احسن الله اليكم. يقول تعالى واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه. فنبذوه وراء ظهورهم به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون. لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. فلا تحسبنهم بما فازت من العذاب ولهم عذاب اليم. ولله ملك السماوات والارض والله على كل شيء قدير. عنوان ذم اهل الكتاب على نبذل العهود وكتمان الحق هذا توبيخ من الله وتهديد لاهل الكتاب الذين اخذ الله عليهم العهد على السنة الانبياء ان يؤمنوا محمد صلى الله عليه وسلم وان ينوهوا بذكره في الناس ليكونوا على اهبة من امره. فاذا ارسله الله تابعوه ذلك وتعوضوا عما وعدوا عليه من الخير في الدنيا والاخرة بالدون الطفيف والخط الدنيوي السخيف والحظ الحظ للدنيا له. احسن الله اليك. والحظ الدنيوي السخيف فبئست الصفقة صفقتهم وبئست البيعة بيعتهم وفي هذا تحذير للعلماء ان يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما اصابهم ويسلك بهم مسلكهم ويصيبهم ما اصبناهم احسن الله اليك. ويصيبهم ما اصابهم ويسلك بهم مسلكهم فعلى العلماء ان يبذلوا ما بايديهم من العلم النافع الدال على العمل الصالح ولا يكتموا منه شيئا. فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار عنوان ذمهم على خداعهم وحبهم ان يحمدوا بما لم يفعلوا. وقوله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا يعني بذلك المرائين المتكفلين بما لم يعطوا. كما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من ادعى دعوة كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله الا قلة. وفي الصحيح ايضا المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. وروى الامام احمد ان مروان قال اذهب يا رافع لبوابه الى ابن عباس فقل رافع بواب بواب مروان كان امير مروان الحكم كان امير المدينة ارسل بوابة ورافعة اذهب يا رافع نعم احسن الله اليك. اذهب يا رافع لبوابة الى ابن عباس فقل لان كان كل امرئ منا فرح بما اتى. واحب ان يحمد بما ان يفعل معذبا لنعذبن اجمعون فقال ابن عباس وما لكم وهذه؟ انما نزلت في هذه في اهل الكتاب ثم تلى ابن عباس واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا كتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون. وتلا ابن عباس لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا الاية. وقال ابن عباس سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه اياه واخبروه بغيره فخرجوا وقد اروه انهم قد اخبروه بما سألهم عنه. واستحمدوا بذلك اليه وفرحوا بما اتوا من كتمانهم ما سألهم عنه هكذا رواه البخاري في التفسير ومسلم والترمذي والنسائي في تفسيرهما. وروى البخاري عن عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم العذاب ولهم عذاب اليم هذه الاية اسكت على مروان ابن الحكم فارسل بوابة رافعة الى ابن عباس يسأله عن هذه الاية قال قل له لان كان لبن عنده معذبا لنعذبن اجمعون سلم الى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو انتظروا اليه وحلفوا واحبوا ان يحمدوا بما لم يفعلوا. فنزلت لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا الاية وكذا رواه مسلم بنحوه وقوله تعالى فلا تحسبنهم بما فازة من العذاب يقرأ بالثاء على مخاطبة مفرد وبالياء على الاخبار عنهم اي لا انهم ناجون من العذاب بل لابد لهم منه ولهذا قال تعالى ولهم عذاب اليم. ثم قال تعالى ولله السماوات والارض والله على كل شيء قدير. اي هو مالك كل شيء والقادر على كل شيء. فلا يعجزه شيء. فهابوه ولا تخالفوه واحذروا غضبه ونقمته فانه العظيم الذي لا اعظم منه والقدير الذي لا اقدر منه ان هذه الايات في في اهل الكتاب وفيها تحذير لهذه الامة ان تسلك مسلكهم ويصيبهم ما اصابهم وذلك ان الله سبحانه وتعالى اخذ على اهل الكتاب ان يبينوا ما عندهم من العلم للناس ولا يكتمونه ولكنهم كتمه ونبذوا وراء ظهورهم وكذلك ايضا فرحوا بما اوتوا من العلم واحبوا ان ينفذوا ما لم يفعلوه توعدهم الله وفي هذا التحذير لهذه الامة وللعلماء فيصيبهم ما اصابهم. كما قال بعض السلف مضى القوم ولا يعنى به سواكم هذا الميثاق الذي اخذه قال الله لتبيننه للناس ولا تكتمونه واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبينوا له للناس ولا تكفروا وان يبينوا ما عندهم من العلم ويبذلوا ما عندهم من العلم ولا يكتمونه وهذا الميثاق المأخوذ على اهل الكتاب وخذ على اهل العلم هذه الامة ايضا كما قال الله تعالى فلا تقرأ ان الذين يكتمونه ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتاب اولئك العنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين ثابوا واصلحوا وبينوا فاولئك تابوا عليهم وانا التواب الرحيم. فهذا الميثاق مأخوذ على اهل الكتاب ومأخوذ على العلماء من هذه الامة ان يبينوا للناس اما العلم ولا يكتبونه يجب بذل العلم وهذا في فيما اذا كان الناس يحتاجون اليه اذا كان ناس يحتاجون يجب على العالم ان يبذل بعده من العلم وكذلك اذا سئل يجب عليه ان يجيب السائل اذا كان اذا كان عنده علم اما اذا عنده علم فانه يؤجل او ان السائل لا يحتاج اليه وانما