزر غيره ثم قال سبحانه افمن اتبع رضوان الله كمن باع بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير يعني هل يستوي هؤلاء وهؤلاء؟ لا يستويان ولا ثقيان. افمن اتبع رضوان الله من اتبع رضوان الله العمل بطاعة الله واستقام على دين الله واخلص العبادة لله هذا في هذا له الثواب العظيم له الدرجات العالية في الجنة كمن باع بسخط من الله كمن باع يعني يستحق السخط سخط الله وحل عليه سخط الله حل عليه سخط الله بسبب كفره وعناده وفسقه ومخالفته لامر الله وعصيانه له ومأواه جهنم مصيره جهنم يوم القيامة وبئس البصير لم بئس المصير بئس المرجع بئس المستقر هل يستوي هؤلاء وهؤلاء؟ هل يستويون يتوب عليهم الى الله او في ثواب الله وفي جنته وفي دار كرامته ومن حل عليه السخط لكفره وعناده وفسقه ومأواه جهنم لا يستويان عليه كما قال سبحانه في اية القرآن افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولو الالباب انما يتذكر اولو الالباب. افمن افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالم ذوقوا بعظ المحسوبون فالله تعالى يقارن بين اثنين وبين شخصين لا يلتقيان افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق فوحد الله وارسله العبادة واستقام على طاعة الله يعلم ان ما انزل الى الرسول هو الحق من الكتاب والسنة فيعمل بالكتاب والسنة ويستقبل طاعته كمن هو اعمى اعمى القلب والبصيرة انحرف عن طاعة الله وتركب الصراط المستقيم هل للسوياء؟ انما يتذكر ويعرف الفرق اولو الالباب اصحاب العقول السليمة هنا قال اتباع رضوان الله كمن باع بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير لا يلتقيها ثم قال هم درجات عند الله هم درجات فالمؤمنون درجات والكفار دركات فالمؤمنون يتفاوتون في النعيم والجنة درجات وكل درجة عليا اعظم نعيم من الدرجة التي تحتها واعلى الجنة اعلاها الفردوس. وسط الجنة وعلى الجنة. ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سألتم الله فاسألوا الفردوس. فان وسطوا الجنة وهو على الجنة وسقفه عرش الرحمن موقع عصر الرحمن ومنزلة النبي صلى الله عليه وسلم هي الوسيلة الوسيلة بيت النبي صلى الله عليه وسلم بيت في اعلى الجنة اعلى الجنة ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يسأل له الوسيلة قال فنسأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي قال انا سمعت المؤذن فقولوا مثل ما قال ما يقول ثم قولوا الله رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقام محمود الذي وعدته. الوسيلة هي منزل للبيت وهو في الجنة عات محمدا والفضيلة وبعث المقام المحمود الذي وعدته بعض العمل يزيد يأتي محمد ابن الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة. هذا غلط الدرجة هي الوسيلة العوام يأتون بزيادة من عندهم ابحاث الوسيلة والفظيلة والدرجة ما في والدرجة الرفيعة. زيادة. الوسيلة هي الدرجة الرفيعة عات محمدا الوسيلة والفضيلة وبعثت مقاما محمودا الذي وعدته. هذه منزلة النبي صلى على على الجنة. والنار نعوذ بالله دركات. كل ذلك سفلى اشد عذاب من الدرجة التي فوقها. والمنافقون في الدرك الاسفل من النار اشد الناس عذابا. نسأل الله السلامة والعافية هم درجة عند الله يتفاوتوا بحسب الاعمال والله بصير وبصير باعمالهم ونياتهم وافعالهم واقوالهم وهو سبحانه يحاسبه فهو يجازيهم ثم قال سبحانه لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل في ضلال مبين هذه الاية منة الله تعالى على المؤمنين من الله عليهم بعث لي هذا النبي الكريم رسول من انفسهم ما من جنسهم من العرب يخاطبهم