بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اصلي واسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه والتابعين اما بعد. اللهم صلي وسلم فغفر الله لك يقول الله تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لا ايات لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته. وما ظالمين من انصار ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا. ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد عنوان دلائل التوحيد لاولي الالباب وصفاتهم وقولهم ودعائهم. يقول الله تعالى ان في خلق السماوات والارض اي هذه في ارتفاعها واتساعها وهذه في انخفاضها وكثافتها واتضاعها. وما فيهما من ايات المشاهدة العظيمة من كواكب سيارات وثوابت وبحار وجبال وقفار. واشجار ونبات وزروع وثمار وحيوان ومعادن ومنافع مختلفة الالوان والروائح والطعوم والخواص واختلاف الليل والنهار اي تعاقبهما وتقاربهما الطول والقصر. فتارة يطول هذا ويقصر هذا ثم يعتدلان ثم يأخذ هذا من هذا فيطول الذي كان قصيرا ويقصر الذي كان طويلا وكل ذلك تقدير عزيزي الحكيم ولهذا قال تعالى لايات لاولي الالباب اي العقول التامة الذكية التي تدرك الاشياء حقائقها على جلياتها. وليسوا كالصم البكم الذين لا يعقلون. الذين قال الله فيهم وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ثم وصف تعالى اولي الالباب فقال الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم كما ثبت في صحيح البخاري عن عمران بن حصين انا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب اي لا يقطعون ذكره في جميع احوالهم بسرائرهم وظمائرهم والسنتهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض اي يفهمون ما فيهما من الحكم الدالة على عظمة الخالق وقدرته وعلمه وحكمته واختياره رحمته وقد ذم الله من لا يعتبر بمخلوقاته الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدره واياته فقال وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ومدح عباده المؤمنين الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض قائلين ربنا ما خلقت هذا باطلا. اي ما خلقت هذا الخلق عبثا بل بالحق لتجزي الذين اساءوا بما عملوا وتجزي الذين احسنوا بالحسنى ثم نزهوه عن العبث وخلق الباطل فقالوا سبحانك اي عن ان تخلق شيئا باطلا فقنا عذاب النار ايا من خلق الخلق بالحق والعدل يا من هو منزه عن النقائص والعيب والعبث قنا من عذاب النار بحولك وقوتك وقيدنا لاعمال ترضى بها عنا. ووفقنا لعمل صالح تهدينا به الى جنات النعيم وتجيرنا به من عذابك الاليم ثم قالوا ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته. اي اهنته واظهرت خزيه لاهل الجمع. وما للظالمين ان من انصار يوم القيامة اي يوم القيامة لا مجير لهم منك ولا محيد لهم عما اردت بهم. ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان اي داعيا يدعو الى الايمان وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي ان امنوا بربكم فامنا. ان يقولوا امينوا بربكم منا اي فاستجبنا له واتبعناه. ربنا فاغفر لنا ذنوبنا اي بايماننا واتباعنا نبيك. فاغفر لنا ذنوبنا اي استرها وكفر عنا سيئاتنا فيما بيننا وبينك. وتوفنا مع الابرار اي الحقنا بالصالحين. ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك. قيل معناه على الايمان برسلك. وقيل معناه على السنة رسلك وهذا اظهر. ولا تخزنا يوم القيامة اي على رؤوس الخلائق انك لا تخلف الميعاد. لا بد من الميعاد الذي اخبرت عنه رسلك وهو القيام يوم القيامة بين يديك وقد ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه الايات العشر من اخر ال عمران اذا قام من الليل لتهجده. روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الاخر قعد فنظر الى السماء فقال ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. ثم قام فتوضأ واستن فصلى احدى عشرة ركعة ثم اذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى بالناس الصبح وكذا رواه مسلم. وروى ابن مردوية عن عطاء. نعم. قال انطلقت انا وابن عمر وعبيد ابن عمير الى عائشة رضي الله عنها فدخلنا عليها وبيننا وبينها حجاب فقالت يا عبيد ما يمنعك من زيارتنا. قال قول الشاعر