اجل الاجابة في وقت فلا بأس اما اذا كان بلسان الحاجة او لا يوجد احد من يسأل غيره وهو بحاجة الى هذا فيجب عليه ان يجيب وليس له ان يكتب العلم وكذلك ايضا ما ويحتاجه الناس اليه يجب بذله للناس وما زال ذلك فهو مستحب ولهذا قال سبحانه واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فيجب البيان وعدم الكتفان قال الله في اهل الكتاب فنبذوه وراء ظهورهم نبذوا كتاب الله ولبن العهود واشتروا به ثمنا قد يعتاضوا اشتروا يعني اعتاضوا اعتاضوا قليلا هي الدنيا كلها قليل لوطي الدنيا كلها فهلك الدنيا كلها ثمن قليل. كل الدنيا ثمن قليل. يعني المعنى اعترضوا عن هذه الدنيا قليل كلام كثير تضعونه بالرياسات تضعونه بالاموال تضع له التي يعطونها حتى يكتب ويسكت عن الحق فاعتاظوا اعتاظوا واشتروا اعتاظوا عن اظهار الحق واظهار العلم الدنيا شيء من الدنيا والرئاسة والمناصب ولهذا قال واشتروا به ثمنا قليلا قال الله تعالى فبئس ما يشترون. ذم لهم بئس ما يشترون بئس بئس اعتراضوا عن عما عند الله عن ذلك الدنيا بئس ذلك فهذه الايات الكريمات فيها التحذير والتهديد لاهل العلم ان يكتموا ما عندهم من العلم وان يعتادوا عنه بالدنيا ومناصبها واموالها وان الدنيا كلها ثمن قليل فالدنيا كلها ثمن قليل ولهذا قال سبحانه واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبينونه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون هذا ذنب لاهل الكتاب وتحذير للعلماء من هذه الامة والواجب على العلماء ان يبينوا للناس ولا يجوز لهم الكتمان ولجنة اعتراضوا عن ذلك عن بيان الحق وقول الحق وكلمة الحق نعترف بالدنيا وخطابها. ثم قال سبحانه لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم مما فزع قال ابن عباس ما لكم ولهذه الاهلة في اهل الكتاب لانهم كتبوا سألهم النبي صلى الله عليه وسلم وكتبوا واخبرهم عن الواقع وظنوا انهم اجابوه وفرحوا بذلك فتوعدهم الله لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوه وهي شاملة ايضا لاهل الكتاب ولغيرهم عامة لا تحسبن الذين يفرحون بما عتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بما فازت من عذاب ولهم عذاب اليم فالذي يخبز غير الواقع ويتكلم عن الواقع ويعمل عمر بن يخالف الشرع ويفرح بذلك ويحب ان يحمد بما لم يفعله بشيء لم افعله فله نصيب من هذه الاية فهو متوعد بالعذاب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوب يزور قد سألت هذا الحديث ان امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت ان لها ضرة وتريد ان تقول ان زوجي اعطاني كذا واعطاني كذا واشترى لي كذا وهو لم يفعل اما بعد ضرتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطى كلاب ثوب يزور فهل تريد ان تتشبع عطاء وتقول ان زوجها عطاها وانه كذا وانه اشترى لها من الذين اتقين ضرتها تتشبع بما لم تعطى وهذا من الزور كذلك الذي يحب ان يحمد بشيء لم يفعله ويخرج بغير الواقع ويظهر انه انه تكلم بالحق وقال الحق وهو كاذب ويحب ان ان يحمد بما لا يفعل فله نصيب من هذه الاية وهو متشبع بما لم يعطى. قال سبحانه ولله انفس السماوات والارض والله على كل شيء قدير هذي العافية ان الله تعالى مالك في السماوات والارض فيهما وننصرف فيهما وهو على كل شيء قدير لا يعجز في يوم في الارض ولا في السماء هو المالك سبحانه وتعالى وغيره مملوك وهو القادر وغيره عاجز سبحانه وتعالى نعم وقوله تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات يولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته. وما للظالمين من انصار. ربنا فاننا سمعنا مناديا ينادي من ايماننا امنوا بربكم فامنا. ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة. انك لا الميعاد عنوان دلائل التوحيد لاولي الباب وصفاتهم وقولهم ودعاؤهم فيقول الله تعالى ان في خلق السماوات والارض اي اي هذه في ارتفاعها واتساعها وهذه في انخفاضها وكثافتها او اتباعها وما فيهما من الايات المشاهدة العظيمة من كواكب سيارات وثوابت وبحار وجبال وقفار واشجار ونبات وزروع وثمار وحيوان ومعادن ومنافع مختلفة الالوان والروائح والطعوم والخواص واقتداف الليل والنهار اي تعاقبهما وتقاربهما الطول والقصر. نعم يعني يقترضان الليل يقتضي من النهار كما في هذا في الشتاء فيطول ويقصد الشتاء ويقتضي النهار من الليل فيطول النهار ويقصر في الصيف ويعتدلان ب مرتين في فصل الخريف يعتدل عنه وفي فصل الصيف وهو في فصل الربيع الاعتداء في فصل الربيع ثم بعد ذلك يطول النهار ويقصف الليل. وفي فصل الخريف يعتدي الان ثم يطول الليل ويقصر النهار كما في هذه الايام الان نعم فتارة يطول هذا ويقصر هذا ثم يعتدلان ثم يأخذ هذا من هذا فيطول الذي كان قصيرا ويقصر الذي كان طويلا وكل ذلك تقدير العزيز الحكيم. ولهذا قال تعالى لايات لاولي الالباب اي العقول التامة الذكية التي تدرك الاشياء بحقائقها على جلياتها. وليسوا كالصم المكم الذين لا يعقلون. الذين قال الله فيهم من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون لعل نقف على ان في خلق السماوات والارض الايات هذي باخر سورة ال عمران الحديث انها تقرأ بعد النوم وتثبت بعضها ببعضها