من بني ادم يعرفون نسبه ويعرفون صدقه ويستطيعون ان يأخذوا عنه لو كان من جنس اخر ما استطاعوا ولهذا لما اقترح المشركون اقترحوا ان يكون الرسول من غيرهم من جنس اخر قالوا ليش ما يصير من الملائكة واحد من عندنا من الملائكة قال الله لو قالوا لولا انزل عليه ملك الله لو انزل ملكا لقضي الامر ثم لو كان لو كان ملك على صورته يقول لماتوا من يستطيع ان يخاطب الملك وهو على صورته التي خلق عليها بل جبريل او ستمئة كل جناح من ابواب السماء والارض من يستطيع يخاطبه ليأخذ عنه ليقرب منه ولهذا لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين على هذه السورة مرة في الارض عند البعثة ومرة في السماء في المراجع ورآه مرات على صور متعددة تشكل النبي يتشكل اعطاه الله القدرة على التشكر والتصور يأتي في سورة دحية الكلبي كثيرا رأيت في صورة رجل اعرابي ورآه الناس وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذه وسأل عن اسلام ثم على الايمان ثم عن الاحسان ثم عن الساعة ثم عن اماراتها او الناس يسمعون وينظرون ومالك لكن اتى بهذه الصورة لكن رآه النبي صلى الله عليه وسلم على صورته التي خلق عليها قد سد الافق فرعب رعبا شديدا واخذه وغطى وقال اقرأ وقال ما انا بقارئ لست قارئا وليس امتناع يعني ما تعلمت القراءة ثلاث مرات غطى حتى قال العلماء حتى يتهيأ لحمل الرسالة ثم ذهب الى زوجه خديجة وقال خفت والله ان اختلج عقلي جاء يرعب يرتجف فؤاده من رؤية الملك حتى هدأت روعة الله والله لا يخزيك الله ابدا فلو كان الرسول من غير جنسهم كما ما استطاعوا ولهذا قرأت ولو ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا من جنسه ولا درسنا عليهم ما يلبسون حتى يمكن ان يأخذوا عنه اما كونوا على صورة الملك ما يستطيع ان يخاطبونه ولا ان اه يأخذ عنه فالله تعالى امتن على المؤمنين ان جعل الرسول من انفسهم من جنسهم من بني ادم من العرب يعرفون نسبه ولغته ويفهمون عنه ويفهم عنهم ويأخذون منه ويعطيهم هذا هذا فضله سبحانه وتعالى. لو كان مجلس اخر ما استطاع ولا حصلت له حصلت فائدة ولهذا قال لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسول من انفسهم من جنسهم يتلو عليهم اياته ايات الله التي انزلها ويزكيهم ويطهروا نفوسهم من ادراك الشرك والبدع والمعاصي ويعلمهم الكتاب والحكمة الكتاب والقرآن والحكمة السنة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. قبل بعثته كانوا في الجليل في ضلال في بعد عن الحق وصام مبين بين واضح لكل احد كانوا في جاهلية جهلة وضلالة عميا. كانوا على الشرك كان يأكل قويه ضعيفا كان يعبد الاصنام ويشربون الخمور ويأكلون الميتة ويظلمون الناس يظنها النساء والاطفال ويأكلون الحقوق في الميراث الى غير ذلك فهداهم الله وصاروا عقبة ومعلمين ومرشدين فساد العالم الصحابة رضوان الله عليهم بعدين كانوا في جاهلية بشرك من الله عليهم. بهذا الدين فساد الامم صاروا معلمين للناس ونشروا دين الله في مشارق الارض ومغاربها وان كانوا منة الله على عباده المؤمنين هذا النبي الكريم وان هذا الرسول عليه الصلاة والسلام يتلو عليهم ايات الله اثبات القرآن ويزكيهم ويطهرهم يطهروا نفوسهم ويعلمهم الكتاب والسنة وقد كانوا قبل ذلك في بظلال وفي بعد عن الحق والصواب ولكن هذه منتهى وفضله سبحانه. فعلى المؤمنين يشكر الله على هذه النعمة وان يحافظوا على دينهم وان يستقيموا على طاعة الله ونحافظ على ايمانهم وتوحيدهم ويحفظوه من من مما ينقصه او ينقضه يخدشه من الشرك والبدع الشرك الاكبر والاصغر والبدع والمعاصي. توفق الله الجميع لطاعته ويثبت وصلى الله