زر غبا تزدد حبا. فقال ابن عمر احذرينا اخبرينا باعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت في ذي العلاء جواز زيارة المرأة وكلامها من وراء حجاب اذا لم يكن هناك فتنة ولم يكن هناك خلوة هم ليس خلوة عادتهم ثلاثة دخلوا عليها ومن وراء حجاب تكلمه وراء حجاب حجاب والحجاب لا يحجب المرأة على على الرجل جدار او باب احاديث له الستارة او على الله على الوجه هذا اذا امرت الفتنة لا بأس بزيارة المرأة قال سمعت يا ام المؤمنين هي امهم ياك لم يكن هناك خلوة ولو كان خضوعا في القول ولو كان اما اذا كان لك ريبة او شبهة حتى ولو كانوا عشرة اذا كانوا متواطئين على الشر ما ما يجوز هذا لكن لا يمكن الربا وكانوا عدد لا فليسوا واحدا خلوة ولا خضوع من القول فلا بأس الزيارة والحديث والسؤال نعم نعم ربا زره ربا يعني يعني يوم بعد يوم ما يكون متواصل نعم احسن الله اليك فقال ابن عمر درينا درينا اخبرينا باعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي فبكت قالت كل امره كان عجبا. اللهم صلي وسلم. اتاني في ليلتي حتى مس جلده جلدي. ثم قال ذريني اتعبد لربي عز قالت فقلت والله اني لاحب قربك واني احب ان تعبد لربك فقام الى القربة فتوضأ ولم يكثر صب الماء ثم قام يصلي فبكى حتى بل لحيته ثم سجد فبكى حتى بل الارض ثم اضطجع على جنبه فبكى حتى اذا اتى بلال يؤذنه بصلاة الصبح. قالت فقلت يا رسول الله ما يبكيك؟ وقد غفر الله لك ذنبك ما تقدم وما تأخر فقال ويحك يا بلال وما يمنعني ان ابكي وقد انزل علي في هذه الليلة ان في خلق السماوات الارض واختلاف الليل والنهار وايات لاولي الالباب. ثم قال ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ومن كان بالله يعرف كان منه اخوف معرفتي بربه وعظمته وجلاله عليه الصلاة والسلام كان يبكي لكن لحن لحم قلوبنا قاسية نقرأها والتأثر قليلا قال فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى. بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي قاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده ثواب عنوان استجابة الله لاولي الالباب. يقول تعالى فاستجاب لهم ربهم اي فاجابهم. روى سعيد ابن منصور. نعم. عن سلمة رجل من ال ام سلمة. في سننه. نعم. قال قالت ام سلمة يا رسول الله لا نسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فانزل الله فاستجاب لهم ربهم الى اخر الاية وقالت الانصار هي اول ضعينة قدمت علينا. وقد رواه الحاكم في مستدركه. ثم قال صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وقوله اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى هذا تفسير للاجابة. اي قال لهم مجيبا لهم انه لا يضيع عمل عامل لديه. بل يوفي كل عامل بقسط عمله من ذكر او انثى احسن الله اليك. قال بعضكم من بعض اي جميعكم في ثواب سواء فالذين هاجروا اي تركوا دار الشرك واتوا الى دار الايمان وفارقوا الاحباب والاخوان والخلان والجيران. واخرجوا من ديارهم اي ضايقهم المشركون بالاداء حتى الجأوهم الى الخروج من بين اظهرهم. ولهذا قال واوذوا في سبيلي اي انما كان ذنبهم الى الناس انهم امنوا بالله كما قال تعالى يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم. وقال تعالى وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد. وقوله تعالى وقاتلوا وقتلوا هذا اعلى المقامات ان يقاتل في سبيل الله فيعقر جواده ويعفر وجهه بدمه وترابه. هم. وقد ثبت في الصحيح ان رجلا قال يا رسول الله ارأيت ان قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر ايكفر الله عني خطاياي؟ قال نعم ثم قال كيف قلت؟ فاعاد عليه ما قال؟ فقال نعم. الا الدين. قاله لي جبريل انفا. الله اكبر. دليل على عضلة شأن الدين وحقوق الناس حتى المجاهد تكفر خطاياه ظاهرها الكبائر والصغائر لكن حكم الناس تبقى عليه الا الدين من حقوق الناس تضيع المشاحة. ولهذا قال تعالى لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار. اي تجري تجري في خلالها الانهار من انواع المشارب من لبن وعسل وخمر وماء غير اسن وغير ذلك مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر تجري من بينها اي تجري في خلالها نعم الانهار من انواع المشارب من لبن وعسل وخمر وماء غير اسن وغير ذلك مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. سواء كان وقوله ثوابا من عند الله اضافه اليه ونسبه اليه ليدل على انه عظيم. لان العظيم الكريم لا يعطي الا جزيلا كثيرا. وقوله تعالى والله لهم عنصر الثواب اي عنده حسن الجزاء لمن عمل صالحا. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله اما بعد. هذه الايات الكريمات اخر سورة ال عمران ايات عظيمة هي صفات وزع الباب واصحاب العقول السليمة وثوابهم وجزاهم عند الله عز وجل فيها دعاءهم وتضرعوا الى الله عز وجل وفيها ريال ما هو عليه من التأمل والنظر في عقولهم وعدم الغفلة والاعراض ولهذا فانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الايات العشر من اخر سورة ال عمران اذا استيقظ من النوم كل يوم استيقظ من النوم قرأ هذه الايات عند خلق السماوات والارض حتى يختم السورة قال سبحانه ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات في خلق السماوات والارض في خلق السماوات السماوات على عظمها وارتفاعها وسعتها وما فيها من الكواكب والنجوم والملائكة والشمس والقمر والعرظ بما فيها انخفاض والكثافة ومع يفرز الله فيها على من الاشجار والانهار والثمار والمعادن وكونها مستقرة يستقر عليها الناس يسيرون عليها ويحفرون الابار في جوفها ويستخرجون ويستخرجون منها ويسافرون عليها ويبنون مساكنه عليها بوتاهم فيها الى غير ذلك من المنافع والمصالح واختلاف الليل والنهار يعني تعاقبهما تعاقب الليل وتعاقب النهارده في الاية الاخرى يولد الليل في النهار ويورد النهار في الليل وتقاربه معه فالليل يقترض من النهار والنهار اقصد من الليل فيطول هذا ويقتل هذا ويستغيان في فصل في السنة مرتين في فصل الربيع وفي فصل الخريف في خلق السماوات وفي خلق الارض واختلاف الليل والنهار لاياته يعني دلالات على قدرة الله ووحدانيته واستحقاقه للعبادة وانه الرب المعبود بالحق وانه لا تنبغي العظمة الا له وانه الكبير المتعال وانه مستحق للتعظيم والاجلال والعظمة والكبرياء وانه الذي يستحق العبادة ولا يستحقه غيره هؤلاء ايات ودلالات ليس لكل احد بل لاولي الالباب لاصحاب العقول السليمة الذين ارشدتهم عقولهم الى التفكر والنظر والتأمل والاستدلال. هؤلاء اصحاب القبلة على العقول السليمة هم اولو الالباب اما اصحاب العقول الفريضة او الموعظة هو متدنسة في المعاصي والغفلة والاعراض فلا فلا يستفيدون ولا يتعاملون انما هذا شأن اولي الالباب اثنى الله عليهم دعايات لاولي الفار الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطل. ووصى الله سبحانه وتعالى لذكر الله على جميع الاحوال قائمين وقاعدين ومنفجعين وعلى جنوبهم واسأل الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع هذه اوصافه انهم يستدلون في ايات الله الكونية على قدرة الله ووحدانيته ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ويذكرون الله في جميع احوالهم قياما وقعودا وعلى جنوبهم. ويدعون الله بهذه الدعوات ربنا ما خلقت هذا باطلا يعني قائلين ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ما خلقت هذه السماوات وهذه الاراضين الا وخلق الله السماوات والارض بالحق والتي تجزى كل نفس بما كسبت سبحانك تنزيها لك يا الله عن الخلق عن خلق شيء بالباطل وتنزيها لك عن العبث وعن ما لا يليق بك ثم سأل الله قال وقنا عذاب النار ان يجعل بيننا وبين الله عذاب النار وقاية ربنا عندك ما تدخل النار قد اخزيته من دخل النار فقد اخسيته يعني فضحته على رؤوس الخلائق قبال الظالم من الانصار وعلم من خلده الله في النار وهو كفرة فقد اخساه الله. اما المؤمن العاصي فانه اذا دخل النار لا يخلد فيها فيبقى فيها مدة ثم يخرج منها ويزول عنه الخزي بعد ان يطهر لكن الكافر هو الذي يستمر في الزهور. وبعض الظالمين والانصار يعني ليس اذا انظلم والنصير واعظم الظلم هو الشرك. فليس للمشركين من نصير وكذلك الذين يظلمون الناس اتباعهم واموالهم واعراضهم لابد ان يؤدوها لكن اعظم الظلم الشرك ربنا اننا سمعنا منادي ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا نوهوا باتباعه من الرسول عليه الصلاة والسلام اننا سمعنا منادي منادي الايمان داعيا يدعو الامام والرسول فامن ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا توسلوا الى الله بالايمان. هذه من الوسيلة المشروع التوسل الله بالايمان ربنا اننا نسمع مناديا للايمان ينادي الايمان انا من ربكم فامنا فربنا فاغفر لنا ذنوبنا. نسأل الله المغفرة. ان يسترها وقنا شرها في الدنيا والاخرة فما غفر الله ذنبه المعصية رقي شرها واذا لم يغفر الله فيتك سببا فيه وهي سبب في عذاب القبر وسبب في عذاب النار. واذا غفرها الله وسترها فحاها على العبد فانه يسلم من شرها في الدنيا والاخرة عن سيئاتنا يسترها وتوفنا مع الابرار وتوفنا مع الابرار على الايمان والتوحيد. ربنا واتنا ماواتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة. اسأل الله ان يعطيهم ما وعدهم على وصولهم الى الثواب والجزاء الحسن ولا تحسن يوم القيامة نسأل الله ان لا يخزيهم والا ليعذبهم انك لا تكون ميعاد. فهو سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بان لا يخزيهم وان يثيبهم ويجازيهم الجزاء الحسن نسأل الله ان يوفي لهم ما وعدهم هو سبحانه وتعالى لا يخطر لاحد قال الله فاستجاب الله فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم لبعض. استجاب الله دعاءهم يعني اجاب الله او دعاءهم واخبر سبحانه انه لا يضيع ثوابهم بل يجازيهم سواء كانوا ذكورا او اناثا فاستجاب له ربهم اني لا اضيع عمل عمل منكم من ذكر او انثى تعلق من بعض يعني كلهم جميعا وعدهم الله بالثواب ثم سبحانه وتعالى نوه عن اعمالهم الصالحة والدنيا فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا هاجروا وتركوا اوطانهم واهليهم رغبة في اغترارا بدينهم مستجابة لامر الله وامر رسوله الذين هاجروا فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم اخرجهم الكفار واعجبهم الى الخروج وعودوا في سبيل هذا هم الكفار في التعذيب وبالقتل وفي الايذاء وفي التعيير الى غير ذلك من وعد الله وخوضوا في سبيله وقاتلوا وقتلوا جاهدوا في سبيل الله. قاتلوا وقتلوا حتى استشهدوا في سبيل الله وهذا اعظم ما يملكه الانسان الحروف التي بين جنبيه فاذا بدأها لله كان اعظم لاهل الله وقدمها رخيصة في سبيل الله تعظيما لله واستجابة لامره ولهذا عوض الله الشهداء ارواحهم ابدانا اخرى تتنعم بواسطتها. لما بذلوا اجسامهم واتلفت اجسامهم لله جعل الله ارواح الشهداء في حواصل طير الخضر تسرع بالجنة تلد انهارها وتأكل من ثمارها وتؤوي الى قناديل معلقة بالعرش عوضها الله اما المؤمن غير الشهيد فان روحه تتنعم وحدها لو كفرن عنهم سيئاتهم ولا ادخلنهن وعدهم الله بتكفير السيئات ورفع الدرجات كفر الله سيئاتهم وسترها فضحاها فسلموا من شرها وعاقبة في الدنيا والاخرة ثم بعد ذلك ادخلهم الجنات. فالتخلية قبل التحلية تخلية تخلوا من الذنوب والمعاصي سترها الله ثم حلاهم للثواب بعد ان ازال عنهم العائب وهي المعاصي وسترها حلاهم في الثواب توفر على ام سيئاتهم ولو ادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار تجري من بينها انهار الماء وانهار اللبن وانهار الخمر وانهار العسل. ثوابا من عند الله يعني جزاء من عنده ثواب عظيم. اضافه الله اليه في بيان عظمة فالعظيم يعطي الثواب العظيم. ثواب من عند الله. والله عنده ثواب الجزاء سبحانه وتعالى. وهذا فضل عظيم ليه هؤلاء المؤمنين الذين هذه اعمالهم وهذه صفاتهم يعظمنا الله ويتفكر في عرض السماوات والارض ويذكر الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ينزهون الله سبحانك ويدعون بهذه الدعوات ويهاجرون في سبيل الله وصبروا على الاذى وجاهدوا في سبيل الله هذه اعمالهم وهذا جزاؤهم نعم احسن الله اليك ذكر في سورة الاحزاب حديث ام سلمة الامام احمد رواه قال قالت قلت للنبي ما لنا لا نذكر لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال. نعم. قالت فلم يرعني منه ذات يوم الا ونداؤه على المنبر قالت وانا شعري فلففت شعري ثم خرجت الى حجرتي حجرة بيتي فجعلت سمعي عند الجريد فاذا هو يقول سمع عند الجريد نعم احسن اليك فاذا هو يقول عند المنبر يا ايها الناس ان الله تعالى يقول ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الى اخر الاية وهكذا رواه النسائي وابن جرير ايه تمشطها قال الخطبة والكلام قالت انه يقول يا ايها الناس الخادمة قالت دريني انا من الناس الناس تشمل الذكور والاناث نعم